الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدكتور الفقي يفجر ملف اختطاف الفتيات القبطيات

وحيد حسب الله

2008 / 1 / 15
حقوق الانسان


مصطفي الفقي يعترف بعشرات الحالات من خطف الفتيات القاصرات من بعض الأسر المسيحية

يشكل ملف خطف بنات الأقباط أكثر المشاكل تعقيداً في العلاقات بين مسيحي مصر ومسلميها وخاصة أن عمليات الاختطاف تتم بالتعاون بين الجمعيات الشرعية الممولة من قبل السعودية وأمن الدولة . وعندما يصرخ الأقباط ويفضحوا الدور القذر الذي يلعبه أمن الدولة في حماية الخاطفين والتستر عليهم وتهديد آسر الفتيات المختطفات ، تخرج علينا الصحف السوداء تتهم الأقباط بافتعال المشاكل وأن هذه الفتيات تختار الإسلام بمحض إرادتهن وأن الموضوع هو حرية العقيدة ثم يتوال اتهام الأقباط بأنهم يلعبون على أوتار أجندة خارجية وهو محض افتراء لا أساس له من الصحة ومحاولة يائسة لإسكات صوت الأقباط. ومن العجيب أن تلتزم أجهزة الدولة الصمت وتقوم بحماية المجرمين خاطفي بناتنا وممارسة الضغوط علينا حتى لا نطالب الدولة بأن تقوم بدورها في حماية مواطنيها كما يحدث في حالات كثيرة يتم فيها اختطاف نساء أو فتيات لا علاقة لها بالدين. فقد لاحظنا أنه عندما تكون المختطفة مسلمة يتحرك الأمن ويقبض على المختطفين بقدرة قادر ويتم محاكمة الخاطف أو الخاطفين وسجنهم ، ولكن هذا لا يحدث عندما تكون المختطفة مسيحية قبطية وخاصة أنه في غالبية الأحوال يكون أمن الدولة هو الذي اختار ودبر وخطط الاختطاف.
لكن المفاجأة الكبرى وهي عبارة عن قنبلة من العيار الثقيل فجرها الدكتور مصطفي الفقي باعترافه الواضح والصريح بلا لف أو دوران عندما صرح في مقاله بجريدة الأهرام بتاريخ 7 يناير 2008 بعنوان "حوار العصر‏..‏ الكل في واحد" وأفضل أن أترك القارئ أن يقرأ ما كتبه الدكتور الفقي أولاً ثم سأقوم بتحليل تصريحه ثانياً . يقول الدكتور الفقي :
" ذات يوم وفوجئت برجل وقور جاوز الستين من عمره يسعي إلي الجلوس بجانبي بشكل متعمد‏,‏ ثم بادرني بقوله إنه يريد أن يتحدث معي في أمر خاص ثم بدأ يحكي أمامي ودموعه تغالبه أنه كان نائبا لرئيس أحد البنوك المصرية‏,‏ وأن لديه ابنة وحيدة عملت في إحدي الشركات الأجنبية في القاهرة‏,‏ ثم وقعت في غرام زميلها القبطي وبعد شهور قليلة هربت معه إلي الخارج‏,‏ وظل الأب والأم ينتقلان بين أقسام الشرطة وأروقة القضاء يحدثان النجوم ويتضرعان إلي الله‏,‏ إلي أن وصلتهم رسالة من ابنتهما تقول فيها أنها تقيم في دولة قبرص مع زوجها الذي أنجبت منه طفلة بعد أن ارتدت عن الإسلام واعتنقت المسيحية ثم يضيف وهو يبكي أن كل ما أريده أنا وأمها أن نراها ولو لمرة واحدة قبل أننرحل عن هذا العالم‏!‏ وهذه المأساة الإنسانية يقابلها علي الجانب الآخر عشرات الحالات من خطف الفتيات القاصرات من بعض الأسر المسيحية ويواجه ذووهم ذات المشاعر الحزينة التي أصابت ذلك المسلم الطيب الذي هربت ابنته مع زوج مسيحي إلي خارج البلاد‏,‏ وهذه أمور مزعجة للغاية وتدعو للقلق لأن معناها أن المناخ غير صحي والأجواء غير مواتية وسحب التعصب وازدراء الأديان واستخدام الانتقال بينها لأغراض ذاتية تمثل كلها مخاطر تتهدد مسيرة الوطن واستقرار مستقبله‏).‏"
نص الدكتور الفقي في هذه الفقرة يتكون من جزأن: الجزء الأول يتناول حكاية فتاة مسلمة وقعت في غرام زميلها القبطي ثم هربت معه واعتنقت المسيحية بحريتها وهي بالغة السن وراشدة وبدون أي ضغوط أو تغرير أو إرهاب ولا نجد في هذه الحالة أي عملية اختطاف. أن ما قامت به هذه الفتاة بهروبها هو اضطرار لأنها تعلم أنه من غير الممكن أن تتزوج مسيحياً وهي مسلمة أو أن تترك الإسلام وتعتنق المسيحية دون أن تتعرض للقتل طبقاً لأحكام الشريعة الإسلامية التي تمنع أن تتزوج مسلمة من غير مسلم أو تعتنق ديناً آخر بحرية دون أن تتعرض للموت ، فلم يكن أمامها حلاً آخر غير الهروب لتحقيق حريتها الدينية واختيار شريك حياتها .
في الجزء الثاني من النص يعترف الدكتور الفقي بصراحة (وهذا التصريح له وزنه وقيمته وخاصة أن الدكتور الفقي نائب بمجلس الشعب ورئيس لجنة العلاقات الخارجية ، بالإضافة إلي أنه تخصص في الشأن القبطي وله بعض الأفكار البناءة على الرغم أننا لا نتفق معه في كل هذه الأفكار) بحالات اختطاف الفتيات القبطيات القاصرات ويمكننا أن نعتبر هذا الاعتراف خطوة أولي على الطريق لحل قضية اختطاف الفتيات القبطيات وخاصة أنها تتم بالتعاون بين أمن الدولة والجمعيات الشرعية المتخصصة في هذا النوع من الجرائم الإرهابية غير الإنسانية ضد مسيحي مصر.
استعمل الدكتور الفقي تعبيران مختلفان لوصف كل حالة على حدا . فقي حالة الفتاة المسلمة تكلم عن حب الفتاة لزميلها القبطي وهي تعرف أنه يختلف عنها دينياً ولكنها أصرت بحريتها الشخصية أن تترك عائلتها وتعيش حياة جديدة بمحض إرادتها بدون أن يتدخل أحد ويضغط عليها . فهي بالغة السنة وأنهت حياتها الدراسية الجامعية وتعمل ، فلم تكن قاصر ولا مراهقة ، بل تعي ما تفعل . فمشكلتها تكمن في أن المجتمع الإسلامي التي تعيش فيه لا يسمح لها بممارسة حريتها الدينية والشخصية كما تريد وكما هو منصوص عليه في الدستور . لقد أختارت الفتاة الهروب كوسيلة تحمي بها حياتها من تطبيق الشريعة عليها وعلى شريك حياتها التي اختارته من قتلهما .
أما في حالة الفتيات القبطيات ، فالوضع مختلف تماماً وحسناً اختار الدكتور الفقي تعبير "عشرات الحالات من خطف الفتيات القاصرات من بعض الأسر المسيحية" وهذا هو الشاسع الفرق بين الحالتين الذي نود أن ننوه عنه . ففي الحالة الأولى نجد الطرف المسلم حقق غرضه انطلاقاً من إرادته ووعيه واختياره ، لكن في الحالة الثانية والخاصة بالفتيات القبطيات القاصرات ، فالمشكلة أكثر تعقيداً ، لأنها تتم على أرضية إجرامية يرتكب فيها عدة أطراف التغرير والتهديد والاغتصاب والخطف والأسلمة الجبرية وخاصة أن الضحايا فتيات "قاصرات" ويتم اختيارهن بناء على انتماءهن الديني المسيحي والمفروض أن القانون يحميهن من مثل هذه الأفعال المشينة وكذلك فمؤسسة الأزهر المفروض إلا تقبل بإشهار أسلمتهن في هذه الحالة وبالتأكيد الدكتور الفقي يعلم جيداً ما تقوم به وزارة الداخلية سواء مصلحة الأحوال المدنية أو أمن الدولة من دور رئيسي في تسهيل عمليات خطف القاصرات وأسلمتهن بالتزوير في الأوراق الرسمية مثل البطاقات أو استخراج شهادات ميلاد مزورة.
أن أهم ما في اعتراف الدكتور مصطفي الفقي هو أنه أكد بلا أدني شك أن ما يقوله أقباط مصر في الداخل والخارج بخصوص اختطاف الفتيات القاصرات المسيحيات هو حقيقة وليس افتراء أو كذب لتشويه سمعة مصر ومطالبة الدولة بالتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة ، وأن ما يشوه سمعة مصر هو أجهزة وزارة الداخلية بمختلف تخصصاتها مع تواطؤ الأزهر وتحريض وتمويل السعودية التي تعمل على زعزعة أمن مصر وخلق مشاكل طائفية حتى تنهار الدولة المصرية ويخلو لها الطريق لتتزعم الدول العربية والإسلامية بدلاً من مصر التي أصبحت ضعيفة لا حول لها ولا قوة . وبكل أسف تشارك وسائل الإعلام المصرية المختلفة في تحقيق الأجندة السعودية في تدمير مصر وإشعال حروب طائفية وتغذية الضغائن بين شعب مصر على أساس الدين.

أننا نطالب الدكتور مصطفي الفقي بحكم موقعه كنائب في مجلس الشعب أن يطالب بمحاسبة ومحاكمة وزير الداخلية لتواطؤه وتقاعسه وإهماله في حل مشكلة اختطاف الفتيات القاصرات المسيحيات وعودتهن لآسرهن في أقرب وقت ومحاسبة المسئولين في جهاز أمن الدولة الذي أنحرف عن رسالته في حماية الجبهة الداخلية لمصر ووحدتها بالعمل على شق هذه الجبهة وتعريض البلاد للحروب الأهلية وخيانة الأمانة في العمل وذلك بقيامه بخدمة أهداف دولة أخرى السعودية في تدمير مصر عن طريق الحروب الطائفية . ولا يسعني في نهاية هذه المقالة إلا إن أحيي الدكتور الفقي الذي ، أخيراً ، تحلي بالشجاعة واعترف رسمياً بحقيقة اختطاف الفتيات القاصرات المسيحيات التي أقر بها في مقالته ومن هنا يظهر جلياً لكل من تسول له نفسه أن يسئ لأقباط المهجر أو الداخل باتهامنا بأننا "مدعون" أو "كاذبون" أو "خونة" .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل


.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر




.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود


.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023




.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة