الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قضية حقوق الأقباط في مفترق الطرق

وحيد حسب الله

2007 / 8 / 3
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


"بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي إن كان لكم حب بعضاً لبعض" إنجيل القديس يوحنا 31 : 35
حزنت لما وصل إليه أخواني في الكفاح ضد الظلم والاضطهاد مؤخراً بالسجال المتبادل بينهم على الساحة الإعلامية خاصة ما يكتب في الصحف أو يقال ويناقش على الفضائيات المختلفة بخصوص قضية حقوق الأقباط المهضومة . لأنهم وقعوا في شباك المؤامرة المنسوجة لهم من قبل الإعلام الموجه من أمن الدولة لهذا الغرض وصرف الأقباط عن قضيتهم الأصلية ودخولهم في خصوصيات وفرعيات لا صلة لها بالقضية من بعيد أو قريب . في نفس الوقت الذي تتصاعد فيه وتيرة الاضطهاد المنظم من قبل الدولة وأجهزتها الرسمية وخاصة الأمنية . وتزايدت الاعتداءات من هدم وحرق ونهب وقتل وسلب لممتلكات الأقباط ومنعهم من بناء أو ترميم كنائسهم أو مدارسهم الآيلة للسقوط وتزامن هذا مع الإفراج عن مئات من أعضاء الجماعات الإسلامية بمختلف مسمياتها مما يؤكد على وجود اتفاق بين الأمن وهؤلاء الإرهابيين وتنفيذهم للفتاوي التي تبيح القتل والاعتداء على الأقباط ونهب أملاكهم بشرط إلا يمسوا بالسياح والسياحة . خاصة أن المراجعات الفقهية لم تشر من قريب أو بعيد عن أي اعتذار من هذه الجماعات عن ما اقترفوه من قتل ونهب للأقباط .
بهذه المقدمة أردت أن ألفت نظر المهتمين بقضية حقوق الأقباط وخاصة المهتمين والقائمين عليها من أقباط الداخل والخارج أن الشعب القبطي الأعزل يواجه ترسانة الدولة والتي تسعى مهما كانت التصريحات أو القرارات التي تحاول أن تظهر بها أمام العالم أنها تحترم المساواة بين مواطنيها ما هي إلا كذبة كبيرة وتقية طبقاً لمبادئ الشريعة الإسلامية التي تحكم بها مصر وحفاظاً على مصالحها مع دول العالم المختلفة وخاصة الغرب .
فشعبنا القبطي في مأزق كبير يحاول أن يدافع عن حريته في إيمانه بالمسيح وعن انتهاك وخطف بناته وأولاده بواسطة عصابات إسلامية ممولة ومدربة من قبل المؤسسات الإسلامية والأمنية وبعلم رئيس الدولة حسني مبارك وحكومته .
فعلى الرغم من عدد المذابح التي تعرض لها الأقباط في طول البلاد وعرضها ، لم نسمع كلمة منه يعتذر فيها عما حدث لمواطنيها على يد الرعاع كما وصفهم شيخ الأزهر نفسه أو أنه اصدر تعليماته المشددة بتقديم الجناة للقضاء والقصاص منهم حتى يكونوا عبرة لغيرهم من هذه الجماعات الإرهابية أو تقديم شيخ حرض على قتل مواطنين مصريين مختلفين معهم دينياً بحجة أنهم مسيحيين أو تطبيق القانون الخاص بمن تسول له نفسه بتعريض البلاد للفتنة من أمثال محمد عمارة عندما أباح قتل ونهب الأقباط لأنهم كفار .
أما الهدف من هذه المقالة ، فهي دعوتي لكل الأقباط أن يكفوا عن تضييع وقتهم وجهدهم لإدانة بعضهم بعض وعدم اللجوء لأسلوب الشتائم والسباب وإلصاق تهم العمالة والخيانة ، مما يبعدهم عن الهدف الذي وضعوه لأنفسهم وهو الحصول على حقوقهم المسلوبة والمهضومة من قبل الدولـة .
لذلك أردت أن أذكرهم بما قاله المسيح له المجد بأننا تلاميذه ويجب أن نتمثل به في محبتنا لبعضنا البعض ، ولا نترك أنفسنا تنجرف نحو الهجوم المتبادل وتبديد جهدنا وقوانا في محاربة بعضنا بعضاً . ولا ننسى ما قاله أيضاً له المجد : "كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب . وكل مدينة أو بيت منقسم على ذاته لا يثبت" مت 12 : 25
لقد حان الوقت لكي تضعوا حداً لهذه الصغائر ومن يضع يده على المحراث لا ينظر للوراء . لقد قررتم أن تأخذوا على عاتقكم أن تكافحوا من أجل تحصلوا أنتم وأخوتكم المضطهدين على حقوقكم . لقد آن الأوان أن تحققوا أمنية إلهنا عندما قال : "أيها الآب القدوس أحفظهم في اسمك الذين أعطيتني ليكونوا واحداً كما نحن" يو 17 : 12
إن كنا نطالب بالحرية والديمقراطية ، فيجب على كل واحد منا أن يحترم مبادئ الحرية والديمقراطية بيننا أولاً لكي يجوز لنا المطالبة بهما ، وإن حدث واختلفنا في طريقة وأسلوب العمل أو الوسيلة التي يستعين بها كل منا في تحقيق الهدف الذي نرمي لتحقيقه ، فمن الواجب على كل واحد منا إن يكون مسرعاً للاستماع لوجهة نظر الآخر ومبطئاً في التكلم أي في الحكم عليه ولا يتسرع باتهام الآخر بالخيانة أو العمالة لأنه لا يوجد بيننا خائن .
أن الاحترام المتبادل بين الأخوة وخاصة في أسلوب الكلام والتعفف عن الشتائم والسباب هو من أهم تعاليم ديانتنا المسيحية كما قال بولس الرسول لا شتامون يرثون ملكوت الله . وكما كتب بطرس الرسول عن مسيحنا "الذي إذ شتم لم يكن يشتم عوضاً" .
إنه من المؤلم أن أقرأ كما قرأ الملايين من الأقباط المضطهدين ما كتب في الأيام الأخيرة من تبادل الشتائم والسباب والاتهامات سواء بين من يدافعون عن حقوق الأقباط أو من بعض الذين يهاجمون اكليروس الكنيسة بدون احترام وأدب .
إن كان الأقباط يتعرضون لحرب نفسية قذرة وخسيسة من قبل الدولة وجهازها الإعلامي والأمني ، فهم في حاجة إلي أن يشعروا أن لسان الحق الذي يدافع عنهم يجب عليه أن يترفع عن مثل هذه الأساليب التي تحبط معنوياتهم بدلاً من رفعها ودعمها .
يا ليت نضع أمام أعيننا قول مخلصنا لتلاميذه ولنا جميعاً : "ومن أراد أن يكون فيكم عظيماً فليكن لكم خادماً . ومن أراد أن يكون فيكم أولاً فليكن لكم عبداً" متى 20 : 26 – 27
"فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السموات"
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن ينهي زيارته إلى الصين، هل من صفقة صينية أمريكية حول ا


.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا




.. انقلاب سيارة وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير ونقله إلى المستشف


.. موسكو تؤكد استعدادها لتوسيع تعاونها العسكري مع إيران




.. عملية معقدة داخل المستشفى الميداني الإماراتي في رفح وثقها مو