الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
كيف صنعت الCIA إنقلاب تشيلي الدموي وصعود بينوشيه؟
زياد الزبيدي
2025 / 9 / 15مواضيع وابحاث سياسية
ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي
15 سبتمبر 2025
في 11 سبتمبر 1973، شهدت تشيلي إنقلابًا عسكريًا دمويًا أطاح بحكومة الرئيس المنتخب ديمقراطيًا سالفادور أليندي. لم يكن الإنقلاب مجرد صراع داخلي، بل جاء في قلب الحرب الباردة، حيث لعبت وكالة الإستخبارات المركزية الأميركية (CIA) دورًا رئيسيًا في هندسة الحدث. المقال الذي كتبه المؤرخ والباحث الروسي "أندريه سيدورشيك" في مجلة "أرغومنتي إي فاكتي" يقدّم عرضًا مكثفًا لعشرة حقائق أساسية عن الانقلاب، نعيد هنا صياغتها في دراسة تحليلية.
الفصل الأول — فوز أليندي: الصدمة الغربية
أعتُقد طويلًا في الغرب أن الشيوعيين واليسار الجذري غير قادرين على الوصول إلى السلطة عبر صناديق الإقتراع. لكن إنتخابات 1970 في تشيلي قلبت هذه الصورة رأسًا على عقب بفوز مرشّح تحالف «الوحدة الشعبية» سالفادور أليندي. واشنطن التي كانت تعتبر أمريكا اللاتينية «الفناء الخلفي» لها، رأت في هذا الفوز خطرًا يهدد مصالحها الجيوسياسية والاقتصادية.
الفصل الثاني — التأميم كجريمة إقتصادية ضد واشنطن
بدأ أليندي تنفيذ برنامجه الإنتخابي: إصلاح زراعي، توطيد العلاقات مع الكتلة الإشتراكية، وتأميم شركات النحاس المملوكة لأميركا. كان قطاع النحاس العمود الفقري لإقتصاد تشيلي وموردًا رئيسيًا للشركات الأميركية. هذه الخطوة وحدها كانت كافية لإطلاق صافرات الإنذار في واشنطن، لتنتقل المواجهة من سياسية إلى إستخباراتية.
الفصل الثالث — الحصار الإقتصادي ومحاولة الخنق
في البداية راهنت الولايات المتحدة على العقوبات والضغوط المالية. أليندي نفسه صرّح في الأمم المتحدة (1972) بأن بلاده تتعرض لـ«خنق إقتصادي» منظم. ورغم الأزمات و«مسيرات الطناجر الفارغة» التي حشدتها المعارضة، تمكّن أليندي من الحفاظ على قاعدة شعبية بلغت نحو 45% في إنتخابات 1973 النيابية. عندها إتجهت واشنطن نحو الخيار العسكري.
الفصل الرابع — مشروع FUBELT: وثائق تورّط الـCIA
في 1998 كُشف النقاب عن وثائق «مشروع FUBELT»، التي تؤكد تمويل وتخطيط الـCIA لإنقلاب عسكري بقيادة الجنرال أوغستو بينوشيه. هذه الوثائق تثبت أن التدخل الأميركي لم يكن تكهّنًا أو «أسطورة يسارية»، بل سياسة عملية مدروسة ضمن الحرب الباردة.
الفصل الخامس — الطريق إلى 11 سبتمبر: من «تانكيتاسو» إلى صعود بينوشيه
في يونيو 1973 فشلت محاولة إنقلاب («تانكيتاسو») وقمعها الجيش بقيادة الجنرال كارلوس برات الموالي لأليندي. لكن برات إستقال تحت ضغط زملائه، ليصعد مكانه بينوشيه، الذي سيقود بعد أقل من ثلاثة أشهر الإنقلاب الناجح.
الفصل السادس — سيناريو الإنقلاب: من الأسطول إلى «لا مونيدا»
في 10 سبتمبر بدأ التمرد على السفن الحربية المشاركة في مناورات «يونيتاس» مع البحرية الأميركية. قُتل ضباط وجنود موالون لأليندي. وفي 11 سبتمبر صباحًا، سيطر الإنقلابيون على المراكز الإستراتيجية، بينما صمد قصر «لا مونيدا» حتى قصفته الطائرات.
الفصل السابع — خطاب الوداع وموت أليندي
أمام خيار الإستسلام أو الموت، ألقى أليندي خطابه الأخير: «لن أستقيل! قد يقمعوننا، لكن التاريخ ملك الشعوب». ثم قُتل داخل القصر. تحقيقات لاحقة (2011) إدعت أنه إنتحر بسلاحه الشخصي، لكن مسؤوليته التاريخية في رفض الإستسلام جعلت موته رمزًا للمقاومة.
الفصل الثامن — القمع الثقافي والدماء: قضية فكتور خارّا
بعد الإنقلاب، تحوّل ملعب «ناثيونال» في سانتياغو إلى معسكر إعتقال. الآلاف تعرضوا للتعذيب، بينهم الشاعر والمغني فيكتور خارّا الذي قُتل بوحشية. لم يُحاكم قتلته إلا بعد أربعة عقود، حين صدرت إدانات قضائية في 2018.
الفصل التاسع — عدد الضحايا: أرقام متنازع عليها
تختلف الأرقام بين المصادر: لجنة رسمية في 2011 أحصت نحو 3065 ضحية مباشرة، بينما تقديرات اليسار التشيلي تصل إلى 12 ألف قتيل في سبتمبر وحده، وأكثر من 40 ألف معتقل ومختفٍ قسريًا خلال حكم بينوشيه (1973–1990).
الفصل العاشر — الإرث: النيوليبرالية بالعنف
حكم بينوشيه دشّن تجربة «إقتصاد السوق الصارم» بيد «أولاد شيكاغو»، فإرتفع النمو لكن على حساب تفاوت إجتماعي صارخ، في ظل قمع دموي. أصبح نموذجًا يحتذيه أنصار النيوليبرالية، لكنه أيضًا مثال حي على الثمن الباهظ للدكتاتورية العسكرية.
الخاتمة
إنقلاب 11 سبتمبر 1973 لم يكن مجرد إنتقال للسلطة في بلد لاتيني، بل درس صارخ في كيفية تلاقي المصالح الإقتصادية للشركات الأميركية مع إستراتيجيات الحرب الباردة. هو تذكير دائم بأن الديمقراطية الناشئة قد تُسحق إذا إصطدمت بمصالح قوى كبرى. موت أليندي لم يكن نهاية القصة، بل بداية فصل طويل من الجراح والذاكرة والبحث عن العدالة.
|
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. خليل الحية يستحضر هجوم 7 أكتوبر مجددا.. ما الرسائل في هذا ال
.. الهلال الأحمر الفلسطيني: إصابة صحفيين ومتضامنين أجانب في اعت
.. مسؤول أممي: حجم النفايات في غزة هائل
.. مراسل الجزيرة: فريق من الصليب الأحمر وعناصر من القسام يجرون
.. بايدن لترمب: أنت تعمل لدينا