الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مجلس ( النوام ) السوري!
خالد محمد
2007 / 4 / 23اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
مرة اخرى يحتدم النقاش حول مايسمى ( مجلس الشعب ) ، أو بالحقيقة ( مجلس النوام ) .. وسمه ماشئت ، باستثناء ان تربط به اسم الشعب السوري !! انها قضية هامة وتخص كل انسان في سوريا ، عربيا كان أم كرديا أم من اي مذهب وجنس كان . لكن وللأسف ، فمرة اخرى تفشل الأحزاب الكرديه في القيام بتوحيد جهودها لعمل مشترك ، حول موضوع هام كهذا الذي نحن بصدده . إذ بدأت المناكفات الصبيانية تظهر جليا في هذه المسألة ، خصوصا بعدما رفضت الأحزاب الكردية ( جبهة وتحالف ) ، المنضوين لإعلان دمشق ، الاشتراك في هذه الانتخابات وقدمت أسبابها العلنية ، باستثناء السبب الحقيقي المخفي ، والذي يكشف عورة تلك الاحزاب . . ونعني به فقدان شعبيتها بين الجماهير ، والذي تجلى في الاعتصام الاخير بمناسبة الذكرى 44 لاعلان حالة الطوارىء في سوريا . . حيث تبين ان المشاركين في الاعتصام من اعلان دمشق ، قد استوعبتهم القوى الامنية في سيارة واحدة ، حيث رمتهم خارج دمشق !
ولكن اللافت في المسألة كان اعلان حزب ( يكيتي ) اشتراكه في الانتخابات ، وذلك بالتحالف مع ( ب ي د ) ، ثم انسحابه من المشاركة بحجة عدم التزام ( ب ي د ) بالتحالف هذا ضمن قائمة موحدة للمرشحين ! ان هذا الاخير ، كما نعلم ، ارتباطاته معلنة مع تنظيم كرديّ في خارج سوريا ويخدم اجندته فقط . بينما نستغرب من ( يكيتي ) صاحب الجماهيرية والمواقف المشرفة ان ينضوي في تحالف مع هكذا جهة ، وفقط لمناكفة أحزاب ( الجبهة والتحالف ) !؟ كذلك يثير الاستغراب ، ان حزب ( يكيتي ) مازال يدافع عن المشاركه في تمثيلية الانتخابات حتى مع انسحابه منها ، ولكي يقول ان موقفه منها مبدئي وان انسحابه كان لاسباب اضطرارية !!
بداية لا بد من القاء الضوء على مجلس ( الشعب ) العتيد ، في سوريا الاسد . ففي البلدان الديمقراطية ، يكون لمجلس النواب سلطة تشريعية واضحة مسجلة دستوريا ، وهي مراقبة السلطة التنفيذية من رأس الدولة والى الوزرات وسير عملها وكل مايتعلق بشؤون المواطن . فهل يجهل حزب ( يكيتي ) وغيره ، ما هو ( مجلس الشعب ) في سوريا وماهي حدود سلطته ؟! ام هل يجهلون الفضائح المرتبطة باسم هذا المجلس منذ عشرات السنين ، وانه ليس اكثر من منبر للهتاف والتهليل والتصفيق للقائد الرمز ؟! وهل تركيبة المجلس بخافية على اي مواطن ، من حيث انه تجمع لزبانية النظام والفاسدين والمرتشين ؟! وهل ترفض الاحزاب المعارضة لعبة الانتخابات في سوريا ، التي تضمن لما يسمى ( جبهة تقدمية ) 170 نائبا ، فيما تعطي المستقلين ( واكثرهم من المرضي عنهم امنيا ) 70 مقعدا فقط ، بينما يؤيدها من يدعي تمثيل مطالب وحقوق الجماهير الكردية ؟!
لا يخفى على احد ان هدف النظام البعثي من تمثيلية الانتخابات ، كان ومايزال تحصين نفسه دستوريا بالادعاء انه نظام منتخب وفق صناديق الاقتراع ! بينما المعروف ان مجلس ( الشعب ) لا يملك صلاحيات ولايستطيع التدخل في عمل السلطة التنفيذية او مراقبة اعمالها . ان المادة الدستورية رقم 91 مثلا ، يجعل رئيس الدولة غير مسؤول أمام اي جهة تشريعية او قضائية او غيرها . فيما المادة 117 من الدستور ، تقول ان الوزراء مسؤولون أمام رئيس الدولة فقط وحصريا . وهذا نفسه لا يحاسبه احد طبعا ن الا في حالة واحدة وهي الخيانة العظمى !! ان سرقة اموال الدولة وافقار الشعب وتجويعه والنهب والفساد واللعب بالدستور وتحويل النظام الرئاسي الى وراثي ... كل هذا طبعا لا يدخل ضمن باب ( الخيانة العظمى ) !! والمهزلة اكثر ، حينما يخرج علينا من يدافع عن المشاركة في تمثيلية انتخابات مجلس ( الشعب ) ، بحجة ممارسة الحق الانتخابي ونشر ثقافة المشاركة لدى الشعب السوري .. وكأن هذا الشعب نفسه لم يكن يعرف هذا الحق ويمارسه قبل اكثر من 60 عاما ، وان البعث هو من حجب هذه الثقافة او ميعها بعد استيلائه على السلطة عام 1963 ؟!
اما الحجة الاخرى ، من اننا نستطيع انتزاع بعض الحقوق للشعب الكردي ن في حال كان لنا ممثلين في مجلس ( الشعب ) ، فقد اثبتت تجارب الدورات الماضية للمجلس ان من المستحيل على النظام القيام باي تنازل في هذه المسألة ، ولان المجلس لا يملك اي سلطة مطلقا ، ولا يوجد اي هامش ديمقراطي حتى لأعضائه ولا حصانة برلمانية لهم ( كما كان حال النائبان سيف والحمصي وغيرهم ) ! في ظل نظام قمعي وديكتاتوري وشوفيني ، كنظام الاسد البعثي ، لا هدف له من الانتخابات سوى تلميع وجهه القبيح امام العالم . ولا عمل لاعضاء المجلس خارج هذا الهدف مطلقا ، كما نراهم على الفضائيات العربية بين الحين والاخر بدافعون باستماتة عن النظام ويبررون جرائمه في لبنان والعراق . لذلك كان الاجدى بالاحزاب الكردية وبدلا من المشاركة في تمثيلية الانتخابات هذه ، ان تستغلها لجعلها فرصة لفضح النظام الديكتاتوري وتوجيه الجماهير للعمل النضالي المجدي ، لا سوقها كالقطيع الى صناديق الاقتراع البائسة ، وحيث النتائج معروفة سلفا !!
مجلس ( النوام ) السوري!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تمييز وعنصرية...هل تتحول ألمانيا لبلد طارد للكفاءات الأجنبية
.. غزة - مصر: ما تداعيات -استبدال- معبر رفح على النفوذ المصري؟
.. الرئيس الأوكراني يطالب حلفاءه بتسريع تسليم بلاده مقاتلات إف-
.. انتخابات بلدية في تركيا.. لماذا قد يغير الناخب خياراته؟
.. النيجر تؤكد أن الولايات المتحدة ستقدم -مشروعا- بشأن -ترتيب ا