الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي- (38)

جاسم الحلوائي

2008 / 5 / 3
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


الحرب العراقية ـ الايرانية وموقف الحزب الشيوعي منها
136
كرس سباهي الفصل الخامس عشر من الجزء الثالث من كتابه للحرب العراقية ـ الإيرانية. واستهل سباهي الفصل بالإشارة إلى كيفية اندلاعها. ففي بداية أيلول 1980 بدأ العراق وإيران بتبادل القصف المدفعي على المواقع الحدودية بين الطرفين. وفي صباح يوم 22 أيلول أغارت 154 طائرة عراقية على مواقع مختلفة في إيران، وتلتها في اليوم ذاته إغارة 100 طائرة عراقية أخرى على الأراضي الإيرانية. وإثر ذلك شنت القطعات العسكرية العراقية هجوماً برياً واسعاً في الجنوب باتجاه عبادان، حيث مصافي النفط الرئيسية في إيران، وفي الوسط، باتجاه قصر شيرين، المدينة الإيرانية الحدودية المقابلة لخانقين. وتواصلت الحرب بعدها بين الطرفين حتى تموز 1988.

يشير سباهي إلى مشاكل الحدود بين الجارتين، ويستعرض الاتفاقيات التي تم التوصل اليها عبر التاريخ بدءاً من الاتفاق بين إيران والدولة العثمانية وانتهاءً باتفاقية الجزائر بين شاه إيران وصدام حسين فيتوصل، وهو على حق، إلى مايلي: "ويتضح من هذا، أن الحرب التي شنها حكام البعث ضد إيران مخالفة لما اتفق عليه العراق وإيران، كما هي مخالفة لميثاق منظمة الأمم المتحدة، وميثاق عصبة الأمم قبلها" [1].

وبعد أن يشرح الأمور التي أحاطت بقرار إشعال الحرب، والتي سنتعرف على أهمها في السياق، يتوقف سباهي عند موقف الحزب الشيوعي العراقي. فيشير إلى أنه منذ أن شرع الشعب الإيراني في النصف الثاني من عام 1978 بانتفاضته، وبات انتصارها محتوماً، كان الحزب الشيوعي العراقي يتابع باهتمام موقف حكم البعث في بغداد منها، ويراقب الدعم الذي يتلقاه الشاه وعناصره من هذا الحكم. وفي تموز 1979 توصلت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي في اجتماعها الكامل إلى "أن حكم البعث في العراق يسير باتجاه المجابهة مع الثورة الايرانية، وان هذا النهج المعادي للثورة الإيرانية قد لقى التشجيع والتحريض من جانب الأوساط الامبريالية". ثم عادت اللجنة المركزية، وأكدت في بيانها الصادر عن الاجتماع الكامل في حزيران 1980، أن حكم البعث في بغداد يفتعل المعارك ضد إيران. وأشارت، هنا أيضاً، إلى سعي حكام العراق إلى "كسب تأييد الامبريالية الأمريكية لإشغال دور الشرطي في الخليج كبديل عن نظام الشاه المخلوع". وأدانت في بيانها موقفه من الثورة.

ولهذا، فحين شن حكام بغداد هجومهم المرتقب، لم يتوان الحزب الشيوعي العراقي عن إدانة حربهم. وأوضحت اللجنة المركزية للحزب في بيانها الصادر في 24 أيلول "أن النهج الذي سار عليه حزب البعث بمكوناته السياسية والايديولوجية الطبقية وتطبيقاته في مختلف الميادين الاقتصادية والاجتماعية، وفي ميادينه السياسية العربية والدولية، كان بمثابة الوعاء الذي اختمرت فيه خطة إشعال الحرب في إيران"، وأن هذه الحرب جاءت "تكثيفاً مركزاً لهذا الجهد وامتداداً طبيعياً له"، ودعت إلى وقفها على أسس عادلة [2].

وفي تقريره الصادر عن الاجتماع الكامل للجنة المركزية في عام 1981 استنتج الاجتماع:" بأن هذه الحرب قد تستغرق طويلاً، بسبب إصرار المعتدي على المضي في الحرب، ومحاولة فرض شروطه بالقوة. ويلاحظ التقرير بأن الحرب تحولت إلى كارثة وطنية شاملة ويقول:"واليوم، بعد مرور 14 شهراً على هذه الكارثة، يدعو حزبنا مع سائر القوى في بلادنا، والوطن العربي والعالم، إلى وضع حد لهذه المذبحة المروعة، وسحب القوات العراقية إلى مواقعها السابقة قبل اندلاع الحرب وتسوية النزاع بالطرق السلمية".

