الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ماذا وراء الموت؟! الجزء الخامس
فريدة رمزي شاكر
2025 / 9 / 4الطب , والعلوم
هل تساءلتَ يوماً عن مصير وجودك بعد الموت، وأين تذهب الروح لمستقرها؟
نؤمن بأن فناء الجسد يُؤدي إلى إستمرار وجودنا بأشكال مختلفة لحياة أخروية.
هذه الأسئلة حيرت البشر على مرّ العصور. نؤمن بأن الموت ليس نهاية الإنسان، ولكن ما الأدلة والضمانة التي منحتها لك معتقداتك والتي تجعلك تقول في نفسك خليني أمشي وراء هذا الخيط الرفيع ربما أوصل يوماً لتلك الحياة المنشودة ؟!
تحول الوجود ذاته يقودنا إلى واقع آخر منتظر. وتتحرر الروح من ثقلها المادي الكثيف عندما يفرض فناء أجسادنا وجودنا في هذا الوجود بالعالم الأخر!
يتفق معظم المتدينين أو المؤمنين بأديانهم على أن الموت ليس النهاية، لكن لدى الكثيرين منهم تصورات مختلفة عما يحدث بعد الحياة. يعتقد المسيحيون واليهود والمسلمون والربوبيين وبعض أديان ومعتقدات جنوب آسيا بصفة عامة بأن الإله الخالق سيحاسبهم عند الموت، وتنتقل أرواحهم إلى دار الثواب أو العقاب .
يُطلِق المسيحيون في العالم على هذا المُستقَر للأرواح اسم الفردوس أو الجحيم وهذا بخلاف الملكوت بعد يوم الدينونة. يؤمن بعض ـــ وليس كل ــ المسيحيون الكاثوليك بعقيدة المطهر، وهو مكانٌ لمن لا يستحقون العقاب الأبدي في الجحيم، لكنهم ليسوا صالحين بما يكفي لدخول الفردوس. فيتم دخول أرواحهم المطهر، ليُطهَّرون فيُقبَلون في الفردوس. وهي للأسف عقيدة ليس لها أساس كتابي !!
ـــــ يُطلق المسلمون على دار الثواب في الآخرة اسم «الجنة»، بينما يُطلقون على دار العقاب اسم « جهنم» وليس الجحيم، وُصفت الجنة في كتاب المسلم بأنها جنة مليئة بالفرح والمسرات والفاكهة والأطعمة والمشروبات، بينما وُصفت جهنم بأنها دار عذاب لا ينتهي.
يؤمن المسلم بحياة البرزخ كمكان إنتظار ليوم القيامة، بينما يؤمن المسيحي بحياة الفردوس مع المسيح كمكان إنتظار ليوم الدينونة والمجئ الثاني للمسيح الديات. .
وحياة البرزخ مغايرةً والروح فيها تعلق بالبدن أو الجسد، وإن فارقته في وقت ردّت إليه في وقت آخر، مثل وقت السّؤال، أو النّعيم والعذاب، ولا يعلم حقيقة هذه الحياة وكيفيّتها إلا الله، والمسلم سواءً أكان عاصياً أم صالحاً، فإنّه لا بدّ أن يمرّ في مرحلة البرزخ، ويكون فيها إمّا منعّماً أو معذّباً، حتى يبعثه الله سبحانه وتعالى. والبرزخ هو عالم ما بين الدنيا والآخرة من وقت الموت إلى البعث.
وهناك حاجز بين موتى البرزخ وبين الآخرة، إنها حياة أهل القبور، حياة ما بعد الموت، حياة البرزخ بين الدنيا والآخرة، تستقر فيها أرواح الموتى، وهو عالم روحاني لا يُقاس ما فيه على عالم الدنيا المادي، فلا تحكمه قوانين المكان والزمان والمادة؛ بل هو عالم آخر له أحواله وأسراره التي لا يعرفها المسلم.
ـــــ يؤمن اليهود أيضًا بالحياة الآخرة، وأنه عندما يموت الإنسان، يحاسبه الله على حياته. ويعتقد معظم اليهود أنه ينبغي عليهم التركيز على حياتهم الحاضرة، وعدم التفكير كثيراً فيما يحدث لهم بعد الموت.
