الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ورسالة إلى حكماء بني إسرائيل .. هذا إن كان فيهم حكماء ..!!!

محمد الحسيني إسماعيل

2007 / 2 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في سياق الوجود الإسرائيلي وما تقوم به ـ في الوقت الحاضر ـ من حفريات حول وتحت المسجد الأقصى تمهيدا لهدمه وبناء " هيكل سليمان " مكانه ، وبعد نشر المشروع الصهيوني : " قافلة الأجيال " الذي يشمل الحفريات الجارية ـ على قدم وساق ـ لاستكمال إنشاء متحف تحت وفي محيط المسجد الأقصى المبارك والذي يصف وجود الشعب اليهودي على مر الأزمنة إلى يومنا هذا ، ومحاولة ربط هذا التاريخ ـ حسب ادعاءاتهم ـ بوجود الهيكل اليهودي المزعوم مكان المسجد الأقصى المبارك .. أبعث بهذه الرسالة إلى حكماء بني إسرائيل .. هذا إن كان فيهم حكماء ..!!!

بديهي ؛ بعد استيعاب معنى : " التحول في النموذج الديني " ( أنظر مقالات الموقع : http://www.truth-4u.com/ ) .. فإنه يمكننا الانتهاء ببساطة إلى الآتي ..

أولا : لا يمكن الإدعاء أو القول بتعدد الأديان .. فطالما أن الخالق واحد ولا متغير فلابد وأن يكون الدين هو الآخر واحدا ولا متغير ، لأن الدين في أبسط تعريف له هو : " البلاغ الصادر عن الخالق المطلق ( عز وجل ) لهذا الوجود لتعريف المخلوقات بـه كمالات وفعل ، وتعريف هذه المخلوقات بالغايات من خلقها ، وحتمية تحقيق هذه المخلوقات للغايات من خلقها " .. أي هو دين واحد ـ وليست أديانا ـ له براهينه الراسخة . فالدين معرفة عقلية تستلزم البرهان والمنطق العلمي .. والله ( سبحانه وتعالى ) هو مصدر الاثنين .. أي هو مصدر العقل والمنطق العلمي . وقد تم البرهان على كل هذا بشكل مفصل وقطعي في مراجع الكاتب السابقة .

ثانيا : لا مجـال للقول أو التشكيك بأن الدين الإسلامي .. هو دين محلي لم يقصد به سوى العرب ( مقالة قادمة ) . كما وأن محمدا ( ص ) قد نسخ القرآن من الكتاب المقدس ( أي من الديانتين اليهودية والمسيحية ) فليس هناك ما يمكن أن يقال أو يقارن بين قضايا علمية راسخة .. وبين أساطير وخرافات غير واعية ( أنظر على سبيل المثال : مقالات الرد على وفاء سلطان ) .

ثالثا : أن الإنسان لم يخلق عبثا .. كما جاء في قوله تعالى ..

[ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116) ] ( القرآن المجيد : المؤمنون )

كما وأن المولى ( عز وجل ) لم يخلق الإنسان من باب اللهو الإلهي .. كما جاء في قوله تعالى ..

[ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16) لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ (17) بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18) ] ( القرآن المجيد : الأنبياء )

بل هناك غايات محددة من خلق الإنسان .. وعلى الإنسان تحقيق هذه الغايات .. قبل موته ومغادرته لهذه الحياة .. وإلا فإنه سوف يخسر وجوده ومصيره الممتد .

ومن إجمالي المنظور السابق .. دعنا نبدأ من النهاية .. وأبعث بسؤالي هذا من الأعماق لحكماء بني إسرائيل .. هذا إن كان فيهم حكماء ..!!!

لماذا تريدون بناء الهيكل .. هيكل سليمان .. وحائط المبكى ..؟!!!

فإن أجبتم بأنكم تريدون إقامة الهيكل لعبادة الشيطان ( مقالة : هيكل سليمان وعبادة الشيطان ) ..!!! سوف أقول لكم .. أني بريء منكم ومما تعبدون . أما إن أجبتم أنكم تريدون إقامة الهيكل لعبادة الله فأنا معكم إلى النهاية .. فمن منا ـ وبالفطرة ـ لا يريد عبادة الله ـ عز وجل ..؟!!!

بل ودعنا نذهب إلى أبعد من هذا .. هب إنكم معشر اليهود قد قمتم بهدم المسجد الأقصى .. وأقمتم مكانه هيكل سليمان .. وحائط المبكي .. ثم وقفتم بجوار حائط المبكى وبكيتم .. فهل بهذا الهيكل .. وبهذا البكاء .. تكونون قد نلتم الخلاص المأمول ..؟!!! فقولوا لي ما هو خلاصكم .. هذا إن كنتم تعرفون لكم خلاصا ..!!! وهل بهذا البكاء تكونون قد حققتم الغايات من خلقكم ..؟!! هذا إن كنتم تعرفون أن لكم غايات من الخلق ..!!! وإني أتساءل وأهيب بكم أن تجيبوا .. ما هي الغايات من خلقكم ..؟!!! فإن كنتم تعرفون لهذا السؤال إجابة .. أجيبونا بعقل وبعلم وبمنطق .. ولا تجيبونا بخرافات وجهل .. وبأساطير الكتاب المقدس ..!!! وحتى هذه الأساطير ، كما تعلمون ، أنها خالية من أي معنى يتعلق بوجود غايات من الخلق على أي نحو أسطوري .. أو حتى خرافي ..!!!

ثم هل تعتقد أيها اليهودي ـ التائه الضال ـ أن لك إلها .. غير إلهنا ..؟ وهو الذي يقول لنا .. ولكم .. على لسان رسوله الكريم ..

[ .. وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46) ] ( القرآن المجيد : العنكبوت )

وهو الذي يقول لنبيكم ونبينا موسى ( عليه السلام ) ..

[ إِنَّنِي أنَا اللَّـهُ لَا إِلَهَ إِلاَّ أنَا فَاعْبُدْنِي وَأقِمْ الصَّلاةِ لِذِكْرِي (14) ] ( القرآن المجيد : طه )

فهذا هو ..

[ .. اللـَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَىْءٍ وَهُوَ الوَاحِدُ القَهَّارُ (16) ] ( القرآن المجيد : الرعد )

أي هو " الله " .. القادر على قهركم ـ وقهر العباد معكم ـ بما يريده ويبغيه .. ولكنه يترككم لأنها غايات من الخلق . فهو .. [ .. اللـَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَىْءٍ .. ] أي هو الله .. خالقي وخالقك .. أي هو .. " الله " .. إلهي وإلهك .. أي هو " الله " .. الذي لا تعرفون له اسما .. ( انظر مقالة : " الحوار الديني أسمى حوار " .. لترى هذه الحقيقة ..!!! ) وكما رأيت .. أيها اليهودي التائه الضال .. فإن نبيكم موسى ( عليه السلام ) .. هو نبينا أيضا .. فهل وعيت هذا .. أم لم تع ..؟!!!

وهل تعلم أيها اليهودي ـ التائه الضال ـ أين الخلاف بيني وبينك ..؟!!! إنه خلاف في العقل ..!!! فأنت ـ في حقيقة الأمر ـ لا عقل لك ..!!! لقد اتبعت ـ أنا المسلم ـ العلم والحق .. وأنت اتبعت ـ أيها اليهودي التائه الضال ـ الأسطورة والباطل ..!!! إننا ـ معشر المسلمين ـ جُبلنا على احترام العقل .. و جُبلنا على الاحتكام إلى العلم .. ودعك من الدعاية التي تتبنونها .. وتروجون لها بأن الإسلام هو دين دموي وإرهابي ..!!! فهاك كتب الكاتب بين أيديكم .. يمكنكم تلمس الحقائق القاطعة من بين يدي سطورها ..!!! وأتمنى من أعماقي أن اسمع تعليقكم عليها إن كنتم تجرؤن على التعليق عليها ..!!! فـأنا أتحداكم أن يجرؤ أحد منكم على التعليق عليها .. خوفا من إلقاء الضوء عليها ..!!! ولهذا أعلم جيدا أنكم سوف تلوذون تجاهها بالصمت المطبق ..!!!

لقد عَلّمَنا الإسلام .. أن العقل هو مناط التكليف .. ولولا وجود العقل ما كان هناك دين أصلا .. وما كان هناك تكليف للإنسان . فالعقل ضرورة لازمة لتحقيق الغايات من الخلق .. ونيل الخلاص المأمول . فلماذا لا نحتكم معا ـ أنا وأنت ـ إلى العقل ..؟!!!

• اعطني البرهان على أنك أنت الحق .. أكن في جانبك ..!!!
• اعطني البرهان أنك أنت الحق .. وأنا الباطل .. أكن أول من يحمل المعول .. ويأتي معك لهدم المسجد الأقصى .. بلا صراع .. وبلا حروب ..!!!
• اعطني البرهان أنك أنت الحق .. وأنـا الباطل .. أكن أول من يحمل الأحجار ليبني لك الهيكل ..!!!
• اعطني البرهان أنك أنت الحق .. وأنا الباطل .. أكن أول من يقف إلى جوارك .. بجوار حائط المبكي .. لنبكي معا .. لعلى أجد لي خلاصا معك ..!!!

أليس هذا هو المنطق ..؟!!! أجب عن سؤالي ..!!! أليس هذا هو المنطق ..؟!!!

فهذا هو ما فطرنا الإسلام عليه .. العقل أولا وأخيرا ..!!! والعلم أولا وأخيرا ..!!! أليس ما أقوله لك ـ الآن ـ هو عين المنطق الإلهي .. في قوله تعالي .. لمحمد ( ص ) ليقول للمسيحية الضالة ..

[ قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأنـَا أوَّلُ الْعَابِدِينَ (81) ] ( القرآن المجيد : الزخرف )

وقد تدري أو لا تدري .. أن البنوة استحواذ ولو بقلة .. والاستحواذ يبعدنا ولو بشعرة عن مطلق الرحمة .. أليس هذا هو المنطق .. ولهذا يأتي قوله تعالى استكمالا للنص السابق الكريم :

[ سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ رَبِّ العَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (82) ] ( القرآن المجيد : الزخرف )

ومن منظور مطلق آخر ، وبعيدا عن شبهة الاستحواذ ، لا ينبغي أن يكون للرحمن ولد ..

[ وَمَا يَنْبَغِى لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِن كُلُّ مَن فِى السَّمَاواتِ وَالأرْضِ إِلَّا ءَاتِى الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدَّا (94) وَكُلُّهُمْ ءَاتِيهِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَرْدًا (95) ] ( القرآن المجيد : مريم )

ثم ألا تعي أيها اليهودي التائه الضال .. إنني أول من يعلم أن مجتمعك لا يؤمن بالله .. وإنه في غالبه مجتمع عالماني .. أي لا يؤمن بالدين اليهودي ( كما تشهد بذلك يولا ديان ابنة موشى ديان ) .. لأنه مجتمع عاقل في هذه الجزئية فقط .. لأن أي عاقل لا يمكن أن يؤمن بهذا الدين .. وبكل هذه الأساطير غير الواعية والخرافات الواردة فيه ..‍‍‍!!! فتحية لك من أعماقي لاحترامك لعقلك ومنطقك وكيانك الفكري في هذه الجزئية فقط ..!!!

والآن .. هل تعلم ـ أيها اليهودي التائه الضال ـ أنه لم يبق لك من عمر الكون .. إلا ما بقي من عمرك أنت .. والذي قد ينتهي في اللحظة التالية .. وليس ما بقي من عمر الكون ..!!!

وهل تعي ـ أيها اليهودي التائه الضال ـ أننا نقف معا في نفس الخندق .. خندق الحياة .. ونمشي معا علي نفس الدرب .. درب الموت .. لي ولك .. وللبشرية جمعاء ..!!! فلماذا لا تأتي معي لنقود معا البشرية الضالة إلى النور .. نور الهداية إلى الله .. وليس إلى دياجير الظلام الذي يتطاير منه الشرر ليصيبني ويصيبك ..!!! فقد جعلك اللـه أكثر قدرة مني على أساليب الدعاية [ .. وَجَعَلْنَاكُمْ أكْثَرَ نَفِيرًا .. ] .. فلماذا لا تسخر هذه المنحة الإلهية لك في الدعوة لله ..[ .. وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُون َ ] .

