الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكهرباء نعمة ام نقمه

سعيد نعمه

2008 / 7 / 7
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


عكف العلماء وأفنوا سنين حتى تمكنوا من اختراع الطاقة الكهربائية خدمة للبشريه. وكان لهم الفضل الكبير على البشرية جمعاء, و دخلت في كل شيء بالحياة حتى أصبحت من مقوماتها الأساسية. إضافة للمقومات الأخرى كتوفير الخدمات اللازمة للإنسان. من انتهاك حقوق الإنسان الاستخفاف بها وعدم توفيرها وهذا من واجبات الحكومة ومسؤوليتها . نلاحظ الاحتلال ومنذ اليوم الأول له استخدم كل الطرق وأبشعها من اجل إن يثبت وجوده مرة بالتواجد العسكري وعملياته و اخرى بالتحكم بالمقومات الأساسية كقطعه الطرق ولعدة ساعات دون مبرر . أو الاعتقال العشوائي وتارة باستخدام الكهرباء أو الماء . وقد استخدمت الحكومة نفس الأساليب . خمسة سنوات وثلاثة أشهر و ميزانية خيالية لكن لن يحقق أي شيء يذكر للمجتمع العراقي والجماهير الكادحة. بل استخدم الكهرباء للضغط النفسي والتلاعب بأعصاب أبناء الشعب . حيث من خلال الكهرباء سلبت إرادة الفرد حيث لا يستطيع حتى حلاقة ذقنه بالوقت الذي يقرره بل اخذ يتسابق مع وجود التيار الكهربائي إذا ترحم عليه من لديه الأمر. لو كانت الحكومة حريصة على راحة المواطن و بعيدة عن الولاءات الحزبية والقومية والطائفية لاستطاعت خلال هذه الفترة من إنشاء محطات كهربائية كبيرة وعملاقة .
لكن موضوع الكهرباء أصبح يستخدم من اجل إذلال الشعب والسيطرة عليه. أي إن الحكومة أيضا تريد إن تثبت وجودها من خلال سيطرتها وتلاعبها بالكهرباء. و الا ماذا تعلل استمرار انقطاع الكهرباء طيلة هذه السنوات ويقطع التيار نهائيا اثناء الامتحانات الدراسية أو في قسوة البرد في الشتاء أو في شدة الحرارة أيام الصيف . من المضحك عندما تلتقي وسائل الإعلام بوزير الكهرباء لمعرفة الأسباب لن ترى سبب مقنع واحد , مرة يبررها بعدم توفر الوقود ونحن بلد النفط والغاز و اخرى بعمل إرهابي . أليس هذا نوع من أنواع إرهاب الدولة ؟ وعندما تسأل وزارة النفط تجيب بالنفي والحكومة لن يهمها شيء ما دامت في أسوار المنطقة الخضراء. بربكم لو كان ما يحدث بالعراق وبهذا الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي الذي بسببه تضرر المجتمع وتوفي عدد كبير من الأطفال و الشيوخ في أي دولة بالعالم هل بقيت الحكومة في موقعها ؟ أم استقالة. وهل بقي وزير الكهرباء في منصبه أم يحال على المحاكم بتهمة ارتكابه جريمة ضد الإنسانية ؟ إن الطاقة الكهربائية في جميع الدول هي نعمه من نعم الحياة لكنها في العراق أصبحت نقمة على المواطن لأنها أصبحت شاغله الأول بعد الوضع الأمني و انهكته اقتصاديا .
العمال والكادحين هم أول الضحايا و أول المتضررون. لكن الموضوع بالعراق مختلف , إن ما نحن به هو من نعم الاحتلال و الحكومة الموالية له وهو انجاز من انجازاتهما لشعب العراق المبتلى . إذن على الحكومة التي لا تستطيع تأمين ابسط مقومات الحياة للشعب إن ترحل دون رجعة وقبل ذلك عليها إن تحاسب نفسها إن كانت وطنية و إنسانية مثل ما تدعي .
وعلى الشعب إن يستخدم كل الطرق الاحتجاجية السلمية والحضارية لمواجه هذه الحكومة وإسقاطها . بسبب عدم قيامها بواجبها ومحاسبة وزير الكهرباء أو أي وزير لا يقوم بواجبه بالشكل الصحيح . لا شك إننا نمر بمثل هذه الظروف ما دامت هناك محاصصة سياسية وطائفية . لان توزيع الحقائب الوزارية ليس حسب الكفاءة بل حسب المحاصصة والولاءات . في النهاية من يدفع الثمن ومن هو الضحية ؟ انه الفرد العراقي الذي عاش المعاناة طيلة عقود من الزمن . وعلى المجتمع الدولي مسؤولية إنقاذ الشعب العراقي من هذه الكارثة الإنسانية بدعمه ومساندته والضغط على الحكومة . عقدين من الزمن مرت و شعب العراق في هذه المعاناة, صمت دولي, حقوق الإنسان, الأمم المتحدة المنظمات الإنسانية الدولية الجميع نسى ما حل ويحل بالشعب العراقي.
الاهتمام من الحكومة ومجلس النواب فقط بمشاريع الاحتلال ومتى تمرر كمشروع قانون النفط والغاز أو المعاهدة الأمنية أو الخصخصة
إذن هذه هي جزء من منجزات الاحتلال والحكومات المتعاقبة بعده وهنا السؤال من ينقذ العراق و شعبه من هذا الوضع المأساوي والظلامي ؟

سعيد نعمه
نائب رئيس الاتحاد العام للمجالس
والنقابات العمالية في العراق
4/6/2008












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل