الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليلة الأبدية… افتتاح المتحف المصري الكبير – حين استيقظت أرواح الفراعنة على أنشودة النور

راندا شوقى الحمامصى

2025 / 11 / 4
الادب والفن


في تلك الليلة التي ارتجف فيها الزمن احترامًا، وتوقفت عقارب الساعات على مشارف الدهشة، كانت مصر “أمّ الحضارات “ تفتح للعالم بوابة النور من جديد. وتعيد لمصر بهذه الملحمة تاجها الأزلي، وتعيد للعالم ذاكرته الأولى.
المتحف المصري الكبير، ليس مجرد مبنى حجري فخم، بل معبد الأبدية الذي يضم أنفاس الفراعنة، وأصداء التاريخ، وصوت الأرض حين كانت تتكلّم بلغة الخلود.

ولادة من رحم الأهرام
عند سفح الأهرام، حيث تلتقي هندسة الروح بعبقرية الإنسان، وقف المتحف المصري الكبير كجبل من نور، يشهد أن مصر لا تموت، بل تعود في كل عصر لتعلن ميلادها من جديد.
تلك الحجارة المصقولة بعرق آلاف السنين، وتلك القاعات التي تفوح منها رائحة القرون الغابرة، ليست مجرد آثار… بل شهادة خالدة على سفر الإنسان نحو الإلهيّ في داخله.

عندما يعانق الحاضرُ الأبد
في ليلة الافتتاح، لم يكن الحدث مصريًّا فحسب، بل عالميًّا عابرًا للقارات، كأنّ الأرض بأسرها جاءت لتسجد أمام سرّ النيل وحكمة رع ومجد إخناتون.
الأضواء تراقصت على وجه الأهرام، والموسيقى انطلقت من أعماق الزمن، والأرواح القديمة عادت لتحضر لحظة اكتمال الحلم.
لقد كان الافتتاح عرسًا كونيًّا، فيه تلاقت الحضارات عند عتبة مصر، لتعلن أن الجمال الخالد لا وطن له، وأن التاريخ حين يُكتب بحروف مصرية، يُقرأ في كل لغات الأرض.

مصر… الذاكرة التي لا تنطفئ
من مراكب الشمس إلى عرش توت عنخ آمون، ومن تمثال رمسيس العظيم إلى برديات الحكمة القديمة، يقف المتحف المصري الكبير كذاكرة كونية تحفظ للبشرية ملامحها الأولى. إنه ليس أرشيفًا للماضي، بل مرآة الروح الإنسانية في رحلتها نحو النور.
وفي أروقة المتحف، ستسمع الهمس ذاته الذي سمعه الكهنة في معابد طيبة، وستشعر بأن الأبد لا يزال يرفرف بجناحيه فوق ضفاف النيل.

رسالة إلى المستقبل
افتتاح المتحف المصري الكبير هو وعدٌ بأن مصر — التي منحت العالم أول حروفه، وأول قانون، وأول قلب يعرف معنى الخلود — ما زالت قادرة على أن تُلهم، وتُبدع، وتقود.
إنها رسالة من الماضي إلى المستقبل، من الجدّ إلى الحفيد، من نيل لا يشيخ إلى إنسان يبحث عن جذوره.
في تلك الليلة، لم تُفتح أبواب المتحف فحسب، بل انفتحت أبواب التاريخ على مصراعيها، لتقول للعالم:
هنا بدأت الحكاية، وهنا لا تنتهي. هنا ولدت الحضارة، وهنا تستعيد الأرض ذاكرتها.
هنا… مصر.

بوابة الأبدية – حين استيقظت أرواح الفراعنة على أنشودة النور
في تلك الليلة التي تسلّل فيها الزمن من بين أصابع الخلود، اهتزّ صمت الصحراء همسًا، وارتجفت الرمال كأنها تُصغي لنداء قديمٍ يعود من وراء العصور.
من قلب الأهرام، خرجت أنفاس الملوك والكهنة، تسير على مهلٍ نحو فجرٍ جديد… إنه فجر المتحف المصري الكبير، حيث استيقظت أرواح الفراعنة على أنشودة النور.

