الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجتمع المدني منظومة ساندة للديمقراطية

جاسم الصغير

2007 / 6 / 13
المجتمع المدني


يمر العالم العربي في هذه المرحلة المعاصرة من تاريخه السياسي والاجتماعي بمخاضات هامة ومن خلال الحراك السياسي والثقافي لمنظمات المجتمع المدني باعتبارها عنوان ولغة العصر من اجل تغيير الواقع الاجتماعي نحو الافضل ومراحل اكثر تقدم وتطور وما تحركات منظمة كفاية المصرية الرائعة ومنظمات حقوق الانسان في سوريا وناشطيها ودول الخليج العربي وغيرها من العالم العربي في الاحساس بالذات الفردية والاجتماعية معا ولهذاعندما يشيع مفهوم الديمقراطية في المجتمع كخيار حضاري فمن محاسن هذا النهج ان يساعد بشكل فاعل في ايجاد او ولادة مفاهيم ومنظومات اخرى ترفد هذا النهج الحضاري تختلف عنه في الاطر او الاساليب لكنها تتفق معه في ترسيخ القيم والاهداف المنشود اشاعتها في بنية المجتمع ولهذا ان منظومة المجتمع المدني بما انها احدى سيمائيات الحداثة الفكرية والاجتماعية وصفة حية للمجتمع الناهض من هنا تعمل هذه المنظومة سواء كان عبر التنظير او الممارسة على وجود مجموعة من القيم الحضارية وقطعا الديمقراطية التي تبغي خلق اطر جديدة لثقافة جديدة قائمة على المشاركة في اعادة رسم فضاءات المجتمع والقيم التي ينبغي ان تسود في ضوء هذا الافق الحضاري الجديد وبما ان كلا المنظومتان هي من العلامات والعلائق الجديدة على الاطر الفكرية للمجتمع الذي تربى على ثقافة ماضيوية ابوية صارمة تقليدية تقتل روح المبادرة وبالتالي تؤبن وجود ملامح مجتمع يفتقد التضامن الحقيقي والحياة الانسانية الكريمة من هنا راينا ان مفهومي الديمقراطية والمجتمع المدني كاستراتيجية بعيدة المدى وعبر الاليات المعتمدة يعملان على قلب ملامح الواقع المزري وقيمه الافلة من اجل زرع قيم عصرية تستحضر روح المواطنة والمشاركة او المساهمة كأحدى الرؤى التي يتم من خلالها اشاعة قيم هذه المنظومتين في المجتمع ان الممارسات التي يعمل عليها او من خلالها المجتمع المدني ومنظماته هو جزء اساسي بل وفعال من الحراك الفكري والثقافي والاجتماعي بل هو يمتلك من الديناميكية والحيوية مايجعله في صلب هذا الحراك وهذه علامة ايجابية وسارة وماالنشاطات التي تقام في ظل فضاء مفهوم المجتمع المدني الا دليل على هذه الحيوية رغم ان عمر هذا المفهوم مازال صغيرا وهو في بداياته في مجتمعنا الا ان ذلك يجعلنا نشعر بالسعادة في ان فضاء المجتمع يتقبل هذا المفهوم سواء كان ذلك من الناحية النظرية او العملية رغم بعض حالات الرفض الشاذة وهي متاتية كجزء من صراع بين منظومة القيم التقليدية الفاشستية الافلة ومنظومة القيم الديمقراطية الفتية ولكن الصاعدة ان المجتمعات الحضارية التي سبقتنا في هذا المضمار قد استفادت كثيرا من فضاء مفهوم ومنظومة المجتمع المدني عندما شخصت وبدقة ان هذا المفهوم وهذه المنظمة هي خير ساند ورافد للديمقراطية ولهذا رأينا ان تلك البلدان قد افردت في الدساتيرالتي تعمل بظلها الكثير من القوانين التي تسهل عمل هذه المنظومة وشملتها بالحماية القانونية والدستورية من أي مساس بجوهر عملها او من تدخلات مؤسسات او هيئات بقصد حرفها عن مسارها مما ساهم بشكل فعال في تهيئة الارضية القانونية والاجتماعية لهذه المنظومة في القيام بعملها او متابعة الخطط التي تعمل من اجلها في سبيل رفد المجتمع بالانساق والافكار التي تجعله اكثر وعي بدوره الذي تضطلع به ان منظومة المجتمع المدني بما انها تعمل في ظل اجواء وفضاء من العمل الذي يقوم على اساس تطوعي وغير مسيس فهي تبغي ايجاد فضاءات حيوية انسانية الملامح حضارية السمات لرفع الوعي الانساني للمجتمع ومن اجل ترسيخ التضامن بين المواطنين عبر الاشتراك في نشاطات وممارسات منظمات المجتمع لمدني لان المشاركة وهي جوزء هام من اليات العمل الديمقراطي تساهم في بلورة مفاهيم اجتماعية مشتركة لانها اتت عبر المشاركة الاجتماعية للمواطنين في المجتمع ولم تـأتي عبر سياسة تجريدية تلقينية او فوقية سلطوية ومن هنا ان الممارسات والنشاطات التي تقوم بها منظمات المجتمع المدني بما انها تعكس او تتفاعل مع منظومة الديمقراطية فلسفة واليات فهي تساهم بشكل فعال في ترسيخ الاهداف الديمقراطية في المجتمع ان جزء هام من اهداف الديمقراطية هو اشاعة الانفتاح الحضاري سواء السياسي او الاجتماعي ومن ذلك الانفتاح هو اتساع المنظومة الفكرية والسياسية للديمقراطية للانساق الاخرى التي تعمل على في ظل هذا النهج ولكن باختلاف الاليات وهو مايشكل عمق الفلسفة الديمقراطية التي تشيع ثقافة الاختلاف والتنوع الفكري والاجتماعي الامر الذي يؤدي الى وجود الحراك الثقافي والسياسي وهو الجدلية التي تتفاعل في ظلها كل هذه المنظومات المختلفة الاساليب والمتفقة القيم ان وجود منظومة المجتمع المدني كمنظومة فاعلة لترسيخ الديمقراطية هي اليوم ضرورة لاي تجربة اجتماعية تبغي المساهمة في نمو الذات الفردية والجمعية معا لان النشاطات المحسوسة لمنظومة المجتمع المدني تبقى متوقدة حاضرة لفترات طويلة في اذهان الافراد والمواطنين من خلال المشاركة التي يقوم بها المواطنون الامر الذي يعني ان القيم التي تتبلور في ظل هذه النشاطات تبقى حية وحاضرة في الوجدان الاجتماعي مما يساهم كثيرا في حصول تحول قيمي حضاري وصاعد نحو مراحل اكثر تمدن وحضارية الامر الذي ينعكس ايجابا على ذات المجتمع ولهذا يجب على كل المؤسسات السياسية في بلادنا ان تعمل على كل ما من شأنه ان يعمل ويساعد بانتشار هذا النسق وعدم وضع العراقيل امام طريقه وان تذلل كل الصعوبات التي قد تعترض طريق هذه المنظومة لان نسق هذه المنظومة يتطلب المواصلة في النمو والتواصل مع كل مستويات المجتمع لان أي قطع قسري لهذا النسق سيساهم في ولادة عرجاء وعدم اكتمال نموه مما سيجعله غير مكتمل البنية ولايستطيع ان يقوم بواجباته على الصورة المطلوبة او المرجوة وسيكون المجتمع هو الخاسر الاكبر من هنا نشدد على اهمية متابعة نمو هذه المنظومة وهذا النسق حتى يصبح اكثر نضج سواء من الناحية النظرية او العملية عبر التفاعل مع نشاطاته الاجتماعية من قبل فئات وشرائح المجتمع كافة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هاجمه كلب بوليسي.. اعتقال فلسطيني في الضفة الغربية


.. تغطية خاصة | الفيتو الأميركي يُسقط مشروع قرار لمنح فلسطين ال




.. مشاهد لاقتحام قوات الاحتلال نابلس وتنفيذها حملة اعتقالات بال


.. شهادة فلسطيني حول تعذيب جنود الاحتلال له وأصدقائه في بيت حان




.. فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي