الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فوزي الزعيم الشيوعي الدمشقي رمز البطولة والتفاني

عبد الله حنا

2007 / 3 / 3
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


فوزي الزعيم ابن الشيخ صلاح الدين الزعيم، ولد عام 1909 في حي السمانة بدمشق. كانت شخصيته جذّابة ويتمتع بقوة جسمية ويمارس الرياضة في شبابه. درس في مدرسة اللاييك ولم يكمّل دراسته.
وصل فوزي الزعيم إلى الحزب الشيوعي وانتسب إليه عام 1927 عن طريق ناصر حدِّة. كان جد فوزي الزعيم تزوج امرأة من يبرود، ولهذا أخذ فوزي يتردد في فصل الصيف على يبرود المصيف المعروف وهناك تعرّف على ناصر وانتسب على يديه إلى الحزب الشيوعي. ولم يمض وقت طويل حتى أصبح فوزي الزعيم أحد أبرز وجوه الحزب في دمشق. وكانت له اتصالات جيدة و(خلطة مع الناس) واشتهر بتنظيم (المظاهرات الطيارة) والمشاركة فيها.
روى عنه معاصروه أنه شاب متوسط الثقافة لديه مفاهيم بطولية ويتحلى بأخلاق الفرسان (الفتوة). كان إنساناً أسطورياً مستعداً للموت من أجل القضية التي نذر نفسه لها. في رأيه إن الشيوعي يحافظ على عرضه، الشيوعيون أبطال لا يرتشون ولا يخافون وقد سادت لديه الرومانسية الثورية وهذا أمر طبيعي لدى ظهور أية حركة ثورية. وقد أجمع جميع من التقيت بهم من قدامى الشيوعيين، الذين عرفوا فوزي الزعيم على نعته بالبطولة والشهامة. وكان له دور بارز في دمشق في حماية الشيوعيين القلائل المستضعفين في ثلاثينيات القرن العشرين. لقد كان من (أشابه زمانه).
ذكر أرتين مادويان أنه زار في 7 تموز 1930 دمشق برفقة فؤاد الشمالي ووهيب ملك، والتقوا في دمشق بأحد مسؤولي منظمتها فوزي الزعيم وبآخرين، فأبلغونا بانتساب عضو جديد إلى المنظمة هو الشاب خالد بكداش المنهمك في حينه بالامتحانات الرسمية، وتوقعوا له مستقبلاً جيداً في الحزب. (ص 107)
النقابي جبران حلال عامل تركيب البلاط روى في ذكرياته أنه تعرّف عام 1932 على أحد الشيوعيين، وكان يعمل طيّاناً وحدثه عن الشيوعية، التي ستخلِّص الشعوب من الاستعمار وتحرِّرها من المظالم. وأخذ حلال يلتقي بذلك العامل لمدة طويلة وهو يعده بأنه سيلتقي بشخصية شيوعية هامة، عرف فيما بعد أنها فوزي الزعيم. وعندما عاد خالد بكداش من موسكو عام 1937 كان في استقباله في محطة الحجاز حشد من الناس، ومنهم فوزي الزعيم. وفي رأي حلال (إن فوزي الزعيم يستحق أن يُكتب عنه كراس كامل).
وعندما اعتقل فوزي الزعيم، بسبب مشاركته في مظاهرات 1936، كانت تصله إلى السجن المناشير الشيوعية ليوزعها على السجناء. فقد ذكر جورج عويشق لكاتب هذه الأحرف أن رشاد عيسى كلّفه، وعمره لم يتجاوز أربعة عشر ربيعاً، إيصال المناشير إلى فوزي في سجن القلعة.