ولاحظ التقرير ان:"الزمرة الحاكمة التي استحوذ عليها وهَم "الاقتدار العسكري"، لم تستطع أن تدرك حقيقة سياسية بسيطة وهي تغامر بحرب غير عادلة ضد شعب خرج لتوه منتصراً في ثورة شعبية عارمة، وأنه قد وقع ضحية للعدوان، وأدرك أغراض هذه الحرب بضمنها تصفية ثورته وإعادة نظام الشاه إلى الحكم، لابد أن يتصدى للعدوان، وأن يستبسل في الدفاع عن ثورته وسيادته الوطنية، ولذلك اتخذت حرب صدام طابع حرب عدوانية سافرة، بينما اتخذت بالنسبة إلى إيران طابع حرب وطنية عادلة. إن إصرار الشعب الإيراني على صد العدوان العراقي، واندفاع آلاف الشباب الإيراني في صورة موجات بشرية لوقف زحف الجيوش العراقية ومن ثم إرغامها على التراجع ، أدخل الحرب في مأزق لامخرج منه بالنسبة إلى الطغمة الحاكمة في بغداد" [3].

137

بعد هزيمة الجيش العراقي في خرمشهر (المحمرة) في حزيران 1982، سحب صدام حسين آخر جندي عراقي من الاراضي الإيرانية، وطلب ايقاف القتال واجراء مفاوضات لعقد صلح بين الطرفين المتحاربين. ثم لجأ النظام العراقي الى مجلس الأمن مطالباً بايقاف القتال. وصدر قرار من المجلس في تموز 1982 يقضي بذلك. إلا أن إيران رفضته وطلبت، ضمن ما طالبت به، إدانة النظام العراقي ومحاكمته لعدوانه على إيران. وكان هذا طلباً تعجيزياً وستاراً تخفي وراءه إيران أهدافها التوسعية و حلمها في إقامة نظام إسلامي في العراق تابع لإيران، تحت شعار "الطريق الى القدس يمر عبر كربلاء"، وهو شعار مشابه من حيث ديماغوغيته لشعار الدكتاتور صدام "الطريق إلى فلسطين يمر عبر عبادان"، ورداً عليه.

رفضت إيران العرض وواصلت الحرب وقامت بتعرض عسكري خطير استهدف اقتطاع البصرة. في الوقت الذي قدّر الاتحاد السوفييتي انسحاب الجيش العراقي من إيران ومطالبة العراق بالمفاوضات على أنه"خطوة على الطريق الصحيح". وبدأ من جديد بشحن الأسلحة التي أوقفها عندما كان الجيش العراقي يغزو إيران. وفي ضوء هذه التطورات غيّر حزب توده إيران وكذلك منظمة فدائي خلق إيران ـ الأكثرية موقفهما واعتبرا الحرب من جانب إيران حرباً توسعية، وليس للشعب الإيراني مصلحة فيها وطالبا بإيقافها. وكان موقفهما الصائب هذا أحد الأسباب الهامة لتعرضهما إلى القمع الوحشي والإبادة وحملة الإعدامات لكل أنصار الديمقراطية، بمن فيهم بعض الضباط الكبار الذين ساهموا بشجاعة في تحرير الأراضي الإيرانية ،على يد نظام الحكم الإيراني المستبد والطامع بالاراضي العراقية [4].

وكان على الاجتماع الكامل للجنة المركزية، الذي انعقد في أيلول 1982 ولاول مرة داخل الوطن في كردستان العراق، بعد الهجمة الشرسة التي تعرض لها الحزب الشيوعي العراقي منذ 1978، أن يجري تغييراً على موقف الحزب يتناسب مع التغير الذي جرى على طبيعة الحرب والتي لم تعد لا تحررية ولا عادلة من جانب إيران. وإذا كان حكم صدام حسين يستحق الإسقاط، حسب وجهة نظر إيران جراء شنه الحرب عليها ، فهذه ليست مهمة إيران وإنما مهمة الشعب العراقي والقوى السياسية المعارضة لحكمه. وقد طرح في الاجتماع دواعي تغيير موقفنا من الحرب معززاً باقتراح تعديل شعارنا السياسي المركزي من "إسقاط الدكتاتورية وايقاف الحرب" إلى "ايقاف الحرب وإسقاط الدكتاتورية"[*]. وسرعان ما تعرض هذا المقترح الى هجوم متطرف صاعق من قبل الرفاق المتشددين الذين نفوا وجود أي تغيير في طبيعة الحرب، واعتبروا التغيير في الشعار المركزي يستهدف لاحقاً التخلي عن شعار إسقاط السلطة تمهيداً للمصالحة والتحالف معها تحت شعار الدفاع عن الوطن. وباعتقادي أن أحد أسباب تلك التداعايات الخاطئة هو رد فعل خاطئ على الأخطاء التي أرتكبت في فترة تحالف الحزب الشيوعي مع حزب البعث من جهة، ومن جهة أخرى القمع الوحشي لحكم البعث الذي خلف أثراً سايكولوجياً لدى غالبية الشيوعيين يتحسس من أي تغيير في موقف الحزب من الحرب خشية أن يؤدي ذلك إلى تغيير موقفه من النظام الدكتاتوري.

لم يهدف شعار "الطريق الى القدس يمر عبر كربلاء" وغيرها من الشعارات المشابهه التي نادت بها الحكومة الإيرانية الى رفع المعنويات. ولم تكن تعرضات القوات المسلحة الإيرانية تستهدف تعزيز المواقع الحدودية كما كانت تتظاهر به الحكومة الإيرانية، بل إن اكثر من 25 تعرضا كبيرا، بعد تحرير الأرض الإيرانية، استهدف أكثرها احتلال البصرة من اجل إقامة حكومة إسلامية عراقية. إن مذكرات رفسنجاني شاهد على ذلك، حيث تذكر بأن بعض المتسرعين طالب بإقامة مثل هذه الحكومة في محافظة ميسان عند احتلال جزر مجنون وذلك في تشرين الثاني عام 1982 [5].

بعد مرورسنتين على اجتماع اللجنة المركزية المشار إليه، وبدون أن يطرأ أي تغيير على مواقف الطرفين المتحاربين، وبعد ان أصبحت الأهداف الإيرانية تفقأ العين على الأرض، اقتنعت اللجنة المركزية بالتغيير الذي جرى على طبيعة الحرب. وبعد أن استثمرت السلطة الدكتاتورية الموقف الخاطئ في دعايتها المضادة للحزب، غيّرت اللجنة المركزية الشعار السياسي المركزي للحزب من "إسقاط الدكتاتورية وإيقاف الحرب" إلى "إيقاف الحرب وإسقاط الدكتاتورية"، وذلك في اجتماع اللجنة المركزية المنعقد في تموز عام 1984. ومن الجدير بالذكر ان المؤتمر الوطني الرابع (تشرين الثاني 1985) قد أقر بأن تغيراً قد حصل في عام 1982 على الحرب، حيث جاء في التقرير السياسي الذي أقره المؤتمر ما يلي: "وبعد معركة خرمشهر في ربيع 1982، والهزيمة التي مني بها النظام الدكتاتوري وإنهيار مغامرته العدوانية، دخلت الحرب طوراً جديداً، إذ اضطر مشعلوا الحرب في بغداد إلى الإعلان عن سحبهم للقوات العراقية من الأراضي الإيرانية واستعدادهم لوقف الحرب، واللجوء إلى المفاوضات لحل القضايا المختلف عليها، فيما أصرت الحكومة الإيرانية على مواصالة الحرب [6].

أما التداعيات التي كانت تخشاها اللجنة المركزية من تغيير الشعار المذكور، الذي غيّر أولويات الحزب السياسية، فلم تؤكد الحياة صوابها، فمن المعروف ان تلك التداعيات لم تحصل بعد تغيير الشعار المركزي، وبقي الموقف من السلطة الدكتاتورية بدون تغيير. إن وجود رفيق واحد في قيادة الحزب، وأقصد الرفيق زكي خيري الذي تبلورت آراؤه تدريجيا لتتطابق مع تلك التداعيات التي كان يُخشى منها، لا يشفع للجنة المركزية خطأها في عام 1982. لأن زكي خيري ظل يغرد خارج السرب لابتعاد أطروحاته عن الواقع الملموس. فقد وصل به الأمر إلى أن يدعو في عام 1986 إلى: " ... إقامة حكومة دفاع وطني يشارك فيها الحزب الشيوعي العراقي والأحزاب الراغبة في الدفاع عن الوطن وحزب البعث" [7].

