الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقد أساليب الدفاع عن أراضي الكرمل

مهدي سعد

2008 / 7 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أصدرت "لجنة الدفاع عن أرض الجلمة والمنصورة" في الكرمل مؤخرًا كتيبًا حمل عنوان "أرض إليا النبي"، تحدثت فيه عن الجهود التي بذلتها اللجنة والخطوات النضالية التي قامت بها من أجل "الحفاظ على الأرض".

من حيث المبدأ، الدفاع عن أراضينا المهددة بالسلب والمصادرة أمر مشروع ومن حقنا النضال بكافة الوسائل المشروعة في سبيل الحفاظ عليها وإبقائها بحوزتنا، ولهذا لا بد من توجيه التحية للجنة الدفاع عن الأراضي وكافة الجهات التي تخوض معركة الدفاع عن الأرض على ما قامت به من جهود وتضحيات هي محل تقديرنا واحترامنا.

إلا أنني ومن خلال قراءتي للنشرة المذكورة لفتت انتباهي عدة أمور لم ترق لي وأردت أن أقدم نقدًا عليها، ليس من باب جلد الذات بل من منطلق الحرص على أن يكون النضال أكثر فعالية وإيجابية مما هو عليه الآن.

1. لقد لاحظت أن النضال يأخذ بعدًا طائفيًا درزيًا يحصر معركة الدفاع عن أراضي الكرمل داخل حدود الطائفة الدرزية فقط، وفي اعتقادي إن هذا الأمر من شأنه أن يقلل من قيمة النضال ولا يضعه في بعده الوطني والعربي المطلوب. ومما لا شك فيه أن هذا التقوقع الطائفي بعيد كل البعد عن تاريخ الطائفة الدرزية الوطني والقومي.

بهذا الصدد جاء في كتاب "تاريخ الموحدين الدروز السياسي في المشرق العربي" ما يلي: "إن الموحدين الدروز ما عرفوا في تاريخهم أي انتماء سياسي طائفي بل كانوا دائمًا حماة الأرض يدافعون عن هويتهم القومية العربية ويذودون عن هذه الأمة ضد غزوات الأجنبي ومطامع المستعمر".

2. ارتأى القيمون على اللجنة اضفاء الطابع الديني- العقائدي على نضالهم. نلاحظ ذلك من خلال عبارات مثل: "أرض إليا النبي"، "مهبط الأنبياء الكرام"، "جبل معجزة النار والماء" إلخ من العبارات الدينية.

استخدام النهج الديني في السياسة يتنافى مع النهج العَلماني الذي مارسه الدروز عبر تاريخهم والقائم "على الفصل بين معتقدهم الديني الفكري من جهة وواجبهم القومي الوطني من جهة أخرى" كما جاء في الكتاب أعلاه. أضف إلى ذلك أنه "قلما نرى في المشرق العربي كالدروز من استطاع أن يفصل بين ولائه لله وولائه للوطن. ذلك أن مفهوم الدروز للدين قائم على علاقة الفرد بالله من جهة وعلاقة الانسان باخيه الانسان في المجتمع من جهة ثانية".

لقد أبدى د.رباح حلبي بإحدى مقالاته إعجابه بالأسلوب الديني في مقاومة السياسات الإسرائيلية ضاربًا حزب الله وحماس كمثالين لـ "نجاح" هذا النهج من "المقاومة"، ورأى ضرورة امتثال هذا النهج الديني في "النضال" لدى الدروز، بمعنى نقل تجربة الإسلام السياسي الأصولي إلى الطائفة الدرزية.

إن في نظرة د.رباح باعتقادي سوء فهم للعقلية الدرزية القائمة على الفصل بين الديني والزمني، والتي أشار إليها المعلم كمال جنبلاط بقوله بأن: "عقلية الدروز الليبرالية تتوافق مع تطور مختلف المجتمعات المعاصرة".

وهنا أرى ضرورة استيعاب تجربة المرحوم الشيخ فرهود فرهود في النضال الوطني القائم على الفصل بين الدين والسياسة. وهو الشيخ الذي اعتبره السيد غالب سيف "رجلا عَلمانيًا".

3. من ثم لماذا هذا التطبيل والتزمير للشيخ موفق طريف ؟!، وكأنه الأب الروحي للنضال !!. إن الشيخ موفق فرد من أفراد الطائفة الدرزية ومن واجبه العمل من أجل مصلحتها بحكم منصبه الديني ومكانته الاجتماعية. أما هذا التقديس المبالغ فيه لشخصه فلا حاجة له أبدًا.

4. لماذا هذا التأكيد المستمر على حب الدولة واحترامها والإخلاص والوفاء لها ؟!، ولماذا التذكير بعلاقة "الأنبياء الكرام موسى وشعيب" ؟!. أهذه هي إحدى طرق الدفاع عن الأرض ؟!، هل بقاءنا في أرضنا مشروط بحبنا للدولة ؟!.

نحن مواطنون في هذه الدولة ومن حقنا البقاء في أرضنا والحصول على حقوقنا كاملة بعض النظر عن حبنا للدولة أو علاقة الأنبياء فيما بينهم.

---

إن الدفاع عن الأرض يجب أن يكون وطنيًا- عَلمانيًا وليس طائفيًا- دينيًا. ولا حاجة لتقديس الشخصيات والحب من طرف واحد للدولة التي على ما يبدو أنها لا تحبنًا أبدًا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 91-Al-baqarah


.. آلاف اليهود يؤدون صلوات تلمودية عند حائط البراق في عيد الفصح




.. الطفلة المعجزة -صابرين الروح- تلتحق بعائلتها التي قتلها القص


.. تأهب أمني لقوات الاحتلال في مدينة القدس بسبب إحياء اليهود لع




.. بعد دعوة الناطق العسكري باسم -حماس- للتصعيد في الأردن.. جماع