الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المغرب الكبير بين التعاطف الشعبي مع الطوارق وسندان منع حروب أهلية بالمنطقة

أبوبكر الأنصاري
خبير في الشؤون المغاربية والساحل

2007 / 4 / 28
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


تجري في هذه الأيام مراجعة شاملة للسياسيات والمواقف الرسمية المغاربية تجاه قضية الطوارق فقد أدت مدوناة الانترنيت ونشاط الحركة الأمازيغية المغاربية المدافعة عن الطوارق وتدويل القضية أوروبيا وأميركا وطرح مشروع الهلال السامي وما له من تأثير داخل السياسة الأمريكية وتعاطف المشرق العربي مع القضية .
كل هذه التطورات أدت إلى ضرورة تغيير التعاطي الرسمي المغاربي مع الموضوع الطوارقي الذي كان يجري التواطؤ مع مالي بحجة كبح جماح النزعة الأمازيغية من جهة وأحيانا تستخدم أكاذيب مكافحة الإرهاب لضربهم من ناحية أخرى لكن فشل المقاربات الأمنية حيث فرض الحل السياسي نفسه وقوة الضغوط الأمريكية على دول المنطقة تفرض على حكومات المنطقة التفكير بجدية في التعاطي مع هذا الملف والتفاهم مع المؤتمر الوطني لتحرير أزواد الذي أكتسح برنامجه السياسي الساحة الطوارقية ولرئيسه روابط مع صناع القرار الأمريكي .
ففي الجزائر يؤمن الرئيس بوتفليقة في أن نجاح مشروع المصالحة الوطنية " الوئام المدني " يكمن في التحالف الاستراتيجي مع المؤتمر الوطني لتحرير أزواد ورئيسه أبوبكر الأنصاري حتى يقوم الأنصاري بتزكية بوتفليقة ومنحه ثقة التيار الأمازيغي وطوارق الجزائر الذين يدينون له بالولاء كما سيزكيه الأنصاري لدى الأمريكيين ولدى الرئيس الفرنسي الجديد ليسترجع بوتفليقة ماضيه البومديني ويملأ بوتفليقة الفراغ الذي أحدثه وفاة الملك الحسن الثاني كقطب مغاربي مؤثر في عملية السلام خصوصا وأن الجزائر هي العاصمة التي أعلن منها مشروع قيام الدولة الفلسطينية كما شاركت في رعاية اتفاق الطائف مع السعودية وقبل ذلك كان بوتفليقة مهندس اتفاق الجزائر بين الراحل صدام حسين والشاه لتقاسم شط العرب وأن دعم أبوبكر الأنصاري لبوتفليقة ضمان لاسترجاع الجزائر ماضيها البومديني وهو دور لا يمكن لبوتفليقة لعبه في ظل دعم الجنرلات لمالي في حربها ضد الطوارق ثم إن دعم ابوبكر الأنصاري للرئيس بوتفليقة كفيل بكبح جماح مدير المخابرات العسكرية الجزائري حيث سيقوم الأنصاري بلجمه عبر فرنسا والعلاقة المميز بين الأنصاري وسيركوزي .
وفي تونس يرى الرئيس التونسي في الحصول دعم رئيس المؤتمر الوطني لتحرير أزواد دعم لدور تونس في الحوار بين ضفتي المتوسط حيث أن تزكية الأنصاري للرئيس التونسي زين العابدين بن علي لدى سركوزي سيمنح القيادة التونسية دعم أوروبي يمكنها من أن تصبح أهم شريك جنوبي للضفة الشمالية من المتوسط ويكون لتونس دور في حوار الحضارات بوصفها نقطة التقى الحضارات ويفعل دور بن علي على الساحة العربية .
