الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة المقاومة ..ثقافة الحياة ../ 2

خليل صارم

2007 / 5 / 30
الارهاب, الحرب والسلام


البعض ونتيجة التشويه والضخ الاعلامي الصهيوأمريكي تصيبه رعدة أو قشعريرة عندما يقرأ عبارة ( ثقافة المقاومة ) .. ليقفز خياله نحو العمليات التفجيرية التي تحصل في العراق والتي تطال المدنيين كما تتداعى الى خياله صور بشعة عن سلوكيات القاعدة .. حقيقة لقد نجح الاعلام الأمريكي المعادي للتحرر في تعميم صورة القاعدة والقوى المتشددة التكفيرية على كافة أشكال المقاومة حتى الثقافية منها الى حد.. ما..؟ وبالتالي أعطى دفعا ً لعملاء الصهاينة وأمريكا في المنطقة لمتابعة التشويه والافتراء بحق المقاومة الحقيقية المشروعة . وبهذا تكون القاعدة ومشتقاتها قد قدمت له الخدمة الأكبر .
هم من زرعوا صورة قطعان المتخلفين في افغانستان الذين كانوا يضربون النساء في الشوارع ويقتلوهن بدم بارد .. والذين منعوا الرجال من حلاقة الشعر والذقن .. ودمروا التماثيل المصنفة من ضمن الفن والتراث العالمي .. وسلوكيات هؤلاء أثناء حربهم المدعومة أمريكيا ً وعربيا ً ضد السوفيات ونظام كارمال الذي لو قيض له الاستقرار لتغير وجه افغانستان حضاريا ً نحو الأفضل .. ثم سلوكهم الحالي فيما يسمى بمواجهة الأمريكيين في افغانستان .. ثم العراق .. هذه الصور تتداعى فورا ً بفعل الاعلام الأمريكي والاعلام التابع له .. لأنه هو الذي يبرزها ويضخمها ويشدد عليها وكما ألمحت بقصد تشويه المقاومة الحقيقية . وطمس مفهوم المقاومة الحقيقي في ذهن المجتمع . لذلك فقد أصبحت مقاومة الاحتلال والظلم والتعسف والعنصرية ارهابا ً كما يحاول النظام الأمريكي ضخه عبر اعلامه وعملائه . بنفس الوقت فان مايقال عنه أنه مقاومة للأمريكي عبر عمليات تفجير وتفخيخ ضمن أوساط المدنيين من المواطنين كما يحدث في العراق .. هو من أسوأ اأشكال الارهاب يتماثل معه عمليات الخطف والقتل وتوزيع الجثث هنا وهناك . ولكي يتم تشويه المقاومة الوطنية الحقيقية بدأ الاحتلال الأمريكي بضرب أماكن العبادة وتفجير المقامات الدينية بغية خلق ردة فعل تستجر صراعا ً مذهبيا ً ... كل هذه الآشكال ليست مقاومة ولاعلاقة لها بها وانما هي أشكال متعددة من الارهاب وبأبشع صوره .
لو اعتمدنا اللامنطق الأمريصهيوني الحالي .. معنى ذلك أن نقوم باسترجاع لأحداث التاريخ وبالتالي يصبح تاريخ الشعوب في سبيل الحرية والاستقلال كله مشكوكا به . بدءا ًمن أمريكا نفسها ليصبح جورج واشنطن وابراهام لينكولن ارهابيين .. وحرب التحرير الفييتنامية ارهابا ً أما أشخاص مثل كاوكي الذي كان منصبا ً كقائد لفييتنام الجنوبية يصبح بطل تحرير بعرف النظام الأمريكي مع أنهم حاولوا اظهاره كذلك في حينه بينما كانوا يقدمون الفييت كونغ على أنهم عصابات ارهاب وهوشيمينه زعيم ارهابي . وبتداعيات المنطق نفسه .. تصبح المقاومة في العهد النازي ارهابا ً وشخص مثل ( جاك شيراك ) زعيماً ارهابيا ً تلوثت يديه بدم النازيين وكل المقاومات التي ظهرت آنذاك في بلغاريا ورومانيا وتشيكوسلوفاكيا واليونان وايطاليا وفرنسا وهولندا ...الخ ارهابا ً .. أليس هذا هو منطق الاسرائيليين ذاته عندما يقدمون على اغتيال ومطاردة عناصر وقادة المقاومة
( يقولون أن أياديهم ملوثة بالدم الاسرائيلي ) أما دماء نساء وأطفال فلسطين فلا يحسب حسابها
اذا ً لماذا احتلت أمريكا العراق أليس وحسب مزاعمهم لتحريره من الطغيان والاستبداد ونشر الديمقراطية ومفاهيم الحرية .. معنى ذلك وحسب منطقهم أن معارضة ومقاومة النظام السابق كانت ارهابا ً وأن النظام الأمريكي هو الداعم الأكبر للارهاب .
إما هكذا أوأن نقلب الصورة ونعيدها الى حقيقتها وشكلها الأصلي وبالتالي فان محاولات النظام الأمريكي السيطرة على العالم بشكل مباشر أو غير مباشر عبر التهديد والحصار والضغوط ودعم القوى المنحرفة والمتشددة التكفيرية والعملاء هو الارهاب الأكبر .. وبالتالي ووفقا ً للقوانين والشرائع الانسانية ومنظومة الأمم المتحدة ومباديء حقوق الانسان يصبح من حق الشعوب الطبيعي أن تقاوم كل ذلك بكافة الاشكال الثقافية والفكرية والمسلحة , ولايجوز لأحد الاعتراض أو التشويه وسوق ادعاءات كاذبة أول ماستنعكس ضده عند تبدل الظروف .
باعتدال المنطق واستعماله تكون المقاومة في سبيل التحرر من الاضطهاد والظلم والاحتلال ومصادرة حق الشعوب في اختيار مايلائمها ويلائم مستقبل أجيالها .. وبكافة السبل المتاحة.. تصبح هذه الثقافة هي ثقافة الحياة وليس العكس .. أي ثقافة الموت كما يحاولون تصويرها استنادا لثقافة الانتحار التي تنشرها القوى المتشددة التكفيرية والتي ثبت أنها تعتمد على ادمان هؤلاء الأغبياء للمخدرات وبرعايتها ثم تدفع بهم تحت تأثير المخدر والهلوسة الى تفجير أنفسهم دون أن يدورا وهم ضائعين تماما ً لايعرفون الى أين هم ذاهبون وماهي النهاية .
ولاأعتقد أن هناك من يدافع عن بلده ويضع نصب أعينه الموت مسبقا ً .. ان حب البقاء حقيقة ً والأمل بالنصر يكون دافعا ً قويا ً يرفع مستوى وشراسة مقاومة العدو.. وليست ثقافة الموت هي التي ترفع مستوى الشراسة في صد العدوان . لأن ثقافة الموت المجرد هيثقافة خالية من أي معنى أو مضمون وهي مجرد فهم منحرف ومضلل لمعاني المقاومة الحقيقية وثقافة الشهادة في سبيل المباديء والأوطان .
ان ثقافة المقاومة هي التي تدفع بالشعوب لتقديس الشهادة في الميدان أو في سبيل المباديء . والا مامعنى وتفسير وجود نصب تذكارية في كل دولة للشهداء والمناضلين والجندي المجهول .
- وفق المعايير التي يضخها النظام الأمريكي الحالي والقوى الموالية له فان كل هذا يصبح هرطقة ً وتقديسا ً للارهاب .. الا اذا كانت لديه معايير خاصة لكل دولة ولكل أمة أو شعب وهذه المعايير موجودة فعلا ً وترتبط بمصلحة هذا النظام فقط ووفق المعايير العنصرية الصهيونية لاغير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل