الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطوارق عامل استقرار وتوازن في المنطقة

أبوبكر الأنصاري
خبير في الشؤون المغاربية والساحل

2007 / 5 / 5
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


في السياسة كما في أي علم قواعد وأسس تسير عليها في الفيزيا هناك قانون نيوتن - لكل فعل رد فعل مساوي له في القوة ومضاد في الاتجاه - وهكذا لابد من مواجهة قيام رئيس مالي بتسييس مكافحة الإرهاب ومحاولاته المتكرر توريط أمريكا ضد الطوارق بكذبة وجود تحالفات كاذبة بين السلفيين وبعض الفصائل وهي كذبة بلغت ذروتها في المناورات التي قادتها واشنطن مطلع العام الماضي ومنذ طرح مشروع الهلال السامي بدأت مالي وجنرلات الجزائر يتراجعون بشكل خجول عن تلك الرواية الكاذبة وبدأت واشنطن تفقد ثقتها بكل من يؤلبها ضد أي أقلية عرقية بحجة مكافحة الإرهاب.
الآن هناك قناعة أمريكية تامة بضرورة دعم دعاة الحق الطوارقي والاستماع لوجهة نظر الطوارق غير السائرين في فلك مالي و جنرلات الجزائر الفعل وردت الفعل ينتج عنها ما يسمى في الفيزيا بالتوازن الحراري عندما تضع سائلين من درجتي حرارة مختلفة في وعاء واحد وتحت ضغط معين يتوصل الطرفان إلى نقطة اتزان حراري بحيث تكون نقطة التوازن ينقص الساخن من سخونته وينقص البارد من برودته .
وهكذا عندما تصدم حرارة مكافحة الإرهاب المستعملة من طرف مالي والتي ترغب في استثمار أحداث 11 سبمتمبر لممارسة التطهير العرقي ضد الطوارق مع حرارة الهلال السامي وعملية السلام وفق المبادرة العربية تحت ضغوط تنفيذ رغبات واشنطن بالمنطقة بين مؤيد لهذه السياسية ومؤيد للأخرى فان الأمور تصل إلى نقطة توازن حراري معقولة لدى الطرفين .
هذه النقطة هي عملية سلام شاملة في المنطقة بإجراء مؤتمر دولي حول القضية الطوارقية ووضع توصيات بمنح الإقليم حكم ذاتي لمدة عشرة سنوات تكون فترة انتقالية يكتسب فيها الطوارق مهارات ويدرسوا أبناءهم في الجامعات الغربية وبعض الدول العربية ويسيروا شؤونهم بأنفسهم مثل وضع إقليم كوسوفو وتتدرج العملية وخلال السنوات الانتقالية يتم تشكيل حكومة محلية وبرلمان محلي ويكون لكل من ولايات زواد الثلاث ولاية تمبكتو وجاو وكيدال حاكم منتخب من أبناءها وبرلمان وهناك حاكم للإقليم كله منتخب من برلمان الإقليم وتدوم العملية حتى يمنح الإقليم الاستقلال التام فجميع مستعمرات فرنسا نالت استقلالها سلميا بالسياسة الجزائر وحدها من نال الاستقلال بالمقاومة المسلحة وبمساعدة الطوارق في مالي والنيجر .
وخلال الفترة الانتقالية تكثف الدول العربية والغربية استثماراتها في الإقليم وبناء الجامعات وفروع لجامعاتها ومراكز ثقافية ومساعدة سكان المنطقة في وضع مناهج تعليمية قريبة من الأقطار المغاربية مزدوجة عربي – فرنسي –انجليزي مع تدريس لغة تماشق وأبجديتها تفيناغ ومساعدة الأدمغة الطوارقية والجامعيين الطوارق على العودة للوطن وبناء النهضة التعليمية والحضارية وممارسة العمل السياسي ضمن أحزاب ونقابات تشكل داخل الوطن بحيث يختار الشعب من يحكمه ويضع قوانينه بنفسه على يد خبراء قانون طوارق يعرفون ما يناسب بلادهم من قوانين وأنظمة وهكذا يبني الشعب دولته بنفسه وبمساعدة من حلفائه .