ـــــ الولادة والولادة الجديدة عند الهندوس والسيخ والبوذيون:
يؤمن الهندوس والسيخ والبوذيون بأن الناس يعيشون دوراتٍ عديدة من الولادة والبعث. هذا يعني أنه عند الموت، سيولد المرء من جديد في حياةٍ أخرى. تُعرف هذه الدورة باسم « سامسارا». يُحدد مدى جودة أو سوء الحياة التالية بمدى إلتزام الشخص بواجباته على الأرض. تُسمى هذه الواجبات « دارما» .
« الكارما» هي نوع من نظام الحكم الكوني: الأفعال الجيدة تجمع الكارما الجيدة، والتي تساعد على ضمان حياة سعيدة وممتعة في المستقبل، والأفعال السيئة تجمع الكارما السيئة، والتي ستؤدي إلى حياة مستقبلية ليست إيجابية أو مبهجة.
هدف الهندوس والسيخ والبوذيين هو الهروب من دائرة السامسارا، وقضاء حياة هانئة إلى الأبد. يُطلق البوذيون على هذه الحالة اسم النيرڤانا، بينما يُطلق عليها الهندوس والسيخ اسم الموكشا . تعمل الكارما والسامسارا معًا لضمان العدالة، وأن يحصل كل فرد على ما يستحقه في النهاية.
مثلاً هناك تمثال لبوذا في معبد شويموختاو» في ميانمار. ويُصوّر بوذا مُستلقيًا على سرير خلال مرضه الأخير، قبيل وفاته ودخوله مرحلة البارينيرڤانا، مُتحررًا بذلك من دورة السامسارا.
لذا، فإن معتقدات معظم المتدينين حول الحياة بعد الموت تدور حول العدل والإنصاف. سواءً أكانت الكارما هي التي تُحدد الحياة الآخرة أم أن الله أرسل روحاً إلى دار ثواب أو عقاب. وتُعلّم معظم الأديان أن كل إنسان سيواجه عواقب عيشه، ولن ينجو أحد من العدالة في الآخرة.
ــــ هل الموت هو النهاية؟
قد يستنتج من لا يؤمنون بالله أو غيره من الكائنات العليا أن الموت هو النهاية. قد تُشكّل الأفكار المتعلقة بالعدالة الإلهية وعدم الإضطرار للموت عزاءً للمتدينين، لكن بالنسبة لمعظم الملحدين الذين لا يؤمنون بوجود إله أو آلهة، وبعض اللاأدريين الذين يعتقدون أننا لا نستطيع معرفة وجود الله أو الآلهة، فلا توجد لديهم أدلة كافية على الإيمان بالحياة بعد الموت.
ــــ بالنسبة للعديد من الملحدين، وبعض اللاأدريين، فالموت هو النهاية، ولكنه ليس بالضرورة أمراً يدعو للخوف أو القلق. إنه يعني حرية العيش دون خوف من العقاب في الحياة الآخرة، وهذا ما يحفز الناس أحياناً على استغلال وقتهم على الأرض على أكمل وجه.
ـــــ ربما بحثت في أديان كثيرة عن مصير الإنسان وما الذي ينتظره أتباع هذا الدين بعد موتهم وكيف ينظرون للموت، فلم أجد أي دين أو معتقد أو كتاب سوى الكتاب المقدس من بين مئات الأديان والمعتقدات والثقافات والكتب الدينية على كوكب الأرض، يقدم تفاصيل عن ما وراء الموت وعن الروح وعن خلاص روح الإنسان بعد أن يخلع الإنسان خيمته الثقيلة، جسد المرض والأتعاب والألم، وكيفية نجاة الروح من فخ الموت الجسدي وماذا ينتظرنا وراء الموت؟
الكتاب المقدس بعهديه وحده الذي تفرَّد وأهتم من الغلاف للغلاف بكيفية نجاة الإنسان وخلاصه ومصيره بعد أن ينحل الجسد ويتفكك ليعود إلى أمه الأرض!
ــ لي تكملة في جزء سادس عن دراسة تفاصيل الموت بحسب الكتاب المقدس .
|
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الأرشمنديت جاك عابد: الاستيطان والاحتلال مثل الأخطبوط والسرط
.. محمود حبيب لـ-العربية-: من الطبيعي أن نحصل على مناصب بالجيش
.. الجيش الإسرائيلي يدمّر صهاريج المياه في إحدى قرى مسافر يطا ج
.. الأقمار الاصطناعية تكشف تدمير إسرائيل أكثر من 1500 مبنى داخل
.. فرس النهر | الموت أو الحياة | ناشونال جيوغرافيك أبوظبي