الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
رسائل على الماء
ليلى كوركيس
2007 / 3 / 21الادب والفن
ويأتي المساء ..
تحيةٌ مسائية ..
أكتبُ إليكَ في الظلام خوفا ً من أن تراني نفسي في المرآة ضعيفة أمام عناق المسافات.
أكتبُ إليكَ وفي الكتابةِ بعضٌ من فرار ٍ وعصيان ..
هل عاد بي الزمن الى الوراء كي ألغيَ احتفالات الأصوات عبر سماعة الهاتف، أم أن يديَّ قد اشتاقت لملامسة الأوراق ولخربشات قلم متناغمة مع حفيف الصفحات؟
أكتبُ إليك وفي رأسي ألف سؤال متعجب واعتراف :
الا زلتَ تهتف بعقم الآلهة وبالتعاويذ لا تؤمن؟
الا زالت "شجرة الحياة" معلقة ما بين صحوة كتبكَ العتيقة وتدفق أنهر وجعك على شعب مندثر؟
المطر و"الساحة الحمراء" وخريف موسكو .. هل غادروا أم أقسموا على الخلود في حدقة ذكرياتك؟
فتاتُكَ ! فتاتُكَ المعتلية تلك الكرة، هل سقطت في امتحان الاختيارات أم حَمَـلَت كرتَها وركضت إليكَ تلهث ُ؟
هل استقَرَّت روحُك في جسدها على أرض الوطن؟
في رأسي ايضا ً سربٌ من الاعترافات .. أكتبُها على قشعريرة المياه فعساها لا تصل صامتة.
أعترفُ لكَ أن غربتي المنهَكَة من منصات التمرد واللارجوع انتَشَلـَها سفرُك من الغياب..
عادت تعوم كالبجع على صفحة ِ بحيرة ٍ مغلقة ٍ في اسطوانة لن تعتزلَ الصياحَ ولا الدوران.
واني قد اقتنصتُ تنهيدة َ صمتكَ لبرهة ٍ على الهاتف هذا المساء.
رسمتُ وجهـَكَ بلمحة ٍ بين رفـَّـةِ رمش ٍ وومضةِ أمنية ٍ تستعصي الرحيلَ في انطواءات صوت ٍ مرتجف ٍ مع همسة "تصبحين على خير".
مونتريال-كندا
14 كانون الأول 2006
* * * * * * * * *
ويطلُّ صباحٌ ..
تحية صباحية مشرقة كشمس الجبال في الشمال..
رسالتكِ لم تصل مظلمة فالمرآة قد عكست ومضات طيفكِ في غربتي الجديدة.
لا تعجبي من كلمة "غربتي" التي أصبَحَت في وطني قارورة ً مختنقة في أنهر ٍ مرتحلة .. فالقبلات تسقط في المسافات القريبة قبل أن تفوح، والأرواح تتوق الى التحليق في مساحات الحرية حين يصبح الوطن سجناً كبيراً.
أستمع الى خربشات قلمكِ في وحشة الظلام .. هي نغمات تحادثُ وحدتي وحفيفُ أوراقِك ِ همسات تؤنس فراغ َ غرفتي الصامتة.
آه لو تدرين كم من مرة ٍ حاولتُ جمعَ أبطال روايتي التي لم أكتب نهايتها بعد .. إستحضرتُ كل ما آمن به الملايين من البشر:
.."الآلهة وتعاويذها"
أغنيات المطر على الساحة الحمراء وبساط الخريف المتألم تحت أقدام الغرباء والتجار، في موسكو...
وفكرتُ ..
كم يلزمنا من الوقت كي ننسى ونرتاد جزر الصمت ؟!
كم بقيَ لنا من الأناشيد قبل أن تهجرنا ترسبات الحنين ؟!
موسكو! يا صيحة مجنون واستغاثة غريق في زمن شحَّ فيه كل شيئ الا الدين.
تسألين عن فتاتي أم عن الكرة التي تدحرجت مثل قلبي في عري المدن وفوهات غدرها ؟!
فتاتي المستيقظة الحاضرة كالملاك في حلمي ..الهاربة دائماً .. راكضة ً محتضنة ً كرتها في ضجيج يقظتي، لم أُسقِطها في الإمتحان إنما فشلتُ أنا في الإختبار والإختيار..
وها اني اليوم أعتلي كرة تسبح في حمم بركان الرحيل أو اللارحيل من جديد.
كم أوهَمَـتني شجرة ُ التاريخ بالحياة ! أراها واقفة ً على حافة تلك البحيرة، تنده لحياتها التائهة بين صفقات اتفاقات شائكة واحتضارات الأحلام في خيبات "تسميات" شعبي المنتظر آلهة جديدة متمردة !
شجرتي .. لم تمت لكنها أصبحت خشباً عتيقاً في حانات تصحو وتغفو على "وشوشات" التاريخ.
نعم .. لا زال الماضي يتراقص مع الحاضر على "قشعريرة" مياهك غير الصامتة في فكري.. تمطرين وجوهاً، تستحمـّين بالصور وتراقصين مدني على رؤوس أصابعك قبل نضوج الفجر، فتنهرني الشمس لحبسي لها في حلمي وحلمكِ حتى الصباح.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فودكاست الميادين| مع الممثل والكاتب والمخرج اللبناني رودني ح
.. كسرة أدهم الشاعر بعد ما فقد أعز أصحابه?? #مليحة
.. أدهم الشاعر يودع زمايله الشهداء في حادث هجوم معبر السلوم الب
.. بعد إيقافه قرر يتفرغ للتمثيل كزبرة يدخل عالم التمثيل بفيلم
.. حديث السوشال | الفنانة -نجوى كرم- تثير الجدل برؤيتها المسيح