الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القرآن - العلم - العلمانية ../13

خليل صارم

2007 / 5 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حوار مع المجتمع : ( لقد تم بطريق الخطأ ارسال الجزء 14 قبل الجزء الحالي 13لذا اقتضى التنويه ) .
يلي بعد الفيل ما تعارف عليه باسم المعوذتين ( سورة الفلق وسورة الناس ) .
خلافا ً لما هو متعارف عليه بين الناس فان هاتين السورتين يمكن فهمهما على أنهما دعوة صريحة للتعامل مع الواقع بحقائقه والابتعاد عن أولئك الذي يتعاملون مع الخرافة وبتسببون بزرع الأحقاد والخلافات داخل المجتمع وهم الذين وصفهم في الآيتين بشر الخلق والليل المظلم ( غاسق اذا وقب ) ويختلقون الأكاذيب ضد الآخرين ( النفاثات في العقد ).. وينشرون الحسد والبغضاء بين الناس ( وليس السحرة كما أول البعض ).والواضح أنه وصف للصراع بين الوعي وتفتح العقل وبين التخلف والجهل والخرافة وهذا واضح تماماً في المعوذة الثانية ( الناس ) حيث يصف أصحاب الخرافة أعداء الوعي بالوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس (والوسواس كما هو معروف في هذا العصر هو ظاهرة نفسية مرضية خطيرة تتمكن من الانسان فتجعله ضحية لشكوك تراوده وتفقده الثقة بنفسه وبالآخرين وتزداد حدة عندما تصطدم بسلوكيات قبيحة من الآخرين تزيد من حدة المرض وهو ماقصده بالآية ( من الجنة والناس ) أي الوساوس الخاصة الغير منظورة .. المخفية عن العين ( الجنة ) وعبارة الجنة تعني كل ماهو غير منظور عيانياً . وأولئك الذين سيطرت عليهم الخرافة والجهل فانقلبوا الى عامل ضرر وزرع الشكوك في الآخرين
( وليس الجن بالمعنى المتداول ) .. الآ ترى معي أن القرآن الكريم يرفض التفسير الغيبي للوقائع التي تحدها قوانين علمية .
ننتقل بعد الناس الى سورة ( الإخلاص ) * قل هو الله أحد *
إن هذه السورة التي يتم تردادها في الصلاة ومع الأدعية والتوسلات من قبل الجميع وبآلية والغالبية لاتحاول التفكير بما ترمز اليه وبأبعادها ومراميها الحقيقية . هي تتحدث عن هذه القوة التي تتحكم بالكون وتصفها بأنها غير ماتعارف عليه الناس ومختلفة تماما ً عما قد يرد الى الذهن ( لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا ً أحد ) هي سورة ثورية بالكامل على قصرها . هي سورة تدعو الانسان للحفاظ على كرامته وإبقاءه مستقل الإرادة .. حراً لايخضع لأي سلطان متجبر ظالم كائناً من كان عبر الإيمان بالقوة الوحيدة التي تنظم هذا الكون الهائل وفق قوانين وقواعد دقيقة ( هذه القوة الغير منظورة أو مشاهدة عيانياً والتي لايمكن تخيلها ) باعتبارها القوة الوحيدة في هذا الكون المترامي الأطراف وهي التي تخضع كل شيء لقوانين ثابتة تنظم حركة الكون والحياة . من هنا فان هذه هي فقط القوة الوحيدة التي تستحق الاحترام و خضوع الانسان لقواعدها وأحكامها أما غيرها وخاصة من البشر فمهما بلغت قوتهم لايجوز الخضوع لهم ولايمكن التعامل معهم الا من باب الاحترام المتبادل
( كونهم متساوون في حق الحياة ) أما عبر فرض الإرادة فهذا مرفوض لذا فان كل من يحاول فرض مفاهيمه وإخضاع الآخرين لإرادته إنما هو من يجاهر بالشرك أي الخضوع والإقرار بإرادة أخرى لاتستحق ذلك . كما يفعل غالبية رجال الدين الذين يعملون على إخضاع الناس لإرادتهم وآرائهم من دون الله بالتعاون مع قوى الظلم والتسلط . وزرع الأحقاد بين الناس من خلال تغليب قوة على أخرى بزعم نشر الإيمان والحقيقة أن كل ذلك لاعلاقة له بالإيمان فأي إيمان هذا الذي يكون فيه الانسان مسلوب الإرادة خاضعاً لتوجيهات هؤلاء واملاءاتهم القاصرة والمحدودة . لقد عملوا على خلق آلهة من المفسرين والمؤولين وكل من أفتى بعلم أو بغير علم جعلوا منهم استثناء ً واعتبروهم مأجورين عبر التاريخ وفرضوا عبادتهم والتقيد بما قالوه حتى ولو ثبتت عدم صحته منطقيا ً وعلميا ً بمرور الأيام والقرون بل ولو تسبب بهدر الدماء البريئة عبر العصور . هنا يكون هذا الإيمان هو الشرك بعينه عبر خضوع الانسان لاملاءات وإيحاءات غيره من البشر . وأعتقد أن هذا هو ماهدفت اليه هذه السورة تحديداً خلافاً لما ذهب اليه الكثير من رجال الدين عبر التاريخ الذين حولوا معانيها الى الخضوع لهم ومن خلالهم .
أليست العلمانية هي التي تنادي بتحرير الانسان وعدم خضوعه لأية قوة ظالمة .. اذاً من هو المؤمن حقيقة .. العلماني ...أم هؤلاء الذين يحولون الانسان الى عبد ذليل وربوت يتحرك بالروموت كونترول من قبل رجال دين منحرفين بزعم الإيمان ليدفعوا به الى الشرك والخضوع لقوى أخرى ظالمة .مستبدة . تعادي الانسان والإنسانية ثم يتباكون على الإيمان الذين هم من شوه معانيه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا


.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد




.. يديعوت أحرونوت: أميركا قد تتراجع عن فرض عقوبات ضد -نتساح يهو


.. الأرجنتين تلاحق وزيرا إيرانيا بتهمة تفجير مركز يهودي




.. وفاة زعيم الإخوان في اليمن.. إرث من الجدل والدجل