دعنا نتلمس معا العلم من بين دياجير الجهل المحيط بنا ..!!! لا تشتت ولا تشكك في معان العقل والعلم معا .. فلن تجني منها شيئا .. ولن تفوز بشيء ..!!! بل على العكس سوف تخسر كل شيء ..!!! سوف تخسر حاضرك .. وتخسر مستقبلك ومصيرك ..!!! ثم ألا تعي ـ أيها اليهودي التائه الضال ـ أننا فريق إنساني واحد نبغي الخلاص معا .. إن كنت تعي معنى لوجودك .. وإن كنت تعي معنى لخلاصك ..!!!

ثم لا جدال في موتك .. وموت أهلك وعشيرتك .. شأنك في ذلك شأن البشرية الضالة جمعاء .. البشرية التي لا تدري عن وجودها شيئا ..!!! وجميعنا متفق على أن الخلاص لا يأتي إلا عقب الموت .. وليس بينك وبين الآخرة .. ونيل الخلاص .. سوى الموت ..!!! فإن كنت ـ كما تدعي ـ شعب الله المختار .. وإن كنت ـ كما تدعي ـ قد تأكدت من أنك قد حققت الغايات من خلقك .. فلماذا لا تستعجل نيل هذا الخلاص المأمول .. وتتمنى الموت أنت وعشيرتك إن كنتم صادقين ..!!! ولن أجيب بالنيابة عنكم .. ولكن هاهي الإجابة كما يبلغكم بها الخالق المطلق .. الذي لا تعرفون له اسما .. على لسان رسوله الكريم ..

[ قُلْ إن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الأخِرَةُ عِندَ اللَّـهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوا الْمَوْتَ إن كُنتُمْ صَادِقِينَ (94) وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أيْدِيـهِمْ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (95) وَلَتَجِدَنَّهُمْ أحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أشْرَكُوا يَوَدْ أحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ ألفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ العَذَابِ أن يُعَمَّرَ وَاللَّـهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (96) ] ( القرآن المجيد : البقرة )

فهذا هو حقيقة موقفكم من الخالق المطلق .. الذي تزيفون عليه بأنكم شعبه المختار .. فأي اختيار لكم هذا .. وهو يقول لكم .. [ .. وَاللَّـهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ] وأي اختيار لكم وهو الذي أوحي لرسوله عيسى ابن مريم ( عليه السلام ) في عهده الجديد .. ليقول لكم أن خصوصية الشعب المختار قد نزعت منكم وأعطت لشعب آخر ( هو الشعب الإسلامي / مقالة أخرى ) .. وهاك النص من الكتاب المقدس ..

[ 43 لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ : إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ . ] ( الكتاب المقدس : متى : 21 )

وبديهي لا أتوقع منك أن تستجيب لقبول الموت .. كما لا أطمع منك إيمانا .. فالخالق أولي بك مني .. وهو الذي يقول لنا .. عندما حاولنا هدايتكم ..

[ أفَتَطْمَعُونَ أنْ يُؤمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ الله ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) ] ( القرآن المجيد : البقرة )

إذن فأنتم أهل تحريف الكتب الإلهية عن علم .. فهو إجراء متعمد من جانبكم ..!!! وأنتم قوم المسئولية الجنائية عن تقطيع روابط الصلة المباشرة بين البشرية جمعاء وبين " الله " .. سبحانه وتعالى .. فحسابك مضاعف .. لضلالك ولإضلال البشرية معك ..!!!

وليس هذا فحسب بل أن أجيال أجدادكم التالية لهم .. هم الذين ورثوا التوراة ولم يعملوا بها ، وأخذوا متاع الدنيا عوضا عنها وعن الحق الوارد بها ، كما جاء فى قوله تعالى عن تاريخكم ..

[ فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمَ خَلْفٌ وَرَثُوا الكِتَابَ يَأخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإن يَأتِهِمْ عَرَضٌ مِّثْلُهُ يَأخُذُوهُ ألَم يُؤْخَذْ عَلِيْهِم مِيثَاقُ الكِتَابِ أن لاَّ يَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الأخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أفَلَا تَعْقِلُونَ (169) ] ( القرآن المجيد : الأعراف )

[ الكتاب : التوراة / يأخذون عرض هذا الأدنى : يرتشون في حكم الله ، ويؤثرون متاع الدنيا / ويقولون سيغفر لنا : تمنيا على الله / وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه : يعنى الإصرار على قول الباطل مع طلب المغفرة / ميثاق الكتاب : العهد فى التوراة / ودرسوا ما فيه : ما عملوا في الكتاب وضيعوه .. وتركوا العمل به ]

هل فهمت معنى ( .. أفَلَا تَعْقِلُونَ ) .. فهذا هو موقف آبائك وأجدادك حتى بعد دراستهم للتوراة ـ غير المحرفة ـ وبعد معرفة ما جاء بها من حق .. إنهم لم يستجيبوا لها .. بل حرفوها ..!!! وأصروا على قول الباطل ويعتقدون فى أن : الله سيغفر لهم ..!!! فهل ستتبعهم ـ بعد كل هذا أيها اليهودي التائه الضال ـ ولا تتبع الحق .. حتى وإن كانوا لا يعقلون ..

[ إذَا قِيلَ لَهُمُ إتَّبِعُوا مَا أنْزَلَ اللَّهُ قالوا بَلْ نَتَّبِعَ ما ألْفَيْنَا عَلِيهِ ءابَاءنَا أوَ لَوْ كانَ آباؤهُمُ لا يَعْقِلونَ شيئاً ولا يَهْتَدُونَ (170) ] ( القرآن المجيد : البقرة )

فهل ستتبعهم حقا ..!!! حتى وإن كانوا لا يعلمون شيئا .. ثم تقول ..