وفي ليبيا لقد كان العقيد معمر القذافي من أوائل المستفيدين من عدم معارضة المؤتمر الوطني لتحرير أزواد فقد أصلح ابوبكر الأنصاري كثير الخلافات الأمريكية – الليبية وأخرج ليبيا من محور الشر الأمريكي وجعل المحافظين الجدد يغفرون للقذافي كثير من تصريحاته العنترية " ظز أمريكا طز بريطانيا " وفق المثل الشعبي البدوي الأردني "لأجل عين تكرم مدينة " وباتت ليبيا حاليا مصنفة حليف لواشنطن في القارة الأفريقية ولا ينقصها سوى التطبيع مع إسرائيل وهي خطوة يؤيدها الشباب بقيادة سيف الإسلام بينما يعترض عليها الحرس القديم " الكهول الذين شاركوا في انقلاب 1969 " لأنها تفقدم امتيازات الإدعاء بأنهم وقبائلهم ومناطقهم سبب بقاء النظام في الحكم.
ولا يرضى المؤتمر الوطني لتحرير أزواد عن الصريحات العنصرية للقذافي ضده شعبه الأمازيغي والذي وصفه القذافي بأنه أنقرض وهي تصريحات جرحت كرامة الطوارق الذين هم جزء من الأمازيغ وهو خطأ نتمنى أن يصلحه القذافي لمواصلة الحصول على ثقة الطوارق الذين هم جزء من الشعب الأمازيغي الباقي ولم ينقرض وهم يفضلون اللغة العربية على الفرنسية ويواصلون دعم الثقافة الأمازيغية التي تعد من أكثر الثقافات تأصلا وتجذرا في القارة الأفريقية
وفي موريتانيا كانت السلطات صاحبة موقف ثابت عدم توتير العلاقة مع الجارة مالي وعدم التورط في سفك الدم الطوارقي وهو ما منحها ثقة المؤتمر الوطني لتحرير أزواد الذي انعكس ايجابا على العلاقات الأمريكية – الموريتانية وأن الشعب الموريتاني كله يؤيد قضية الطوارق كالشعب الطوارقي نفسه .
بينما يميز الحياد الموقف المغربي فهو لايرغب في مساندة تنظيم يدعوا للانفصال عن دولة في وقت يحارب هو تنظيم عسكري وسياسي انفصالي جبهة البولساريو لكن دعم مالي للبولساريو في المحافل الأفريقية والدولية من جهة وضغط أمازيغ المغرب واليهود المغاربة المساندين لقضية الطوارق يدفع الحكومة المغربية للتوازن فدعمها لمالي لن يدفع مالي لسحب الاعتراف بالساريو في حين أن دعم المؤتمر الوطني لتحرير أزواد سوف يقربها من سركوزي والأمريكيين وفي العلاقات بين الدول المصالح فوق العواطف.
خلاصة القول إن الأنظمة المغاربية باتت مقتنعة بضرورة دعم الطوارق من جهة والحيلولة دون وقوع حرب أهلية في شمال مالي لايمكن التحكم في نتائجها ولامداها ولابد من استرضاء الأمازيغ بدعم ثقافتهم ولغتهم لإرضاء الدول الغربية.
وفي المشرق العربي حسمت السعودية موقفها لصالح دعم قضية الطوارق والعمل مع مصر داخل الجامعة العربية لاسترجاع الأمة العربية جزءها المسلوخ عنها الذي سلخه جمال عبد الناصر وديجول ويجب التعاون مع سيركوزي لدعم الطوارق ومنحهم حقوقهم ووضع جدول زمني لمنح الطوارق حق تقرير المصر وبناء دولتهم والتفكير بأنجع السبل فإما مساندة ثورة للطوارق بدعم عربي حتى لايبدوا الأمر وكأنه غزو أطلسي على غرار أفغانستان والعراق وهوسيناريو لايلقى شعبية في الشارع العربي أو عملية سلام ومفاوضات لإقناع حكومتي مالي والنيجر بالتخلي الطوعي عن الأقليم وتجنيب القارة كوارث هي في غنى عنها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله اللبناني يوسع عملياته داخل إسرائيل ويستهدف قواعد عس


.. حزب الله يعلن استهداف -مقر قيادة لواء غولاني- الإسرائيلي شما




.. تونس.. شبان ضحايا لوعود وهمية للعمل في السوق الأوروبية


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية.. وطلاب معهد




.. #الأوروبيون يستفزون #بوتين.. فكيف سيرد وأين قد يدور النزال ا