الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عباس زكي إذ يؤيد مجزرة الجيش اللبناني في مخيم البداوي

نضال حمد

2007 / 7 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


غريب فعلاً أن يخرج عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي، بعد أحداث مخيم البداوي الأخيرة ليعلن تأييده للجيش اللبناني الذي ارتكب مجزرة بحق أبناء مخيم نهر البارد المهجرين من مخيمهم إلى مخيم البداوي بفعل الحرب. وقد رمى عباس زكي باللوم فيما حصل في مخيم البداوي على مجموعة من الفوضويين. مع أن هؤلاء الفوضويين هم الناس الذين من المفترض أن هذا الرجل يمثلهم في لبنان. فهم أهله وناسه ومجموعة من الشعب الذي يمثله. وبما أن ممثل الرعية يقف ضد رعيته وينحاز لطرف المعتدي ذلك يجعلنا نتساءل عن سبب وجود هكذا ممثل على رأس مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان. في السابق كان المكتب يدار من قبل السيد شفيق الحوت الذي عرف عنه درايته ومعرفته بكل صغيرة وكبيرة في لبنان وبمختلف مناطقه وتوزيعاته الجغوسياسية وكذلك تركيبة مخيماته. وعرف الحوت ببراعة كيف يسبح في بحر مليء بالتيارات والحوامات القاتلة.وخرج منه بأقل الخسائر وأحيانا بانتصارات صغيرة ومتوسطة. أما السيد عباس زكي يبدو تنقصه الخبرة والدراية بشئون البلد وبشئون شعبه الفلسطيني اللاجئ في مخيمات لبنان. نعتقد أنه بحاجة ويلزمه طلب المساعدة من السيد شفيق الحوت وليس في ذلك ما يعيبه فالحوت شيخ من شيوخ النضال الوطني الفلسطيني ولديه بالتأكيد ما ينصح به زكي في عمله بلبنان. فتصريح زكي الأخير الغير منطقي والمضاد للعقل والذي عبر خلاله عن الوقوف مع الجيش اللبناني ضد أبناء شعبه الذين خرجوا بعد أداء صلاة الجمعة وتجمعوا وتظاهروا منظمين مسيرة عودة إلى مخيمهم الذي أصبح أطلالا وتحولت مبانيه إلى ركام.حيث أراد هؤلاء العودة إلى النهر البارد لأنهم يعيشون في ظروف مأساوية صعبة وقاسية وغير إنسانية بسبب تشردهم من بيوتهم. تلك البيوت التي لا أحد يعرف ما حل بها بعد أسابيع العنف والمعارك الضارية بين فتح الإسلام وجيش لبنان.كذلك أراد هؤلاء العودة بسبب قلة المساعدة وغياب الرعاية الحقيقية. إذن من حق هؤلاء أن يتظاهروا ويقولوا كلمتهم سواء عجب ذلك السلطات اللبنانية أو ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان أو لم يعجبهم. فلهؤلاء حقوق وعلى الآخرين واجبات. المشردون لم يأخذوا حقوقهم والذين تسببوا بتشريدهم لم يلتزموا بأقوالهم ووعودهم. بل على العكس من ذلك فعندما خرج أهالي مخيم نهر البارد الذين لجئوا إلى مخيم البداوي بسبب المعارك الضارية في البارد وبسبب عدم تمييز مدفعية الجيش اللبناني الشقيق بين مدني وعسكري في بداية هجومها على معاقل جماعة فتح الإسلام. انهالت الوعود عليهم بالمساعدات و الخ.. وعندما خرجوا قبل أيام مطالبين بالعودة إلى منازلهم تم التصدي لهم بالقوة وقمعهم وقتل 3 منهم وجرح نحو أربعين شخصاً آخرين بين نساء ورجال وأطفال وشيوخ. ليأتي بعد ذلك مباشرة عباس زكي ويصرح بتأييده للجيش واتهام أبناء شعبه بالفوضويين.

وفي نفس الموضوع نحيل السيد عباس زكي ومن معه إلى تقرير أعدته مؤخراً الصحافية والباحثة الأسترالية صوفي مكنيل عن أوضاع الفلسطينيين في لبنان ونورد جزءا مما جاء في التقرير وهو بعنوان " جحيم الفلسطينيين في لبنان" : كلب، قذر، خائف، كاذب.. هذا بعض مما يتعرض له الفلسطيني من تنكيل وتحقير وتعذيب في بلاد الأرز .. وتتابع مكنيل فتقول " تحت تعتيم إعلامي تام، حتى من طرف قناة "المنار"، يقوم الجيش اللبناني ومنذ اندلاع اقتتالات "نهر البارد" بالتنكيل بالفلسطينيين من سكان المخيم وتعذيبهم، بتهم انتمائهم إلى "فتح الإسلام". عناصر الجيش اللبناني تتبع أقسى الأساليب ضد الشبان الفلسطينيين، ومحمد، الذي ترد شهادته هنا، يروي تفاصيل تعذيبه ويتحدث عن الكراهية الجديدة التي بدأت تتقد عند اللاجئين الفلسطينيين تجاه الشعب اللبناني الداعم لكل ممارسات جيشه، بشكل أعمى- مثل الميديا اللبنانية بالضبط!

يكفي ان يقرأ السيد عباس زكي وبتمعن هذا التقرير المنشور في موقع الصفصاف الالكتروني وفي مواقع أخرى الكترونية. كي يعرف عن قرب معاناة شعبه في لبنان. ولذا نقول له أن عليه أن يراجع تصريحاته ويقدم اعتذارا من الشعب الفلسطيني في لبنان عن تلك التصريحات الخطيرة التي أدلى بها في أعقاب مجزرة البداوي. ونؤكد له أنه لا يليق به كممثل لمنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان أن ينحاز إلى جانب الذين قتلوا أبناء شعبه لمجرد مطالبتهم بالعودة إلى مخيمهم. ولا يجوز له ولا لغيره أن يتهم هؤلاء المشردين المعذبين اللاجئين في اللجوء بالفوضويين. ففوضى الفصائل الفلسطينية التي يمثلها طغت على كل فوضوي في لبنان والمخيمات. وعليه أولاً أن يلتفت لمعاناة الناس في المخيمات ومآسيهم حيث يعيش هؤلاء بدون رعاية ومساعدات وبلا دواء وعلاج وبلا التفاتة حقيقية من قبل المنظمة. ونغتنم الفرصة لنلفت انتباه السيد زكي انه بعد الانتهاء من المعارك الوحشية في البارد وبعد ان ينجلي غبار القذائف سوف تظهر المأساة الحقيقية لأهالي المخيم. حيث الدمار الرهيب.لذا نسأل هل جهزت المنظمة نفسها لما بعد المعارك في البارد؟ و كيف سيساهم عباس زكي بصفته السياسية في إعادة أعمار المخيم أو ملاحقة هذا الملف الملح خاصة ان حكومة لبنان لن تهتم بالأمر بشكل يرضي أهل المخيم ويسرع في إعادة اعماره. ونقول للسيد عباس زكي أنه بامكانه النظر جنوباً حيث ان الكثير من المناطق اللبنانية التي دمرتها العام الماضي مدفعية الجيش الصهيوني مازالت مدمرة ولم تعد الحكومة إصلاحها أو تقم بتشييدها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تعلن استهداف خطوط توصيل الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا |


.. أنصار الله: دفاعاتنا الجوية أسقطت طائرة مسيرة أمريكية بأجواء




.. ??تعرف على خريطة الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية


.. حزب الله يعلن تنفيذه 4 هجمات ضد مواقع إسرائيلية قبالة الحدود




.. وزير الدفاع الأميركي يقول إن على إيران أن تشكك بفعالية أنظمة