الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإستثمار في اللاعنف ....

اسماعيل داود

2008 / 9 / 22
الارهاب, الحرب والسلام



بمناسبة الذكرى السابعة والعشرون ليوم السلام العالمي (*) ،
تتصاعد الدعوات من اجل السلام ونبذ العنف في العراق يوما بعد يوم ، وتتنامى معها آمال العراقيين بذلك اليوم الذي يكون فيه بلدهم عصيا على صناع الموت و تجار الحروب ،و بين ما نتمنى وما نحن سائرون إليه يكمن الخوف والقلق .
كي لا نجانب المنطق في تقديراتنا للمستقبل علينا أن نحاول قراءة الواقع من حولنا فمن حقنا أن نسال عن ما نقوم به من استثمار في السلام واللاعنف اليوم كي نكون اقرب إلى المنطق في انتظار قطاف ذلك الزرع غداً .
إن أول تحدي أمام دعاة اللاعنف بل العراقيين جميعا هو إنهاء الاحتلال الأمريكي للعراق، وضع جدول زمني واضح لإنهاء هذا الاحتلال هو خير دليل على تمكّن البديل اللاعنفي وعلى أهميته كسلاح فعال في المقاومة والتغيير ، وَمكمن الخوف والقلق هنا بان يكون الخوض في تفاصيل المعاهدة العتيدة مع الأمريكان حكراً على الفرقاء السياسيين ممثلين بقادة الكتل داخل البرلمان ، خصوصا وهم بهذه الحال من الفرقة والضعف، يتقاسمون الخوف والتوجس من بعضهم البعض ويخضعون لابتزاز المحتل مرة بالخطر الإيراني ومرة بالخوف من عودة الدكتاتورية ومرة بالخوف من خطر الاقتتال الداخلي السني الشيعي والكوردي العربي ،أومن خطر ابتلاع مكون عراقي للمكونات الأخرى.

وفي المقابل يمكن للذين يرغبون وبجد بانهاء الاحتلال المراهنة على الرفض الشعبي لاستمرار هذا الاحتلال وما يوفره هذا الرفض من زخم للمفاوض العراقي. اثبت من خلال التجربة العراقية ان الرفض الشعبي للاحتلال والارهاب الذي جلبه للعراق على حد سواء، هو ما يمكن المراهنة عليه ، والشرط الاساسي لاسثمار هذا الرفض ،هو أن يتم الإعلان عن كافة تفاصيل المفاوضات خصوصا تلك المتعلقة بمسالة جلاء القوات المحتلة و انهاء ملف المعتقلين ووضع اطار للتعامل مع ملف التعويضات للخسائر المادية والخسائر بالاراوح التي ترتبت عن الاحتلال وعن ممارساته طيلة السنوات الماضية ، و ان يكون للشعب العراقي الكلمة في قبول أو رفض مثل هذه الاتفاقية عن طريق استفتاء شعبي حر .

ولمواجهة (بروبكاندا الخوف) التي يروج لها في سبيل المزيد من الابتزار للعراقيين ،الاولى أن يتم عقد اتفاقيات سلام وعدم تدخل برعاية الأمم المتحدة مع كل دول جوار العراق وخصوصا إيران وتركيا وعلى أن تكون لتلك الاتفاقيات ضمانات وآليات للتطبيق تتناول حل كل المشاكل المتراكمة وترسم مستقبل علاقات حسن جوار واحترام متبادل ، ولان الوساطة خير طريق لحل الخلافات الثنائية وبناء الثقة يمكن أن تواصل الأمم المتحدة دور الرعاية للحوار الداخلي وكفالة المسيرة الديمقراطية عن طريق المواثيق والعهود لا عن طريق التدخل العسكري والوجود الأجنبي، وبعيدا عن الابتزاز تحت غطاء البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة أو أموال العراق المودعة في البنوك العالمية.

بدون إنهاء لهذا الاحتلال ستكون مهمتنا عصية في بناء السلام والترويج للبديل اللاعنفي وهل هنالك عنف اكبر من أن تكون محتلاً ؟

...............................
(*)في عام 1981 بادرت الجمعية العامة للامم المتحدة في قرارها المرقم 53/25 باعتبار يوم افتتاح دوراتها العادية في سبتمبر –ايلول ، يوما دوليا للسلام ، وتبع ذلك تحديد يوم ال 21 من سبتمبر ايلول من كل عام يوما للاحتفال بهذه المناسبة ،وفي تقليد سنوي يقام في مقر الامم المتحدة بهذه المناسبة ،يقوم الامين العام بقرع ناقوس السلام في حديقة مبنى الامانة العامة ،في خطوة يتبعها انشطة عديدة في اطار برنامجا سنويا للاحتفال في المناسبة ،كما اعتاد الكثير من الدول الاعضاء في الجمعية والوكالات العالمية والمنظمات غير الحكومية بالاحتفال بهذه المناسبة المهمة ،وبما انجز في سبيل بناء السلام في الاطار الوطني والعالمي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تعلن طرح وحدات سكنية في -رفح الجديدة-| #مراسلو_سكاي


.. طلاب جامعة نورث إيسترن الأمريكية يبدأون اعتصاما مفتوحا تضامن




.. وقفة لتأبين الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل


.. رجل في إسبانيا تنمو رموشه بطريقة غريبة




.. البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمقا