الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كان يوم في بلادي

علاء هادي الحطاب

2007 / 5 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لم يكن يتوقع من (فات بيهه وعالزلم خلاها) ان ازلامه (التهوا) بترتيب اوراق سفرهم الى الخارج وحمل ما يستثمرونه خارج العراق ..كونهم لا يفهمون لغة الحياة دون ارباح ... فضلا عن وجود خسائر ...
لم يكن يتوقع انه سيسقط في ساحة الفردوس و(نعال) ابو تحسين سيغير خارطة وجه صانع النصر والسلام ...
لم يكن يتوقع (حامي البوابة الشرقية) انه سيُضرب جواً وبراً وبحراً من قبل الاعراب ... وهذه المرة ... هي الناهية (كلام) العربية التي لاتقبل الاثبات مطلقا ... كنت اتمنى من كل قلبي ان ارى تقاسيم وجه صدام الحقيقي الذي لطالما اخفاه (عن مغفلي القوم من ابناء العراق والعروبة ) حينما سقط في الفردوس وتسارعت الايادي والارجل كافة بمختلف احجام و انواع (القنادر والنعل) لتأخذ مرادها من راس النظام ...كأنهم الى اعراسهم يزفون ...او الى الجنة يسارعون ..
مشهد سقوط الطاغية في الفردوس كان له طعم خاص لدى العراقيين وجزى الله خيرا (كاميرات الصحفيين)كونها أرّخت تلك اللحظة .
لطالما تساءل سائقو (التكسيات ) مع انفسهم (وهم يجوبون شوارع بغداد طولا وعرضا ...كم سيحتاج العراقيون من وقت لإزالة تلك الاصنام؟
لكن يوم 9/4 اثبت للعالم اجمع ان يد العراقيين اجابت عن تساؤلات سائقي التكسي ...
ما حدث يوم 9/4 لم يكن وليد اللحظة ...او الصدفة ...انما جاء بعد مخاضات دفع ثمنها اناس فهموا ان الحياة الكريمة لايمكن لها ان تستمر في ظل وجود نظام يفهم ان الناس عبيد تحت امرته ...
ما حدث يوم 9/4 جاء ضمن تخطيط إلهي مسبق ..بأعتبار ان الموجودات مرتبطة بقرار سماوي يحدد مسار الاحداث زمانا ومكانا وموقفا ..وهذه سُنّة الله في الارض ..فالظلم لايمكن ان يستمر في ظل وجود اله عادل ...رحيم ...
اثبت يوم 9/4 ان صدام صنع من العراقيين قنابل موقوتة انفجرت في هذا اليوم ولايمكن بعد هذا التاريخ لأي شخص مهما كان ان يوقف فرقعات هذه القنابل ..بأعتبار ان الشعب العراقي ذاق مرارة الظلم والطغيان ...وعاش بعدها (حلاوة ) الحرية والديمقراطية .... فلا يمكن لأحد بعد هذا اليوم ان يوقف عجلة التقدم بالابتعاد عن نظام شمولي والرجوع به الى الوراء ...
اثبت يوم 9/4 ان الشعب العراقي ...(على الرغم مما صورته شاشات الجزيرة العمياء من ...سرقات ..وحرق مؤسسات) ان هذا الشعب يفقه جيدا معنى الحياة الحقيقية ومعنى التعبير الديمقراطي...ومعنى التعايش السلمي...لان كثيرا من الاعراب كانوا يتوقعون بل ويأملون بحدوث حرب اهلية...كما توقع الكثير من ابناء الداخل...ان هناك انتقاما طائفيا وعرقيا سيأكل الاخضر واليابس ...
اثبت العراقيون في يوم9/4/ انهم صناع حضارة وبناة مستقبل وما حراسة المؤسسات وارجاع ما تمت سرقته والتعايش لفترة ليست قصيرة من الزمن دون حكومة او سلطة تنفيذية ... الا دليل على ان الثقافة التي يحملها ابناء هذا البلد...هي ثقافة المحبة ... وان رسالتهم السلام...
اثبت يوم 9/4...ما اثبت ... ولا اعتقد ان بأمكان مقال قصير لهذا يمكن ان يتحدث عن ضخامة الحدث في هذا اليوم...لكن المتميز جدا في هذا اليوم...ان ما حدث لم ولن يحدث مثله حدث بعد هذا اليوم...
...........................
...........................
كاتب واعلامي عراقي









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يوقع حزم المساعدات الخارجية.. فهل ستمثل دفعة سياسية له


.. شهيد برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها مدينة رام الله ف




.. بايدن يسخر من ترمب ومن -صبغ شعره- خلال حفل انتخابي


.. أب يبكي بحرقة في وداع طفلته التي قتلها القصف الإسرائيلي




.. -الأسوأ في العالم-.. مرض مهاجم أتليتيكو مدريد ألفارو موراتا