الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البدائية والسمائية ومستشفي العباسية !

فيليب عطية

2007 / 8 / 25
كتابات ساخرة


يعلم الجميع ماهي البدائية .. انها ذلك النمط البدائي للفكر او الثقافة او الاقتصاد ..ذلك النمط الذي مرت به البشرية جمعاء واعتمد علي الصيد والقنص قبل ان تتجمع معارف الانسان وتتشعب وتتحول الي ناطحات سحاب وقطارات اسرع من الصوت وسفن فضاء والصيد في الماء العكر !
كما يعلمون ماهي الديانات السمائية ..انها تلك الديانات التي اتتنا من السماء والتي لاترضي بغير السماء عرشا للاله والتي ندين بها جميعا ونصف من يتخلي عنها بالكفر والزندقة ومصيره المحرقة !
كل هذا جميل ولكن ماعلاقة هذا كله بالعباسية ...اشهر مستشفي في الشرق الاوسط للهبل والمجانين وفاقدي العقل والدين ؟ اعذروني اذا قلت من البداية ان هناك علاقة وعلاقة وثيقة لن يكتشفها الا من يتابع المقال الي نهايته .
عندما يقول لنا بدائي من ميلانيزيا ان " كوتوموتو " هو الذي خلق الارض والسماء ، واخرج من احشائه رجل القبيلة الاول قبل ان يرحل الي كهف الاسرار ليستقبل بنفسه من يموت من افراد القبيلة ويعمل علي راحتهم .
وعندما يقول لنا بدائي من ميكرونيزيا : كلا .. كلا .. ان" بتوتو" هو الذي صنع الارض والسماء ، وخرج الانسان الاول من مؤخرته ولايوجد موت ولايحزنون فبمجرد ان يموت الرجل تخرج روحه من فيه لتستقر في وليد قادم وهكذا تتكرر دورة الحياة اما " بتوتو" فقد نام علي صخرة في الوهاد واستحلي الرقاد ولايحب ان يزعجه احد من العباد .
بالطبع سيصرخ الجميع : ماهذا الهراء ، وسيهرع المسلم التقي لتلقينه حقائق القرآن اما المسيحي التقي فسيزف اليه بشارة الفداء والخلاص بينما سيقف البدائي المسكين فاغرا فاه من الذهول ، ماله وكل هذا ... انه لايريد غير اله يحافظ علي دورة المحصول وينقذه من العواصف والاعاصير، ولامانع لديه - ان كانت هناك هبة سخية - ان يسمي كوتوموتو مسيحا او يسمي بتوتو الله مادامت الحياة تسير معه علي مايرام .
ولو تأمل المسيحي او المسلم التقي الامر ماوجد ان في الامر فرقا كبيرا ، فهذا البدائي قد توصل الي حقائق دينه من واقع تجربته الحياتية المحدودة بينما توصل المسيحي او المسلم الي حقائق ديانتهم من واقع مجتمعات تشابكت وتلاطمت ومن واقع افكار تشعبت وتشجرت لكن قوانين الفكر الانساني تفرض نفسها علي الجميع ،بدائيين كانوا ام متحضرين ... واول تلك القوانين قانون البداية والنهاية واذا كان الانسان قد تقبل بترحاب فكرة النهاية بدون نهاية وهي الفكرة المتمثلة في الخلود او الحياة الابدية فانه لايتقبل بسهولة فكرة البداية بدون بداية الا فيما يتعلق بكينونة خارجة عن نطاق الطبيعة رغم انه يحوس ويلوص عندما يناقش طبيعة هذه الكينونة سواء سماها الله او المتعالي او ماشاء من الاسماء
كل هذا جميل ، ولكن ماعلاقة هذا بالعباسية ؟ هنا نأتي الي مربط الفرس ... حركة الفكر الانساني مفتوحة وترتبط بخبرة الانسان ومجمل معارفه وهذا يعني ان ينفتح الانسان علي الآخرين ، لكنها عندما تتحول الي دوائر فكرية مغلقة تصبح جنونا ، فالجنون بالمنظور العلمي الحديث ليس سوي دوائر عصبية مغلقة ادت الي شلل التفاعل والتفكير وهكذا فان صدمة عصبية مفاجئة قد يحولها المخ الي اسطوانة حبيب حياتي او القاتل المفترس او توتة الملتوتة وغيرها من فكاهات العباسية.
وفيما يتعلق بالدين والفرد والمجتمع ...ان لم يخرج الانسان من تلك الدوائر المغلقة قد يتحول المجتمع كله الي عباسية !!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ


.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث




.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم


.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع




.. هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية