الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسرائيل تريد السلام ...حسنا ً ..؟

خليل صارم

2007 / 6 / 10
الارهاب, الحرب والسلام


تقول اسرائيل الآن أنها تريد السلام مع سوريا ..؟ حسنا ً ..تعالوا لنناقش الأمر من وجهة نظر الشارع واضعين احتمال لايزيد عن نسبة مئوية بسيطة بصدق نوايا اسرائيل ..؟
أولا ً .. هناك تجربة مريرة خاضتها سورية مع مزاعم السلام الاسرائيلية .. عبر مفاوضات برعاية دولية استمرت عقدا ً من الزمن انتهت بما يسمى وديعة رابين .. ثم تنكرت لها اسرائيل التي قتلت رابين ثم ساقت أعذارا واهية عن انتخابات جديدة وحكومة جديدة غسلت أيديها مما حصل بعهد حكومة سابقة . تنفيذا ً لأقوال شامير في حينه من أنه سيجعل مفاوضات السلام تستمر الى مالانهاية دون نتيجة . اذا ً هناك ذريعة واهية تستند اليها اسرائيل وهي ديمقراطية مزيفة خاصة بها ثم انتخابات وحكومة جديدة تجب ماقبلها ..؟ مع أنه وحسب الأعراف والقوانين أن تبدل الحكومات لايلغي ماسبق من اتفاقات دولية والدليل القريب أن مصر مازالت ملتزمة باتفاقيات كامب ديفيد وذلك السلام الذي لم يأت بالمن والسلوى للمصريين كما زعموا . ؟!! ونشاهد باستمرار كشف شبكات تجسس اسرائيلية داخل مصر ..ولاندري ماهي حاجة دولة تلتزم بمعاهدة سلام شاملة وتطبيع للتجسس على الطرف المتعاقد الآخر . (هذا من أبسط الجوانب).
كذلك الحال مع اتفاقيات أوسلو التي أبرمت مع المرحوم ياسر عرفات .. نرى أن هذه الاتفاقيات قد جاءت بالمصائب ولم تحترم على الاطلاق من الجانب الاسرائيلي .. فالضفة مقطعة الأوصال ويجري يوميا ً الاستيلاء على أراضي جديدة حتى أنه لم يبق من الضفة شيء يذكر ..؟ ! وغزة مع الضفة تتعرض يوميا ً للقصف وحملات الابادة الاسرائيلية . هذا في ظل اتفاقيات أوسلو المضمونة أمريكيا ً . مع ذلك فان اسرائيل هي التي تصرخ مطالبة الفلسطينيين باحترام الاتفاقيات التي لم تتعدى حدود الجانب الاستعراضي واللقاءات .. حتى هذه خرقها الاسرائيليون ودمروا أول حكومة أنشأها المرحوم عرفات وحاصروه في مقره في رام الله لينهوا الحصار باغتياله بالسم .
الواضح أن اسرائيل تريد أن تضع كل شيء في يدها مقابل وعود ثبت التراجع عنها .. خاصة وان اسرائيل معروفة للعالم أجمع بسهولة تنكرها لأية وعود أو اتفاقيات أو مواثيق دولية . وعدم احترامها لأية قرارات . بمعنى أن هناك تاريخا من الممارسة والسلوك الاسرائيلي تجعل الثقة فيما تقوله وتبعث به تساوي صفرا ً . هذا على صعيد القناعة الشعبية في المنطقة كلها دون أن ندخل في دهاليز وكواليس السياسة ومايصدر رسميا ً من قبل أي طرف كان .
- من يريد السلام فعلا ً عليه أن يمهد لثقافة السلام قبل أي قول أو عرض أو اعلان .. وهذا لايتأتي بالمناهج التعليمية الاسرائيلية العنصرية على الرغم من مرور مايقارب الثلاثة عقود على معاهداتها مع مصر . والمناهج التعليمية الدينية والرسمية في اسرائيل ..تزرع الكره والعدوانية والحقد والبغضاء في نفوس أطفال اسرائيل منذ الولادة لابل مع حليب الرضاع ضد جيرانها .. والاثبات على ذلك متوفر يوميا ً من الاعلام النازي الى تصريحات الحاخامات التي تبيح قتل النساء والأطفال والمدنيين العرب بالاجمال .. ( الحاخام العنصري البغيض عوفاديا يوسف في تصريح متلفز ..يقول أن العرب خنازير نجسة يتوجب ابادتهم ) الى سلوكيات قطعان المستوطنين الغرائزية الحيوانية ضد الآمنين الفلسطينيين في بيوتهم وقراهم .. الى ثقافة الدولة والجيش الرسمية والتي لم ننسى المثل الصارخ الذي قدموه علنا ً وبوقاحة خلال عدوان تموز الفاشل على لبنان .. عندما أحضروا أولادهم ليكتبو على القذائف المدفعية الاسرائيلية ( هدية من أطفال اسرائيل الى أطفال لبنان ) . فهل هذه ثقافة من يريد السلام حقا ! .
- ماذا عن موبقات اسرائيل السابقة .. ماذا عن قتل الأسرى المصريين .. ماذا عن أكثر من عشرة آلاف أسير فلسطيني ومن بعض الجنسيات العربية الأخرى ..؟
- حتى في مفاوضات التبادل لم تبدر عنهم أية علامة عن حسن النية والجنوح نحو السلام لو كانوا حقا ً مؤمنين بالسلام .
- أي سلام هذا الذي يعرضونه وقد ضمنوا عرضهم للسلام تدخلا ً وقحا ً في سياسة سوريا .. هل هم يريدون سلام حقا ً أم فرض وصاية .. مامعنى أن يشترطوا فك تحالف سوريا مع ايران .. علاقات سوريا بغيرها هذا شأن يخصها وهذا من أعمال السيادة التي تمارسها أية دولة مستقلة تحترم نفسها . هذا الشرط لايفرض الا على دولة مغلوبة ..مقهورة ..مستسلمة .. وهذا مالا تحلم به اسرائيل أو أمريكا . لأن هذا أمر يقرره السوريون ودولتهم .؟. اذا ً لتشترط سوريا بالمقابل فك تحالف اسرائيل مع أمريكا .. ؟!!
- ماذا بشأن أكثر من مائتي رأس نووي تمتلكها اسرائيل .. ماذا بشأن مفاعل ديمونا النووي وضرورة اخضاعه للرقابة الدولية ضمانا لسلامة شعوب المنطقة من الاشعاعات المتسربة منه ..؟
هنا وفي ظل هذه العراقة من مخالفة الأعراف والشرائع والقانون الدولي .. وفي ظل ثقافة الحقد والكراهية .. وفي ظل المناهج العنصرية التي فاقت النازية .. وفي ظل ممارسات ثابته لايمكن نكرانها وادانات متعددة من قبل المنظمات الدولية والاستهتار بالقرارات الدولية ..وفي ظل التسلح النووي والكيماوي والبيولوجي ( أسلحة الدمار الشامل ) المخزنة في اسرائيل . وفي ظل تاريخ اجرامي شمل البشر والحيوان والحجر والشجر .. من هو الذي يجب أن يخضع للشروط ويثبت حسن النوايا ..؟ كيف ستكفر اسرائيل عن تاريخها المشين والذي لم يضخ في المنطقة سوى ثقافة الحقد والانتقام والثأر ..وهذه مسؤولية اسرائيل .. ماهي الدلائل على حسن النوايا الاسرائيلية .؟. هذه هي التساؤلات التي تدور في الشارع .. من سيجيب عليها وكيف سيقتنع هذا الشارع أمام الحقائق الصارخة .؟. وهو لم يلمس أية بادرة حسن نية .!!. ولاتنسوا أن هناك مئات الأسر التي خسرت شهداء وضحايا عبر تاريخ اسرائيل الأسود والمخزي ..؟ من سيجعل هؤلاء يصدقون .؟. هنا عبء الاثبات للنوايا الحسنة يقع على عاتق اسرائيل وأمريكا .. ولايمكنهم بأي شكل من الاشكال أن يتقدموا بأي شرط مهما قل شأنه .
المجرم والمرتكب والسفاح والعنصري لايحق له أن يسأل عن أية ضمانات ولكن يمكنه أن يعلن التوبة واستعداده للتكفير وعليه يقع عبء ايجاد الضامن لتوبته . أما أن يقع على الضحايا هذا العبء .. فهذا والله قمة الوقاحة والاستهتار بعقول الآخرين .!!!. وهو المنطق المقلوب السائد في هذه الأيام للنظام الأمريكي واسرائيل .. هم يتابعون الالتزام بعقلية الخداع والنفاق والكذب ليوهموا الرأي العام العالمي أنهم طلاب سلام ..؟ وبعد تمرير الكذبة يعودون لقحتهم وتجاوزاتهم على كافة المفاهيم والشرائع والقوانين بنفس قحتهم المعهودة . .. اذا ً هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غرقُ مطارِ -دبي- بمياهِ الأمطارِ يتصدرُ الترند • فرانس 24 /


.. واقعة تفوق الخيال.. برازيلية تصطحب جثة عمها المتوفى إلى مصرف




.. حكايات ناجين من -مقبرة المتوسط-


.. نتنياهو يرفض الدعوات الغربية للتهدئة مع إيران.. وواشنطن مستع




.. مصادر يمنية: الحوثيون يستحدثون 20 معسكرا لتجنيد مقاتلين جدد