الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المحظورة و مبدأ الانتقائية

سعد فتحي رزق
باحث

(Saad Fathi Rizk)

2007 / 5 / 19
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


ادعي النائب الإخواني سعد الحسيني انه فجر مفاجأة في وجه قيادات الحزب الوطني .. عندا قال لهم أن الحزب الذي ينتمون إليه قائم علي أساس ديني , وان ما بادئة تستند علي الإسلام كدين رسمي للدولة )) إلي هنا انتهي كلام محمد أبو هميله في مقاله بجريدة " صوت الأمة " 22 يناير 2007
وها هي الأخوان تخرج علينا بضيق أفقهم المعهود وبكذب تصريحاتهم للنيل من هدفهم المحظور لتأكدا لنا إنها لا تري في الدستور المصري غير المادة الثانية بفقرتيها " الإسلام دين الدولة .. و مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع " و تدعي ان تصرف الدولة يقوم علي أساس الدين فقط ,
فيقول النائب الإخواني سعد الحسيني (( مبارك يكرم حفظة القران و الداخلية تنظم رحلات الحج و زكريا عزمي و كمال الشاذلي و احمد عز دافعوا عن الحجاب.. أليس كل ذلك أنشطة دينية ؟))
هكذا يفكرون الإخوان و يرون أن ما تقوم به الدولة إن هو إلا بمرجعية دينية حيث يؤكدون ان المادة الدستورية الثانية هي محرك الدولة في كافة الشئون كما جاء في المقال المذكور. و الحقيقة عكس ذلك تماما و هي أن الدولة المدنية هي التي تعطي نصيبا اكبر للمتدينين وحيث إن مصر دولة مدنية وأغلبية شعبها من المسلمين فهي تلتزم بمواد الدستور المصري فهي تـٌفعل المادة (46) التي تنص علي (( تكفل الدولة حرية العقيدة و حرية ممارسات الشعائر الدينية ) إن الإخوان لا يرون في الدستور إلا المادة الثانية و كثيرا ما يفسرونها علي أنها مادة تفعيل أحكام الشريعة, وهو خطأ فادح فالمادة الثانية تقر بمبادئ الشريعة و ليس بحكام الشريعة , و هو ما يجعلهم كل الوقت في تصريحاتهم يقرؤون المادة بالخطأ و يحذفون كلمة( مبادئ) من قراءتهم و هو أسلوب ملتوي طالما عاهدناه منهم .إن الإخوان يرون أن الحزب الحاكم ذو مرجعية دينية و في ذات الوقت يقومون بالدعوة لإقامة دولة دينية (!!) وفي ذات الوقت يتهمونها بأنها خارجة عن تطبيق أحكام الله (!!!) والدولة المدنية المصرية حين تقوم بالمكافآت لحفظة القران أو ببعثات الحج ما هو إلا التزام من الدولة بالدستور وذلك التزاما بالمادة (46) التي تؤكد علي أن الدولة منوط بها كفالة حرية العقيدة و ممارسة الشعائر . وهي تستخدم ذات المادة من الدستور في أن ترسل أيضا المسيحيين الذين يطلبون الحج في الأراضي المقدسة او يريدون الذهاب إلي إسرائيل. و هو ما لم و لن تقر به الدولة الدنية وهنا سؤال هل انتم مع ممارسة طقوس حج المسيحيين في إسرائيل ؟ بالقطع ( لا ) هذا هو الفارق بين الدولة المدنية و بين الدولة الدينية المحظورة , اما انتم فجماعة محظورة تشكل خطرا حقيقيا علي مصر و المصريين الم يقل مؤسس جماعتكم الإرهابية حسن ألبنا في رسالة الجهاد فريضة ((الجهاد في الشريعة قتل الكفار و نحوه من ضربهم و نهب أموالهم وهدم معابدهم و كسر أصنامهم .. وقتال الحربيين و الذميين..و يفرض علينا أن نبدأهم بالقتال بعد بلوغ الدعوة, و أن لم يقاتلونا )) ما هذا ؟ الم يكن إرهابا الم ينضح منه كيف ستكون معاملاتكم مع المسيحيين ( الذميين) ؟ من مقاتلتهم ؟ و اليوم تدعون أن حزبكم يضم أقباطا (!!)
فهكذا المحظورة دائما تمارس الانتقائية في كل شيء كما يفعلون مع النصوص لتكفير العباد فهم بدورهم لا يقدمون إلي مصر الا المشاكل و تفجير القضايا التي من شانها خلخلة النظام و المبادئ الوطنية بغية الحصول علي أهدافهم المحظورة. الم يطلب منهم حسن ألبنا أن يقاطعوا المعاملات مع هيئات الدولة و يختصموها حين قال في الوصية رقم 25من رسالة التعاليم ((أن تقاطع المحاكم الأهلية و كل قضاء غير إسلامي , و الأندية و الصحف و الجماعات و المدارس و الهيئات التي تناهض فكرتك الإسلامية مقاطعة تامة)) الم يقل لهم قطب في كتابه ( في ظلال القران) ان المجتمع مشرك وكافر و لا يفرد لله الألوهية كونه يحكم بغير ما انزل الله (إن الشرك بالله يتحقق بمجرد إعطاء حق التشريع لغير الله من عباده)
الم يقل لهم ألبنا (( ولم البرنامج انه يفرقنا إن القران دستورنا والنبي زعيمنا )) العدد الأول من مجلة النذير في مايو 1938

إن محاولة المحظورة في إن تعلن عن إقامتها حزبا سياسيا ولن تتقدم به للجنة السياسات حسب ما صرح مرشدهم العام مهدي عاكف لجريدة المصري اليوم بتاريخ 13 يناير 2007 لهو تصريح يؤكد لنا ما نعرفه عن غايتهم في البقاء السري وهو أفضل لهم من الخضوع للجنة السياسات التي من حقها محاسبة المحظورة و مسائلتها عن كشوف التبرعات الخارجية أو ما هو مصدر أموالهم , بل و تلزمهم بالا يكونوا جماعة دولية لكنهم يصرون علي أن يكونوا جماعة و ليسوا حزبا سياسيا كما يدعون, فهم يستخدمون كل السبل للبقاء كجماعة دينية , ويتضح ذلك في ما صرح به سعد الحسيني النائب الإخواني حين قال بأنه فجر مفاجأة في البرلمان بان الحزب الحاكم حزب ديني وهي مغالطة و ليست مفاجأة , فهم يريدون أن يحصلوا علي تصريح بقاء ليس أكثر , و نقول لهم ( انتهي الدرس يا غبي ) . فان مصر ستظل للمصريين وليست للمسلمين كما إنها ليست للمسيحيين إنما مصر للمصريين الذين يؤمنون بالوطن و لا( يطظون) في مصر.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي