الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانية والبديل

مصطفى محمود

2007 / 5 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


منذ ان تواتر الى مجتمعنا مصطلح العلمانية بين المثقفين وبين العامة وفى الفضائيات والندوات الاعلامية بات الكثيرين فى حيرة من امرهم فلا تراهم يثبتون على تعريف لها فى المراجع او لدى المثقفين وكثر اللغط حولها حتى اصبح من يوصف بالعلمانى كانه اتهم بكل نقيصة ولبسة العار وعزف عنة العامة ولكن ما هى العلمانية ذلك المصطلح اللعوب الذى لا يستقر فى تعريف ولا فى سطر كما عهدنا فى لغتنا العربية فلكل مصطلح سطر لو سطرين يلخصانة ولكن هذا اصبح عسيرا فمنذ دخول بعض المصطلحات الى منطقتنا العربية مثل الليبرالية ، العلمانية والفوضى الخلاقة اضحى تفسير مدلول العديد من المصطلحات امرا عسيرا على عاتق المثقفين والسياسيين وربما كانت العلمانية من اشهر المصطلحات التى اخذت حيزا كبيرا من الحوارات والنقاشات فى المجتمع العربى ونحن اذ نعنى بتعريف العلمانية وبيان صفاتها ننوة انها كلمة فضفافضة للغاية ولكننا سنحاول ان نقف ملامحها الاساسية ووسائلها ، نشأت بوادر المذهب العلمانى فى اوروبا عندما اشتدت الكنيسة فى طغيانها على المجتمع وقد قضت باحراق الكثير من العلماء والمحدثين بتهم الزندقة والهرطقة ومنع تداول الكتب وماطلت كثيرا فى قبول فكرة استخدام الطباعة واصدار الكتب خارج الاطار الكنسى بل ووصل الامر بها الى بيع صكوك الغفران والجنة للعامة والامراء على السواء وتايديها الحكم الاقطاعى حتى ثار الناس على الكنيسة وفرضوا عليها حصارا عنيفا والزموا رجال الدين حدودهم والتى لا تتخطى دور العبادة بالطبع وبعد العديد من الصراعات الدينية المختلفة المذاهب قرر الاوربيون فصل الدين عن مفهوم الدولة وقصرة على كونة علاقة شخصية بين الانسان وربة مطلقين حرية الاعتقاد لكل الناس واعتمدوا العلم والمواطنة والمدنية الدين الجديد للدولة وللمجتمع وما نحى الاوربيون رجال الدين جانبا حتى تقدموا فى قرون قليلة ما لم يتحصلوا علية فى اللاف السنين حتى اتضح لهم كم كان رجال الدين عائقا فى طريق التقدم ونارا متقدة لاذكاء التمييز والتعصب فى المجتمع وربما يدفع البعض قائلا ربما العلمانية نجحت فى اوروبا ولكننها ليست تصلح لنا ثم انة لا يوجد فى الاسلام كهنوت يخشى سطوتة كما فعلت الكنيسة فى اوروبا ولكن ذلك مردود علية بالتاريخ الاسود للخلفاء الذين حازوا الحكم باسم الاسلام وبدعوة خلافة الله على الارض وايدهم فى ذلك شيوخ عصرهم المنتفعين فاذا لم يكن ذلك كهنوتا فما هو الكهنوت. ان العلمانية بكل بساطة هى اعتماد العلم والمواطنة ركيز اساسية لبناء المجتمعات وفى نفس الوقت الحفاظ على حرية المواطنين فى معتقداتهم طالما لا تذكى نار الفتنة والتعصب ولا يوجد دولة اخذت بها الا وتقدمت وسمت بشعبها الى مستوى الامم العظيمة المتحضرة ثم ان انها لا تعادى الدين فى شىء ولكنها ترفعة الى مرتبة السامية بعيدا عن مجالات لا يسعها الدين وتحط من منزلتة فنحن نرفض استخدام الدين والشعارات الايمانية لكسب المزيد من التجارة كما يفعل العديد من رجال الاعمال حاليا فنراهم يسوقون للهاتف الاسلامى والمتجر الاسلامى وطبعوا شعار الاسلام على المقاهى والنوادى والسلع والافكار والاحزاب فقط رغبة فى جزب مزيد من الزبائن واحيانا اخرى فى كسب معارك انتخابية فنرى رجال (متاسلمين) يضعون اسفل صورهم الانتخابية انا فتحنا لك فتحا مبينا !! وان ينصركم الله فلا غالب لكم ، ومن ينتخب كافرا كان كافرا ، والاسلام هو الحل وغيرها كثير ..فيكون الدين مجرد شعار واسم لرواج السلع التجارية والسياسية والاجتماعية، ايضا من ينكر حمى الفتاوى التى اصبنا بها عبر الفضائيات والتى من مصلحتها ان يتصل الناس بشيوخ القنوات لافتائهم هل يجوز ارتداء الحذاء او تقبيل الزوجة او اكل الخل!! الى اخر هذة التفاهات وينبرى الشيوخ الافاضل فى شرح وتفسير كيف يرتدى المؤمن ملابسة ويستقل عربتة وكيف ياكل وكيف ينام !!بل وراينا من يفتى بتحريم كارتون البوكيمون لانة يؤيد نظرية النشوء والارتقاء لدارون ...ما هذة الروعة لقد وصلنا للبوكيمون هذا فعلا ما كنا نحتاجة لنتقدم ونرتقى وهذا هو فعلا ما يجب ان ننشغل بة فى هذة الازمة الحضارية التى سقطتنا فيها القرون الطوال بسبب شيوخ الخل والبوكيمون ، لهذا نرفض العبث بالمقدسات واستخدامها مطية لبعض الاغراض الغير نزيهة على الاطلاق كما نرفض صبغ الدول (بالاسلامية او المسيحية) فهو منطق فاسد فكيف تكون دولة مسلمة؟ الدولة هى اقليم وشعب ويمكننا ان نقول الشعب مسلم مثلا ولكن كيف نبح لانفسنا صبغ الارض والمبانى بالاسلامية او المجوسية مثلا!! انة منطق غريب حقا ..اما فى ظل الدولة العلمانية فلا يوجد فتن طائفية ولا ازمات للبهائين فقد كف الناس عن التدخل فى معتقدات الاخريين ولا اضطهاد للمراءة ولا تمييز ضد بعض المواطنين على اساس من العرق او اللون او الدين او الجنس ...دولة تعلو فيها مصحلة الناس وسلامتهم وحريتهم فوق كل معتقد فاسد ومتعصبين حمقى ..فمتى اخذت الامم بالعلم تقدمت ومتى اخذت بغيرة تراجعت واصبحت فى عداد المنحطين ..هذا هو طرحنا ورؤيتنا فهل نحن مستعدين للمخاطرة بالبديل المشؤم؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي