الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستراتيجيات الجديدة للاحزاب الاسلامية في العراق

ناصرعمران الموسوي

2007 / 6 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


ياتي التكتيك السياسي للاحزاب الاسلامية في العراق,كمرحلة مهمه تستدعي الكثير من التامل,بدءا ببرامج سياسية سالفة لهذه الاحزاب التي كانت الصفة المحافظه رديف عملها,والالتزام باليات التنظير على حساب الممارسة الامر الذي جعل معضمها تعتمد استنساخ تجارب الغير مع ترقيع بسيط لهويتها,ولعل تجربة الاخوان المسلمين في مصر في اربعينيات القرن الماضي مصدر ومعين مهم لها ويكفي ان يكون الحزب الاسلامي العراقي وحزب الدعوة هما نتاج ذلك,كما ان الثورة الاسلامية الايرانية اعطت من نفسها وطريق نضالها نحو النجاح الذي اطاح بنظام الشاه في ايران,وساعداحتضان النظام الاسلامي في ايران للمعارضة العراقية,بل ان ايران حاولت تكثيف دور هذه المعارضة ليكون منهاجها الاول هو اسقاط نظام صدام في العراق ولعل المجلس الاعلى العراقي الذي تخلى مؤخرا عن مفردة الثورة نتاج هذه الفكرة وبعد التغيير قام المجلس الذي هو ليس ضمن تشكيله الاول كحزب وانما كخيمه تنطوي تحتها كل الاحزاب والحركات الاسلامية المعارضة لنظام البعث,ولعل الخلاف الذي نشا في ايران مع حزب الدعوة وحدوث انشقاقه واتخاذ سوريا مقرا له هو حاله من اثر الصياغات والتجارب الاسلامية في ايران التي ارادت للاحزاب في العراق ان تسير بذات الطريق الذي سلكته ثورة ايران والتي امتد اثرها بشكل قوي في المنطقة الاقليمية مما اثار ذلك ولم يزل حفيظة دول اقليمية ودولية ومنها كانت استراتيجية الحرب العراقية الايرانية التي خاضها نظام صدام باعترافه بالنيابة عن الاخرين’,ان جملة هذه التداعيات التي اسست بعد ذلك وعلى اثر دخول نظام صدام الكويت تبلور نفسها لتعطي صورة جديدة لمعارضة واحزاب اسلامية لابد من استراتيجية وان اختلفت مع التنظير والبرامج الخاصة بها,ولعل مؤتمرات المعاضة العراقية بدا من لندن مرورا بمدريد وليس اخرها مؤتمر الناصرية بعد التغيير ومؤتمر صلاح الدين,ان قراءة هذه الاحزاب لرؤى واقعية متمثلة باستغلال حالة التدين السياسي للوصول الى النجاحات السياسية وخارجية تداعيات الراهن الاقليمي والدولي.كل تلك الاسباب وغيرها اعطت لهذه الاحزاب ضرورة احداث استراتيجيات مهمه في اجنداتها,فاعلن المجلس الاعلى تخليه عن مرحلة الثورة وتداعياتها ونشوء اسسها وحاضنها الايراني لتكون ضمن حواضن المرحلة الوطنية العراقية,وجدد مجلس شوراه للسيد الحكيم رئيسا له’،وفي الوقت الذي ناى الحزب الاسلامي بنفسه عن تداعيات التكتل الانتخابي الاخير في جبهة التوافق فهو وان لم يزل ضمن الجبهه لكنه وكموقف له رؤية خاصة حسمها بالتخلي عن الجمود المرحلي صوب الانفتاح السياسي’،وراى حزب الدعوة ضرورة الخروج بقيادة تتخذ من الامانة الخاصة بها قيادة اعلنت انتخاب المالكي امينا للحزب بدل الجعفري الذي تقول الاخبار انه في طور تشكيل حزب جديد اوتكتل حزبي خارج تنظيمه الاول,اماحزب الفضيلة الذي اعلن انسحابه من الائتلاف العراقي فانه يقدم خطوة ويؤخرها نحو تحالف مع احزاب علمانية وبخاصة العراقية الا انه وبعد حالة عدم الانسجام والوئام بين الدعوة والتيار الصدري فانه وعلى مستوى مرجعيته الشيخ اليعقوبي يحاول جاهدا لم شتات المنهج الصدري ويسعى للتحالف مع التيار الصدري’،واذا كان التيار الصدري ضمن الائتلاف العراقي الموحد الا انه اراد ان يقول معززا شعبيته بخروجه من الحكومه لمصلحة التكنوقراط كحكم وبلورة طريق سياسي هازء بالتحكم السلطوي الحكومي،ولعل الخطبة الاخيرة بعد عودة السيد الصدر توحي بمسار جديد للتيار الصدري,ومحاولة دعم العملية السياسية وحكم القانون من جانب وبلورة موقفه الراسخ من وجودقوى التحالف من جهه اخرى,ان التيار الصدري بدا بحسم كل التداعيات والاخطاء التي رافقت مسيرته ليؤكد من جديد ان رهانه الشارع الذي يملك تحريكه في اي وقت ولعل دعوة البت الابيض للسيد مقتدى تؤكد ذلك,اناستراتيجيات الاحزاب السيا سية الدينية في العراق رهينة مشروع ديمقراطي يجب ان تستوعب رؤاه ومراحله وتخرج عن ربقة اصطفافها المذهبي والقومي,وكلها تريد ان تكون جزء وحالة حراك صحيح ضمن الجسد العراقي السياسي,فهل ستنجح اسيراتيجياتها الجديدة في انقاذ العراق ام هناك امور وامور سيكون للزمن كلمته الفصل فيها.
ناصرعمران الموسوي
كاتب واعلامي عراقي









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بقوة إعصار من الفئة الرابعة..”هيلين- يصل الى ولاية فلوريدا ا


.. إصابات في إسرائيل أثناء التوجه إلى الملاجئ




.. لماذا قبلت إيران بهدنة بايدن.. ورفضتها إسرائيل؟ | المسائية


.. يوم خامس من الهجمات الإسرائيلية على لبنان ومقتل 92 شخصا في ا




.. هل تدخل كل من إسرائيل وحزب الله في حرب شاملة ؟