الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
النفاق الديني والمصالح السياسية والاقتصادية - محمد
طلعت خيري
2025 / 11 / 1العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بعد الهجرة الى المدينة ، تسارعت الأحداث في شبه الجزيرة العربية ، لصالح المؤمنين بالله واليوم الأخر، أبرزها النصر في بدر سنة 2 للهجرة ، وجلاء المشركين من أهل الكتاب ناقضوا اتفاقية السلام سنة 4 للهجرة ، وجلاء المشركين من أهل الكتاب ناقضوا الاتفاقية الأمنية سنة 5 للهجرة ، بعد انضمامهم الى جانب التحالف المكي الرأسمالي في معركة الخندق فارضين حصارا عسكريا واقتصاديا على المدينة لأكثر من عشرين يوما ، بالإضافة الى التعاون الأمني الذي ابرم مع بعض القبائل العربية في صلح الحديبية سنة 7 للهجرة
لم يؤدي المشهد العقائدي في المدينة دورا ايجابيا لتعدد طوائفها وتوجهاتها ، كالذين كفروا والمنافقين من الإعراب وأهل المدينة الذين ارتبطت مصالحهم السياسية والاقتصادية مع الدين السياسي لأهل الكتاب ، مشكلين ديموغرافيا معقدة حاضنة للنفاق والكفر والمؤامرات ، فمن التكتلات السياسية التي وقفت بالضد من الدعوة القرآنية هم الذين كفروا من أهل الكتاب ومن أهل المدينة ، أطلق عليهم التنزيل هذه التسمية لأنهم ليسو بوثنيين، إنما هم سياسيون دافعوا عن ديموغرافيا المصالح السياسية والاقتصادية ، بالتصدي للإيمان بالله واليوم الأخر، عرض التنزيل على الذين كفروا من أهل المدينة اركيولوجيا التدمير التاريخي ، للاطلاع على المصير المخزي لأمم كانوا مثلهم ، فمن لا يرغب بذلك المصير فعلية بالعمل الصالح قال الله ، ان الله يدخل الذين امنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار، وعكس ذلك ، والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم
إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ{12}
بعد الهجرة ، واجه المؤمنون تحديات اقتصادية واجتماعية في المدينة بعد استضافة الأنصار للمهاجرين ، منها العبء الاستيطاني والتفاقم المعيشي نتيجة ارتفاع في الكثافة السكانية داخل الآسر ، بينما لا نجد ترحيب بالمؤمنين بين أوساط الذين كفروا من أهل المدينة وأهل الكتاب ، بل وحتى من الذين رحبوا بهم بادئ الأمر، وخاصة بعد التطورات العسكرية والتحولات الميدانية التي أرغمت المؤمنين على الإنفاق والقتال في سبيل الله ، بات المشهد الدعوي في المدينة أكثر تعقيدا ، بعد امتناع المنافقين عن الامتثال لوصايا الإنفاق والقتال في سبيل الله ، بتحريض من حلفائهم الذين كفروا من أهل الكتاب ، فأمر الله بقطع العلاقات الاجتماعية مع المحرضين ، ان التحديات العقائدية في المدينة فاقت بكثير التحديات في مكة ، وعلى أثرها هدد الله القرى والمدن بالهلاك قائلا وكأين من قرية هي اشد من قريتك التي أخرجتك ، مكة ، أهلكناهم فلا ناصر لهم ، أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله ، واتبعوا أهوائهم
وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ{13} أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ{14}
عرض التنزيل على أهل المدينة بعض امتيازات المغفرة الاخروية ، وما يقابلها من مصير مخزي وعذاب اليم لمن أصر على رفض الإيمان بالله واليوم الأخر
مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ{15}
النفاق الديني نشاط سياسي يتلون وفقا للمتغيرات العقائدية والميدانية التي يحدثها التنزيل داخل المجتمع ، ولقد أنتجت مجريات الأحداث منافقون كثر منهم ، منافقو الهجرة والدعوة والقتال والإنفاق والصدقات ، ان التحولات الميدانية والعسكرية من الدعوة الى الهجرة الى القتال ، أدى الى ظهور النفاق الديني كفكر سياسي توطد ثقافيا وميدانيا بعد التهديدات العسكرية التي شنها التحالف المكي الرأسمالي على المدينة سنة 5 للهجرة ، ونظر لتسارع الأحداث على الساحة الأمنية كثف محمد من اجتماعاته بالمؤمنين ، لدراسة أخر المستجدات على الساحة العسكرية ، فكان يحضرها الذين كفروا من أهل الكتاب ، والمنافقين من الأعراب وأهل المدينة ، فلم يكن حضورهم لطاعة أو لهداية إنما للاستهزاء ، قال الله ومنهم من يستمع إليك ، حتى إذا خرجوا من عندك ، قالوا للذين أتوا العلم ماذا قال أنفا ، أنفا تعني ماذا قال قبل قليل استهزاء لعدم الرغبة بالطاعة ، أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهوائهم ، والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم
وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفاً أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ{16} وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ{17}
اقرب مثال على النفاق الديني السياسي ارتباط مصالح أعراب البترودولار مع الامبريالية الأمريكية ، المنافقون هم طائفة من المؤمنين بالله واليوم الأخر، ارتبطت مصالحهم السياسية والاقتصادية مع الذين كفروا من أهل الكتاب ، فلم يكتفوا بعدم الامتثال لوصايا الإنفاق والقتال في سبيل الله ، بل تصدوا للآيات العقائدية بالأفكار السياسية المضادة التي يمليها عليهم شياطين الدين السياسي لأهل الكتاب ، ونظرا لازدواجية العمل الميداني للمنافق ، حرم الله على المنافقين مولاة الذين كفروا من أهل الكتاب ، واضعا الجميع تحت تهديد الساعة قائلا ، فهل ينظرون إلا الساعة ان تأتيهم بغتة فقد جاء اشتراطها ، فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم ، فاعلم انه لا اله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم
فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ{18} فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ{19}
|
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. المندوب الأمريكي لدى الأمم المتحدة: دعم الدول ذات الأغلبية ا
.. ما موقف الدول العربية والإسلامية من مشروع القرار الأمريكي؟
.. أويس مخللاتي يحول ديانته من الإسلام إلى المسيحية
.. أويس مخللاتي يتحوّل إلى المسيحية و-بيست لاند- في موسم الرياض
.. روان عثمان: لستُ خائنة واليهود ليسوا أعداء العرب | #السؤال_ا