الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من-كانا- الي-فانا- ضاعت لحانا !

فيليب عطية

2008 / 6 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في الوقت الذي يجب علي المصريين جميعا أن يعضوا بالنواجذ علي مفهوم العلمانية كمخرج وحيد من حرب اهلية ضروس لن تبقي او تذر ، يخرج علينا بعض من صبية المقاهي ومطاريد العواصم الاوربية التي يتصورون انهم قد وجدوا فيها الملجأ والامان بآرائهم العجيبة التي تكشف عن خوائهم الفكري تحت عمامة الالقاب الطنانة : المتحدث باسم اقباط المهجر والمغفر ، سكرتير اقباط نيويورك وامريكا الانتيكا حامية الحمي وملجأ المستضعفين في الارض ، الي آخر تلك الالفاظ الطنانة التي لاتغني ولاتسمن من جوع ، ويقول أحدهم بصوته الاخنف :ولماذا لايعطون الاقباط نسبتهم التمثيلية في البورلمان ؟ كل الدول تفعل ذلك مع الاقليات ، وانظروا الي لبنان !!! لكل طائفة نسبتها التمثيلية ! ....لبنان ياابن خديجة : الحرب والذل والخراب اصبحت نموذجا لبناء البورلمانات ؟
وماخفي كان اعظم : لصوص يهربون عند اول طلقة يريدون ان يقتطعوا من مصر الجمهورية القبطية الديموراطية ،فالارض ارضنا وامجاد ياقبط امجاد ! وهم لايدرون ان مصر كما يقولون (ممسوكة من عرقوبها ) ومنذ ان توحد الشمال والجنوب علي يد مينا أو نارمر لم تفلح محاولات الفصل بينهما بل كانت النتيجة هي الخراب العاجل المستعجل ، وعلي ايه كل ده ؟ منذ ان وطئت اقدام الغازي العربي ارض مصر ، بل وقبل هذا بقرون لم يكن للمصريين شأن بالسياسة ، فقد ظلت السلطة بيد الغازي :الاغريقي والروماني والعربي والفاطمي والايوبي والساساني والمملوكي والعثماني والانجليزي وهلم جرا فمن ذا الذي يملك الذاكرة ليحفظ عشرات من الغزوات المتوالية اعتصم فيها المصري بأرضه ، ولم تشكل كلمتي قبطي وعربي معني الا عندما كان احدهم يذهب الي الجامع والآخر الي الكنيسة ، وكانت السلطة قادرة علي الضرب بيد من حديد في المرات القليلة التي حاول احدهم فيها ان يتصرف تصرف " ابو عرب " .
والكلمتان عربي وقبطي اصبحتا تثيران الضيق والقرف والسخط والنفور لاسيما حين تستخدمان في غير موضعهما ، فرغم خمسة آلاف عام من التواصل الحضاري ، ورغم عشرات الغزوات والهجرات لايستطيع أحد ان يقول ان مصر متميزة عرقيا أو سلاليا ، وفيما عدا بعض الجيوب الصغيرة للنوبيين واهل الواحات لايستطيع احد ان يزعم بوجود سلالتين علي ارض مصر ،فالدين لايصنع السلالة ، واي عرب هؤلاء الذي يفخر المسلم التقي بانه منهم ، واتي من كيعانهم ؟ كان الاجدر به ان يقرأ بعناية كلمات المؤرخ المصري الشهير بالمقريزي في كتابه الموسوم " البيان والاعراب فيمن حل بمصر من الاعراب " وهو كتاب تمت التعمية عليه عن قصد ومع سبق الاصرار والترصد اذ يقول فيه بالحرف الواحد " اعلم ان كل القبائل العربية التي اتت الي مصر قد بادت بائدتها " .
اذن ليس في مصر عربا واقباطا ، في مصر مصريون ومصريون ومصريون ، وبارك الله فيمن قال :كل من شرب من ماء النيل فهو مصري (ماعدا اليهود بالطبع !) اما أن نخلط الحابل بالنابل ونجعل من القبط اهل مغني او سياسة فهي دعوة مغلوطة ،والادهي ان نفسر تلك الاتجاهات النفسية الشاذة التي اصبح الشارع المصري يموج بها بالفتنة الطائفية ؟ لماذا لانبحث في كل مايدور الآن باعتباره صراعا طبقيا تم تشويهه عن عمد ليستمتع اللصوص بما نهبوه من ارض مصر.
ولماذا لايخرج الاقباط من تلك القوقعة الصغيرة الحقيرة التي وضعوا انفسهم فيها ليشاركوا في مجتمعهم الاكبر ويفرضوا فيه مواهبهم وعبقريتهم ، تلك الموهبة والعبقرية التي جعلتهم يبنون الاهرامات ويناطحون السحاب ...اما ان نتباكي علي نسبة تمثيلية في بورلمان الحاجة زكية فتلك والله رزية ...منتهي الرزية !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها


.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الدكتور قطب سانو يوضح في سؤال مباشر أسباب فوضى الدعاوى في ال


.. تعمير- هل العمارة الإسلامية تصميم محدد أم مفهوم؟ .. المعماري




.. تعمير- معماري/ عصام صفي الدين يوضح متى ظهر وازدهر فن العمارة