ثم جاءت تصريحات الرفيق عزيز محمد إلى مجلة النهج في عام 1985 لتوضح موقف الحزب من مختلف الوجوه إزاء الحرب. فقد جاء فيها ما يلي بقدر ما يتعلق الأمر بتغير موقف الحزب من الحرب: "وإذ شجب حزبنا الاختراق لحدود العراق الدولية، ومحاولة اجتياح أراضيه، واعتبر أن تغيراً جوهرياً قد طرأ على طبيعة هذه الحرب التي لم تعد حرباً دفاعية مشروعة من الجانب الإيراني، الذي لم يتوقف عند حدوده الدولية، ولن يدعو إلى ايقاف النزاع، بل دعا علناً إلى مواصلة الحرب داخل الأراضي العراقية حتى تتحقق أهدافه المعلنة... ومن المؤسف، والمثير للغضب، أن العمليات العسكرية الضاغطة على منطقة كردستان، والتي اتخذت قبل الآونة الأخيرة طابع احتلال أجزاء منها، واختراق حتى مناطق محررة تقع تحت سيطرة الحركة الوطنية، تعزز القناعة بأن إيران تستهدف التوسع، وتعمل على تعطيل إرادة الشعب العراقي". ويضيف الرفيق عزيز محمد أن "للعراق حدود دولية معروفة، ولا يمكن لنا نحن الشيوعيين أن نفرق بين شمال وطننا وجنوبه، ومن البديهي اننا نرفض التفريط بأي بقعة منه".

وجاء في تصريحات عزيز محمد حول شعار الحزب المركزي الجديد ما يلي: "إن نضالنا من أجل إنهاء الحرب وإسقاط الدكتاتورية متلازمان في تيار ثوري واحد. لكنهما غير مشروطين ببعضهما. فنحن سنواصل تعزيز نضالنا من أجل إسقاط الدكتاتورية حتى في حالة انتهاء الحرب. كما سنواصل تعزيز نضالنا من أجل إنهاء الحرب التي يمكن أن تتيح لشعبنا وقواه الوطنية إمكانيات أفضل للإطاحة بالدكتاتورية.

وقد حاجج سكرتير الحزب ما أثير في حينها حول الطابع "الدفاعي" للحرب ليصل إلى القول:"لقد أخفقت الدكتاتورية الحاكمة في العراق في تعريب هذه الحرب أو تدويلها، مثلما أخفقت في إكسابها طابعاً "دفاعياً" واصطناع تماثل وهمي بين "السلام" الذي تريده، وبين السلام الديمقراطي، الذي يريده الشعب". [8]

138

وقد مرت الحرب العراقية ـ الإيرانية بمراحل من حيث تغير ميزان القوى. ففي المرحلة الأولى كان ميزان القوى لصالح العراق، ثم تحولت بعد هزيمة الجيش العراقي في خرمشهر (المحمرة) إلى صالح إيران، ومن ثم لصالح العراق من جديد في فترة نهاية الحرب. وإذ كانت إيران قد رفضت ايقاف الحرب في بادئ الأمر، إلا أنها عادت وأذعنت للقرار بعد توالي انتصارات الجيش العراقي في شبه جزيرة الفاو والمعارك التالية لتحرير الأراضي المحيطة بميناء البصرة وحقول مجنون في الأهوار شرقي القرنة، والمناطق الواقعة شرقي علي الغربي وشيخ سعد، ومن ثم التقدم من جديد داخل الأراضي الإيرانية، وضرب إيران بصواريخ سكود. وكان رد العراق على الهجمات الإيرانية في الجبهة بصواريخ أرض ـ أرض مؤثرا جداً. فقد تعرضت الكثير من المدن الإيرانية القريبة من الحدود إلى قصف صاروخي مستمر كمسجد سليمان و بهبهان و دزفول و مهران و انديمشك و خرم آباد و بختران وايلام. وكانت خسائر الإيرانيين جسيمة بالأرواح والممتلكات. وأحرجت نداءات السكان المطالبة بالحماية من الصواريخ السلطات الايرانية. وضاعفت هجرة سكان تلك المدن الى أماكن أخرى من مشاكل البلاد. كل هذه العوامل أرغمت الخميني على إصدار الآمر بوقف إطلاق النار و "تجرع السم" على حد قوله بعد عام من صدور قرار مجلس الأمن.

في 18 تموز 1988 وافقت إيران على قرار مجلس الأمن رقم 598 الصادر في تموز 1987، والذي يدعو إلى إيقاف القتال والتفاوض في جنيف بإشراف الأمم المتحدة. واستقبلت الجماهير العراقية إيقاف الحرب بفرح عفوي غامر عكس مشاعرها المعادية للحرب. وفي النهاية لم تؤد طموحات حكام إيران التوسعية سوى الى أن يتراجع الخميني عن عناده. ولم تحصل إيران في عام 1988 على أكثر مما كانت ستحصل عليه في عام 1982. إن إيران تتحمل مسؤولية في استمرار الحرب طيلة السنوات الست الأخيرة منها. فإذا كان صدام مسؤولا عن إشعال فتيل الحرب وإلحاق الخسائر بإيران خلال السنتين الأوليتين من الحرب، فإن النظام الإيراني هو الآخر مسؤول عن الخسائر التي لحقت بالعراق خلال السنوات الست الأخيرة منها، عندما رفض خلالها حكام ايران قرار مجلس الأمن في تموز 1982 ، ورفضوا أيضاً جميع الوساطات والمقترحات لإيقاف الحرب.

وقبل أن نختتم هذا الموضوع ننقل عن تقرير اللجنة المركزية في عام 1989 بإيجاز بعض أبرز عناوين الخسائر التي لحقت بالبلاد جراء "الكونة" [9] التي أقدم عليها صدام حسين:

* فقدان أكثر من 300 ألف من أبناء شعبنا ممن سقطوا ضحايا هذه الحرب، وتعويق وتشويه ما يقرب من نصف مليون.
* تبديد شطر كبير من ثروة شعبنا في هذه الحرب التي يقدر فيها الإنفاق العسكري (أسلحة ومعدات ورواتب) خلال سنوات الحرب ما يقارب ﺍﻠ 130 مليار دولار.
* تدمير منشآت ومرافق اقتصادية هامة يتطلب اعمارها من جديد أموالاً طائلة،[تصل، حسب الكثير من الخبراء، إلى 67 مليار دولار، كما جاء ذلك في الصفحة 16 من وثائق المؤتمر السادس للحزب (1997) . ويقيناً أن الكلفة تفوق الآن الرقم المذكور] هذا دون حساب الخسائر الناجمة عن فترة توقفها وفترة إعادة بنائها.
* دمار مدن وأحياء سكنية كاملة، وتشريد أهلها لاجئين في بلادهم.
* التفريط بالسيادة الوطنية للبلاد عبر التنازلات الإقليمية التي قدمها النظام لكل من السعودية والأردن.
* تكبيل البلاد بديون ضخمة تقدر بحوالي 85 [120] مليار دولار.
* تدهور قيمة الدينار العراقي إلى أقل من نصف دولار ( في حين أن السعر الرسمي للدينار الواحد 3,3 دولار) [10] .


[1] ـ راجع عزيز سباهي. مصدر سابق، ص 195 وما يليها.
[2] ـ راجع عزيز سباهي. مصدر سابق، ص 200
[3] ـ راجع عزيز سباهي. مصدر سابق، ص 201 ـ 203.
[4] ـ راجع جاسم الحلوائي. مصدر سابق، ص 221.
[*] - عند وصولي إلى مكان الاجتماع، التقيت بالرفيق عزيز محمد وسلمته تقريرا باللقاء مع حزب تودة وأخبرته برأيي القاضي بإعادة النظر في موقفنا من الحرب. وأخبرني الرفيق عزيز بوجود رسالة من الرفيق زكي خيري تطالب بذلك أيضا، وصرح لي بأنه هو الآخر يشعر بضرورة تحريك موقفنا، فطرحت رأيي في الاجتماع معززاً باقتراح التعديل على الشعار المركزي للحزب، كما ورد في الفقرة. جاسم
[5] ـ هاشمي رفسنجاني. مذكرات وخواطر، كتاب "بعد الأزمة"، ص 302، باللغة الفارسية.
[6] ـ الثقافة الجديدة. العدد 170 شباط 1986، ص 44.
[7] ـ زكي خيري. مصدر سابق، ص 234. خط التشديد غير موجود في الأصل.
[8] ـ مجلة "النهج" الصادرة عن مركز الابحاث والدراسات الاشتراكية في العالم العربي، العدد 9، السنة الثالثة، 1985. راجع سباهي. مصدر سابق، ص 204 ـ 207.
[9] ـ (الكونة) هكذا دعا صدام حسين الحرب في خطاب له بعد أيام من اندلاعها ، وهي تعني في اللغة الدارجة في وسط العراق (العراك) بين الاشخاص. راجع سباهي. مصدر سابق، ص 195 وما يليه.
[10] ـ التقرير السياسي الصادر عن الاجتماع الكامل للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، أوائل آذار 1989، ص 8. راجع سباهي. مصدر سابق، ص 208.


يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل