الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طوفان الأقصى 721 - نتنياهو يحرق آخر أوراق إسرائيل

زياد الزبيدي

2025 / 9 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

27 سبتمبر 2025

في خضمّ الأحداث المتسارعة، تعكس أقلام الصحافة الروسية صورة قاتمة عن مستقبل إسرائيل تحت قيادة بنيامين نتنياهو. ليس الأمر مجرد خلاف سياسي داخلي أو جولة عسكرية عابرة، بل إرث ثقيل يتشكل الآن، ويهدد بتحويل الدولة العبرية إلى كيان معزول، فاقد للشرعية، ومثقل بالعداء العالمي.

الصحفي الروسي ديمتري بافيرين كتب في صحيفة فزغلياد الألكترونية بلهجة حادّة أن "نتنياهو لم يعد يملك سوى سلاح العناد والعنف"، مضيفًا: "كل صاروخ يسقط على غزة لا يفتح لإسرائيل أفقًا جديدًا، بل يزرع بذور عزلة أعمق وإنقسام داخلي أخطر". ويرى بافيرين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يورّث بلاده ما وصفه بـ "مزيج سام من صورة الدولة المجرمة من جهة، وإنهيار الثقة الداخلية من جهة أخرى"، وهو ما يجعل الحديث عن "إرث نتنياهو" أمرًا يتجاوز اللحظة الراهنة ليصوغ مستقبلًا قاتمًا.

من جهة أخرى، قدّم المحلل السياسي الإسرائيلي سايمون تسيبيس قراءة صادمة في مقابلة صحفية أجراها معه رافائيل فخروتدينوف في صحيفة فزغلياد الألكترونية، مؤكدًا أن إسرائيل "ببساطة لا تملك الأدوات لمواجهة موجة الإعترافات العالمية بدولة فلسطين". ويضيف: "حتى أقرب الحلفاء، كأستراليا وكندا وبريطانيا، باتوا يقرّون بالأمر الواقع. لم يعد الخطاب الإسرائيلي قادرًا على وقف هذه الموجة، بل أصبح يثير نفورًا متزايدًا في الغرب ذاته". ويشدد تسيبيس على أن كل ما يمكن لنتنياهو فعله هو إطلاق "خطابات تحريضية جوفاء"، لكنها ـ بحسب تعبيره ـ "لم تعد تُسمع إلا كأصداء بعيدة لزمن مضى، حين كان اللوبي الإسرائيلي قادرًا على تعطيل قرارات العالم".

أما التحليل الأكثر خطورة فقد جاء على لسان سيرغي بيلوف في مقال نشره عبر مؤسسة الثقافة الاستراتيجية. يكتب بيلوف: "تحميل مسؤولية العداء المتصاعد لليهود في أوروبا على التطرف اليميني أو الدعاية الإسلامية ليس إلا تبسيطًا متعمدًا. الحقيقة أن إسرائيل نفسها، بسياساتها الممنهجة في غزة والضفة، جعلت من كل يهودي في الغرب سفيرًا لدولة محتلة تمارس القتل والتطهير". ويتابع موضحًا: "حين تُختزل الهوية اليهودية في الغرب إلى إنعكاس مباشر لسياسات نتنياهو، فإن ذلك لا يُنتج تعاطفًا بل يغذّي موجة كراهية واسعة النطاق، قد لا ينجو منها حتى يهود يرفضون هذه السياسات".

إن ما يجمع هذه التحليلات هو إدراك واضح أن نتنياهو، في محاولته المحمومة للبقاء في السلطة، يقوم بما يشبه عملية حرق أوراق تاريخية كانت إسرائيل تراهن عليها: قدرتها على المناورة الدبلوماسية، صورتها الأخلاقية المزعومة، وحتى تعاطف الشتات اليهودي الذي بات يعيش حالة حرج خانقة. لقد تحوّل العداء لإسرائيل إلى ظاهرة سياسية عالمية، مدعومة بتأييد متزايد لفلسطين، فيما دخلت تل أبيب مرحلة يمكن وصفها بـ"العجز الإستراتيجي الشامل".

اليوم، يضع نتنياهو بلاده على حافة هاوية جديدة: فقدان الدعم الغربي التقليدي، تصاعد عزلة سياسية غير مسبوقة، وتحوّل الخطاب المعادي لإسرائيل إلى لغة جامعة في أوروبا والعالم. وبينما يحاول رئيس الوزراء التمسك بمقعده بكل الوسائل، فإنه يجرّ إسرائيل معه إلى نقطة اللاعودة.

بين نتنياهو والعالم: إرث ثقيل ونهاية مشروع.

*****
هوامش

1) هجوم نتنياهو العنيف سيترك لإسرائيل إرثًا صعبًا للغاية.

ديمتري بافيرين
كاتب صحفي ومحلل سياسي وناقد سينمائي روسي
صحيفة فزغلياد الألكترونية

22 سبتمبر 2025

2) إسرائيل تفتقر إلى الأدوات اللازمة لمحاربة الاعتراف العالمي بفلسطين


رافائيل فخروتدينوف
كاتب ومحامي روسي
صحيفة فزغلياد الألكترونية
22 سبتمبر 2025

3) نتنياهو، بروكسل، والعولميون - من المسؤول عن تصاعد معاداة السامية في أوروبا؟

سيرغي بيلوف
كاتب صحفي ومحلل سياسي
مؤسسة الثقافة الاستراتيجية

23 سبتمبر 2025








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل مكملات الكولاجين فعالة حقًا؟


.. بفضل الذكاء الاصطناعي.. يمكنك الآن إنشاء تطبيق بمجرد وصفه




.. -رغيف الخبز-.. أزمة تتفاقم في السويداء


.. أكثر من 20 ألف شخص بلا كهرباء نتيجة هجوم أوكراني على روسيا




.. بدء حملة لتعزيز خدمات التطعيم والتغذية للأطفال دون سن الثالث