ويكون دور أمريكا الضغط على مالي ودول الجوار لإيصال الأمور إلى هذه الوجهة والضغط على الدول المجاورة الى إعادة المسلحين الطوارق بجيوشها ليشكلوا نواة جيش وطني طوارقي يدربه البنتاغون لحماية حدوده وحماية استقلال الإقليم وبناء شرطة وجهاز مخابرات وغيرها من مظاهر السيادة الوطنية مثل إقليم كوسوفو وأن تلعب واشنطن دورا كبيرا في حصول ذلك والضغط على دول المنطقة بهذا الاتجاه فحروب مكافحة الإرهاب فشلت لأنها تسمح لكل نظام مستبد بان يعتبر ضحاياه إرهابيين ويورط أمريكا في تصفية حسابات داخلية لذلك فان تحقيق مشروع الهلال السامي سلميا وبالضغط على كل الأطراف ويكون لفرنسا والاتحاد الأوروبي دورا في العملية وللأنظمة العربية المعتدلة دورا يتناسب مع روابط الطوارق بالأمة العربية وهكذا نصل لحل عادل للقضية الطوارقية يمنح الطوارق حقوقهم ويجنب المنطقة حروب أهلية ويسمح لكل طرف بالشعور بأنه أعطي شيء ولم يسلب منه ما يدفعه لتوتير المنطقة كما أن هذه الحلول ستنال إجماع الطوارق لأنها تعطي لمن مع مالي ومن ضدها فرصة لبناء الوطن وتجنب الشعب الانقسامات القبلية و الصراعات على السلطة وهكذا يخرج كل فريق بما لديه فرح.
لقد أسسنا المؤتمر الوطني لتحرير أزواد من أجل التعريف الحضاري بعدالة قضيتنا ولقطع طريق تسييس مكافحة الإرهاب على رئيس مالي وجنرلات الجزائر وبعد فشل مشروع مكافحة الإرهاب نريد أن يتحقق مشروع الهلال السامي بمساعدة الجميع وان يلعب كل سياسي وأكاديمي طوارقي وجندي دوره بكل مسؤولية في وطن طوارقي حر للجميع لكل أبنائه الغيورين عليه وعلى تراثه والمحبين لكل حبة رمل في صحراء بلاد الطوارق.
نحن لا نبحث عن سلطة أو مجد شخصي كل ما نريده إثبات عدالة قضيتنا وبناء وطننا وهو للجميع ولابد أن يزرعه الجميع ويحصدوا ثمار زرعهم ولسنا باحثين عن شهرة لأننا لم نجن من هذا الأمر سوى الاستهداف من طرف أجهزة مخابرات الأنظمة المتورطة في سفك الدم الطوارقي أو سخرية بعض الإخوة الذين يعتبرون ما نقوم به مضيعة للوقت لان مالي بنظرهم لا تفهم سوى لغة القوة ونحن نريد تجذير ثقافة السلام وانه ليس كل من ملك قوة او دعم خارجي سخره ليدوس على من يخالفه في الرأي .
فالحق في الحياة لكل إنسان مهما كانت أفكاره ومواقفه ومعتقداته من حقه أن يحترم ومن له رأي يكتبه أو يذيعه ولكن يبتعد عن استخدام العنف أو القوة ويبتعد عن تسويق الكراهية او الأحقاد لأننا أبناء وطن واحد هو لنا جميعا وإذا لم نغار عليه لن يغار عليه احد وتجربة 47 سنة من حكم مالي التي أتلفت تراث المنطقة وغيرت بنيتها السكانية وشردت أهلها اكبر درس لنا جميعا .وبعد تحقيق ما سبق يكون الطوارق عامل استقرار بالمنطقة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية