الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام السياسي العربي .. وعدائه التاريخي لحركات التحرر ..!!؟

خليل صارم

2007 / 6 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


النظام السياسي العربي ..والعداء لحركات التحرر ..!!
خلافا ً لكل تبجحات أولئك المعجبين بموروث النظام السياسي العربي تاريخيا ً .. فقد كان هذا النظام يشكل سدا ً منيعا ً بوجه تقدم المجتمع . . لاينكر أحد وجود نقاط مضيئة تؤسس لنهضة علمية وتطور هائل للمجتمع في الوقت الذي كان فيه العالم يغرق في ظلمة الجهل والتخلف قبل حوالي أربعة عشر قرنا ً لكن العقلية الأنانية للنظام الذي يتربع على رأسه ( اله ) أخصت هذه النقاط ومنعت انسحابها على كامل المجتمعات .. نعم لقد ظهر علماء في الطب والكيمياء والجغرافيا والرياضيات وعدة جوانب أخرى من العلوم والترجمة واللغات ( غالبيتها من أصول غير عربية ) يقولون اسلامية ..حسنا ً.. لكن النظام أرادها من خلاله وباسم مولانا الخليفة أو السلطان فلم يتم توريثها وتطويرها وقد وقفت عند حد معين .. بالتأكيد فإن الغرب قد استفاد منها بل أسس عليها حتى وصل الى ماوصل اليه ..وهو حتى الآن لاينكر فضل أولئك العلماء الأوائل الذين استفاد منهم .0 بل يحترم ذكراهم وينسب لهم ماقدموه ). لكن نحن ..مالذي فعلناه ..وماالذي منعنا من المتابعة وتطوير تلك العلوم . أليس الانكار واحتلال الصورة من قبل فقهاء السلطان ..الخليفة .؟ .. ألم نحول العلم الى فقه منحرف غارق في الجهل والتخلف والبلاهة ومخالفة لابسط بديهيات المنطق والعقل ..؟
إن القول ..بأن الاستعمار هو السبب ..مرفوض ذلك أن العلم لايمكن أن يحده شيء ويمكن تداوله سرا ً أو علنا ً وتوريثه للأجيال .. فهو ليس بحاجة الا لعقول تحمله وتتحرك به وتنقله الى عقول أخرى وهكذا دواليك . ولكن حتى العقول قد تمكن النظام السياسي العربي من إخصائها .
نلاحظ من خلال التدقيق في التاريخ أن هناك تحولا ً باتجاه الفقه المنحرف طغى على كافة جوانب الحياة .. وهذا الأمر يسهل للسلطان ( الاله أو ظل الله ) بسط سيطرته على كامل المجتمع .. بل وفي بعض المراحل كان كل شيء مرفوضا ً عدا الفقه المسيطر عليه من قبل السلطان وأعوانه .. حتى في هذا المجال خرج من يصحح المسار ويعيد الأمور الى نصابها الصحيح .. لكن النظام حول كل شيء وحرفه لمافيه مصلحة له عبر تقسيم المجتمع الى مذاهب متناحرة تسهل له بسط السيطرة وفي كل مرحلة كان النظام يفسح في المجال لسيطرة مذهب على غيره محرفا ً أفكار الآخرين ومختلقا ً لهم تهم تعد من الغرائب . وبقصد قطع الطريق على الحركات التي حاولت الوقوف بوجه الظلم . ولو قرأنا بشكل صحيح لتبين لنا أن أئمة المذاهب لم يكونوا حقيقة ً أئمة مذاهب وإنما كانوا مصلحين ومصححين وقفوا بوجه السلطة بعد أن اكتشفوا مدى تحريفها للدين على أيدي فقهاء اختصهم لنفسه وأوكل اليهم هذه المهمة ( فكل من أبو حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل )هم أبناء مدرسة واحدة وكل منهم قد وقف بوجه الانحراف في زمنه بدليل أنهم كلهم تعرضوا للمطاردة والسجن ( وهذا ماأشرت اليه في مجال آخر) . وقد عبث النظام بموروثهم بعد أن تمكن كل منهم من كسب مؤيدين وقواعد شعبية هددت خط فقهاء السلطة والانحراف .
نعم لقد عبث النظام بموروث كل منهم مطلقا ً عليه صفة مذهب وألصق بهم مالم يقولوه زاعما ً وجود اختلاف بين كل منهم والبقية .. والحقيقة أن كل منهم قد خرج في زمن كان يلزمه قراءة جديدة وتصحيح لما فعله فقهاء السلطة وحشروه في أصول الدين من فتاوى منحرفة وتحريف للتأويل وتعطيل لحركة المجتمع الى جانب مفكري وفلاسفة ذلك الزمن الذين كان النظام وفقهائه يتهمونهم بالزندقة والمروق والالحاد وكل ذنبهم أنهم كانوا يقدمون العلم الخالص الذي ينير العقول .
إن المدقق في تاريخ النظام السياسي العربي يكتشف أنه وفي كل مرحلة تظهرالى جانبه مجموعات جديدة من فقهاء السلطة تؤول وتحرف بما يدعم موقع السلطان ويرفعه الى مستوى القداسة في الوقت الذي يعمل فيه على هدم لحمة المجتمع وتكريس الخلاف داخله .( ابن تيمية مثلا ً والذي يطلقون عليه حتى الآن شيخ الاسلام مع أن كل ماقدمه هو تكريس للعداء المذهبي ). فتصبح كل ممارسات السلطان ( مفوض الاله وظله ) مبررة وشرعية على أيدي هؤلاء . وهكذا تراكم التحريف عبر العصور ليصل الى المستوى الذي يقرن اسم سلاطين بني عثمان والمماليك بـ ( رضي الله عنه ) وربما قاربت قداسته نفس قداسة النبي ..؟ ولاأظن أن بعض ملوك العصر الحالي ولولا بقية من حياء لقرنوا أسماؤهم ( برضي الله عنه ) وألزموا الناس بها على أساس أنها من أصول الدين .. علما ً بأن هناك من يقولها ولكن بألفاظ أخرى .
- لقد تمكن هذا النظام بما يملك من قوة كبيرة ووحيدة في العالم آنذاك من قمع كافة حركات التمرد على ظلم الحاكم ..السلطان ..الخليفة .. التي كانت تحتج على الظلم الأسود والناجم عن تقسيم المجتمع من قبل النظام تحديدا ً .. فهو و اضافة للقمع العنيف قد تمكن وبفعل القوة والسيطرة من تشويه هذه الحركات وغاياتها ودوافعها الحقيقية واصما ً اياها بالمروق والكفروالزندقة والشعوبية والحقيقة أنها لم تكن تطالب بأكثر من العدالة ورفع الحيف والظلم لاأكثر ولاأقل . ومن يريد أن يتصدى لهذه الجانب عليه ألا يكتفي بما وصل عن طريق النظام وفقهائه .. بل يتوجب عليه أن يقرأ أدبيات هذه الحركات أو حقيقة مابقي من هذه الأدبيات إما بواسطة المخطوطات أو الشعر بعيدا ً عن أية خلفية مذهبية أو دينية اختلقها النظام في حينه ليكتشف أنه لاسبب آخر سوى ظلم النظام وشدة وطأته على الناس .
- حقيقة ً ليس هناك مذاهبا ً.. هناك خلافا ً بين الظالم وبين المظلوم ..لاأكثر ولاأقل .. عبر كل مراحل النظام السياسي العربي التاريخية .. ولكن ولكي يحتفظ هذا النظام بالهالة التي صنعها لنفسه قام بمذهبة هذا الخلاف عبر اختلاق الاختلافات .... فالدين واحد .. المشكلة أن النظام قام وعبر فقهائه بتكريس ذلك مختلقا ً مبررات لكل مرحلة ألصقها بالحديث وبالسنة النبوية التي هي بريئة من أي شكل من أشكال الخلاف والاختلاف . ولكنهم وفي كل مرحلة كانوا يختلقون أحاديثا ً تناسب المرحلة ووضع السلطان .؟!! النبي الكريم غادر هذا العالم بعد أن أكد اكمال واتمام كل مايتعلق بالدين في حينه وتبيانه حسب النص المقدس .. ( اليوم أكملت لكم دينكم .وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ً ) المائدة 3.* لكنه أضاف مامعناه ( الناس أدرى بزمانهم ) فاتحا ً الباب واسعا ً للحداثة والتطور مع كل عصر وعدم الوقوف متخشبين أمام حالة وزمن بعينه ..لكنهم أقفلوا هذا الباب وسدوا الذرائع .؟!!!.
- نعم كان هناك اختلاف وجهات نظر وكانت هناك حلقات نقاش وبحث ودراسات وفلسفة عبر التاريخ لكنها لم تهدف على الاطلاق الى تقسيم الناس عبر تكريس مذاهب .. بل كان غايتها التصحيح دوما ً والعودة الى السكة الصحيحة .الا أن النظام .. الرأس .. لامصلحة له بتوحيد المجتمع لأنه سينقلب على أية حالة ظلم في حال توحيده ويطيح بالسلطة .. فكانت الوسيلة الأسلم اختلاق المذاهب وتكريسها وابراز مجموعات من فقهائه دخلت في مماحكات حول تفاصيل تافهة ليست من الجوهر ومن ثم تم نسج المذاهب مستغلين بعض التناقضات في آراء أعمدة الاصلاح عبر التاريخ والتي كانت مرتبطة بالزمن أو المرحلة ..وهكذا ظهرت المذاهب التي قلبتها السلطة الى حالة عداء .. ولو كانت النوايا سليمة لما حدث أي خلاف ولكنا الآن نقول رأي مدرسة الامام جعفر الصادق في هذا الجانب أو رأي مدرسة الامام ابي حنيفة في هذا الجانب أو رأي مدرسة الامام الشافعي .. الخ . هكذا كان من الممكن أن تتطور هذا الآراء الى حالة ثقافية راقية وليس الى حالات نزاع تستغلها القوى سيئة النية في السلطة وفقهاء الانحراف والتضليل والصهاينة هذه الأيام لتقسيم الأمة الى شظايا متناحرة . تترجم تناحرها عمليا ً على أرض الواقع على شكل مجازر وولوغ في الدماء البريئة .
- الواقع يؤكد أن فقهاء السلطة يملكون عقولا ً شيطانية خبيثة تجلت في مقدرتهم الفائقة على اغراق الناس في تفاصيل تافهة لاقيمة لها من الشكليات التي لاتسمن ولاتغني مبتعدين بذلك عن المنظومة الأخلاقية التي هي عماد ومحور تطور المجتمعات الانسانية فبدلا ً من تشجيع ثقافة الاقتصاد الانتاجي بحكم تطور المجتمع وتنمية الالتزام بالأخلاق نمت مظاهر التفلت من الأخلاق والاستعباد والاستغلال لشعوب بكاملها . ونصبت أسواق النخاسة وبيع الجواري والعبيد من الشعوب التي تم اجتياحها . وصارت قصور الخلفاء والمحيطين بهم تضم عشرات الجواري والغلمان والخصيان والعبيد . وتكرست ثقافة حر وعبد ضمن المجتمع .. ولاندري مافعله ذلك الحر سوى أنه شارك في الفتح وعاد يجر خلفه أكداس الغنائم وحبلا ً من الجواري والغلمان من أبناء الشعوب المقهورة التي زعموا أنهم قد نشروا الايمان فيها ..؟ أهكذا يتم نشر الايمان والأفكار ..؟ عجبا لمن يرددون ذلك بكل حماقة وغباء . أقول يحضر معه الحواري والغلمان ليعرضها في سوق النخاسة .. والشعر العربي القديم حافل بصور عن هذه الحال . ( اذا ً هكذا تم نشر الايمان ) ..؟ أي عاقل يقبل بهذه التبريرات والمزاعم .!!
- لقد تابع الخط البياني التاريخي تصاعده دون مغادرة هذه الحالة وتصاعد بذلك الانحراف وقلب الحقائق وتزويرها .. انتهاء بالعهد العثماني مرورا ًبمرحلة تقسيم أوصال الامبراطورية وعهد المماليك .. وصولا ً الى العصر الحالي مملوءا ً بكل هذه الأثقال التي تمنع حركة هذه الشعوب .. لتقفز التنظيمات التكفيرية المتشددة مستندة على دعم النظام السياسي العربي المستنسخ تحت تسميات شتى لتضيف من الأثقال التي تحد من حركة هذه الشعوب مثيرة التناحر والتقاتل المذهبي والطائفي عبر ضخ ثقافة شاذة تتقيأ الحقد والكراهية والدم اعتمادا ً على الموروث الغبي الذي اعطيت له صفة الدين والتدين والايمان وهو حقيقة ً لاعلاقة له لاعلاقة له بشيء من هذا . هذه هي حقيقة يتوجب مغادرتها والا فان حمامات الدم ستستمر الى مالانهاية .
- هذه الحالة بمجملها كانت السلاح بيد النظام السياسي العربي ليقف سدا ً حائلا ً بين هذه الشعوب وتمكينها من انتاج ثقافة التحرروالتقدم والنهوض والحداثة .. وهذا مايفسر بطء تمدد الأفكار الحداثوية في المجتمعات العربية تحديدا ً . وقد أوجد تحالفا متينا ً مع قوى الاستغلال والتسلط العالمية من أعداء الشعوب ( الامبريالية بكافة أوجهها ).
- هذا التحالف تمت ترجمته الى واقع عملاني على أرض الواقع وعلى عدة جبهات .. الجبهات المحلية والجبهات العالمية . تجلت في الموقف من الاتحاد السوفييتي وحركات التحرر في العالم .. والوقوف بوجه حركات التحرر المحلية سواء عن طريق تشجيع الحركات المتطرفة التي مارست الاغتيال والضجيج الاعلامي الديني أو دعم الأنظمة المتخلفة .. ( مصر واغتيال فرج فودة والاعتداء على نجيب محفوظ ودعوى التكفير ضد حامد ابو زيد . والفوضى ومحاولة جر المجتمع الى صدامات طائفية بين الاقباط والمسلمين ) . دعم القوى الموالية لاسرائيل والنظام الامريكي خلال الحرب الأهلية اللبنانية .. جر المجتمع الجزائري باتجاه الحرب الأهلية وتقديم كافة أشكال الدعم المادي لقوى التطرف .. كذلك الأمر في سوريا خلال حقبة الثمانينات وقد كان واضحا ً الدور السعودي الأردني في ذلك الى جانب أمريكا .. دعم النظام العراقي الأحمق في حربه على شعبه ومجازره بحق هذا الشعب ومن ثم على ايران بعد أن اتخذت موقفا الى جانب القضايا العربية الأساسية وأخرجت الشاه الذي جعل من ايران قاعدة استعمارية مهمة .. حتى في أمريكا اللاتينية ظهرت الأصابع العربية النفطية المتخلفة الى جانب النظام الأمريكي ( فضيحة كونترا غيت ) . ثم المساهمة الفاعلة في تقسيم يوغوسلافيا ( حرب البلقان ) والتي كانت تمهيدا ً لمايجري في المنطقة الآن . ثم عودة الى دعم قوى التطرف والتشدد الديني ومعاودة ارسالهم الى لبنان وتقديم الدعم لهم وهذا ماتكشفت عنه الأمور مؤخرا ً في قضية مخيم نهر البارد والتي كان ومايزال مخططا ً لها أن تتمدد الى الداخل اللبناني كله ثم الانتقال الى سوريا وهكذا . كما بدأت تظهر الآثار الآن في الدول الآسيوية التي كانت من ضمن الاتحاد السوفياتي .. وهكذا أينما وحيثما تحرك المال السعودي النفطي رأس حربةالنظام السياسي العربي المتحالف مع الامبريالية العالمية وقوى التسلط والاستغلال في بعض بؤره تتحرك معه الفتن المذهبية والطائفية . مثيرا ً الغرائز الحيوانية الغبية المتوحشة .
- وأعتقد أنه من الغباء أن يعتقد البعض أن النظام العولمي يريد ادخال السعودية في صراعات أو فوضى وهو الذي قدم الخدمات الجلى لهذا النظام العالمي الذي يقوده النظام الأمريكي وبما يفوق الخيال .. سيما وأن النظام السعودي كله من انتاج هذا النظام وقد نمى وترعرع برعايته ودعمه المباشر حتى أنه في الكثير من الحالات يعتبر أفضل من اسرائيل لجهة الخدمات التي يقدمها لكن ماجرى من تهديد بتقسيم السعودية وتسريب ذلك كان مجرد انذار للملك عبدالله أن لاينساق مع الحالة الوطنية في المنطقة كما انه انذار لقوى التحرر داخل مايسمى بالسعودية والتي تعاني من صعوبات قاسية للغاية لم تعرفها أية قوى تحرر في هذا العالم بأن هذه هي نتيجة أي تحرك سيحصل ضد النظام السعودي والذي يقوده حقيقة ويسيطر عليه بندر بن سلطان وأعوانه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح