الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سنة جديدة تعطيل ام نهوض

علي قاسم مهدي

2007 / 4 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


ما أن جاءت اللحظة التي حددت مصير اعتى الدكتاتوريات في منطقة الشرق الأوسط ، وأزالت تسلطها الأسود الذي جلب الكثير من الويلات للمنطقة برمتها ، لا بل للعالم اجمع ، فمن حرب الثمان سنوات وما أحدثته من اضطراب في الواقع السياسي إقليميا وعالميا ، وما أفرزت من خلافات بين بعض الدول العربية والأجنبية، بين مؤيد لجانب ومعادٍ لآخر، وما أن توقف فتيلها الحارق، حتى لحقتها حرب تحرير الكويت التي جلبت الكثير من الدمار والتخلف الاقتصادي والسياسي، لحقَ بالشعب العراقي ،
حتى انبرى من بين العرب من لم يعجبه سقوط النظام وراح يكيل الشتائم ويتهم القيادات العراقية الحالية بأنها متآمرة على العراق وشعبه، دون أن يضع في الاعتبار إن التغيير الذي أزاح صدام جاء لمصلحة الجميع ،إن قراءتهم للواقع السياسية ، قراءة قاصرة ، ولا تنم عن أفق واعٍ بالتحليلات الموضوعية والشمولية ، قراءة منحازة لبعض الاعتبارات، والتي وللأسف الشديد غيبت الدور الحقيقي والتاريخي للإنسان العربي وجعلته تابعا لسياسات أنظمته المتحجرة ،محجبة عنه الرؤية الواضحة ، مما ساعد ذلك الدور القاصر(أي دور العرب إزاء العراق) على توتر الأوضاع بشكل بات من الواضح إذا ما استمر سيكون له من الآثار السلبية الشيء الكثير ، فثمة فهم خاطىء رافق التغيير وما شمله من آليات، جعل المشهد السياسي العراقي ملبد بالضباب ، ضباب بعض الارادات التي لم تستوعب الواقع ،لهذا حل التناقض والاختلاف بديل عن الفهم والاستيعاب .والسب الأكثر بروز،هو نظر تلك الارادات من خلال الخلفية المشوهة والقاصرة تضغط بها على الشارع العربي كي تحقق بعض التأييد لتعطيل المشروع النهضوي العراقي ، لأنه بالنتيجة سوف يؤثر عليهم بالتأكيد ويجعلها امام مواجهة صعبة في إقناع أو تحجيم دور المنطق العقلي الذي يؤمن بالتغيير ، هنا يتحتم على الكل بما فيهم العرب الذين ساندوا التغيير أن يعوا أو يفهموا بان العراق قادر على التحول الديمقراطي ، وانه سيستمر نحو تحقيق غاياته ، لأنه يستند على اسس و منطلقات الثابتة نابعة من الارادة والتصميم بان التغيير هدف إنساني رسالي من اجل الجميع ، ومن خلال تفاعل الجماهير الواعية يدا بيد ، نحو الانطلاق الخلاق والمبدع . إنها الحقيقية التي يجب أن نركز عليها في عملنا السياسي والاجتماعي وفي كافة المجالات .. وعلينا نحن أن نركز بعد مرور السنة الرابعة على التغيير على عدة مباني منها :

- أن نبني عراقا ديمقراطيا قائما على مبدأ الحرية يقدم أصلاحا حقيقيا يرتقي بطموح أبناءه، نوح النزعة الراعية للمؤسسات المجتمع المدني والدولة .
- أن نتفاعل لحمة واحدة تجسد انتماؤنا لوطن واحد، يمتلك تاريخا واحدا ،وأرضا واحدة .
- أن نرعى الحريات الفردية والجماعي، وان نسمح لمناهجها الفكرية أن تتحرر، وفق الرؤيا الديمقراطية. دون انتقاص أو تشويه أو تحريض على احد من قبل جهة ما أو حزب أو تكتل .
- الانفتاح على المناهج التربوية العامة والجديدة التي احدثت طفرة نوعي في العالم ،لبناء جيل قادر على تحمل المسؤولية في المستقبل، فاهما وراعيا لدور الدولة والفرد .
- التأكيد على تطوير التقني الالكتروني، لما له من إمكانيات في الاختزال ، اختصارا للجهد والمال والوقت وإعداد المناهج الخاصة لذلك الغرض وإدخالها على المؤسسات التربوية .
- بناء البنية التحتية ، وتطوير الصناعات الإنتاجية ، لتساهم بالتقليل من الاعتماد على مصادر النفط وصادراته ، لان البلد يحتوي على موادر طبيعية وبشرية هائلة يمكن أن تكون بديلا مهما إذا أُحسن استغلالها .
- الاهتمام بخصائص جديدة على الأصعدة الاقتصادية والسياسية والتنظيمية والاجتماعية والثقافية . كي نتمكن من اللحاق بركب الحضارة المتقدمة .

