الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طوفان الأقصى 727 - من غزو العراق إلى غزة: كيف يعود -كلب بوش الصغير- ليرعى الفلسطينيين

زياد الزبيدي

2025 / 10 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

3 أكتوبر 2025

"إننا لم نكن يومًا أقرب إلى سلام حقيقي"، هكذا أعلن دونالد ترامب من على منبر البيت الأبيض بعد لقائه مع بنيامين نتنياهو، وكأن الشرق الأوسط على وشك أن يتحول فجأة إلى جنة سلام تحت رعايته. لكن خلف العبارات الطنانة، تقف خطة مثيرة للجدل قد تفتح أبوابًا جديدة للصراع أكثر مما تفتح نوافذ للأمل، كما توضح الصحفية الروسية أناستاسيا كوليكوفا في مقالها المنشور بصحيفة فزغلياد الألكترونية في30 سبتمبر 2025.

خطة ترامب: هدنة أم إنذار إستسلام؟

الخطة التي كشف عنها ترامب تتألف من 20 بندًا، تدعو إلى إنسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية، إطلاق الرهائن خلال 72 ساعة، وعفو عام لعناصر حماس إذا ألقوا السلاح أو غادروا غزة. أما إدارة القطاع، فلن تكون بيد الفلسطينيين أنفسهم، بل لجنة "تكنوقراطية غير سياسية" تحت إشراف مجلس دولي جديد أطلق عليه "مجلس السلام".

المفارقة أن هذا المجلس لن يرأسه سوى ترامب نفسه، وإلى جانبه توني بلير، المبعوث السابق للرباعية الدولية، والرجل الذي لا يزال إسمه مرتبطًا بحرب العراق وملف "أسلحة الدمار الشامل" المزعومة.

الخطة تتحدث عن قوات إستقرار دولية لتأمين الحدود، وإنشاء منطقة إقتصادية خاصة، لكن كل ذلك دون أي ضمانات ملزمة لإسرائيل. وهنا تكمن أولى ثغراتها الجوهرية: ماذا لو قررت تل أبيب التملص من إلتزاماتها؟

ترحيب رسمي وشكوك شعبية

نتنياهو أبدى حماسًا للخطة، معتبرًا أنها تحقق "الأهداف العسكرية لإسرائيل". أما وزراء خارجية تركيا والسعودية والأردن والإمارات ومصر وقطر وباكستان وإندونيسيا فقد أرسلوا بيانًا مشتركًا مرحبًا بالجهود الأمريكية. وحتى الكرملين أعلن دعمه لترامب في "محاولة إنهاء الحرب".

لكن خلف هذا المشهد الرسمي، يختبئ توجس واضح. حماس تدرس الخطة ولم تقل كلمتها بعد. الصحافة الغربية مثل ذا غارديان وصفت الوثيقة بأنها مجرد مسودة ضبابية لا تحمل تفاصيل عملية، فيما رأت بلومبرغ أنها أقرب إلى "إنذار نهائي" لحماس بالإستسلام، مع وعد لإسرائيل بدعم أمريكي مطلق إذا واصلت الحرب.

يوسف منير، الباحث الفلسطيني المقيم في واشنطن، ذهب أبعد من ذلك واعتبر أن "الخطة ليست سوى غطاء سياسي أمريكي لمواصلة الإبادة في غزة".

توني بلير: "كلب بوش الصغير" يعود من جديد

من بين كل الأسماء المطروحة، يظل توني بلير العنوان الأكثر إستفزازًا. الرجل الذي وصفه البريطانيون بـ"كلب بوش الصغير" بسبب إصطفافه الأعمى خلف البيت الأبيض في غزو العراق، يعود اليوم ليُكلّف بمهمة "بناء السلام" في غزة!

التقرير البريطاني الشهير "تشيلكوت" كان قد حمّل بلير مسؤولية تضليل الرأي العام وتضخيم خطر أسلحة الدمار الشامل عام 2003. واليوم، يراه محللون مجرد أداة لإعادة تدوير النفوذ البريطاني في المنطقة، ومراقبًا لمصالح الخليج تحت غطاء "المجلس الدولي للسلام".

سياسة ترامب: إنقاذ شعبية أم صناعة سلام؟

العديد من المحللين يرون أن الهدف الحقيقي للخطة ليس فلسطين ولا غزة، بل البيت الأبيض نفسه. ترامب الذي يواجه تراجعًا في شعبيته بسبب إستمرار الحرب، يريد أن يظهر بمظهر "صانع السلام" قبل إنتخابات الكونغرس. الخطة، كما وصفها الباحث الروسي مالك دوداكوف، "ليست خيالية مثل مشاريع ريفييرا ترامب، لكنها لا تزال بعيدة عن الواقعية".

خاتمة: سلام على الورق، حرب في الواقع

قد يراها البعض بداية جديدة، وقد يصفها آخرون بأنها مجرد "قناع سياسي" يجمّل وجه الإحتلال. لكن المؤكد أن إشراك شخصية مثيرة للجدل مثل بلير، وغموض الإلتزامات الإسرائيلية، يضعان علامات إستفهام أكبر من أي إجابات.

إنها خطة تبدو وكأنها كتبت لتُعلن في مؤتمر صحفي، لا لتُطبق على أرض تتنفس الدم والحصار. وبينما يتحدث ترامب عن "السلام الحقيقي"، يجد الفلسطينيون أنفسهم أمام مفارقة مريرة: أن يُسلَّم مصيرهم لرجل لم يغسل يديه بعد من دماء العراق، "كلب بوش الصغير" الذي يعود اليوم ليرعى غزة تحت راية السلام الأمريكي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجمات 13 نوفمبر: بعد مرور عشر سنوات.. بلدية مولنبيك البلجيكي


.. الصين تعلن دخول حاملة الطائرات الثالثة -فوجيان- حيز الخدمة




.. البرازيل: الأمازون، طريق -الدمار- • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ترامب يستقبل قادة 5 دول من آسيا الوسطى وعلى جدول الأعمال -ال




.. ماذا ينتظر العراقيون من السلطة المقبلة؟ • فرانس 24