الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
طوفان الأقصى 728 - خطة ترامب لغزة: بين الوهم والواقعية... هل يمكن أن تصنع سلامًا؟
زياد الزبيدي
2025 / 10 / 4مواضيع وابحاث سياسية
ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي
4 أكتوبر 2025
في غضون أيام قليلة، تحولت خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة إلى محور سجال عالمي واسع. فمن واشنطن إلى موسكو، ومن لندن إلى ال أبيب، إنشغلت وسائل الإعلام والخبراء بجدل: هل تمثل الخطة مسارًا حقيقيًا نحو السلام، أم مجرد غطاء جديد لتصعيد دموي آخر؟
ميلنيكوفا: خطة بلا دولة ولا ضمانات
في جريدة إيزفيستيا الموسكوفية، كتبت تاتيانا ميلنيكوفا مقالًا حمل عنوانًا صارخًا: «خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة لن تصنع سلامًا: لماذا؟» (30 سبتمبر 2025).
تؤكد ميلنيكوفا أن جوهر الخطة يفتقد لأبسط عناصر الحل التاريخي: الدولة الفلسطينية. فالمبادرة الأمريكية – كما تقول – لا تنص على إقامة دولة، بل تربط الأمر بشروط غامضة عن «طريق حقيقي نحو تقرير المصير». وهذا، بحسبها، «لا يمثل ضمانًا للسيادة التي يصر عليها الفلسطينيون».
ثم تذهب أبعد من ذلك، محذّرة من أن إسرائيل قد تستغل الخطة لإلتقاط أنفاسها ثم الإنقلاب عليها:
«قد تلتزم تل أبيب ببنود ترامب حتى إطلاق سراح الرهائن، لكنها في اليوم التالي قد تعود إلى الهجمات الواسعة دون أن تعبأ بالضحايا المدنيين».
وبذلك، ترى ميلنيكوفا أن الخطة تخاطر بأن تصبح مجرد غطاء لدورة جديدة من التصعيد، بدلًا من إرساء هدنة دائمة.
ميكلاشيفسكايا وسارخانيانتس: ترامب نجح حيث فشل بايدن
لكن في المقابل، قدّمت آلينا ميكلاشيفسكايا وكيريل سارخانيانتس في صحيفة كومرسانت الروسية رؤية مغايرة، في مقال بعنوان: «بايدن فشل في إجبار نتنياهو على التراجع، لكن ترامب نجح» (30 سبتمبر 2025).
الكاتبان يضعان الخطة في سياق سياسي داخلي، مشيرَين إلى أن ترامب إستطاع ما لم يفعله بايدن: إلزام بنيامين نتنياهو بقبول صفقة، حتى وإن كانت بشروط إسرائيلية مريحة.
ينقل المقال عن دير شبيغل أن الخطة ليست إلا نسخة معدّلة من مقترحات بايدن القديمة، لكن الفرق الجوهري هو أن ترامب أجبر نتنياهو على التوقيع. أما واشنطن بوست فقد رأت أن ترامب «وضع أساسًا متينًا» لتحول جذري في غزة، وأنه يستحق التقدير لفتح نافذة على «اليوم التالي» للصراع.
لكن في المقابل، لم تخفِ الغارديان شكوكها، ووصفت المبادرة بأنها «مسودة أولية مرسومة على ظهر مغلف»، قد تضيع قبل أن تبلغ مقصدها.
وبين المديح والشك، تظل الخلاصة التي خرج بها ميكلاشيفسكايا وسارخانيانتس واضحة: ترامب قدّم مبادرة مثيرة، ونجح في كسر عناد نتنياهو، لكن مصيرها سيُحسم عند موقف حماس.
خروتشوف: واقعية محفوفة بالتحديات
أما من موسكو، فقد قدّم بافيل خروتشوف في ريا نوفوستي قراءة باردة وموضوعية: «خطة ترامب واقعية لكنها محفوفة بالتحديات» (1 أكتوبر 2025).
ينقل خروتشوف عن بوريس دولغوف، الباحث البارز في مركز الدراسات العربية والإسلامية بمعهد الإستشراق التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، قوله إن المبادرة تمنح إسرائيل «فرصة الخروج من المأزق دون فقدان ماء الوجه» في ظل إتهامات دولية بإرتكاب إبادة جماعية. لكنه يشدد في الوقت نفسه على أن القضية الجوهرية هي مصير حركة حماس:
«الحركة أضعف الآن، وقد توافق قيادتها على الخطة، لكن ليس دون شروطها الخاصة».
بدورها، تحذّر إيرينا زفياغلسكايا، رئيسة مركز دراسات الشرق الأوسط في معهد الإقتصاد العالمي والعلاقات الدولية (IMEMO) التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، من أن «الخطة أكثر تفكيرًا وتنظيمًا من سابقاتها، لكنها ستصطدم حتمًا بالتحديات»، سواء داخل إسرائيل المنقسمة سياسيًا أو في غزة الممزقة. وبرأيها، فإن رفض حماس يعني إستمرار «المذبحة»، فيما قبولها قد يفتح بابًا لمرحلة جديدة.
خاتمة: ما بين الدعاية والواقع
من إيزفيستيا إلى دير شبيغل، ومن واشنطن بوست إلى ريا نوفوستي، يظهر أن خطة ترامب تشبه مرآة: تعكس لكل طرف ما يريد أن يراه. فبالنسبة للبعض، هي «الفرصة الأكثر جدية خلال عامين» (دير شبيغل). وبالنسبة لآخرين، ليست سوى «غطاء لتصعيد جديد» (ميلنيكوفا). وبين هذا وذاك، يصفها الروس بأنها واقعية، لكن طريقها محفوف بالمخاطر. وجدير بالذكر أن الرئيس بوتين قال أول أمس في منتدى فالداي: "روسيا مستعدة لدعم خطة ترامب بشرط أن تودي لحل الدولتين".
يبقى السؤال المركزي إذن: هل أراد ترامب حقًا إنهاء الحرب، أم أنه – كما كتبت الغارديان – يبحث فقط عن «حدث دعائي شخصي»؟
مهما كان الجواب، المؤكد أن غزة ستظل هي ميدان الإختبار الحقيقي، حيث تُقاس الخطط لا بما كُتب فيها، بل بما يُسفك من دماء على أرضها.
|
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. هجمات 13 نوفمبر: بعد مرور عشر سنوات.. بلدية مولنبيك البلجيكي
.. الصين تعلن دخول حاملة الطائرات الثالثة -فوجيان- حيز الخدمة
.. البرازيل: الأمازون، طريق -الدمار- • فرانس 24 / FRANCE 24
.. ترامب يستقبل قادة 5 دول من آسيا الوسطى وعلى جدول الأعمال -ال
.. ماذا ينتظر العراقيون من السلطة المقبلة؟ • فرانس 24