الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانكفاء أسكتناهً لضوء ما في ماض سحيق

صباح محسن جاسم

2007 / 6 / 26
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


قراءة في " ضياءات موغلة في القدم " للشاعر- سلام كاظم فرج -
كتابة / صباح محسن جاسم

ما الذي يدفع بشاعر إلى الغور في الماضي بحثا عن ضياءات ومضت كشهاب ساقط يوصل ما بين مجاهل ظلمة ذاهبة وأخرى قادمة مفترضة ؟ هل هو ذلك الترقب للتشبث بنور خاطف وهمي أم هو المستحيل الذي أرهق كلكامش في بحثه عن سر الخلود فضاع ما إن وجده ؟
تلك موضوعة يقذف بها الشاعر متهكما إمساكنا بها. ولا يغدو لسانه الثاقب بأحسن من حال غنائية الشاعر– جون دون – : أذهب وأمسك بالشهاب المسفوح ... ولتجلب عشبة الخلود لجذر اليَبْروح*!
تبدأ القصيدة بجلد الذات : تمترست كل أوجاعي الهرمة.
أي إثقال لأوجاع الشاعر دون انزياح فتتمترس هرمة ً ؟ أي وزر عليه تحمل نتائجه فتدفع به روحه مُنشِدا خلاصا من
عنف يهون أمامه الجحيم ؟ يجذب الشاعر أنفاسه بصعوبة من داخل واقع يرزح بأوجاع شتى ثم يفصح منوها عن مجهولية ما سيأتي : خلف نافذة معتمة ! وهي لا ترى بأكثر من عين ِغوليةٍ واحدة !
هل عني الجحيم بعينه ذلك الذي شاءه القدر فحلّ كابوسا دائمياً ؟
أية غوايةٍ ترتجى بعد إن ضاع الصحب فما عادت دنيا الشاعر ألآ باردة آفلة ؟ وباحتجاج دام ٍنافر دون منـّة من أحد يعلن بكلبية : خذوها ..
ما عاد لحياته بعدها من مسوغ.

القهر يبدو جليا بلا انتهاء عبر عصورابتدأها الشاعر بالحجّاج واضطهاد أبن قـُحطبة مرورا بجرائم ناظم كزار والقائمة تطول. الطغاة يتناسلون والضحية شعب يقدم قرابينه على مذبح الحرية بسبب الجهل والتآمر والاستغلال.
حين يستنفد الشاعر كل موجوداته لا يجد من منفذ سوى استذكارات لحلم الأجداد. الحلم الذي بات أمنية شاحبة بذؤابة يتكالب عليها الذباب. ولا من خلاص .. الهاوية تتسع والانتظار يطول وإن أسرع الزمن فإلى وراء!
على أن محاولات من العود على بدء لا تؤكد إلآ حقيقة واحدة : شحذ وتثوير رؤاه لأستكناه بقايا جُذوة وإن كانت بدائية أملاً بديمومة الضياء والتواصل لأشراقة الحرية. ذلك الغور في بحور الماضي السحيق ابتغاء الإمساك بلآليء النور وشد ما قطع من مسار ذلك التواتر المتوفر من الضياء تفعيلا لرؤى مستقبلية ، هو المحك الممغنط بالبوح المشبع برغبة التغيير الذي يعتمل في روح الشاعر.
وإذ تطول قائمة الأوجاع يكسر أكوابه كالعارف بما ستؤول إليه الأمور فالحروب القادمات ليست بالحروب التقليدية بل هي حروب – أشباح مبهمة – تقوده إلى الفناء!
بفعل حروب متقدمة جبل عليها فقد استحال الشاعر إلى شبح هو الآخر ، ينتقل ما بين حرب وأخرى.
على الرغم من كل ذلك اليأس فما ذهب إليه مستنجدا يؤشر لبارقة أمل وأن هناك في أفق التلاشي ما يهم بدليل إنه – أي الشاعر - يستمريء ضياءات وإن بعدت في ماضيها السحيق.
النادي – تلك اللوحة التي صاغها الشاعر ببراعة - نستدرك بين ثناياها خبو النور في ممرات النادي وأن السَمَرَ
قد فُضّ والحساب دُفع لكن النادل نام . يبدو أن أسى أوجاع الشاعر هو ما سيدفعه من حساب وأي حساب ؟ هنا تكمن دراما الوجع .. إذ تنتهي رعاية النادل لزبائنه المخلصين فتسرقه إغفاءة . أي تعب وإرهاق ألما به ليوكل أمر المتسامرين إلى بوّاب ؟
أما الفاتنات –أريد بهن الحياة وعنفوانها - اللواتي يرفلن في ذهن نديم الشاعر فقد غادرن منذ زمن بعيد موغل في ذاكرة شوشتها الحروب. حتى الفعل شرع يتأكسد ويذوي .. ولتعلن السكينة هيمنتها فتطال النديم إذ يغفو هو الآخر على حافة المائدة ! تلك صورة حسية في غاية الأنثيال ، ولتسدل أخيرا ستارة المسرح - الحياة. يا للّوحة المأساوية التي يتسيد فيها شبح إغفاءة أثقل من الرصاص فلا النادل بمتيقظ ولا النديم ولا الشاعر .. بل شاء القدر أن توكل المهمة للبواب وهو ما لا يؤهله لها.
إزاء كل ذلك ينأى الشاعر بنفسه وبوجودية محضة إلى حافة القنوط مما أوقعه في مفارقة لم ينتبه لها – في خاتمة جوّه الرصاصي - من أن جذوة كفاحه لما يزل بصيصها وإن أطفأها فسيتماهى والبواب. تلك مفارقة تشاكس ذات الشاعر . فلنقرأ معا.
* mandrake

ضياءات موغلةٌ في القدم ...

سلام كاظم فرج

تمترست كلُّ أوجاعي الهرمة
خلف نافذة العتمةِ
وهي تنظر بعين واحدة ...
لما سيئول إليه حالي
........................
هي الحطمة .........
فلقد ضيعتُ أصحابي
.........................
دنياكم هذي باردة ٌ
خذوها ...
فلقد سئمتُ أسبابي
........................
ما للشعراء ومالي ؟!
ألم ترهم يهيمون في كل واد...
يؤثرون الدمعةَ على الحكمة...
تطاردهم عسس الحجاج
وأبن قحطبة ...
وناظم كزار ...
وتطول قائمةُ الأوجاع
منذ زمن كسرتُ أكوابي
........................


حروبُ الأشباح مبهمة ٌ
وأنا شبحٌ ينتقلُ ما بين سراب وسراب
قم خليلي .. فلقد أطفأوا
الضياءات
وخبا النور ُ في ممرات النادي
دفعتُ الحسابَ – كالعادة
ونامَ النادلُ
تاركا أمري وأمرك
للبواب
قمْ نديمي ...
تنتظرنا عند الشارع
دكنة النخيل الغارق في بحر الليل
والفاتنات – فاتناتُك
غادرن منذ زمن موغل في ....
يتأكسد فيه الفعل الماضي
حيث كنتَ على حافة المائدة ..
غاف
* * *










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات الطلاب الأمريكيين ضد الحرب في غزة تلهم الطلاب في فرن


.. -البطل الخارق- غريندايزر في باريس! • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بلينكن في الصين.. مهمة صعبة وشائكة • فرانس 24 / FRANCE 24


.. بلينكن يصل إسرائيل الثلاثاء المقبل في زيارة هي السابعة له من




.. مسؤولون مصريون: وفد مصري رفيع المستوى توجه لإسرائيل مع رؤية