الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاتحاد الاشتراكي وقيمة الزمن والوجود ...أية علاقة ؟؟ (1 )

مليكة طيطان

2008 / 5 / 31
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


أي حزب وبغض النظر عن هويته يوجد في الزمن والوجود، والعملية في حد ذاتها غير متقطعة هي سلسلة من تحولات قد تختلف من حزب إلى آخر أيضا ، من حيث درجة وقيمة وشكل التحول ...فالزمن إذن عنصر أساسي لوجود الحزب .
قد تختلف معي أو تتفق في اختيار حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المغربي كحالة قابلة لدخول مختبرات التحليل والتشريح والملاحظة والمقارنة وصولا إلى الحكم أو إنتاج النظريات ، من موقع أنه الحزب الوحيد في المغرب الذي تتوفر فيه شروط الاسقاطات القادمة من أحشاء علوم السياسة والاقتصاد والاجتماع ...وبغض النظر عن حمولة المشاعر اتجاه هذا الحزب حيث يجتمع في الذات الحزبية التاريخ والجغرافية والانسان ...طبيعي أن يستأثر باهتمام الدارس هذا الحزب انطلاقا من الحمولة الاعتبارية التي يتميز بها ، وحينما أقول الاعتبارية ليس معناها أن حزب الاتحاد الاشتراكي الحالي هو نفسه الحزب الذي كان .... حزب الاتحاد الاشتراكي موضوع دراستنا يستعد لعقد مؤتمره الثامن قريبا والذي فرضته الصدمة الأخيرة إثر مفاجأة 7 شتنبر 2007 والتي لم تكن على باله و كما هي عادته دائما لأنه أصلا لم يسبق له أن كان قادرا على تحديد نقط انعطافاته الحرجة التي يتغير فيها الكم والكيف ...لم يسبق للحزب أن انتبه إلى الزمن كمكون ضمن صيرورة هذه الذات ، ببساطة هو بضاعة موجودة بشكل مغلق لا يلتفت إلى الزمن ، قد يقتصر أصحاب الحزب على إنتاج نفس البضاعة ، حتى إذا ما احتاج الزعماء إلى المزيد تكون بنفس المواصفات طولا وعرضا ووزنا وتفكيرا ...وحينما نتناول العادة من زاوية دياليكتيكية فالمسألة تحيلنا إلى استحالة إنتاج نفس البضاعة في نفس القالب الجاهز انطلاقا من المنطق الديالكتيكي المنبثق من بديهية أن كل شيء يتغير ، وكما نعلم هذا الفكر يحلل الأشياء والظواهر في تغيرها المستمر أساسا المناطق الحرجة حيث يتوقف التماثل والتشابه ، لكن أصحاب حزب الاتحاد الاشتراكي ينفردون بنغمة نشاز مفادها أنه ثمة مسالك عدة تعيد نفس البضاعة ...على سبيل المثال لا الحصر المسلك المتعلق بالزعماء الكارزميين وطنيا أو محليا والذي مفاده حينما ينتبه الزعيم إلى إعادة نفسه يؤسس حضانة لكي تتدرج فيها الأنجال حيث المطمح توريث الزعامة ، أعتقد أن هذا المسلك أساسا اتخذ كمسطرة لابد من اتباع بنودها بعد أن قلمت أظافر الرافد الشبيبي ، والحكاية برمتها لا يمكن أن تنتج إلا احتضان وتلجيم الزمن ...ليس هناك ولو أدنى اعتبار لما حدث في زمن الماضي لكي لا يسقط في الحاضر وبالتالي ألا يرخي بظلاله على المستقبل ، هنا الخلل يبدو جليا في هذا الحزب السياسي الذي ينطلق من حقيقة نلخصهافي إقناع نفسه بصفات ساكنة لواقع يتركب من حركة دائمة .
حتى على مستوى الدراسة والتحليل وإصدار الأحكام وبسط المثالب والمحاسن في حق أو ضد هذا الحزب وبالتالي كشف مناطق الدعارة السياسية فيه هذا إذا ما تكلمنا بلغة الغاضبين أو الحاقدين مع العلم أن زمن الشتائم من المفروض أن نكون حاليا قد تجاوزناه أمام تحولات لا أدري كيف تقيم درجة استحقلقها ، فاللحظة شيء سياسي آخر أكثر خطورة ولم تكن على بال بفعل تعطيل آليات اشتغال تغري المواطن وتثيره لكي يقتنع بالحزب كمؤسسة لا محيد عنها في تدبير الفضاء العام ، يمكن أن تقودك الصدفة أمام انتقادات تعبر عن خواء فكري هي الآن خصوصا عند بعض الأقلام تشير إلى أنه ثمة خواء فكري أو عمى فكري أو غيبوبة لثقافة سياسية وفي أحوال يمكن أن تبلع تعبرعن بؤس معرفي وهذه نواقص يؤسس لها طبعا داخل كل الأحزاب وللأسف ينساق حزب كان يضم في ثناياه أيضا النخبة المتنورة الحداثية كما عايشناه ، ومهما يكن الأمر حزب يستدعي الثقافي والفكري الموسوعي في علاقته بالسياسي وصولا إلى الحزبي ...هذا ما دأبنا عليه نحن الذين عاصرنا
الزمن الذهبي للنضال .
بفعل تشنجات جاتمة لم تعد في طي الكتمان كما تعود حزب الاتحاد الاشتراكي قديما ...والعملية برمتها بالنسبة لوجة نظر متواضعة تحمل ايجابية إلى حد ما تعبر على إشراك الآخر- ولو على مستوى الاخبار- في كيفية تدبير أذوات الحزب وطنيا ومحليا جهويا لكي ينخرط المتتبع والاعلام كمراصد يحسب لها حساب، ولأن الزمن والوجود كبديهية تقول بتواجد الحزب داخلها هل حزب الاتحاد الاشتراكي الذي يستعد لمؤتمره الثامن قادر على الصمود أمام النقد النظري ؟
في الجزء الثاني وتبعا لإمكانات فكرية متواضعة جدا سأعمل جاهدة على بسط معطيات بإزميل التاريخ نقشت تخص الحزب في علاقته بحركية الحزب الأخيرة والتي كما سبق وأن عبرت لا يمكن أن يصدر عليها أي حكم قيمة أو درجة استحقاق مادام الفراغ السياسي المهول الحالي بصيغة أو بأخرى ساهم في خلقها هذا الحزب بمعية أخرى بما فيها الحزب المسمى الاشتراكي الموحد ، في عمقه أي الفراغ آت من نار تناحر وجدت في أصحاب الحزب في مواجهة بعضهم البعض وقودا لها ، نعم دينامية تحركها اعتبارات أخرى لم تكن على بال ...نعم فراغ أفرز نتيجة حتمية لخيارات غريبة في إرغام الوطن على المخاض قبل الأوان لولادة شيء آخر لا ندري أي نوع من الكائنات سينجب بفعل الجينات المختلفة التي تلاقحت ؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وملف حجب تطبيق -تيك توك-.. تناقضات وتضارب في الق


.. إدارة جامعة كولومبيا الأمريكية تهمل الطلاب المعتصمين فيها قب




.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م