الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيء من اللامعقول تحت المجهر

عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث

2025 / 11 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا يعقل أن نقرأ لمدارس فكرية عربية اسلامية في القرن العاشر الميلادي، ما لا نجده اليوم في القرن الحادي والعشرين في أدبيات ما يحلو لبعض مثقفينا تسميتهم "الإسلاميين المتنورين". هنا، يفرض نفسه سؤال المليار: ما الذي دها الفكر الديني العربي، على وجه الخصوص، ولماذا تردى في الأصوليات السلفية والدروشة والتيه في ملاحقة سراب الأوهام وإثارة الفتن؟! ولماذا استطيب الإقامة في كهوف القرون الوسطى؟!
دعونا نتأمل معاً تحديد "اخوان الصفا وخلان الوفا" للرجل المسلم الكامل من وجهة نظرهم. هذا الرجل، ينبغي أن يكون كما يرون:"عربي الدين، عراقي الآداب، عبراني المخبر، مسيحي النهج، شامي النسك، يوناني العلم، هندي البصيرة، صوفي السيرة، ملكي الأخلاق، رباني الرأي، إلهي المعارف". نميل إلى تفسير المفكر المصري الراحل، المستشار سعيد العشماوي لرؤية اخوان الصفا للمسلم الحقيقي، بأنه "يجب أن يكون انساناً عالمياً، ينفتح على الحضارات كلها، ويتقبل المعارف كلها، ويتفهم الشرائع جميعها، ويأخذ بنصيب من كل نهج".
فأي سعة أفق بلغها اخوان الصفا بمعايير أيامنا هذه ورحابة وعي ارتقوا اليها، قبل 13 قرناً، بالمقارنة مع اسلامويي هذه الأيام؟!
يعلمنا التاريخ، أن الحضارة العربية وكل حضارة إنسانية، بلغت أوجها في التقدم والإزدهار عندما تميزت بالإنفتاح على الآخرين، والتفاعل مع ثقافاتهم وحضاراتهم في اتجاهي إفادتها والإفادة منها.
نختم بإضاة على اخوان الصفا وخلان الوفا. هم جماعة تصنف على أنها من فلاسفة المسلمين، ظهرت في القرن العاشر الميلادي في البصرة. ركزوا اهتمامهم على التوفيق بين العقيدة والفلسفة. فكتبوا في المضمار خمسين مقالة، اشتهرت بإسم "رسائل اخوان الصفا". ذاع صيتهم بعد انجاز الرسائل، في الأصقاع العربية والإسلامية كافة. تأثروا بفلسفة الفارابي، وبالفلسفة اليونانية والفارسية والهندية. مختلف بشأن انتمائهم المذهبي. فهناك من يصنفهم ضمن المدرسة المعتزلية، والبعض يدرجهم في الباطنية. وذهب آخرون إلى دمغهم بالإلحاد والزندقة، على جري عادة حراس التخلف في كل زمان ومكان، لتشويه سمعة كل من يستخدم عقله.
لا يعقل أن يتميز السلف في القرن العاشر الميلادي بسعة الأفق والإنفتاح، أكثر من أكثرية الخلف في القرن الحادي والعشرين !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المندوب الأمريكي لدى الأمم المتحدة: دعم الدول ذات الأغلبية ا


.. ما موقف الدول العربية والإسلامية من مشروع القرار الأمريكي؟




.. أويس مخللاتي يحول ديانته من الإسلام إلى المسيحية


.. أويس مخللاتي يتحوّل إلى المسيحية و-بيست لاند- في موسم الرياض




.. روان عثمان: لستُ خائنة واليهود ليسوا أعداء العرب | #السؤال_ا