الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
طارق ناجح يكتب : مقهى الصدفة
طارق ناجح
شاعر، قاص، وكاتب
(Tarek Nageh)
2025 / 9 / 23
الادب والفن
صُدفَة مُؤَجَلَّة
بقلم : طارق ناجح
شعر وحيد بالملل والكآبة بسبب ما يتعرض له من ضغوط في العمل وإصرار رئيسه في العمل على قيامه بأعمال إضافية لا تتناسب مع عمله الأساسي، وتحتاج إلى أيامٍ لإنجازها . أخذ إذن نصف يوم للإنصراف مبكراً من مبنى عمله الكائن بشارع النصر بالقرب من محطة إتوبيس شركة إيجي بص بالغردقة . خرج من عمله مُثقلاً بالهموم، ركب دراجته البخارية مُتَّجِهاً نحو طريق البحر. لم يدرِ كيف إنتهى به الطريق إلى مقهى صغير على الشاطئ، فجلس أمام الموج، يطلب قهوة ويسحب نفس من سيجارته مع أول رشفة من فنجان القهوة. مرَّت أمامه أمرأة متوسطة الطول شَعرُها قصير ناعم مرتدية نظارة سوداء ، وأيضاً فستان أسود أنيق يضفي عليها هالة من الجاذبية والهيبة، جعلت صورة ندى تقفز إلى ذهنه. لا يدري لماذا يتذكرها كثيراً هذه الأيام ! تُرى ما الذي لفت إنتباهها نحوه من النظرة الأولى ! هل نظارته الطبية السميكة، أم رأت في عينيه لمعت حزن على أبٍ قد رحل وأمل قد افٓل ؟هي أيضاً لفتت إنتباهه من النظرة الأولى بمظهرها الهادئ ، وشخصيتها الجذًَابة . وقد حاول تحديد عمرها ولكن لم يستطيع ، فهي على الرغم من أن أبنائها في العقد الثاني من عمرهم إلا أنها تحتفظ بجمالها ونضارتها وشبابها . لقد كانت تنتهز أي فرصة لمساعدته مادياً ، فكانت أحيانا تتنازل له عن مقابل نقدي تحصل عليه إسبوعياً من مشاركتها في نفس العمل الذي كان يشارك به في القاهرة، ولولا خجلها وخوفها من نظراتِ من حولها لتمادت في عطائها له بما تملك يداها. إنه لايستطيع أن ينسى تلك النظرات .. نظرات الود والإهتمام بإنسان يعاني من الغربة والوحدة وظروفٍ إجتماعية قاسية حرمته من أن يكمل طريقاً قد بدأه منذ بضعة أعوام عندما كان الأول على مدرسته طوال تسعة أعوام . فها هو الآن ينتسب لإحدى الكليات النظرية بعد فشل محاولته الالتحاق بأحد المعاهد الفنية بالإسكندرية.
تَذَكًَر كلامها ذات يوم حين قالت له بإبتسامة : مفيش داعي للشكر أنا مُعجَبَة بإصرارك على التعليم رغم ظروفك .
وحيد : أنا سعيد جداً إني بسمع منك الكلام ده . شكراً كمان مرَّة على اهتمامِك ودعمِك ليَّه.
إبتسمت قائلة : المهم تِكَمِّل طريقك.
لقد مرَّ على تلك الذكريات ربع قرنٍ من الزمن، ومازال يتمنى لو أنَّ القدر يمنحه صُدفَةً أخرى .. صُدْفَةً تكفيه ليقول لها شُكراً حتَّى ولو بِنظرَةٍ واحدة.
********************
ملحوظة:
هذه قصة مُعدَّلة لقصة (إمرأة لا تُنْسَى)
الأديب/ طارق ناجح
|
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. محمد ياض وابهاب فهمي ومفيد عاشور وياسر صادق في عزاء زوجه ا
.. نجوم الفن يواسون الفنان حسن العدل في عزاء زوجته بحضور محمد ر
.. شير مع بيار | سينما الإبادة الإسرائيلية | 2025-11-07
.. زاب ثروت عن التمثيل: تجربة مُرهقة جدًا.. وأحب أكررها
.. ما لا تعرفه عن مغني الأوبرا العالمي رجاء أحمد