والمهم فيما يخصنا هنا أن فوزي الزعيم قدّم للحركة الشيوعية وحركة العمال خدمات جلّى غير مكتوبة وغير معروفة. وفي المقابلة والتي أجريتها في 27 / 8 / 1974 مع وصفي البني عضو عصبة العمل القومي (1935) والمعتقل في سجن القلعة بدمشق لمشاركته في إضرابات 1936 ضد الانتداب الفرنسي، روى وصفي البني أول لقاء له مع فوزي الزعيم في السجن، قال:
(في أحد الأيام لفت نظري شاب منتصب القامة يتحلق حوله عدد من الشباب يسمعون أقواله. وكان عندي فكرة مسبقة عن الشيوعية بأنها ضد القومية والوطنية والأخلاق. فاقتربت لأسمع ما يقوله هذا الشاب، الذي يسمم الأفكار، وإذا بي أسمع كلاماً منطقياً وطنياً جريئاً واضحاً. أُخذت بهذا الكلام وصرنا صديقين ننام في السجن بجانب بعضنا وقد سحرتني أحاديثه. وقارنت بين رجولته وميوعة بعض المعتقلين المشاركين في الإضرابات. وذات مرة كنا في التنفس، ووراء الأسلاك الشائكة جنود من قوميات مختلفة يخدمون في الجيش الفرنسي. وأخذ فوزي الزعيم يتكلم معهم بشكل جريء محرضاً إياهم على التمرد على السلطة الاستعمارية، وقائلاً لهم: (أنتم تعملون مع الاستعمار, أنتم تعملون ضد شعبكم). أثّرت فيََّ كلمات فوزي الزعيم البسيطة هذه وبدأت مشاعري تتجه نحو الشيوعية).
واستمر وصفي البني عضواً في عصبة العمل القومي حتى 1939، ولكنه أخذ ينتقد التيار اليميني في العصبة، إلى أن حط الرحال في الحزب الشيوعي عام 1941.
من يطالع صحف دمشق في أوائل ثلاثينيات القرن العشرين يلاحظ النشاط البارز لفوزي الزعيم في ميادين شتى، وهذا ما سنقرؤه في فصل الصحف. وإلى جانب ناصر حدّة لعب فوزي دوراً في جذب الشاب الألمعي خالد بكداش إلى صفوف الحزب.
يذكر مصطفى أمين في مذكراته أنه تعرف في مقهى الكمال على فوزي الزعيم عن طريق صديقه مصطفى العشا، وعرف في أواخر 1936 أن فوزي الزعيم مسؤول الحزب الشيوعي في مدينة دمشق، ومصطفى العشا سكرتير لجنة الشبيبة الشيوعية في دمشق.
ولنقرأ ما كتبه مصطفى أمين عن فوزي الزعيم في لقائنا معه في دمشق:
(..كان فوزي الزعيم حتى بداية الأربعينيات أحد أبرز وجوه الحزب في دمشق، ولعب دوراً بارزاً في تقوية منظمة دمشق وتوسيعها، بإدخال عدد من العمال والحرفيين فيها. وكان حي السمانة حيث كانت تقيم عائلة فوزي الزعيم، أحد حصون الحزب في دمشق بعد حي الأكراد. وخلال هذه الفترة كان هو المسؤول عن تنظيم احتفالات الحزب بالمناسبات الحزبية أو الوطنية)...
(في بداية الأربعينيات، وخاصة بعد معركة ستالينغراد واستسلام الجيوش النازية، توسع نشاط الحزب الشيوعي في سورية وأخذت الأفكار الماركسية تزداد انتشاراً بين المثقفين، وقد التفَّتْ نخبة منهم حول الحزب الشيوعي وانتظموا في حلقات لمناقشة الأفكار الاشتراكية. وقد انضم إلى الحزب عدد من المحامين والأطباء والمهندسين والأساتذة والمعلمين. كان المأخذ على فوزي الزعيم أنه لا يحب المطالعة ولا يبذل ما يجب لتوسيع ثقافته الحزبية أو العامة، مما جعله متخلفاً عن تطور الحزب، وخاصة في دور القيادة. ومع ذلك كان خالد بكداش يخصه بمحبةٍ وعطفٍ خاصَّيْن. وفي أوائل عام 1946 وباقتراح من خالد بكداش أُرسل فوزي الزعيم إلى فرنسا بهدف مساعدته على تطوير معارفه، وأُدخل أحد المصانع للتعرف على الطبقة العاملة الفرنسية. ولكنه بعد بضعة أشهر ترك المصنع، وبعد مضي سنة عاد إلى سورية ثمّ رجع إلى فرنسا ثانية بمبادرة منه، ولكنه لم يمكث فيها هذه المرة أكثر من بضعة أشهر، إذ رجع إلى دمشق وتزوج بفتاة يبرودية، وتمّ تدبير عمل له في الورشة التابعة للإطفائية بدمشق عن طريق صديقه وصديق الحزب فريد جلال. وبعد بضعة أشهر من ممارسة هذا العمل توفي إثر نوبة قلبية حادة).
هذا ما كتبه مصطفى أمين عن فوزي الزعيم، ويضيف أمين، الذي تسلم مسؤولية حركة أنصار السلم بأن (ما قدمه الشيخ صلاح الزعيم من تأييد ودعم لحركة أنصار السلم كان امتداداً وتكريماً لمسيرة ابنه فوزي) ويختم أمين ما كتبه لهذا البحث بالقول: (ولا بدّ حين كتابة تاريخ الحزب الشيوعي السوري من الحديث عن فوزي الزعيم والدور البارز الذي لعبه في حياة الحزب في سنواته الأولى, وخاصة في العقد الثالث والعقد الرابع أي في فجر نشاط الحزب بدمشق).
الأستاذ زياد الملا، الذي التقى عدداً من الشيوعيين القدامى، ونشر عام 1994 كتاباً بعنوان: (صفحات من تاريخ الحزب الشيوعي السوري 1924 - 1954)، الذي استفدنا منه كثيراً، سجّل عن فوزي الزعيم ما يلي:
(يجمع الشيوعيون القدامى أن فوزي الزعيم لعب في دمشق دوراً بطولياً في إبراز وجه الحزب، سنوات 1929 - 1939، وشارك في كل نشاطاته، إذ كان متفرغاً للعمل الحزبي، واعتقل غير مرة ويجمع الرفاق في الرأي، أيضاً، أن فوزي الزعيم يجسد البسالة الشيوعية، في أروع صورها، في كل الظروف، ولكن لم يتطور فكرياً، إطلاقاً. وربما كان هذا الأمر هو أحد العوائق التي وقفت حائلاً دون تمكنه من الاضطلاع بمسؤوليات قيادية كبيرة، لاحقاً). (ص 43).
الشيوعي منير سليمان، خريج السوربون والمختص في الاقتصاد السياسي، ذكر لنا بتاريخ 11 / 8 / 1974 في لقاء معه بدمشق عن فوزي الزعيم: إنه (شاب متوسط الثقافة لديه مفاهيم بطولية في الرجولة. الناحية المثالية بارزة في سلوكه وعمله) وأردف سليمان قائلاً: عندما عدت من فرنسا عام 1934 كان مسؤولا الحزب في دمشق ناصر حدّة وفوزي الزعيم.
وينقل زياد الملا عن الشيوعيين القدامى، ومنهم منير سليمان، أن فوزي الزعيم كان في باريس عند حدوث انقلاب حسني الزعيم (عم فوزي) وكيف طلب حسني الزعيم من ممثل سورية في باريس أن يدفع إلى فوزي راتباً شهرياً ممتازاً ويرفض فوزي هذا العرض المغري، علماً أن أحواله المالية كانت سيئة، وقال بغضب لممثل سورية الدبلوماسي: كيف آخذ هذا المال ورفاقي في السجون السورية يعانون الأمرين.
--------------------------------------------------------------------------------


انعكاس نشاط الحزب الشيوعي السوري الناشئ في الصحف
(... إن ثمانية أعلام شيوعية حمراء عُلّقت على الجدران وأعمدة الأسلاك الكهربائية في طرابلس كُتب عليها:
لتحيَ الشيوعية السورية
لتحيَ الوحدة السورية
لتحيَ الوحدة العربية).
عن جريدة (ألف باء) الدمشقية في عددها الصادرصباح15 تموز 1930نقلاً عن جريدة (الرقيب).
ملاحظة جامع الوثائق ومعدها: كانت الدعوة إلى الوحدة العربية مطلباً أساسياً من مطالب الحزب الشيوعي الناشئ حتى أواخر ثلاثينيات القرن العشرين والوثائق كثيرة في هذا المجال ويلاحظ أن معظم قادة الحركة الوطنية العربية المنادين بالوحدة العربية تراجعوا منذ أوائل عشرينيات القرن العشرين عن الدعوة إليها واقتصر نشاطهم على الدعوة إلى الوحدة السورية.
***
(تلقينا صباح أمس ببريد المدينة منشوراً مطبوعاً بالهلام (الجلاتين) معنوناً بالعنوان التالي:
نداء من الحزب الشيوعي السوري إلى من في سورية من عمال النسيج وإلى جانب هذا العنوان شارة الشيوعية وإلى الجانب الآخر الآية الشيوعية (يا عمال جميع العالم اتحدوا).
وقد وقِّعَ المنشور باسم (اللجنة المركزية للحزب الشيوعي بدمشق) ولم نستطع قراءة تتمة التوقيع، كما أننا لم نستطع قراءة ما جاء في المنشور).
عن جريدة (الشعب) 27 تشرين الأول 1930
***
(حول المناشير الشيوعية ! هل في سورية شيوعيون؟ ومن هم؟... مناشير في حلب...).
عن جريدة (الشعب) تشرين الثاني 1930
***
(بمناسبة مرور 13 عاماً على إعلان الثورة الروسية الشيوعية ظهرت المناشير في بيروت وحلب وطرابلس وبعض القرى اللبنانية وفي دمشق أيضاً).
عن جريدة (الشعب) 12 تشرين الثاني 1930
***
(الشيوعية في سورية. القبض على دعاتها وزجهم بالسجن،
في طرابلس بينما كانت الساعة الثانية بعد منتصف الليل شاهد بعض رجال التحري شابين يحاولان إلصاق أوراق على بيت المحافظ. فانقضوا عليهما فلاذا بالفرار، ثمّ استسلما، وهما محمد أدهمي وعبد الله الرافعي الطالب في معهد الحقوق بدمشق، الذي وجد معه أربعة مناشير ويتلخص المنشور بنداء من الحزب الشيوعي يحضّ به العمال على مقاطعة (الإمبرياليزم) الرأسماليين والثورة والنيل من فرنسا المستعمِرة. كما وجد أحد المناشير معلقاً على جدار مركز الجندرمة الإفرنسية.
في بعلبك عُلّقت نشرات شيوعية على الجدران... فحامت الشبهات حول السيد نظمي الرفاعي فتحرَّت الشرطة منزله فلم تعثر على شيء يثبت اشتراكه في شيء من هذا، غير أنها عثرت على كتاب نقابات العمال الذي وضعه الأستاذ فؤاد الشمالي، فاتخذته دليلاً على إدانته واتهامه. فألقت القبض عليه.
في حلب وزّع على البيوت والدكاكين وفي البريد نداء من الحزب الشيوعي السوري إلى العمال والفلاحين والشغيلة في سورية بمناسبة الذكرى الثالثة عشرة لثورة العمال والفلاحين الكبرى في روسيا.. وهو مطبوع على الجلاتين بالحبر الأحمر والبنفسجي، وفي رأسه رسم منجل ومطرقة وهذه خلاصة ما جاء فيه:.. وقد ختم المنشور بهذه العبارات: (فليحيَ اتحاد الجمهوريات السوفياتية الاشتراكية.. فليسقط المستعمرون ولتسقط الحرب الاستعمارية.. فلتحيَ حرية الشعوب المظلومة.. فلتحي حكومة العمال والفلاحين في سورية.. فليحيَ دفاع عمال العالم والفلاحين عن الاتحاد السوفياتي.. فلتحيَ الإنترناسيونال الشيوعي.. فليحيَ الحزب الشيوعي السوري).
عن جريدة (الشعب) 13 تشرين الثاني 1930
(نظرت المحكمة العسكرية في بيروت في محاكمة الشاب الدمشقي فوزي الزعيم الموقوف بتهمة الشيوعية ونقله مناشير شيوعية. فشهد السائق وأحد الركاب أن الحقيبة التي وجدت فيها المناشير تخص فوزي الزعيم وطلب المدعي العام الحكم على المتهم بشدة. حكمت المحكمة بسجن فوزي ثلاثة أشهر وتضمينه مصاريف المحاكمة، وذلك لوجود أسباب تخفيفية).
عن جريدة (ألف باء) 25 أيلول 1931
***
(كانت ذكرت الصحف أن دائرة الأمن العام قبضت على أربعة أشخاص، شخصين منهم أكراد وهما رشاد شمس الدين عيسى وخالد بكداش، والآخرين من الأرمن بتهمة التحريض على الشيوعية وأودعتهم مستنطق المحاكم الأجنبية.
وقد علمنا أن المستنطق المشار إليه قرر إطلاق سراح الأول منهم، وهو رشاد، لعدم وجود أدلة تؤيد اشتراكه في هذا الجرم. أما الثاني خالد فإنه صرّح أمام المستنطق بأن مبدأه شيوعي، ولا بدّ أن يسعى لإعلان الشيوعية في سورية، وكذلك فعل شروبان).
عن جريدة (الشعب) 20 آذار 1931
(أمضى السيد خالد بكداش مدة الشهور الثلاثة، التي حُكِم عليه بها بتهمة الدعاية الشيوعية وقد أفرج عنه يوم أمس فخرج من سجن القلعة فنهنئه).
عن جريدة (الشعب) 12 نيسان 1931
ملاحظة جامع الوثائق ومعدها: بعد مرور نصف قرن على حادثة الاعتقال رواها خالد بكداش في (خالد بكداش.. يتحدث) على النحو التالي: كان ذلك في سنة 1931 وبينما كنا نطبع جريدة (المطرقة والمنجل) فوجئنا بدخول قوى الأمن العام الفرنسي. كان معي رشاد عيسى، وهيكازون بويجيان، وسيساك تيلاليان وشخص خامس تبين أنه كان مخبراً للأمن العام الفرنسي.. لم يكن فوزي الزعيم وناصر حدة في دمشق. أخذونا إلى النظارة ثمّ إلى العدلية, التي كانت في المرجة.. وفي المرجة جلسنا على الأرض وصرنا نهتف: يسقط الاستعمار، عاش الاستقلال، عاش الحزب الشيوعي السوري... في المحكمة حكمونا أحكاماً بسيطة.. وفي السجن كان هيكازيون بوياجيان، وهو عضو في اللجنة المركزية، يلقي علينا محاضرات عن الرأسمالية وعن القيمة الزائدة. يعني عن الاقتصاد وكان يحكي لنا أيضاً عن الاستعمار، وعن الإمبريالية. كان يرفع بأنفسنا الثقة بالمستقبل وقد خرجنا من السجن أفضل من لحظة دخولنا إليه...) ص22
لم يذكر بكداش اسم العميل وهو حسن شاهين الذي استطاع اختراق صفوف الحزب مستفيداً من وضعه كعامل نسيج (مادويان ص 111).
***
(كان الحزب الشيوعي يصدر في دمشق جريدة باسم (الفجر الدامي)، وتوزّع في أنحاء مختلفة ومنها بيروت).
عن (الشعب) 10 نيسان 1931
***
(نظرت محكمة الاستئناف للقضايا الأجنبية في قضية شاب قُبض عليه في دمشق منذ شهر بينما كان يوزع مناشير شيوعية وكان قد حُكم عليه لمدة سنة وبغرامة نقدية قدرها خمس وعشرون ليرة سورية، فاستأنف الحكم.
الرئيس للظنين - هل أنت ممن ينتمون إلى حزب شيوعي في هذه البلاد؟
الظنين - كلا.
الرئيس - وهل أنت من الذين يعتنقون المبادئ الشيوعية؟
الظنين - نعم، أنا شيوعي، ولكن لست وحدي بل كل الناس هم شيوعيون. إن المبادئ الشيوعية مبادئ شريفة إنسانية عادلة، وأنا إذا كنت اعتنقها فلأني من العمال.
وقد صدّقت المحكمة الحكم).
عن جريدة (التقدم) 10 تموز 1931
***
(بلغني أن الشيوعيين المعتقلين قد كتبوا إلى النائب الشيوعي الشهير أندريه برتون يستدعونه من باريز للدفاع عنهم لدى المجلس الحربي الفرنسي في بيروت).
عن جريدة (ألف باء) 24 تموز 1931
(إن سبب إحالة الشيوعيين إلى المجلس الحربي الفرنسي في بيروت، لأنهم حرّضوا الجيش الفرنسي على العصيان وقد وصل برتون إلى دمشق عن طريق القدس).
عن جريدة (ألف باء) 14 آب 1931
ملاحظة جامع هذه المعلومات ومعدها: لا نعلم محتويات بيان الشيوعيين ولكننا نقدر بأن البيان دعا الجنود الفرنسيين إلى العصيان مطالبين بمغادرة سورية كي تنال استقلالها.
(النائب أندريه برتون له مواقف نبيلة في الدفاع عن سورية في مجلس النواب الفرنسي وكم ناقش حكومته الحساب على ترددها في منح السوريين مطالبهم المشروعة في الاستقلال والحرية... إن دفاعه هذا من أوجب الواجبات عليه كمحام وكشيوعي) (عن جريدة (ألف باء) 16 آب 1931).
(أبرق صباح أمس لفيف كبير من العمال (في دمشق) إلى برتون برقية هذا نصها:
بيروت - الأستاذ أندره برتون، مكتب المحامي الأستاذ إميل قشعمي.
مرحباً بممثل الطبقة العاملة الفرنسية. نفوسنا متعطشة لمصافحتكم، فلا تبخلوا علينا بزيارتكم).
عن جريدة (ألف باء) 19 أب 1931
(دافع أندره برتون عن ستة سوريين حرّضوا الجيش الفرنسي على العصيان وتناول برتون في مرافعته حرية الشعوب، وخاصة حرية الشعب السوري. الحكم بالسجن ثلاث سنوات على أرتين مادويان ورفاقه مع وقف التنفيذ وعندما خرج النائب برتون من المحكمة هتف له الشيوعيون.. وبينهم شاب من دمشق يدعى خالد بكداش).
عن جريدة (ألف باء) 19 آب 1931
***
(وزّع الشيوعيون في بيروت كتاباً صغير الحجم بعنوان: (الروح التي يتمشى عليها الحزب الشيوعي) يتضمن منهاج أعمالهم والخطة التي يسيرون عليها في البلاد وهو بمئة صفحة وقد صادر رجال التحري في بيروت نسخاً عديدة منها) عن (ألف باء) تشرين الأول 1931)
ملاحظة من جامع الوثائق ومعدها: في أواخر أيار 1930 عُقد الكونفرنس الثاني للحزب الشيوعي، الذي طرح شعار (حكم العمال والفلاحين) وتألفت لجنة مركزية من خمسة أعضاء أحدهم ناصر الدين حدّة من يبرود. (نقلاً عن: جاك كولان: (الحركة النقابية في لبنان 1919 - 1946) تعريب نبيل هادي. بيروت 1974) وعلى أثر هذا الكونفرنس أذاع الحزب الشيوعي عن وجوده في 7 تموز 1930 في بيان أثار بعض الضجة وبعد عام من هذا التاريخ أصدر الحزب الشيوعي السوري عن وجوده في 7 تموز 1931 في وثيقة تحت عنوان: (لماذا يناضل الحزب الشيوعي السوري - غايته القصوى وشيء من بروغرامه)، طبع هذا الكتيب في ذكرى إعلان الحزب الشيوعي السوري (7 تموز 1930) ومعنى ذلك أن الكراس طبع في تموز 1931وهذا ما أشارت إليه جريدة (ألف باء) وتجدر الإشارة إلى أن هذه الوثيقة نُشرت مجدداً في (صفحات من تاريخ الحزب الشيوعي السوري) بدون الإشارة إلى مكان الطبع وتاريخه، ص 7 - 33.
(نشرت جريدة (الأوريان) أن دعاة موسكو يثيرون العمال في بيروت ودمشق وطرابلس ولم يعد ينقصنا في سورية ولبنان سوى أعلام حمراء وبضع مصادمات مع الشرطة).
عن جريدة (القبس) الدمشقية 4 كانون الأول 1931
***
(اجتماع حاشد في دار الأيام خطب فيهم رجال الكتلة الوطنية... وبينما كان الأستاذ عارف النكدي يتقدم ليلقي خطاباً إذا بالسيد خالد بكداش ينادي قائلاً: (بصفتي فرداً من أفراد هذا الشعب لي حق التكلم، فأقول: لم تكن جميع المعاهدات إلا غلّا في رقاب الشعوب). فلم يمهله بعض المجتمعين من إتمام كلامه بل قاطعوه بالأناشيد، ونادى أحدهم (عن الخطيب شيوعي فلتسقط الشيوعية) وهنا تقدم الأستاذ فارس الخوري وقال: (إذا ثُرنا فإننا نثور بعقل وروية. فالسيد الذي تكلم هو رجل شيوعي دفعه بعض الأخصام لقلب روح اجتماعنا السلمي)... ثم تكلم عارف النكدي.. وقد حاول السيد فؤاد الشمالي، رئيس الحزب الشيوعي، أن يتكلم فحال الجمهور دون كلامه ونادوا بإسقاط الشيوعية).
عن جريدة (القبس) 20 كانون الأول 1931
انظر تفاصيل هذه الحادثة نقلاً عن شاهد العيان الشيوعي عز الدين ساطع في كتاب زياد الملا صفحات من تاريخ الحزب الشيوعي السوري 1924 - 1954) دار الأهالي دمشق 1994. ص 93.
روى أرتين مادويان أنه قدم من بيروت مع فؤاد الشمالي إلى دمشق، واجتمعا مع خالد بكداش في بيت في حي الشعلان، وشارك في الاجتماع سليم خياطة وكانت سياسة الحزب الشيوعي تتمحور على أن الحركة الوطنية قادرة على خوض النضال الثوري والنصر دون اللجوء إلى المعاهدات. وقرر المجتمعون، كما ذكر مادويان، أن يلقي خالد بكداش كلمة من على منبر الاجتماع، لأنه دمشقي ويتميز بلهجة خطابية وله معارف وصداقات في أوساط الكتلة الوطنية. كما تقرر أن يتكلم الشمالي (ص 110).
***
(قبض البوليس السري في يافا على رجل من سورية باسم حسن، وصادر معه أوراقاً ووثائق شيوعية خطيرة وقد تبين أن اسمه الحقيقي محمود وهيب عبد الملك، وأن الدولية الثالثة عينته سكرتيراً عربياً للحزب الشيوعي الفلسطيني).
عن (القبس) 22 كانون الأول 1931
ملاحظة: (يورد مادويان في مذكراته أن وهيب ملك ذهب عام 1928 للدراسة في جامعة شعوب الشرق في موسكو ونقدر أن وهيب ملك هو نفسه محمود وهيب عبد الملك الملقب بحسن، الذي عاد من موسكو في أوائل حزيران 1930، وشارك في نشاطات القيادة في عامي 1930 و1931.
***
(وزعت في المدينة مساء أمس مناشير شيوعية تتضمن حضّاً للعمال على ضمّ صفوفهم بمناسبة يوم 4 شباط، الذي هو يوم النضال العالمي ضد البطالة والجوع، حيث يقوم فيه العمال بأنحاء العالم متظاهرين ومطالبين الحكومات بالعمل والخبز).
علّقت (القبس) على الخبر: (أي عمال عندنا وأيّ رأسماليين؟ ولكن (الرفقاء) يهددون بإثبات وجودهم !...)
عن جريدة (القبس) 4 شباط 1932.
***
قدّم السيدان فوزي الزعيم وهيكازون بوياجيان عريضة إلى الحكومة يعلمانها فيها بأنه سيعقد اجتماع عام للعمال العاطلين في دمشق يوم الخميس 4 شباط مساء، في مقهى سوق التبن في الساعة السادسة والنصف مساء وسيتكلم في هذا الاجتماع بعض الخطباء من الشيوعيين).
علقت القبس (نحن نطلب إلى الحكومة منع هذا الاجتماع. أما إذا سمحت به فمعناه أنها تنشط الشيوعية في البلاد.)
عن جريدة (القبس) 4 شباط 1932
***
(وصل بيروت منذ أربعة أيام المحامي الفرنسي السوري الأصل أنطون الحاج المقيم في فرنسا منذ بضعة أعوام والفرنسي التابعية للمدافعة عن قضايا الشيوعيين خلفاً للمحامي المشهور برتون، الذي زار سورية في العام الماضي).
عن جريدة (القبس) 28 آب 1932
***
(... إن مفوّض الأمن الأرمني قره بت الملقب دكتاتور حلب عذّب الشيوعيين في حلب بعد توزيعهم المناشير).
عن جريدة (القبس) 30 آب 1932
وُزعت في حلب مناشير شيوعية مذيلة بتوقيع (اللجنة المحلية للمساعدة الحمراء)، وفيها حملة على الحكومة والمستعمرين والقضاء الأجنبي لحكمه على الشابين مصطفى العريس وفؤاد قازان بالسجن مدة سنتين وقد اعتقل أمس أحد المتهمين بتوزيع المناشير الشيوعية. كما اعتقل اليوم عشرة آخرون بتهمة الانتساب للحزب الشيوعي).
عن جريدة (القبس) 13 أيلول 1934
ملاحظة: مصطفى العريس وفؤاد قازان شيوعيان لبنانيان قدما مع العشرات من بيروت للمشاركة في إحياء ذكرى ميسلون في 24 تموز 1934. وقد اعتقلا في دمشق ثمّ نقلا إلى سجن حمص فحلب ومذكرات مصطفى العريس تروي تفاصيل واسعة عن الاحتفال والاعتقال.
***
(أشرنا في قبس أمس إلى توقيف أربعة من زعماء الشيوعيين في سورية ولبنان هم أرتين قزانجيان أحمد الفرولي، إسماعيل الباشا، وحفظي بن حمدي البيروتي بعد أن صُودرت مناشير ووثائق في دار أحدهم وكان أول من اعتقل بعد الأربعة الذين ذكرنا أسماءهم السيد طه الصواف, الذي كانت محكمة البداية الأجنبية قد قضت بحبسه مدة ثلاثة أشهر لإلقائه خطاباً مهيّجاً يوم 24 تموز في ميسلون).
عن جريدة (القبس) 12 تشرين الثاني 1934
ملاحظة جامع هذه المعلومات ومعدها: درجت العادة على قيام الشيوعيين بتنظيم حشد جماهيري كل عام في يوم ميسلون، وفي موقع المعركة وفي معظم الأحيان كان يتم اعتقال الخطباء وإحالتهم إلى المحكمة.
طه الصواف من سكان القيمرية بدمشق، كان لون بشرته أسود، وراثة عن أمه الإفريقية، التي تزوجها دمشقي من بيت الصواف. انتسب إلى الحزب الشيوعي، وألقى كما ذُكر خطاباً في ميسلون. ثم أ رسله الحزب في أواخر 1934 إلى موسكو للدراسة في الجامعة الشيوعية لشعوب الشرق وبقي في فترة الحرب العالمية الثانية في موسكو، وعاد إلى دمشق عام 1945 ولم يستقرّ فيها. وعاش في موسكو يعمل في الترجمة حتى وفاته. (مادويان ص 145).
***
(كانت دوائر الأمن العام في دمشق تحرت منزل السيد عز الدين المارديني في حي المهاجرين لاشتباهها بسلوكه، فوجدت فيه وثائق ومناشير شيوعية، اعترف أنه كتبها بنفسه وسعى ويسعى للدعوة للشيوعية في سورية. فقبض عليه وقُدِّم مع إضبارة التحقيق التي قام بها رجال الأمن إلى القضاء الأجنبي وهناك أُطلق سراح الشاب المعتقل، على أن يحاكم لدى محكمة البداية بدون توقيف.
وقد كان صباح أمس الأربعاء موعد النظر في هذه الدعوى لدى المحكمة فنودي على الظنين فلم يحضر، فتقرر السير في الدعوى بصورة غيابية).
عن جريدة (القبس) 14 تشرين الثاني 1934
***

(اعتقل في يبرود محمد علي الجاويش وسيق إلى المحكمة الأجنبية بدمشق بتاريخ 27 / 2 / 1936 بموجب ضبط رقم 207 في 15 / 2 / 1936، لأنه عُثر معه على منشور بتوقيع اللجنة الشيوعية المركزية بدمشق).
(وفي 13 شباط 1936 وجد منشور على جدار مطحنة بيت عقيل في يبرود يدعوهم إلى الإضراب وتأييد دمشق وحمص وحماة وحلب) وتصدر المنشور بيت الشعر:
العبدُ يُقرعُ بالعصا
والحرُّ تكفيهِ الإشارَةْ
عن تقرير للدرك موجود في مديرية الوثائق التاريخية بدمشق، إضبارة وزارة الداخلية.
ملاحظة: في النصف الثاني من كانون الثاني وشهر شباط 1936 اندلعت في المدن السورية الحركة الوطنية الجماهيرية التي استمرت ستين يوماً، أُعلن فيها الإضراب العام وفي هذه الأثناء سعى ناصر حدِّة رئيس تنظيم الحزب الشيوعي إلى دفع بلدته يبرود إلى المشاركة في الإضراب والتظاهر. فجرى توزيع نشرات شيوعية وإلصاق بيانات على الجدران تدعو للتظاهر وذكريات مادويان تشير أكثر من مرة إلى نشاط ناصر حدة في كل من يبرود والنبك.
إعداد عبد الله حنا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي