الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الخان -قصة قصيرة-
طارق ناجح
شاعر، قاص، وكاتب
(Tarek Nageh)
2025 / 9 / 7
الادب والفن
الخان بقلم / طارق ناجح
★ الهروب من الضجيج
ضَجَّ قسم الشئون المالية بإحدى الإدارات الحكومية بالموظفين من خارج القسم من شئون عاملين ووحدة حسابية لإنهاء بعض الأعمال والاستمارات المالية الوارده منهم أو الصادرة إليهم . وأشتد الحديث بينهم و كلاً منهم يَظِّن أَنَّه كلما إرتفع صوته أصبحت حُجَّتَهُ هو الأقوى والمُقْنِعَة . قام فارس بِصَّب فنجان القهوة الخاص به وصعد إلى سطح المبنى هرباً من هذا الضجيج وحتَّى يستطيع أيضاً إشعال سيجارة . وجد سلة مهملات حديدية فارغة فقام بِقَلْبِهَا رأساً على عقب حتَّى يجلس عليها بالقرب من جانب السور المُطِّلْ على البحر . أخذ نفساً عميقاً من سيجارته الـ (كيلوباترا) مع رشفة من فنجان قهوته محاولاً إخراج الدخان من فمه في حلقات ولكن الهواء أفسد مُخَطَّطَهُ.
★★★★★★★★★★
★ حلم الخان
سرح فارس بأفكارِهِ بعيداً كما هي عادته منذ أن التحق بمدرسة ناصر الأبتدائية في قريته بصعيد مصر . فكان احيانا كثيرة يسرح بخياله أثناء الحصة الأولى عندما يبدأ المدرس في شرح الدرس وعلى الرغم من ذلك كان الأول على المدرسة طوال تسعة أعوام حتَّى إلتحق بالثانوية العامة وبدأت الأمور والظروف تختلف كثيراً. نظر فارس إلى البحر الأحمر الذي إحتل المركز الثاني في عِشقِهِ للمسطحات المائية بعد نهر النيل الذي قضى بجواره ثلاثة عقود تقريباً سواء في قريته القابعة بين الجبل الشرقي ونهر النيل أو القاهرة التي امضى بها ثمانية أعوام. إمتطى فارس حصان خياله الذي جمح به هذه المرًَة ليُصبِح صاحب "خان" فندق صغير على البحر يمضي فيه الباقي من أيامِ عُمره والتي يعلم الله وحده مدى طولها أو قِصَرِهَا.
وكما قال أمير الشعراء
دقات قلب المرء قائلة له
إن الحياة دقائق وثواني
ولم يكن خيال فارس جامحاً ليحلم بأن ثروته تتضخم ويصبح صاحب سلسلة فنادق ليصبح صاحب ألف غرفة وغرفة وبدلاً من أن تمتد واجهة الخان على البحر بضع عشرات الأمتار تصبح آلاف الأمتار .
★★★★★★★★★★
★ مواصفات الحلم
كان حلمه يقف عند إمتلاكه "الخان" .. فندق صغير ، سوف يطلق عليه إسم (الخان) .. إسم عتيق من اصل فارسي يعود به مئات الأعوام إلى الماضي . وسوف يحرص على أن يكون بناء الفندق وتصميمه الخارجي والداخلي يوحي بهذا الإسم .. بل وشطح به خياله أنَّه لن يستخدم الأضواء المبهرة في الفندق بل سيستخدم مصابيح ذات إضاءة هادئة موضوعة داخل مشكاة. سيكون الفندق مثل بوابة زمنية ينتقل رواده من عالم التكنولوجيا والأضواء إلى عالم الهدوء والراحة .. لا ضجيج ، لا إنترنت ، سيقوم النزلاء بضبط هواتفهم على الوضع الصامت .. حتى الفندق سوف يحرص أن يكون مكانه بعيداً عن المدينة عشرات الكيلومترات. سوف يحرص على تعلم القليل من اللغات الأجنبية لتتيح له التحدث مع النزلاء الأجانب ،بل والمصريين أيضاً الذين أصبح نصف كلامهم باللغة الإنجليزية .
★★★★★★★★★★
★ القصة غير المحكية
سيتحدث مع الجميع على حد سواء وكأنه النزيل الوحيد بالفندق .سوف يستمع إلى قصصهم وحكاياتهم إذا رغبوا في ذلك، وسوف يعيش معهم حكايتهم كأنه أحد أبطالها أو كأنه صديق البطل الذي يقف صامتاً في أحد الأركان حتى يستطيع أن يكون لديه رأياً صائباً إذا إحتاج صديقه الرأي .
لقد إكتفى من قصص يوسف السباعي وإحسان عبدالقدوس ونجيب محفوظ التي كانت مرآة للواقع، والتي صاغها كبار أدباؤنا ومفكرينا بإسلوبٍ شيق وممتع تجعلنا نجلس الساعات الطوال حتَّى ننهي رواية أو مجموعة قصصية. ومهما شطح خيال الكاتب فهو في النهاية خيال إنسان قد يكون الواقع أكثر خيالاً منه. وفارس يريد أن يكون لديه قصص أخرى جديدة من جميع أنحاء الدنيا . قصص يسمعها من أبطالها مباشرة دون أي شطحات أو لمسات خيالية أو رومانسية من المؤلف. يريد أن يصبح شهريار يستمع كل ليلة حتى مطلع الفجر إلى قصة مختلفة . قصة تحكي سراً مختلفاً من أسرار هذا الكائن العجيب الذي يدعى إنسان . قصة تحمل الحب والأمل .. تحمل الكره وسوء العمل .. تحمل التضحية بقلب صابر مُحتَمِل .. تحمل مشاعر مختلفة بين فرح وحزن فلا شئ مُكتمل. يريد أن يسمع ألف قصة وقصة لعله ينسى قصته هو التى فقد فيها كل احبائه الذين تركوه وحيداً يحيا مع ذكرياتهم الجميلة التي تجعله أكثر ألماً وحزناً لفراقهم وأكثر شوقاً وحنيناً لرؤياهم ..
بقلم / طارق ناجح
|
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. كلمة أخيرة - الفنانة صفاء أبو السعود تكشف سر ارتباطها بحملة
.. رسام عرف يخطف قلوب المصريين 00 ياسين فنان ااحضارة
.. الفنانة صفاء أبو السعود تروي لـ أحمد سالم تفاصيل حفلة الجران
.. لبنان.. مسرحية -غزة، عيتا الشعب، غزة- انعكاس لنساء حولن الأل
.. باللغة النوبية المطرب أحمد اسماعيل يغني لنيل مصر العظيم بم