الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكاية القس زكريا بقلز !!

فيليب عطية

2008 / 4 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من المعروف ان القس زكريا بطرس او بقلز كما احب ان اسميه من الشخصيات المشهورة في عالم اليوم ، فهو منذ ان اعتلي المنصة في احدي القنوات التليفزيونية المشبوهة قد نصب نفسه خصما عنيدا للاسلام ، وانظروا الي تلك المتناقضات التي يحتويها هذا الدين وكيف تتضارب كتبه وكيف تتعارض اقوال نبيه مع العقل والمنطق ، ثم يخرج من تحت صديريته نسخة من الكتاب المقدس كسحرة القرون الوسطي قائلا ادعوكم لقراءة هذا الكتاب الحنيف والقوا بكل ما يتعارض معه في الكنيف فهو الكتاب الذي صاغه رسل امجاد ليس بينهم صايع او جماد ، استقوا الحكمة من فم الاله القدوس ولهذا لن تجدوا شاردة تعارض واردة ، ثم يستدرك علي الفور : انا بهذا لا ادعوكم الي المسيحية ، وانما الي استخدام عقولكم ..استخدموا عقولكم فهي خير ما ابدعه الرحمن ابو ضحكة جنان ...ويظل يكرر كلمتي استخدموا عقولكم كما لو كان احد اعظم فلاسفة العقلانية ، وهذا بالضبط ما يستفزني في القس بقلز !
حكاية نقد التراث الاسلامي ليس جديدا ، فقد بدأ في مكة نفسها وايام الرسول نفسه ، لكننا في خضم التراشقات اللفظية ننسي الجوهر الحقيقي لما فعله محمد في جزيرة العرب ، فقد احال الصحراء الجرداء الي امبراطورية ،وفعل مالم يفعله الرومان بسيوفهم وقنزحتهم ، فقد ترك بصمته علي شعوب وممالك تفوق جزيرته في العدد والعدة ، وفي التراث والحضارة ...لهذا فان نقد الدين نفسه ليس اكثر من عمل مشبوه تموله مخابرات الدول العظمي كي يشغلوا الشعوب بصراع اشبه مايكون بصراع الديكة في عالم تجاوز شطحات القرون الوسطي .
ورغم ان القس يقرأ كثيرا ولديه القدرة علي البحث والتمحيص غير أنه لايستخدم عقله في نقد كتابه المقدس هو ،ولايدرك ان هذا الكتاب بعهديه القديم والجديد قد خضع لمبضع العقل في القرن الثامن عشر والتاسع عشر والعشرين ليستنتج العالم ان كل ماورد به ليس سوي لغو ممقوت استغله بابوات روما لملْ كروشهم ، وحتي المبادئ الاخلاقية الواردة به لم تسلم من الانتهاك ومازالت تنتهك حتي اليوم .
لوقرأ القس كتاب " حياة يسوع " لارنست رينان لعلم بأن المسيحية باكملها تدور حول اسطورة لايوجد من الشواهد التاريخية او العقلية مايؤيدها ، ورغم ان الالاف كانوا يصلبون في عهد الرومان بلاشفقة فلا ادري اي عقل هذا يؤمن بصلب الاله نفسه رغم المجادلات اللاهوتية الصاخبة العقيمة عن اللاهوت والناسوت ، الا يقودنا الايمان الشعبي الاعمي بتلك الفاجعة المضحكة الي حنين الانسان الي العودة لما قبل التاريخ حيث كانت المشاركة في لحم الضحية معلما اساسيا لكل قبائل الارض.
اما بالنسبة الي العهد القديم فبصرف النظر عن الترهات الخاصة بالخلق والطوفان ....الي آخره يجد المرء نفسه في حيرة .... كيف يسمي هذا الكتاب كتابا مقدسا ...انه كتاب يهودي بحت بالغ السماجة ، واينما وجد المؤلف اليهودي فرصته انهال باللعنات علي الشعوب المحيطة باليهود والتي لم يجدوا فيها مأوي لبعيرهم ،وقد نال مصر من هذه اللعنات الشئ الكثير ، ولست ادري بماذا يشعر القس بقلز عندما يقرأ قصة موسي وفرعون علي سبيل المثال لا الحصر .
مجموعة من الاسفار اليهودية عششت داخل العقل البشري باسم الدين ، وطقوس تعود الي ماقبل التاريخ .....وعلينا ان نستخدم عقولنا !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها


.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الدكتور قطب سانو يوضح في سؤال مباشر أسباب فوضى الدعاوى في ال


.. تعمير- هل العمارة الإسلامية تصميم محدد أم مفهوم؟ .. المعماري




.. تعمير- معماري/ عصام صفي الدين يوضح متى ظهر وازدهر فن العمارة