الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لعنة آل بوتو والاعيب الكوتوموتو !

فيليب عطية

2007 / 12 / 31
كتابات ساخرة


الصورة رغم سوداويتها اقرب ماتكون الي الهزلية : صورة عشرات الآلاف من الزعابيط وهم يودعون امرأة احبوها لكنهم ينسون انها سقطت بين ايديهم وفي جو يحفل بالنذر والكوارث ، فلم تكن تلك اول محاولة للاغتيال فقد سبقتها محاولتين في أقل من شهرين ، ولست أدري كيف كانت تلك المرأة الشامخة - خريجة هارفارد- تفكر في كل مرة تخرج فيها الي الشارع ،وكلاب السلطة تعوي حولها ؟
اما ما هو اكثر مدعاة للسخرية فهو أن يخرج وزير الداخيلية -بعد تمنع - ليحلف برب الكعبة ان القتلة هم من القاعدة والطالبان ، وان هناك مرشحين آخرين للاغتيال هم الذين يصرون علي منافسة الباب العالي في الانتخابات ، وكأن القاعدة ومن والاها قد انقلبت بقدرة قادر الي سيف في يد الباب العالي ،وانها قد تخلت عن احلامها الامبراطورية وسوف تقيم فردوسها الارضي في بلد يحتل مكانه بجدارة في سلة الزبالة العالمية لكنه يمتلك القنبلة الذرية والظرطية !
لن نتحدث عن تاريخ وادي السند العظيم فالصورة امام اعيننا لاتكذب :أزقة ودروب وحارات يرثي لها ، ولو كانت الكاميرا تنقل الرائحة لاصبح الوضع لايطاق !
في ظل هذه المباءة يريد سبحانه أن يتحقق الفردوس الارضي : نساء يقبعن في المغارات والكهوف ويتمسكن باللباس الحنيف :اليشمك والحجاب ،ورجال ينزفون العرق والدم في خدمة لوردات الارض الذين يتسلون بالخصام والشجار ، ولامانع من ابراز السيف البتار اذا ماجد الجد وتلاطم الخصوم .
حكاية لوردات الارض الباكستانيين لم يشر لها أحد حتي الآن من قريب او بعيد ، رغم ان مأساة المرأة المغدورة بدأت عندما حاولت في احدي فترات رئاستها السابقة للحكومة ان تحقق شكلا ما من اشكال التوازن بين الاجراء والملاك فألصقوا بها أو بزوجها عشرات من تهم الفساد واستغلال المنصب واطاحوا بها خارجا .
وتكرر الامر مرة أخري ، ولسنا ندري اي بلد تلك تكون فيها السلطة في يد رئيس الوزراء ، بينما يكون القانون والقضاء في يد ملاك الارض ؟!
وحكاية ملاك الارض مع عائلة بوتو - ولاننسي انها بدورها من كبار الملاك - ليست جديدة ، فقد بدأت مع الأب نفسه ، وكان يتربع علي كرسي السلطة لكنه لعب مع الخصوم لعبة الاغتيال فأدانوه واسقطوه وشنقوه ثم سقوا عائلته من نفس الكأس فاغتالوا ولديه ، اي ان الحكاية من بدايتها تصلح لفيلم هندي اقوي من سانجام !
وكانت الصغيرة الحبوبة في ذلك الوقت في لندن وامريكا تدرس اصول الحكم ومبادئ الحكومات
لكن الدراسة شئ والواقع الذي تحركت عليه الصغيرة المسكينة شئ آخر تماما ، وقد كان لديها القدرة لتتماشي مع الواقع الي حد ما : كانت بالطبع سعيدة عندما تسمع انها اول امرأة تتولي رئاسة الوزراء في بلد اسلامي لكنها لم تملك الجرأة لتهدم تلك التراكمات البليدة من جذورها ، وعندما صعدت طالبان الي السلطة اسرعت بمساعدتها لعلها تفلت من جنون الفتاوي والاحكام ....لكنها لم تفلت
وعاشت في اوهام هارفارد : الحرية والاخاء والمساواة ....اي حلم ايتها المجنونة عشت فيه بلا ذراع ..حتي انهاه قاتل محترف بقنبلة وبضع رصاصات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجنازات في بيرو كأنها عرس... رقص وموسيقى وأجواء مليئة بالفر


.. إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا




.. شكلت لوحات فنية.. عرض مُبهر بالطائرات من دون طيار في كوريا ا


.. إعلان نشره رئيس شركة أبل يثير غضب فنانين وكتاب والشركة: آسفو




.. متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا