الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الدور العربي في القضية الفلسطينية: بين المسؤولية التاريخية وتحديات الواقع
أميمة البقالي
(Oumaima Elbakkali)
2025 / 9 / 23
مواضيع وابحاث سياسية
لا تزال القضية الفلسطينية، رغم مرور أكثر من سبعة عقود على نكبة عام 1948، تمثل المحكّ الحقيقي لمصداقية النظام العربي الرسمي والشعبي. فغزة، بما تحمله من رمزية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، تكشف في كل محطة حجم تباين المواقف العربية بين دعم معلن ومواقف مترددة، بل وأحيانًا صمت يقترب من التواطؤ. وهنا يبرز سؤال جوهري: ما هو الدور العربي اليوم في ظل التحالف الاستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة، والتحديات الداخلية التي تواجه الدول العربية؟
أولًا: المسؤولية التاريخية
منذ تأسيس جامعة الدول العربية عام 1945، شكّلت فلسطين القضية المركزية للعرب. وقد خاضت الجيوش العربية حروبًا ضد إسرائيل في أعوام 1948 و1967 و1973، غير أن هذه المواجهات انتهت إلى هزائم متتالية أدت إلى تآكل الثقة في الأنظمة العربية. ومع ذلك ظل البعد التاريخي يؤكد أن فلسطين ليست قضية قطرية تخص الفلسطينيين وحدهم، بل قضية عربية وإسلامية ذات بعد إنساني عالمي.
ثانيًا: المواقف العربية الرسمية
تباينت المواقف الرسمية للدول العربية مع مرور الزمن. فبينما استمرت بعض الدول في دعم الفلسطينيين سياسيًا وماليًا، اختارت دول أخرى الدخول في مسار "التطبيع" مع إسرائيل تحت ذرائع مختلفة، مثل السعي لتحقيق الاستقرار الإقليمي أو مواجهة تهديدات مشتركة. غير أن هذه الخيارات أثارت جدلًا واسعًا، لأنها أضعفت الموقف العربي الموحد، وأعطت لإسرائيل مزيدًا من الشرعية الدولية دون أن تلتزم بتقديم أي تنازلات حقيقية للفلسطينيين.
ثالثًا: الدور الشعبي
على الرغم من ضعف الموقف الرسمي، فإن الشعوب العربية ظلت تُعبّر عن تضامنها الدائم مع فلسطين وغزة، سواء من خلال المظاهرات أو الحملات الإعلامية أو المبادرات الإنسانية. هذا التضامن الشعبي يُظهر أن القضية لا تزال حاضرة في وجدان الأمة، وأن أي محاولات لتهميشها أو تجاوزها تصطدم بإرادة جماهيرية تعتبر فلسطين جزءًا من هويتها.
رابعًا: التحديات الراهنة
يقف العرب اليوم أمام تحديات داخلية معقدة: أزمات اقتصادية، نزاعات داخلية، وصراعات إقليمية تستنزف الموارد والطاقات. هذه التحديات جعلت كثيرًا من الأنظمة تنظر إلى القضية الفلسطينية بوصفها عبئًا سياسيًا أكثر من كونها قضية مركزية. لكن تجاهل هذه القضية لا يلغيها، بل يضعف مكانة العرب على الساحة الدولية ويزيد من نفوذ القوى الإقليمية الأخرى كإيران وتركيا.
خامسًا: ما المطلوب عربيًا؟
لكي يستعيد العرب دورهم الفاعل في القضية الفلسطينية، فإنهم بحاجة إلى:
1. توحيد الموقف السياسي عبر إعادة بناء استراتيجية عربية مشتركة تقوم على رفض الاحتلال ودعم الحقوق الفلسطينية.
2. تعزيز الدعم الإنساني والاقتصادي لغزة لتمكينها من الصمود في وجه الحصار.
3. توظيف النفوذ الدبلوماسي في المحافل الدولية لتقويض الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل.
4. تفعيل دور الشعوب عبر مؤسسات المجتمع المدني والإعلام لخلق رأي عام عالمي ضاغط على الاحتلال.
خاتمة
يبقى الدور العربي في القضية الفلسطينية مرهونًا بمدى قدرة الأنظمة والشعوب على إدراك أن فلسطين ليست مجرد ملف سياسي، بل هي معيار لنهضة الأمة أو تراجعها. فإذا اختار العرب الوقوف موقف المتفرج، فإن التاريخ لن يرحمهم، أما إذا أعادوا توحيد الصفوف ودعموا غزة وفلسطين بجدية، فإنهم قادرون على قلب موازين القوى وإعادة الاعتبار لقضيتهم المركزية.
|
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. 50 مليار دولار في مهب الريح.. هل توقف مشروع -ذا لاين-؟ | في
.. فرنسا تحيي الذكرى العاشرة لهجمات 13 نوفمبر في ظل خطر إرهابي
.. بعد حصوله على تصريح نادر.. مراسل CNN يوثق بكاميرا هاتفه المح
.. خطة أميركية بديلة في غزة حال فشل خطة ترامب.. وهذه التفاصيل |
.. الرئيس التركي يستقبل الرئيس المنتخب حديثا لجمهورية شمال قبرص