الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديماغوغية الخطاب السياسي العراقي

نعيم مرواني

2007 / 10 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


اعلن شارل ديغول للشعب الفرنسي انه قرر الاقلاع عن التدخين,ورغم تاكده فيما بعد ان الامر ليس باليسيرلكن كان يجب عليه الالتزام بوعد قطعه على نفسه.
تمنى لو انه لم يعلن نيته للفرنسيين ولكن الأوان قد فات. طلب من زوج ابنته العقيد في الجيش الفرنسي ان يجلس بجانبه كلما اراد تدخين السيكار الذي كان لايزال يرسل اليه (الى ديغول) من هافانا عله يستنشق بعضا مما ينفثه العقيد . مرت الايام والليالي ببطيء شديد على ديغول لكنه استطاع بعد معاناة وصراع مع النفس من التخلص من ادمان التدخين. فقال لزوج ابنته اريد ان اوصيك شيئا " لاتعلن للناس نيتك عن فعل شيء حتى تتأكد انك فعلا قادرعليه"

قبل ايام قليلة قام افراد من شركة ((Black Water الامريكية للامن بفتح النار "عشوائيا" في ساحة النسور في بغداد فقتلوا عددا من المارة الابرياء (لازال التحقيق جاري حول الحادث). وهذه الشركة هي التي توفر الحماية الشخصية وحماية تنقلات المسؤولين الامريكان واحيانا بعض المسؤولين العراقيين منذ سقوط نظام صدام حسين.

انتفضت الحكومة العراقية متمثلة برئيس الوزراء السيد نوري المالكي ووزير داخليتة جواد البولاني وقررت سحب رخصة الشركة المذكورة وطردها من الاراضي العراقية. تأكد فيما بعد ان الشركة محمية قانونيا وفق قرار كان اصدره الحاكم الامريكي السابق للعراق "بول بريمر". وان الشركة المذكورة مرتبطة بعقد مع وزارة الدفاع الامريكية. وتبين للسيد رئيس الوزراء ان الشركة المذكورة من القوة بحيث لاتستطيع حتى وزارة الدفاع الامريكية الغاء عقدها. تمت لملمة الموضوع وبرد "شر" التصريحات تدريجيا الى ان وصل الى " تم تشكيل لجنة مشتركة للتحقيق في ملابسات الحادث وسوف تتم معاقبة المقصرين" وهذه كليشة جاهزة طالما سمعناها بعد كل حادث. كلما تحتاجه هو (حسب لغة الكمبيوتر) نسخ ولصق العبارة في تقرير جديد. لم يكن السيد رئيس الوزراء العراقي مظطرا الى كشف نقاط ضعف حكومته وقلة حيلتها في وقت كثرت فيه أخطائها وزاد نقادها.

دعى السيد مثال الآلوسي رئيس حزب الامة العراقي دعى الى عقد جلسة لمجلس النواب العراقي تشجب قرار مجلس الشيوخ الامريكي الاخيرغير الملزم للحكومة في تأسيس ثلات فيدراليات (كردية وسنية وشيعية,رغم ان هذا منصوص عليه في الدستور العراقي الدائم) وتمنع دخول المرشح الامريكي الديمقراطي للرئاسة السيناتور جوزيف بايدن من دخول العراق.
لنفترض ان السيد الآلوسي نجح في تمرير قرارا يقضي بمنع بايدن من دخول الاراضي العراقية وفاز بايدن في الانتخابات الامريكية القادمة وحتى ان لم يفز هل يستطيع احد في العراق منع الرئيس او السيناتور الامريكي من زيارة جيشه المرابط في العراق؟

الخطاب الثوري الديماغوغي يمثل مرحلة ماضية من مراحل تطور العلوم السياسية لم يعد يصلح للمرحلة الراهنة. ان من ابجديات علم السياسية ان لايستعمل السياسي اللونين الابيض والاسود في الاجابات بل ينبغي ان تكون اجاباته رصاصية فيترك الابواب مفتوحة للتراجع عن اي قرار اذاما اقتضت مصلحة شعبه.

نعيم مرواني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات الطلاب الأمريكيين ضد الحرب في غزة تلهم الطلاب في فرن


.. -البطل الخارق- غريندايزر في باريس! • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بلينكن في الصين.. مهمة صعبة وشائكة • فرانس 24 / FRANCE 24


.. بلينكن يصل إسرائيل الثلاثاء المقبل في زيارة هي السابعة له من




.. مسؤولون مصريون: وفد مصري رفيع المستوى توجه لإسرائيل مع رؤية