همس الأرواح في معبد الضوء
لم يكن الافتتاح مجرّد حفل، بل كان طقسًا من طقوس الخلق الأول. الموسيقى التي انطلقت في الهواء لم تكن ألحانًا، بل كانت تراتيل الأبدية، تُعيد إلى الأرض ذاكرتها الأولى حين كان الإنسان يعرف أن الجمال طريق إلى الله. وهناك، تحت أجنحة الضوء المتقاطع على حجارة التاريخ، شعر العالم كله بأنّ مصر لم تفتح متحفًا، بل فتحت بوابة الأبدية.
سرّ الخلود المصري
منذ آلاف السنين، حين كتب المصري الأول رمزه على جدارٍ من الطين، كان يعلم أنّ ما يُكتب بالنور لا يُمحى.
آمن بأن الروح لا تموت، بل تتحوّل. وأنّ المعبد ليس حجارة، بل مرآة للسماء. لذلك، حين بُني المتحف المصري الكبير عند سفح الأهرام، لم يكن بناءً جديدًا، بل استمرارًا لطقسٍ قديم .

طقس الخلود.
هنا حيث يقف تمثال رمسيس شامخًا كصوت الزمن، وحيث ينام توت عنخ آمون كطفلٍ يحرس أحلام الأبدية، هنا يلتقي الإنسان بظله السماوي، ويفهم أن الموت بابٌ لا نهاية، وأنّ مصر هي الحارس الذي لا ينام على حدود الوجود.

أنشودة النور
يا مصر… يا نغمة البدء، يا قلب الأزمنة،
يا من علّمتِ الشمس أن تشرق على الدوام،
ها أنتِ تعودين، لا كأمةٍ من لحمٍ وتراب،
بل كفكرةٍ أبديةٍ تنبض في وعي البشرية.
لقد سمع الكون أنشودتك من جديد،
أنشودة الفجر حين يتوضأ بالذهب،
أنشودة النيل وهو يحدّث البحر عن سرّ البقاء،
أنشودة الحجر حين يذوب في المعنى،
أنشودة الروح وهي تعبر بوابة الأبدية نحو الله.
الدهشة… صلاة جديدة
كل حجر في المتحف صلاة، كل قطعة أثرية نَفَس من أنفاس من صعدوا إلى النور.
هنا تتعلم البشرية أن الفن عبادة، وأنّ الجمال طريقٌ أقرب إلى المطلق من كلّ طريق.
لقد اجتمع الماضي والمستقبل في لحظة واحدة، كأنّ الزمان سجد لمصر وقال:
"ها أنا ذا أعود إليكِ، لأنكِ وحدك تعرفين معنى الخلود."

خاتمة بوابة الأبدية
إنّ افتتاح المتحف المصري الكبير ليس حدثًا معماريًّا، بل إعلان قيامةٍ جديدة لمجدٍ قديم.
فحين أُضيئت أنوار المتحف المصري الكبير، لم تُضَأ القاهرة وحدها، بل استيقظ العالم كلّه على شعاعٍ خرج من قلب الأهرام.
في تلك الليلة الأسطورية، اجتمع الزمن كله تحت سماء واحدة، وقالت الحضارة بصوتٍ مصريٍّ عتيق:
"من هنا… مرّ الخلود."
ورأى الناس أن الإنسان يمكن أن ينتصر على الفناء، وأنّ الروح التي وُلدت في مصر ما زالت قادرة على أن ترفع وجهها نحو النور، وتقول مرة آخرى وبصوت الأبدية:
"من هنا مرّ الإلهام، ومن هنا يبدأ الخلود."








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ 46 بعرض فيلم ال


.. من هو أحمد تيمور خليل الذي خطف قلب برنسيسة الوسط الفني؟!




.. -الحياة فيها لعبة ومافيش تعبان لدغني??-.. لعبة السلم والتعبا


.. الفنانة المصرية مي عز الدين تزفّ لجمهورها خبر زواجها من أحمد




.. مي عز الدين تعلن عقد قرانها من خارج الوسط الفني