ويمكن أن نضيف الكثير ، لكن التركيز على اساسيات محددة ، وتحديد عوامل نجاحها، سيكون انفع وأصلح، من خلال دراستها، دراسة موضوعية شاملة تجعلنا نخطو خطوة صحيحة في مسيرة بناء دولة . وفي هذه المرحلة بالذات من تاريخ العراق، علينا أن نفهم المعنى الجديد لهذا التاريخ ووجهته . وبالتالي نخوض في أدوات التغيير دون تردد . غير مبالين بالمخاوف المصطنعة الفارغة، خارجية كانت أم داخلية . وان نفهم ، ما الدولة سوى تنظيم اجتماعي سياسي متغير وهي في كل الأحوال صنع بشري من ألفه إلى يائه، والدولة الحديثة ، مدار النقد والتقويم، هي ثمرة العصر الحالي الذي ابتدع نظم اتصال مادي وثقافي أكثر ديمومة واشد كثافة ،، وعوامل لحم مركبة بعضها بالبعض . يمكن لنا أن نبني امة متكاملة ليس على شرط أن تكون جزءا من كل ، لان الكل قد يعيق بناءها ، ((وهذا ليس دعوة للفصل التاريخي وعناصره المشتركة بينا وبين الأمة العربية ، لأنه انتماء واحد مشترك، شغل حيز من التاريخ )) بل رؤية واقعية مستمدة من ما آل إليه الوضع العربي السياسي .. إن القطرية أو الأمة الدولة (أي الأمة العراقية مثال) حسب اعتقادي هي أكثر تكاتف واشد أواصر من الناحية الاجتماعية وأقوى من الأمة متعددة الدول .. يقول فالح عبد الجبار في كتابه العنف الأصولي في العراق: (( ينسب منظرو المذاهب القومية إلى الأمة وجودا فوق التاريخ بل قبله وبعده ، كأنها روح هائمة منذ الأزل تبحث عن لحظة حلولها في جسد الدولة . ونجد الأمة تعريفا عند المنظرين بعامة هو أنها جماعة ذات ثقافة متجانسة موحدة . أما الثقافة " بالمعنى السياسي ، السوسيولوجي " فتتحدد أما باللغة أو بالدين أو العرق ، حسب المِعلم الفارق الذي يجعل الأمة امة حقا : لغوي هو أو ديني أو عرقي . والدولة القومية في العالم اليوم تربأ بهذا التعريف أيضا . خذ اليابان مثالا : أنها تنطوي على وحدة اللسان والدين ( الشينتو )والعرق وبالتالي تجمع كل العناصر المؤلفة للأمة . وهناك في المقابل دولة قومية لا تتوفر على أي من العناصر ، فلا وحدة لغوية أو دينية أو عرقية ، كحال الهند : عشرات اللغات والأديان والأعراق ، مع ذلك لا تقل النزعة الهندية جبروتا عن القومية اليابانية )) واخيرا ان الوضع الحالي يرغم الجميع على الاتفاق، ويعطل الاحتكار وصيغه القومية ، والميزة الهامة ان نستوعب الطرح هذا وفق صيغته التوافقية ،لأنها الأنسب في اتخاذ الاعتبارات الافضل من جانب ، وتراعي متطلبات الحياة العصرية وتسارعها من جانب اخر .. ان الماتم التي يقيمها المرتابون من التغيير الذي حصل ويحصل في العراق ويرونه مؤامرة غربية ، وديمقراطية مستوردة ، وان لا بديل لديهم عن الرفض الا التعطيل رافعين بذلك الثيمات القومية كنقيض لارساء الديمقراطية ولو الى حين . فنحن الان امام تحدي كبير لنؤكد للعالم اجمع اننا شعب يمتلك أدوات الوعي للوصول إلى أفضل الحلول لبناء امة مستقرة متكاملة ذات إرادة متحررة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية