الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسلام........ الديمقراطية

صباح حسن عبد الامير

2007 / 9 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الاسلام كدين ( مثل سائر الاديان السماوية و الوضعية ) يحمل من المعاني الانسانية العامة في الاخلاق و التربية والنشأ الصحيح و الهروب من المعاصي عبر سلسلة من الثواب و العقاب ( القاسي جدا في اكثر الاحيان ،و هو ما نقرأه في حديث الاسراء و المعراج ) .
ولكننا عندما نبحث في خصوصيات الدين ( والاسلام أنموذجا ) فأن ما نقرأه من مقاربات بينه و بين الديمقراطية كمنهج و نظام حكم ، نلاحظ الفارق الكبير ، فالاسلام نظام شمولي يعتمد تفسير الحياة من وجهة نظر غيبية و يفرض عقوبات تنحو نحو الاستبداد و القسوة و المسامحة ( في مجالها الضيق ) ، و بها أفترقت الى مذاهبعديدة بين الافكار التكفيرية و الملامح الانسانية العامة ، و قد شذ عن هذه القاعدة – المصلحون – و اللذين لم يكن لهم مذهب خاص بهم بل ثقافة خاصة اصلاحية لا تخضع او لا تصل الى مصاف الفتاوى التي تطلقها دور الافتاء او المرجعيات الدينية التقليدية و المتتبع للاحداث التاريخية للتطور الفكري في الاسلام يلاحظ ذلك بجلاء و يمكننا ان نأخذ مثالا بسيطا هو حقوق المراة في الاسلام و مقارنتها مع حقوق المراة في معاهدات حقوق الانسان العالمية لنلاحظ مدى المقاربة و الاختلاف الشديد ، وما نسمعه اليوم عن أرضاع الكبير و مفاخذة الرضيع الا أمثلة تثير الاشمئزاز و السخط .
و من كل ايات القران لا نجد أية تحث على الديمقراطية سوى الايه ( و أمرهم شورى بينهم ) و هي تخص الاستشارة و ليس المشاركة او الانتخابات و حكم الشعب ولم نجد في كل الايات او التعاليم او الفتاوى من يقول الحكم للشعب بل هناك تأكيد بان الحكم لله و منه ولدت الدكتاتوريات و الحكم الثيوقراطي في الدول الاسلامية حتى العصر الحاضر .
و كل الذين نادوا بالدستور و الديمقراطية لجأوا الى مدارة افكارهم و ما توصلوا اليه عبر مسالك كثيرة تعتمد القيم الانسانية المقارنة دون اللجوء الى فتاوى او اجتهادات المجتهدين و حتى ما قيل عن مذهب الخوارج بانهم كانوا اول الملل الديمقراطية غير صحيح بحكم الدم المراق في كل تاريخهم و معاركهم مع معارضيهم .
ومن قرائتنا للتاريخ نلاحظ الحرب و التكفير و المطاردة التي نالها المصلحون أمثال الشيخ محمد عبدة (القائل في احدى قصائده
و لكن دينا قد أردت صلاحه أخاف أن تقضي عليه العمائم
و العلامة النائيني في كتابه ( تنزيه الامة) وأضطر بعده الى التراجع عن كتابه و سحبه من السوق و البراءة منه بعد محاربة المرجعية له , و السيد القمني في مصر ( و تراجعه الاضطراري عندما كان في مصر و تنكره لكل افكاره و كتبه بعد تهديده من الجماعات التكفيرية ) والدكتور علي شريعتي في ايران ( واحرقت كل كتبه ايام السيد الخميني ) و الدكتور فرج فوده ( اغتيل في مصر )، و القائمة تطول ، وباتت نظريات الاصلاح تتراوح بين عدد محدود من الاسلاميين و في تغيرات بسيطة و خجولة في بعض مفاصل المجتمع كما في السعودية و ايران و السودان و العراق ( حاليا ) مثالا جيدا على هذا .
ان الديمقراطية هي نظام قائم بحاله وبه مفرداته الخاصة به في فهم الفكر الديمقراطي و تطبيقه يتطاب أناسا لهم أيمان عميق و ثقافة ووعي كامل و استعداد لتطبيقه و كذلك له ادوااته و مفاصله وله مجسات تمتد الى شؤائع حقوق الانسان و العلمانية و الجندر و الشفافية و العدالة الانتقالية و عبر مؤسسات منتخبة بالاختيار الحر .
أن الديمقراطيين يحترمون الاسلام و يدافعون عنه و يؤمنون به كفكر أنساني مضاف الى مجمل الفكر الانساني العالمي و العكس غير صحيح !!!، أذ نلاحظ ان الاسلاميين ( تجمعات ، أحزاب ، منظمات ،أنظمة حكم ) يستخدمون الديمقراطية وسيلة للوصول للحكم ثم الانقلاب على المبادىء الديمقراطية فيبدأون بسن القوانين المقيدة للحريات و الاحوال الشخصية و تحرر المراة والجندر و المتتبع لكثير من التجارب السياسية و الانتخابية في المنطقة يلاحظ ما تقوم به الجماعات الدينية المنتخبة من اغتصاب للديمقراطية مثل الكويت و العراق و ايران و السودان و فلسطين ( حماس في غزة ) ويجد الكثير المصداقية في حديثنا هذا .
على الديمقراطيين ان ينتبهوا كثيرا عندما يصنعون ادواتهم في التزاوج بين الديمقراطية و الاسلام ، و علينا ان نبحث عن مصلحين مسلمين و علينا دراسة الاديان المقارنةو استنباط دروس كثيرة منالتاريخ وتطور العلوم الانسانيةوربط ما توصل اليه المصلحون في الاسلام كظاهرة و أشخاص و مدارس قبل ان نقدم على مدرسه الاسلام و الديمقراطية اننا نحتاج اولا الى فك الخصام بين مصطلحي العلمانية و الاسلام السياسي ، بين شرائع حقوق الانسان و مبادىء الاسلام و ما يتناقض مع هذه الشرائع ، أن مبادىء التطرف و التكفير و عمليات الارهاب التي بدات تمتد الى العالم المتقدم تترعرع في رحم الاسلام السلفي و التقليدي و تمتد كالسرطان بين صفوف الجيل الشاب ( الخائب )من المسلمين فتصنع منهم احزمة ناسفة و انتحاريين لايفكرون في سعادة الدنيا بل سعادة الموت و الملكوت الاخر ، وهذا هو الفرق الكبير بين الديمقراطيين في العالم اللذين يحترمون الحياة و يحبون ان يشاركوا في صنع غد أفضل و أجمل و أكثر سعادة الى شعوبهم ، وبين الفكر الاسلامي ( السلفي في المقدمة ) اللذين يهتمون بمحو ادوات الحياة و رفض الحضارة و تقدمها و هذا الصلح الموهوم يحتاج الى دراسةو عسيرة ولكنها ممكنة!!!!...
وقديما قال الامام علي بن ابي طالب قوله العلماني المشهور ( أعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ، و أعمل لأخرتك كأنك تموت غدا )........




صباح حسن عبد الامير

ناشط في الديمقراطية و المجتمع المدني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلتنا: غارة على سيارة على طريق بلدة -ميدون- في البقاع الغ


.. فيديو يجمع لقطات لاستهداف الجيش السوداني تجمعات الدعم السريع




.. السوريون في لبنان.. من المسؤول عن العنف ضدهم؟ السياسيون أم ا


.. ??مراسل الجزيرة: الشرطة الألمانية تتدخل لفض المخيم الاحتجاجي




.. سيارة بن غفير تتعرض لحادث سير في مدينة الرملة