الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سحر الكلمة وأثرها في النفس الإنسانية

أميمة البقالي
(Oumaima Elbakkali)

2025 / 9 / 30
الادب والفن


منذ فجر التاريخ، والكلمة تتبوأ مكانة عليا في حياة الإنسان؛ فهي التي صاغت الأفكار، وحملت الحِكم، وأشعلت الثورات، وبنت الحضارات. الكلمة ليست مجرد حروف تُرصّ فوق بعضها لتؤدي معنى مباشراً، بل هي روح تتغلغل في أعماق السامع والقارئ، فتُغيّر من مشاعره، وتدفعه نحو فعل ما، أو تمنحه سكينة داخلية تُعينه على مواجهة قسوة الأيام.

إن للكلمة وقعاً لا يقل عن وقع السيف؛ فكلمة صادقة قد تُعيد إلى إنسان منهار إيمانه بذاته، وكلمة جارحة قد تُحطّم قلباً كان مفعماً بالأمل. وهذا ما جعل الشعراء والكتّاب والمفكرين يرفعون من شأن البلاغة والبيان، معتبرين أن للكلمة رسالة تتجاوز حدود اللحظة لتبقى عابرة للأزمان.

وفي الأدب العربي، نجد نماذج مدهشة عن أثر الكلمة، فالشعر كان سلاح العرب الأول، به يفاخرون وبه يهجون خصومهم ويمدحون أحبابهم. وقد قال الجاحظ يوماً: “المعاني مطروحة في الطريق يعرفها العجمي والعربي، وإنما الشأن في جودة السبك وحسن التأليف”. وهذا القول يُبرز أن الكلمة ليست في مضمونها فقط، بل في موسيقاها وإيقاعها وقدرتها على النفاذ إلى القلب.

وحين نتأمل في تجاربنا الشخصية، نجد أن كلمات عابرة ربما غيرت مسارات حياتنا: نصيحة معلم، تشجيع صديق، أو حتى بيت شعر عالق في الذاكرة. إن للكلمة طاقة عظيمة، قد تكون دواءً وقد تكون داءً، وعلى من يملكها أن يحسن استخدامها، فهي أمانة بين يديه.

وفي زمننا الحاضر، حيث تتسارع وسائل الإعلام وتفيض الشاشات بالكلمات والصور، يصبح لزاماً علينا أن نُدرك قيمة ما نقول وما نكتب، وأن نعيد للكلمة مكانتها الأدبية والإنسانية، فلا تكون مجرد وسيلة للتسلية العابرة، بل سبيلاً لإحياء القلوب وإشعال العقول.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماهر الملاخ: زاب ثروت عنده أغاني كتير وبيفكر في الغناء بقاله


.. كلمة أخيرة - الفنانة صفاء أبو السعود تكشف سر ارتباطها بحملة




.. رسام عرف يخطف قلوب المصريين 00 ياسين فنان ااحضارة


.. الفنانة صفاء أبو السعود تروي لـ أحمد سالم تفاصيل حفلة الجران




.. لبنان.. مسرحية -غزة، عيتا الشعب، غزة- انعكاس لنساء حولن الأل