الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الظاهرة الصوتيّة وظاهرة العقل والقوّة بين العرب وإسرائيل
عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
2025 / 9 / 16
مواضيع وابحاث سياسية
اقرأوا "البيان" الختامي لقمّة الدوحة يوم أمس..15-9-2025
واقرأوا "بيان" اسرائيل في غزّة هذا اليوم.16-9-2025
ستجدونَ أنّ "قمّةَ" الدوحةِ تلك، كانت بمثابة "مجلس فاتحة" باذخ، للمدينةِ "المُتوفاة" التي لم يتم أصلاً عقد "مجلس العزاء" من أجلها، بل من أجل "الدوحةِ" العامرةِ بالمالِ والعافيّة، التي استهدفت إسرائيل جُزءاً من "مُجمّعٍ سكنيٍّ" فيها، يجتمع فيه "قادة" الجناح السياسي لحركة حماس، بينما يتمّ الإجهازُ على ما تبقّى من "بُنيانِ" غزّة الآن، وعلى ما تبقّى من سكّانها، بعد أقلّ من 24 ساعة على ختام تلكَ "القمّةِ" العربيةِّ والاسلاميّة البائسة، و "الفقيرةِ" جدّاً.
هذا هو ردّ تل أبيب على الدوحَة.
شاهدوه الآن على الفضائيّات "العربيّة- الاسلاميّة".. و "تمتّعوا" به، كمتعتكم بـ "الكرنفال" الاستعراضي لـ "الأُبّهاتِ المَلَكِيّةِ- الرئاسيّة"، ليوم أمس.. واطرِبوا على ما وردَ في بيان الدَوحةِ " العَنتَريِّ" جدّاً، و"الدونكيشوتي" أكثرَ ممّا يجب، وعلى جزيلِ "الشِعرِ والنثرِ" الذي جاءَ فيه.
ردُّ العربِ والمسلمينَ في الدوحةِ يوم أمس(على انتهاكاتِ الآخرينَ الدائمةِ بحقِّهم، وتجاوزِ "الآخرينَ" الصريحِ على كُلّ شيءٍ يخصُّهم ويخُصُّ قضاياهم "المُقدّسَة")، كانَ مُجرّدَ "ظاهرةٍ صوتيّةٍ" فجّة.. بينما ردُّ اسرائيل هو في صريرِ "سُرُفات" الدبابات التي يصُمُّ صوتها آذانَ العالمِ "الطَرشاءِ" الآن.. ويتعامَلُ هذا العالمُ مع "ايقاعها" الآن، وكأنّها لا تهرِسُ "مُجتَمَعاً" بشرياً كاملاً، بل "مملكةً" للنملِ الرخيصِ القابلِ لـ "الإبادة".
الردُّ الحاسم والحقيقيّ على "أكاذيبِ" ونفاقِ "العرب- المُسلمين".. هو في "الحقائق" التي يتمّ استكمال "دَقِّ" أُسسها العميقة على أرضِ غزّةَ الآن.. وليس في تَرَف القصور الفارهة، والطائرات "المُطَهَّمَة"، وفنادقِ العشر نجوم.
لم يكن المطلوب من قمّةِ الدوحةِ أن "تُعلِنَ الحرب" على جميع "الأعداء".. ولا أن تقِفَ بالضِدّ من الولايات المُتّحدة الأمريكيّة-الترامبيّة.
كان بوسع هذه "القمّةِ" الفقيرةِ جدّاً في مخرجاتها (حالها حال كلّ القمم العربية - والاسلاميّة على مدى أكثر من 60 عاماً، ضاعت خلالها كُلُّ "فلسطين")، أن تُلوِّحَ بالكثير من أدوات الضغط السياسيةِ والاقتصاديّةِ (والدبلوماسيّة) التي تملكها 57 دولة شاركت في هذهِ "القمّةِ- القاع" مقابلَ "دولةٍ" واحدة، لا تكُفُّ عن العربَدة، وهَدرِ "الكرامات".. هذا إن بقت هناك كراماتً تنتَظِرُ الهَدرَ والسَحقَ بالدبابات والطائرات و "الروبوتات".. وأيضاً بـ قوّة "العقل" الذي يعرفُ كيف يتعامل مع "أعداءهِ" بأفضلِ وأكفأ "الوسائل المُمكِنة والمُتاحة.. هذا "العقل" الذي نفتقدهُ نحنُ.. ليسَ الآن.. بل ومنذُ زمانٍ بعيد.
يا للعار.
نعم.
يا للعار.
لم يَعُد لدينا، وأمامنا، من تجسيدٍ لحالِنا.. سوى العار.
و يا لهُ من عار.
|
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. المكسيك: تحرش بالرئيسة فما حال نساء البلاد؟ • فرانس 24
.. لماذا أخفقت مبادرة- الهدنة الإنسانية- في السودان؟
.. قمة المناخ في البرازيل: مقاطعة من القوى الكبرى وآفاق محدودة
.. مشروع القوة الدولية يثير الجدل.. هل تفرض واشنطن وصايتها على
.. أكثر من 700 ضربة روسية على 17 بلدة في زابوروجيا الأوكرانية