[ .. حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلِيهِ ءاباءنَا أوَ لَوْ كانَ آباؤهُمُ لا يَعْلمُونَ شيئاً ولا يَهْتَدُونَ (104) ] ( القرآن المجيد : المائدة )

عجبي ..!!! فاتباع الآباء بدون إعمال الفكر خصوصا إذا كان الآباء .. لا يعقلون أو لا يعلمون شيئا ولا يهتدون ( لاحظ الفرق بين الصياغتين ) إنما يُعَرِّضك ببساطة شديدة ـ بهذا المنطق الخاطئ ـ إلى قطع صلتك بالله خالقي وخالقك ..!!!

ثم ماذا تتوقع من خالقك .. بعد كل هذا الإصرار من جانبك على الباطل .. والإصرار من جانبك على الكفر .. فهذه هي الإجابة ..

[ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70) وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أبْوَابُهَا وَقَـالَ لَهُمْ خَزَنـَتُهَا ألَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَـاتِ رَبِّكُمْ وَيـُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ العَذَابِ عَلَى الكَافِرِينَ (71) قِيلَ ادْخُلُوا أبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى المُتَكَـبِّرِينَ (72) ] ( القرآن المجيد : الزمر )

فهذا هو مصيرك المتوقع ـ ومعك الكافرين ـ بعد الإصرار على الكفر والعناد ..!!!

ثم هل تسمع ـ أيها اليهودي الضال ـ بهذه النبوءة الإلهية .. النبوءة التي يعتمد عليها العالم الإسلامي الغافل في عدم التصدي لكم .. لقد تركوا أمر هزيمتكم إلى المولى عز وجل .. كما تركوا أمر هزيمتكم لعباد آخرين .. كما هزمكم وسباكم نبوخذنصر إلى بابل من قبل .. وكما ترك عبد المطلب ـ جد رسول الله ( ص ) ـ أمر هزيمة أبرهة الحبشي لله عز وجل .. عندما جاء لهدم بيته الحرام ..!!! ولم يدرك المسلمون أنهم قد هزموا أنفسهم .. وركنوا إلى الحياة الدنيا ..!!! لقد تركوا أمر هزيمتكم إلى المولى عز وجل .. ولم يدركوا أن الله قد هزمهم بتقاعسهم عن البلاغ الإلهي الحق ..!!! وليس هذا استعداء بجهل .. ولكن تنبيه بعلم .. لواقع أليم نحياه معا .. وسندفع ثمنه نحن جميعا .. بغبائك من جانب .. وجهلنا وتقاعسنا من جانب آخر ..!!! ثم هـاك النبوءة ..

[ َآتَيْنَآ مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً (2) ذُرِّيَّةَ مَـنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (3) وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأرْضِ مَرَّتِيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أوْلِى بَأسٍ شَدِيد فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكاَنَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأمْدَدْنَاكُم بِأمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أحْسَنْتُمْ أحْسَنْتُمْ لأنْفُسِكُمْ وَإنْ أسَأتُمْ فَلَهَـا فَإِذَا جَـاءَ وَعْدُ الأَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) عَسَى رَبُّكُمْ أنْ يَرْحَمَكُمْ وَإنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (8) ] ( القرآن المجيد : الإسراء )

ثم أتدري ما معنى .. [ .. وََجَعَلْنَاكُمْ أكْثَرَ نَفِيرًا .. ] ..؟!!! أي جعلكم الله ( عز وجل ) تتفوقون علينا في جميع أسباب وأساليب الدعاية ..!!! ثم ألا تدري من يجمعكم ـ الآن ـ من أطراف الأرض ليضعكم في بؤرة واحدة .. في دولتكم المغتصبة .. أنه هو الله خالقكم وخالقنا جميعا .. كما جاء في قوله تعالى ..

[ َقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الأرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الأَخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (104) ] ( القرآن المجيد : الإسراء )

عدة كلمات فقط .. أربع عشرة كلمة فقط .. ( سبحان الله ) .. تشمل مسيرتكم الكاملة في التاريخ الإنساني بالكامل . وأول هذه المسيرة .. [ وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ .. ] .. أي قلنـا لكم من بعد موسى ( عليه السلام ) وخروجكم معه من مصر .. [ .. اسْكُنُوا الأرْضَ .. ] .. أي لا استيلاء على الأرض بدون وجه حق .. ولا اغتصاب لها ..!!! لا قتل .. ولا إبادة للسكان .. تحت أي زعم أو دعوى ..!!! فلمْ تستجيبوا لأمر الله .. بل قمتم بالقتل .. والغدر .. والنهب .. والإبادة .. ( بشهادة كتبكم المقدسة عليكم ) .. وهنا كان يلزم الردع الإلهي لكم .. فيأتي الحسم في قوله تعالى في القرآن المجيد ( العهد الحديث ) ..

[ مِنْ أجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بَغِيْرِ نَفْسٍ أوْ فَسَادٍ فِي الأرْضَ فَكَأنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا .. (32) ] ( القرآن المجيد : المائدة )

فهل العرب غير ناس ..؟!!! حتى تمارسوا الإبادة معهم . وهل المصريون غير ناس ..؟!!! حتى يأتي " إيهود باراك " ـ رئيس وزراء إسرائيل السابق ـ ليقتل ألفي أسير مصري في عشر دقائق ( كما تقول بذلك وثائق الخارجية المصرية ) ..!!! فهل هانت أرواح البشر ـ من منظوركم ـ على الله .. إلى هذا الحد ..!!!

ثم نأتي إلى قوله تعالى ..[ ... جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا ] .. فهل تعتقد ـ أيها اليهودي التائه الضال ـ في أنك بذكائك وحيلك أنت الذي تأتي باليهود إخوانك ـ في الوقت الحاضر ـ من كل بقاع الأرض .. لتتجمعوا في بؤرة واحدة .. هي إسرائيلكم المزعومة ..!!! أم أن الله ( عز وجل ) ـ في حقيقة الأمر ـ هو الذي يجمعكم ..؟!!! بديهي هو الله .. فهل أدركتم ـ الآن ـ هذه المعاني ..؟!!!

ولا تقولوا كما قال كبيركم " حُيَيّ بن أخطب " من قبل ..

[ أيها الناس إنه لا بأس بأمر الله .. كتاب وقدر وملحمة كتبها الله على بني إسرائيل ] ..

لأن كتابة قدر الله ( سبحانه وتعالى ) هي كتابة بعلم .. وليست كتابـة قسر وفرض على سلوككم . بمعنى أنك تستطيع أن تقص أحداث فيلم شاهدته من قبل على جارك الذي يشاهده معك لأول مرة .. ولا تعني معرفتك المسبقة ـ لأحداث الفيلم ـ قسر وإرغام مخرج الفيلم على تسيير الأحداث على النحو الذي قصصته على جارك . فالمعرفة هنا هي معرفة مشاهدة فحسب ، وليس معرفة قسر وإرغام . وهكذا قدر الله وكتابته .. فهو " كتابة عن علم ومشاهدة مستقبلكم " فحسب .. وليس كتابة قسر لإرغامكم على المسير في طريق هلاككم ..!!! وهنا تصبح الملحمة ( أي المأساة ) التي قال بها " حُيَيّ بن أخطب " هي محض اختياركم ومحض إرادتكم فحسب ..!!! فهل وعيتم الآن .. ماذا أقصد ..؟!!!

ولا تقول لي هذه هي نصوص دينكم التي تستشهدون بها .. والتي لا نؤمن بها ..!!! وهل ستفاجأ إذا علمت أن نصوص كتبكم المقدسة الذي حرفتموها ما زالت تشهد عليك بنفس المعنى .. واسمع معي وأرجو أن تفهم ما جاء في كتبكم المقدسة .. ودعنا نذهب معا إلى سفر النبي حزقيال لنرى معا .. ماذا أوحى إليه الرب ..

[ 17وَأَوْحَى إِلَيَّ الرَّبُّ بِكَلِمَتِهِ قَائِلاً : 18« يَاابْنَ آدَمَ ، قَدْ أَصْبَحَ شَعْبُ إِسْرَائِيلَ لِي نُفَايَةً . كُلُّهُمْ مِثْلُ النُّحَاسِ وَالْقَصْدِيرِ وَالْحَدِيدِ وَالرَّصَاصِ فِي كُورٍ . صَارُوا حُثَالَةَ فِضَّةٍ . 19 لأَجْلِ ذَلِكَ هَذَا مَا يُعْلِنُهُ السَّيِّدُ الرَّبُّ : لأَنَّكُمْ كُلَّكُمْ قَدْ صِرْتُمْ نُفَايَةً ، فَهَا أَنَا أَجْمَعُكُمْ فِي وَسَطِ أُورُشَلِيمَ ( تحقيقا لقوله تعالى : جئنا بكم لفيفا ) ، 20 كَمَا تُجْمَعُ الْفِضَّةُ وَالنُّحَاسُ وَالْحَدِيدُ وَالرَّصَاصُ وَالْقَصْدِيرُ فِي الْكُورِ ، لِتُنْفَخَ عَلَيْهَا نَارٌ لِتُسْبَكَ . كَذَلِكَ أَجْمَعُكُمْ فِي غَضَبِي وَسَخَطِي وَأَطْرَحُكُمْ وَأَسْبِكُكُمْ . 21أَجْمَعُكُمْ وَأَنْفُخُ عَلَيْكُمْ فِي نَارِ غَضَبِي فَتُسْبَكُونَ فِيهَا 22كَمَا تُسْبَكُ الْفِضَّةُ فِي بُوتَقَةِ النَّارِ ، هَكَذَا تُسْبَكُونَ فِيهَا، فَتُدْرِكُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ قَدْ سَكَبْتُ سَخَطِي عَلَيْكُمْ». ] ( الكتاب المقدس / حزقيال {22} )

وهل تعلم أيها اليهودي التائه الضال لماذا صرتم نفاية بالنسبة للرب .. لقد غضب عليكم الرب لكل ما تفعلوه في " أورشليم " ( كناية عن كل فلسطين ) .. وهذا هو السبب .. كما يذكره الرب ..

[ 6 هُوَذَا رُؤَسَاءُ إِسْرَائِيلَ ، كُلُّ وَاحِدٍ حَسَبَ اسْتِطَاعَتِهِ ، كَانُوا فِيكِ لأَجْلِ سَفْكِ الدَّمِ . 7 فِيكِ أَهَانُوا أَبًا وَأُمًّا . فِي وَسْطِكِ عَامَلُوا الْغَرِيبَ بِالظُّلْمِ . فِيكِ اضْطَهَدُوا الْيَتِيمَ وَالأَرْمَلَةَ . 8 ازْدَرَيْتِ أَقْدَاسِي وَنَجَّسْتِ سُبُوتِي ( جمع ليوم السبت ) .] ( الكتاب المقدس / حزقيال {22} )

وليس هذا فحسب .. بل أيضا ..

[ 25 .. .. أَكَلُوا نُفُوسًا . أَخَذُوا الْكَنْزَ وَالنَّفِيسَ ، أَكْثَرُوا أَرَامِلَهَا فِي وَسْطِهَا . 26 كَهَنَتُهَا خَالَفُوا شَرِيعَتِي وَنَجَّسُوا أَقْدَاسِي . لَمْ يُمَيِّزُوا بَيْنَ الْمُقَدَّسِ وَالْمُحَلَّلِ ، وَلَمْ يَعْلَمُوا الْفَرْقَ بَيْنَ النَّجِسِ وَالطَّاهِرِ ، وَحَجَبُوا عُيُونَهُمْ عَنْ سُبُوتِي فَتَدَنَّسْتُ فِي وَسْطِهِمْ . 27 رُؤَسَاؤُهَا فِي وَسْطِهَا كَذِئَابٍ خَاطِفَةٍ خَطْفًا لِسَفْكِ الدَّمِ ، لإِهْلاَكِ النُّفُوسِ لاكْتِسَابِ كَسْبٍ . 28وَأَنْبِيَاؤُهَا قَدْ طَيَّنُوا لَهُمْ بِالطُّفَالِ ، رَائِينَ بَاطِلاً وَعَارِفِينَ لَهُمْ كَذِبًا ، قَائِلِينَ : هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ ، وَالرَّبُّ لَمْ لَمْ يَتَكَلَّمْ . 29 شَعْبُ الأَرْضِ ظَلَمُوا ظُلْمًا ، وَغَصَبُوا غَصْبًا ، وَاضْطَهَدُوا الْفَقِيرَ وَالْمِسْكِينَ ، وَظَلَمُوا الْغَرِيبَ بِغَيْرِ الْحَقِّ . ] ( الكتاب المقدس / حزقيال {22} )

فهل وعيت ـ أيها اليهودي التائه الضال ـ لماذا غضب عليكم الرب .. غضب عليكم لكل ما تقترفوه بأيديكم وتفعلوه مع الفلسطينيين .. من قتل وسفك الدماء .. ونهب الأرض .. ولهذا قال لكم ..

[ .. لأَنَّكُمْ كُلَّكُمْ قَدْ صِرْتُمْ نُفَايَةً ، فَهَا أَنَا أَجْمَعُكُمْ فِي وَسَطِ أُورُشَلِيمَ .. .. أَجْمَعُكُمْ فِي غَضَبِي وَسَخَطِي وَأَطْرَحُكُمْ وَأَسْبِكُكُمْ . 21أَجْمَعُكُمْ وَأَنْفُخُ عَلَيْكُمْ فِي نَارِ غَضَبِي فَتُسْبَكُونَ فِيهَا 22كَمَا تُسْبَكُ الْفِضَّةُ فِي بُوتَقَةِ النَّارِ ، هَكَذَا تُسْبَكُونَ فِيهَا، فَتُدْرِكُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ قَدْ سَكَبْتُ سَخَطِي عَلَيْكُمْ». ] ( الكتاب المقدس / حزقيال {22} )

فهل تشم أيها اليهودي ـ التائه الضال ـ من نص كتابك المقدس .. رائحة النار ، وهل تشم رائحة شوائك .. ( وأكرر من نص كتابك المقدس كما رأيت .. وليس من كتابنا ) .. وربما تكون هذه النار هي مخزونك النووي الذي يفجره الله ـ عز وجل ـ فيكم .. والتي سوف تسبك بها .. ثم يكون مأواك بعد ذلك جهنم .. وساءت مستقرا ومقاما ..!!!

والآن أأدركت ، أيها اليهودي التائه الضال ، أن نص كتابكم .. [ فها أنا أجمعكم في وسط أورشليم ] .. وهو ما يتفق مع قوله تعالى .. [ .. فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا ] ..؟!!! أي هي سنة الله ( عز وجل ) اللامتغيرة .. والتي تقضي بعقاب القتلة والظالمين .. ولهذا يجمعكم الرب في أورشليم ( كناية عن فلسطين ) ليحرقكم فيها ويصب عليكم جام غضبه . ويعترف بهذا المعني أيضا " الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة " ( ص : 972 ) .. حيث يقول في مقدمته لسفر حزقيال ..

[ إن رسالة حزقيال قائمة على قداسة الله غير المتحولة . وهي تشتمل على وعد وتحذير في آن واحد . هي تحذير لأن الله قد وعد بمعاقبة الخطيئة وهذا لابد أن يتم .. وهي وعد لأن الله قد وعد أن يظل وفيا أمينا لمحبيه وهذا لا يمكن أن ينقض .. ]

ويكاد يكون من سخرية القدر منك ـ أيها اليهودي التائه الضال ـ أن يجعلك تقوم ، في الوقت الحاضر ، ببناء " الجدار العازل " ..!!! فهل تعرف لماذا تبني هذا الجدار ..؟!!! ستعجب إذا قلت لك الإجابة ..!!! سبحان الله ..!!! إنه في الحقيقة ليس لعزلك ووقايتك أنت من الفلسطينيين .. بل لعزل ووقاية الفلسطينيين من نار غضب الله ( عز وجل ) التي ستسبك أنت فيها .. عندما تحل عليكم لعنة الرب وغضبه على حسب نبوءات كتبكم المقدسة ..!!! فعندما يحل عليكم موعد غضب المولي ( عز وجل ) ويصليكم بناره .. ويقوم بسبكك أيها اليهودي التائه الضال بالنار ـ على حسب نبوءة كتبكم المقدسة ـ سيقوم المولى ( عز وجل ) بحماية وعزل الفلسطينيين من نار غضبه عليكم بهذا الجدار العازل أو الواقي ..!!! أأدركت هذه الحقيقة أيها اليهودي التائه الضال ..؟!!! ومع كل هذا لا تريد أن تتنبه إلى كل هذه المعاني والدلالات ..!!! سبحان الله ..!!!

[ .. ألَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ (78) ] ( القرآن المجيد : هود )

والآن ؛ لو كنت مكانك أيها اليهودي التائه الضال ـ لهذه الأسباب مجتمعة ـ ما عجلت بنهايتي قط .. وما جئت إلى إسرائيل إطلاقا .. بل وفررت منها فورا ـ إن كنت فيها ـ ذعرا ورعبا .. من الخالق المطلق لهذا الوجود ..!!! وامتنعت من الآن وفورا عن التفكير في بناء المستوطنات .. وما فكرت في بناء الهيكل قط .. فليس في القرآن هيكل .. وليس في القرآن معبد .. فلا يوجد إلا المسجد .. ولكن هيكلك هذا .. تسجد فيه للشيطان .. وليس لله الواحد .. الفرد .. الصمد ..!!!

فإن كنت ـ حقيقة ـ تريد أن تسجد " لله " الواحد القهار .. الفرد .. الصمد .. فهذا هو " مسجد الله " .. " المسجد الأقصى " .. مفتوح لك ولغيرك على مصراعيه .. فتعال معي .. وضع يدك في يدي لنسجد سويا " لله " .. الواحد الفرد الصمد .. الله .. خالقك وخالقي .. وخالق الوجود .. ما ندركه .. ومالا ندركه ..!!! فلن تجني من كل ما تفعل سوى خسران وجودك ومصيرك .. وعلى نحو أبدي ..!!!

والآن ؛ مازال أمامك ـ أيها اليهودي التائه الضال ـ باب التوبة مفتوح على مصراعيه .. كما جاء في قوله تعالى .. [ .. إِنْ أحْسَنْتُمْ أحْسَنْتُمْ لأنْفُسِكُمْ وَإنْ أسَأتُمْ فَلَهَا .. ] .. فهل تنبهت إلى هذه المعاني ..؟!!! وهل تنبهت إلى الإحسان إلى نفسك ـ الآن وفورا ـ والتوقف عما تقترفه يداك .. وتعود إلى الله بالتوبة النصوح ..؟!!! وهـل ستتنبه إلى قولـه تعالى ..[ عَسَى رَبُّكُمْ أنْ يَرْحَمَكُمْ .. ] ..؟!!!

فجميع الأحداث تشير ـ الآن ـ إلى أنك .. تسير في اتجاه واحد .. هو اتجاه هلاكك وعذابك الأبدي ..!!! فجميع الأحداث تشير إلى [ فها أنا أجمعكم في وسط أورشليم ] .. وفي اتجاه [ .. جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا ] .. أي أن المولى ( عز وجل ) هو الذي يأتي بكم .. وليس أنت الذي تأتي بإخوانك .. تمهيدا لتدميركم ( وليس لإبادتكم ) .. وهل ستتنبه إلى قوله تعالى .. [ .. وَإنْ عُدتُّمْ عُدْنَا .. ] .. أي إن عدتم إلى الإبادة عدنا لتدميركم .. وليس هذا فحسب .. بل .. [ .. وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا ] .. لتخسر مصيرك أيضا .. وتخلد في عذاب جهنم إلى الأبد ..!!! فهل وعيت هذه المعاني ..؟!!! فهل ستقتنص فرصة الرحمة ـ أيها اليهودي التائه الضال ـ الممدودة إليك الآن بـ " العهد الحديث / القرآن المجيد " .. وتثوب إلى رشدك .. قبل فوات الأوان .. أم تصر على هلاك نفسك .. وخسران مصيرك على نحو أبدي وفي غير مقابل .. سبحان الله ..

[ .. ألَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ (78) ] ( القرآن المجيد : هود )

وبديهي ؛ لا مجـال ـ هنا ـ لأن تقول للخالق المطلق لهذا الوجود .. أننا نملك ترسانة نووية سوف نردع بها هؤلاء العباد الذين سوف تبعثهم علينا ( كما يتفوه بهذا أبطال بعض الأفلام الأمريكية البلهاء .. كما في فيلم : " أرماجدون " ) . فمن منا يستطيع أن يتحدى الخالق المطلق لهذا الوجود ..؟!!! سبحانه وتعالى علوا كبيرا عما تصفون .. بيده مقاليد السماوات والأرض ..

[ لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (63) ] ( القرآن المجيد : الزمر )

[ إِنَّمَا أمْرُهُ إِذَا أرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (82) ] ( القرآن المجيد : يس )

وهو القائل ( سبحانه وتعالى ) عن كوننا المادي بكامله .. وليس عن الأرض فحسب .. وهي ذرة لا ترى فيه .. وعن الأكوان الأخرى المتراكبة معه ..

[ يَوْمَ نَطْوِى السَّمَاءَ كَطَىِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنـُّا فَاعِلِينَ (104) ] ( القرآن المجيد : الأنبياء )

[ التفسير : طوى ( الشيء ) : ضم بعضه على بعض ، وطوى بمعنى ضمر وتقلص وانكمش / والسماء : معناها الكون المادي الذي نحيا فيه .. أنظر البعد العلمي لهذه الآية الكريمة في مرجع الكاتب السابق : الدين والعلم .. وقصور الفكر البشري ]

وبديهي ؛ لا مجال هنا ـ أيها اليهودي التائه الضال ـ لأن تقول للخالق المطلق لهذا الوجود .. أننا نملك ترسانة نووية سوف نردع بها هؤلاء العباد الذين سوف تبعثهم علينا . لأنك ـ بهذه المقولة أو الفكر ـ تكون كفرعون : " موسى " ( عليه السلام ) ـ نبيك ونبينا أيضا ـ الذي أراد أن يقاتل الله .. وبديهي كلانا يعلم أن مصيره ، كان الهلاك في الدنيا .. والجحيم الأبدي في الآخرة ..!!!

[ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46) ] ( القرآن المجيد غـافر )

وبهذه المقولة أيضا ـ أي أن تقول أننا نملك ترسانة نووية لردع العباد ـ تبين أنك لم تستوعب معنى قوله تعالى [ بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أوْلِى بَأسٍ شَدِيد .. ] ولم يقل لكم .. " أرسلنا عليكم مسلمين أولي بأس شديد .. " فنحن بأنظمتنا الطاغوتية الحاكمة أصبحنا أهون عليك ـ الآن ـ من الذباب ..!!! فهل تنبهت الآن إلى كلمة ( .. بَعَثْنَا .. ) وليس ( .. أرسلنا .. ) . فالبعث هو ما لا يكن في الحسبان على الإطلاق .. فهو وجود بعد موت ..!!! أي هم عبادا لا تحتسبهم الآن .. فقد يكونوا من الأصدقاء .. بل قد يكونوا الأمريكان أنفسهم الذي تعتقد أنك سيطرت عليهم .. وفي مقدمتهم رؤساءهم فاقدي الرشد السياسي والديني ..!!!

لذا فتربصوا [ .. عِبَادًا لَّنَا أوْلِى بَأسٍ شَدِيد .. ] .. في كل ما تصادقون .. وفي كل ما تسيطرون عليه الآن .. لأن الكراهية ستطاردكم في كل مكان .. فهل وعيتم هذا ..

[ قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ (52) ] ( القرآن المجيد : التوبة )

[ تربصون بنا : تنتظرون شرا يحل بنا / إلا إحدى الحسنيين : الشهادة أو الفتح ]

ثم يقرر المولى ( عز وجل ) لكم .. بمنتهى الوضوح والصراحة .. فشل مؤامراتكم على الإسلام .. في قوله تعالى :

[ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أمْوالَهُمْ لِيـَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ فَسَيـُنفِقُونَهَا ثُمَّ تـَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبـُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) ] ( القرآن المجيد : الأنفال )

[ التفسير : والذين كفروا ( الثانية ) : كررت للتعميم ، حتى لا يقتصر معنى الحشر فى جهنم على الذين ينفقون أموالهم فى الصد عن سبيل الله ، بل سوف يشمل الحشر فى جهنم كل الكافرين سواء أنفقوا أموالهم أو لم ينفقوا أموالهم فى الصد عن سبيل الله ]

فهل وعيتم هذه المعاني ..؟!!! وهل علمتم أن نجاح البشرية في القضاء على الإسلام .. لا يعني سوى قضاء البشرية على نفسها . فكما سبق وأن بينت ، أن انتهاء الإسلام إنما يعنى ـ ببساطة شديدة ـ الانتهاء الوجوبي لوجود الإنسان من على سطح الأرض ، أو بمعنى أدق ، الانتهاء الوجوبي للإنسان من ذلك الواقع المـادي الذي يحياه ، ليبدأ وجود آخر يجنى فيه ثمرة ما قدمت يداه ..!!

إننا الآن ـ نحن البشرية الغافلة وغير الواعية ـ لسنا بصدد قضية صدام بين حضارات .. كما وأننا لسنا بصدد قضية صراع بين أيديولوجيات .. بل بصدد قضية وجود الإنسان ذاته ومصيره هو ..!!! إن ترديد مثل هذه المعاني والشعارات القاصرة .. والمعاني المشابهة .. هى " رفاهية غفلة " .. يسقط بها ومعها الجميع في براثن الموت ..!!! إن التنبه أصبح قدرا محتوما .. لأننا لسنا بصدد لهو إلهي .. أو عبث كوني .. بل نحن بصدد " إله حق " ـ هو الله سبحانه وتعالى ـ خلق إنسانا من أجل تحقيق غايات بعينها .. وسيفقد الإنسان ـ وليس أحد غيره ـ وجوده ومصيره إذا لم يحقق الغايات من خلقه ..!!!

والآن ؛ وبعد كل هذا البيان الإلهي .. وبعد كل هذه الآيات .. يتبع الإنسان ـ فيما يتبع ـ هواه فيما يقول .. ويتبع الإنسان ـ فيما يتبع ـ هواه فيما يود أن يعتقد فيه .. ويتبع الإنسان ـ فيما يتبع ـ هواه فيما يصف به الله .. ويعرض عن العلم المقدم له ... فيصفه الله فى محكم تنزيله بقوله تعالى :

[ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأ الَّذِى آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأتْبَعَهُ الشَّيـْطَانُ فَكَانَ مِنَ الغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنـَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أخْلـَدَ إلَى الأرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ القَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ القَصَصَ لعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلاً القَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177) مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ المُهْتَدِى وَمَن يُضْلِلْ فَأولَئكَ هُمُ الخَاسِرُونَ (178) وَلَقَدْ ذَرَأنـَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الجِنَّ وَالإنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أعْيُنٌ لاَ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ ءَاذَانٌ لاَ يَسْمَعُونَ بِهَا أولَئِكَ كَالأنـْعَامِ بِلْ هُمْ أضَلُّ أولَئِكَ هُمُ الغَافِلُونَ (179) وَلِلَّهِ الأسْمَاءُ الحُسْنـَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِى أسْمَائهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180) ] ( القرآن المجيد : الأعراف )

[ التفسير : فانسلخ منها : فخرج منها بكفره بها / فاتبعه الشيطان : فلحقه وأدركه وصار قرينه / الغاوين : الضالين والهالكين / أخلد إلى الأرض : ركن إلى الدنيا ورضى بها / تحمل عليه : تشدد عليه / يلهث : يخرج لسانه بالنفس الشديد / ذرأنا : خلقنا وأوجدنا / وذروا : اتركوا / يلحدون : يشركون ، والإلحاد هو العدول عن القصد ثم يستعمل فى كل معوج غير مستقيم . وقد ضرب الله ـ سبحانه وتعالى ـ هذا المثل لمن عرض عليه الهدى فأبى أن يقبله ]

فهذا هو الله سبحانه وتعالى .. وهذا هو الإنسان التارك لمعارف الله .. أأدرك الإنسان .. معنى قوله تعالى .. [ .. وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث .. ] .. أى أن حاله ثابت ولا متغير ، فهو غارق فى حالة من التبلد العقلي [ .. ذَّلِكَ مَثَلُ القَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ القَصَصَ لِعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ] .. هكذا [ .. سَاءَ مَثَلاً القَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا .. ] أى بآيات الله . فهل وعى الإنسان قوله تعالى .. [ .. لِعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ] .. أم لم يحن للإنسان بعد فى أن يتفكر فيما يحيط به .. حتى يدرك حقيقة وجوده .. وما سوف يؤول إليه مصيره ..!!!

فهذا هو الإنسان اللاهـث وراء زيف من المعاني التى لا طائل من ورائها .. وهذا هو الإنسان التارك للمعرفة الكلية التى أتاه الله بها .. فى يسر وبغير عناء ..!!! وهذا هو الإنسان الذي تصرخ كل ذرة من كيانه ووجوده .. بنداء خفي على الله .. وهو لا يدرك ذلك ..!!!

وأخيرا أأدرك الإنسان .. معنى قوله تعالى ..

[ وَلَقَدْ ذَرَأنـَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الجِنَّ وَالإنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أعْيُنٌ لاَ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ ءَاذَانٌ لاَ يَسْمَعُونَ بِهَا أولَئِكَ كَالأنـْعَامِ بِلْ هُمْ أضَلُّ أولَئِكَ هُمُ الغَافِلُونَ ] ..؟!!!

وأنهي رسالتي هذه بقوله تعالى ..

[هَـذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ (52) ] ( القرآن المجيد : إبراهيم )

وإلى لقاء أخر إن شاء الله ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهدافها هدفا حيويا بإيلا


.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز




.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب


.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل




.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت