الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة العنصرية والتكفير والتشدد ...ثقافة الموت 2/2

خليل صارم

2007 / 6 / 7
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


في فلسطين – العراق – الجزائر – لبنان ..الآن وقبل ذلك في أكثر من دولة ومكان ..رأينا كيف أن ممارسات وسلوكيات هؤلاء المتعصبين على الأرض يجري ترجمتها مجازر بشعة وتدمير يطال الطفل والمرأة والعجزة دون أية رحمة .
لنرى أوجه التشابه .. في فلسطين حيث الاحتلال الاستيطاني العنصري الصهيوني البشع ومنذ تأسيس هذا الكيان ..قام على أسوأ أشكال المجازر التي طالت البشر والحيوان والنبات والحجر .. وابيدت قرى وبلدات بأكملها مع سكانها..مسحت تماما ً عن وجه الأرض .. هذا بتأثير العقيدة التلمودية المخالفة تماما للتوراة والوصايا العشر . ولم يتورع هؤلاء عن متابعة ارتكاب المجازر على الرغم من تبدل ظروف البشرية نحو الأفضل كما هو مفترض ..
( جرائم قتل الأسرى المصريين في حرب حزيران 1967 وتمرير الدبابات فوقهم ) جرائم بحر البقر وحلوان .. وصولا ً الى قانا الأولى والثانية .. وتدمير البنى التحتية الفلسطينية واللبنانية واعتقال مالايقل عن عشرة آلاف فلسطيني في ظروف غير انسانية .. عمليات قنص الأطفال الفلسطينيين التي تتم يوميا على مرأى ومسمع من العالم ) وتأكيدا ً على تكريس ثقافتهم العنصرية البشعة النابعة من العقيدة .. أحضروا أطفالهم خلال حرب تموز المنصرم ليوقعوا على قنابل المدفعية عبارة هدية من أطفال اسرائيل الى أطفال لبنان .. كل ذلك والعالم يراقب .. لابل أن جون بولتن مندوب النظام الأمريكي في الأمم المتحدة والمشبع بالثقافة العنصرية الصهيونية يرد قائلا ً وهل أطفال لبنان مثل أطفال اسرائيل .. في أغرب وأوقح اجابة يطلقها ديبلوماسي في العالم .. حتى أن ديبلوماسيوا النازية في حينها لم يطلقوا مايشبه هذه المقولة وبهذا الشكل الفج ..لابل لو أجرينا مقارنة عادلة لتبين أن النازية وهتلر يمكن أن يظهروا كملائكة بالقياس الى هؤلاء ووحشيتهم .. حتى أن الحاخام الاسرائيلي الأكبر قد خرج على العالم قائلا ً أنه يجوز للجيش الاسرائيلي قتل المدنيين خلال العمليات .. في مخالفة لأبسط مباديء معاهدات جنيف وشرعة الأمم المتحدة . مع ذلك لايخجلون من القول أن اسرائيل هي واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط . ؟!!!
على المقلب الآخر .. نجد أن هؤلاء التكفيريون المتشددون .. قد أباحوا قتل أطفال وزوجات وأسر العاملين لدى الدولة في الجزائر في أغرب وأشنع فتوى يطلقها هذا المدعو ( ابو محمد المقدسي ) التكفيري الفلسطيني الأصل الذي ذهب الى الجزائر ليحرر فلسطين من هناك وعبر الولوغ في دماء الأبرياء . في افغانستان عندما كانت أمريكا والأنظمة العربية المتخلفة تدعمهم بزعم محاربة الالحاد ارتكبوا كل المحرمات ..وذبحوا الأسرى والجرحى في تطابق تام مع مافعله جنود اسرائيل بالأسرى المصريين . ومايفعلونه بالمدنيين والأطفال في غزة والضفة الغربية ..؟
في العراق أفتى هؤلاء بتكفير كل من يخالفهم الرأي ولافرق بين مذهب وآخر أو طائفة وأخرى .. فبدأوا بضرب وتفجير منازل وأحياء وكنائس أبناء الطوائف المسيحية المختلفة .. ولما بدأت هجرة المسيحيين انتقلوا الى تفجير المقامات الشيعية لتدخل البلاد في النفق المذهبي المظلم .. ثم توسعوا بعد ذلك بضرب بقية الأطياف لافرق بين عربي وتركماني وكردي . عبر عمليات تفجيرية انتحارية متكئة على ثقافة متطابقة تماما ً مع الثقافة التلمودية لجهة الحقد والكراهية واحتقار الآخر وبزعم من احتكار الحقيقة والايمان . ثم امتدت يدهم لتطال المقاومة الحضارية الحقيقية والتي تسعى للحرية والديمقراطية الحقيقية التي لايريدها النظام الأمريكي حقيقة ً ويحاربها بشراسة لاحلال ديمقراطيته المزيفة .
هم يتنقلون من مكان الى آخر موزعين الأحقاد المذهبية والطائفية والعنصرية وثقافة المجازر والدم والخرافة وضخ الأكاذيب الغبية التافهة .
في لبنان زعموا أنهم قادمون لحماية السنة وكأن السنة ضعفاء ولايمثلون الطيف الأكبر وأنهم بحاجة لحماية ورعاية من أمثال هؤلاء .!!. والسنة كما بقيت الطوائف موزعين في شتى الاتجاهات السياسية التقدمية واليسارية والديمقراطية سواء كان ذلك في المعارضة أم في الموالاة .. والخلاف واضح بين أبناء الطائفة الواحدة ولدى الجميع بلا استثناء ..هناك خلاف بين مشروعين .. مشروع تدعمه امريكا يهدف الى تغيير وجه المنطقة عبر الفوضى الأمريكية التي وصفوها بالخلاقة ومشروع وطني تحرري مقاوم .. الجميع منخرط في المشروعين لافرق بين سني وشيعي أو مسيحي ومسلم وينسحب ذلك على كافة الأطياف ومكونات الشعب . والخلاف بديهي لكنهم أرادوا اختزاله الى حدود المذهبية التي لايمكن أن يحققوا أهدافهم الا عبرها بحيث يتم الطمس على القوى المثقفة التي تقود القوى السياسية المختلفة وبالتالي تبتعد الأمور عن حقيقة الصراع الفكري الثقافي المنطقي . ذلك أن المماحكة الفكرية الثقافية ستنعكس على الشارع بمزيد من الوعي وهذا مالايلائم النظام السياسي العربي المتخلف ويهدد وجوده بنفس الوقت الذي لايلائم فيه قوى التسلط العالمي , هذا النظام السياسي العربي المتخلف الذي أسفر في كل مرة عن وجهه البغيض ليتبين أنه يقف الى جانب هذه القوى العنصرية التكفيرية يدعمها كما يتحالف سرا ً مع اسرائيل . المضحك الآن أنه قد ظهرت بعض القوى السياسية المرتبطة بهذا النظام بشكل أو بآخر والتي تزعم الانفتاح والديمقراطية أنها وفي سبيل مشروعها السياسي على استعداد للتحالف مع الشيطان وقد تحالفت مع هؤلاء واستدعتهم ليدعموا مشروعها في أسوأ عملية ابتذال سياسي . فاجأت حلفائهم الغربيين قبل أن تفاجيء الغير ..؟ !!
وهكذا نرى أنهم يزرعون الدم والدمار والمجازر وتخريب المفاهيم الأخلاقية أينما حلوا وحيثما رحلوا في تحالف واضح مع قوى التسلط والامبريالية العالمية المسيطر عليها صهيونيا ً والتي بحكم القوة انزلقت نحو المفاهيم النازية .
بالنتيجة ومهما تظاهر هؤلاء بالخلاف فيما بينهم فانهم حقيقة يخدمون مشروعا ً واحدا ً وهو تسلط القوى الكبرى على حقوق وثروات الشعوب وان ماينتجونه من ايديولوجيات تتقنع بالديمقراطية لكنها حقيقة ليست أكثر من تحالف عنصري مع قوى التشدد والتكفير والناتج هو ثقافة الموت ..لاغير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السجن 14 شهراً لـ-سفاح القطط- الذي قتل 76 قطاً بكوريا الجنوب


.. خارج الصندوق | من المستفيد من استمرار الحرب في غزة؟




.. حركة حماس تدعو الأردنيين مجددا للنزول إلى الشوارع والساحات ل


.. بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو




.. موريتانيا - مالي: علاقات على صفيح ساخن؟ • فرانس 24 / FRANCE