الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قضية الطوارق بين فشل مكافحة الإرهاب وضرورة حق تقرير المصير

أبوبكر الأنصاري
خبير في الشؤون المغاربية والساحل

2007 / 4 / 30
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


عندما تجري فصول المؤامرة ضد شعب بعيدا عن أضواء الإعلام وتكون المعلومة شحيحة لا يتسرب منها سوى ما يكتبه صحفي وسياسي وتكون كتاباته مصدر وحيد لأخبار قضية شعب يجري التأمر ضده في صمت.
إن عدم تناول الفضائيات ووسائل الإعلام لمعاناة الطوارق ومؤامرة رئيس مالي مع بعض الأطراف جعل الكثيرون ممن لا يرون أخبار الطوارق على الفضائيات يظنون أن ما يقال عن إهتمام أمريكي بالموضوع مجرد خيال واسع لكاتب طموح يريد الشهرة ، في حين أن هذه الشهرة لم تجلب له سوى المضايقات الأمنية من طرف أجهزة مخابرات المتورطين في هذه المؤامرة.
إن هذا الخيال للكاتب الذي يصفه خصومه بالباحث عن الشهرة أحبط مؤامرة عظيمة ضد هذا الشعب وهي مؤامرة مكافحة الإرهاب خصوصا إذا علمنا أن الانترنيت مصدر رئيسي لجمع المعلومات وبه غيرنا النظرة السلبية التي أشاعتها مالي ضدنا.
ودعونا نعود قليلا منذ انتخاب رئيس مالي عام 2002 في انتخابات مزورة بعد أقل من عام على أحداث 11 سبتمبر وكيف دبر مع قادة المؤسسة العسكرية الجزائرية ومع مؤسسة جمي كارتر وحلفائه والزنوج الأمريكيين مؤامرة تلفيق الأكاذيب والإدعاء بأن هناك تواجد كاذب لتنظيم القاعدة شمال مالي وهو ما دفع وسائل الإعلام الجزائرية التي يهيمن عليها الجنرلات لترويج أكاذيب وجود تحالف بين بعض المجوعات الطوارقية والمعارضة الإسلامية الجزائرية وكيف قادة واشنطن مناورات عسكرية على الحدود المالية – الموريتانية – الجزائرية .
ثم جاء مهرجان تمبكتو الذي ألقى فيه القذافي خطابا اعتبرته الجزائر محرض للطوارق على الثورة على حكومات المنطقة وكيف كان الشباب الطوارقي يمنع من الحصول على تأشيرات لدخول أميركا وأوروبا ما عدا الفرق الغنائية المدعومة من طرف الحكومة المالية والذين يذهب 60% من مدخولهم للحكومة المالية أما الطلبة والمعارضين السياسيين فتكتب تقارير أمنية كاذبة ضدهم تربطهم زورا بتنظيمات لم يسمعوا عنها إلا في وسائل الإعلام وبعضهم لم يسمع بها قط .
وظهر المؤتمر الوطني لتحرير أزواد وبدأت أجهزة مخابرات الدول التي ترصد المنطقة وخاصة أميركا تراقب ما ينشره رئيس المؤتمر الوطني لتحرير أزواد وما يكتبه من سرد للواقع الطوارقي عبر مدونته وعبر مواقع أخرى وبدأت الخارجية الأمريكية تراقب باهتمام طرحه مشروعه الهلال السامي وبدأت ترصد ردود فعل دول المنطقة وتراقب سلوك مخابراتها تجاه هذا التنظيم الذي يردد الأمازيغ والأكراد صدى مقالاته وأصبح رئيس هذا التنظيم موضع اهتمام الأمريكيين للأفكار الجريئة التي يطرحها وسط بيئة شعبية تعتبرها خروجا عن المألوف.
وبدأت دوائر صنع القرار الأمريكي تقترب منه لأنه روج للمبادرة العربية وأضعف مشاعر العداء لإسرائيل بعد حربها ضد حزب الله في نفوس شعب الطوارق الذي كانت مالي وبعض حلفائها تروج لعلاقتهم بالتطرف وأحرجت مقالاته المتآمرين على الطوارق فماذا يستطيع رئيس مالي وجنرلات الجزائر أن يقولوا لأجهزة المخابرات الأمريكية ضد الطوارق هل يقولون لهم ساعدونا لضرب الطوارق الراغبين في التحالف مع إسرائيل ضمن مشروع الهلال السامي وماذا يمكن لرئيس مالي وجنرلات الجزائر قوله عن أبوبكر الأنصاري للأمريكيين ساعدونا ضد من يطرح مشروع الهلال السامي لبناء حلف بين الطوارق واليهود الأكراد على أساس أنهم ضحايا للمذابح والمحرقة والأسلحة الكيمائية ويجب أن ينصرهم الله كما وعد بنصرة المستضعفين .
إننا عندما نساند مشروع الوئام المدني لنصرة بوتفليقة ضد رئيس المخابرات العسكرية الجزائري إنما نقوي شرفاء الجزائر ضد من يستبيحون دم الجزائريين بحجة مكافحة الإرهاب ويوسعون نشاطهم لاستباحة الدم الطوارقي بالحجة ذاتها .
لقد أحدثت مقالاتنا ثورة في نظرة الغرب والعالم العربي لقضيتنا وبدأت الجزائر عبر مؤسسة الرئاسة تنحاز لحق الطوارق في تقرير المصير إن المحافظون الجدد في أميركا أغلبهم كتاب وأكاديميون يرسمون لمن في البيت الأبيض والكونجرس السياسات عبر مراسلاتهم مع خبراء في كل ملف وليس من المستغرب أن يتواصل المحافظون الجدد المهتمون بالقضايا المغاربية وقضايا مكافحة الإرهاب بكاتب وسياسي طوارقي لديه الاستعداد لطرح فكرة مشروع الهلال السامي والأخذ بكلامه في تحديد موقف الإدارة الأمريكية والكونجرس من هذه القضية أو تلك.
ما يهمني شخصيا هو حماية أرواح شعبنا من مؤامرة مكافحة الإرهاب وردع أجهزة مخابرات المتآمرين ضد الطوارق بحيث لا يستطيع مدير المخابرات العسكرية الجزائرية أن يكتب تقرير أو يضايق سياسي طوارقي مزكى من طرفAIPAC أكبر منظمات اللوبي الإسرائيلي الأمريكي لأنه يعرف أنه سيدفع رقبته أو منصبه ثمنا لذلك وسيكون محترما في تعاطيه مع الطوارق عندما يعرف أن واحد منهم يستطيع برسالة منه لواشنطن أن يقضى على مستقبله نهائيا لأن ردع أمثال هؤلاء بالحديث العلني عن تلك المنظمات يجعله يتوب عن ربط الطوارق بتنظيم القاعدة أو الجماعة السلفية ويعلم أنه ومؤسسة العسكرية أو المخابراتية أقزام أمام عدالة وعظمة قضية مثل القضية الطوارقية .
نعم نحن نزكي المصالحة في الجزائرية وأنا شخصيا أدعم وأساند عبد العزيز بوتفليقة ليضمد جراح الجزائر ويخرجها من المستنقع الذي وضعها فيه الجنرلات وأن جزائر قوية برئاسة رئيس نظيف مثل بوتفليقة أضمن للطوارق من قذارة الجنرلات الذي اقتصوا لفرنسا من أبناء 1.5 مليون شهيد في حرب قذرة نهبوا فيها ثروة الجزائر وقتلوا أبناءها واغتصبوا نسائها ثم دعموا رئيس مالي أمادو توماني توري ليفعل بأهلهم الطوارق الشيء ذاته الذي فعلوه هم مع من صوت عقابيا بكل حرية ضد الفساد ونهب المال .
لقد باتت الحكومات المغاربية مقتنعة بأن أمنها القومي ولعبها أدوار إقليمة ودولية يكمن في نصرة قضية الطوارق وأن من ساند رئيس مالي داخل الجزائر هم حثالة الجزائر من الجنرلات عديمي الوطنية والإحساس بالمسؤولية وأن الشعب والرئيس النظيف منهم ابرياء.
وأن المؤتمر الوطني لتحرير أزواد ورئيس أبوبكر الأنصاري يعلنون بكل مسؤولية ووطنية دعم مشروع الوئام المدني " المصالحة الجزائرية" وتضميد جراح الجزائر ويدعون الجميع داخل الجزائر لمساندة بوتفليقة ولا تأخذهم في ذلك لومة لائم فالحق يعلوا ولا يعلى عليه وهذا الرجل جاء لينقذ الجزائر ويعيد لها مجدها وهو يريد للطوارق في مالي والنيجر من الخير مثلما يريد لشعب الجزائر لأنه عاصر حقبة الجهاد المشترك للطوارق والجزائريين ضد فرنسا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال