الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أنماط الرواية العربية الجديدة
مصطفى لغتيري
2008 / 10 / 8الادب والفن

ضمن سلسلة عالم المعرفة صدر كتاب نقدي قيم للناقد المصري الدكتور شكري عزيز الماضي يحمل عنوان " أنماط الرواية العربية الجديدة" ، و يقع الكتاب في 295 صفحة من الحجم المتوسط.
استهل الناقد كتابه بمقدمة هامة ، حاول من خلالها تحديد المراحل التي قطعتها الرواية العربية ، فقسمها إلى ثلاث مراحل:
- الرواية التقليدية
و تمثلها الروايات التي ظهرت إبان مرحلة النشأة ، و يتميز النص الروائي فيها باعتباره وسيلة لنقل الأفكار و العبر و العظات ، و يكون الروائي في هذا الصنف من الروايات حريصا على التوثيق و التسجيل باسم الواقعية حينا، و باسم مبدأ الإيهام حينا آخر ، و هذه الروايات تهتم بالأحداث أكثر من اهتمامها بالشخصيات ، و تميل في صوغها نحو المصادفات و القضاء و القدر و تدخلات السارد المباشرة ، الذي يكون في الغالب ساردا عليما ، فيما تتصف لغتها بالتقريرية و تغدو الشخصيات فيها وسيلة لا غاية ، لأنها في آخر المطاف - يقول الناقد- نتاج رؤية تقليدية للفن و الإنسان و العالم ، وهي ببنائها العام و أدواتها تعيد إنتاج الوعي السائد.
- الرواية الحديثة
و يقصد بها تلك الروايات التي ظهرت استجابة لجمالية اجتماعية مستجدة ، و تأثير التراث السردي العربي و المؤثرات الأجنبية ، و تؤشر على انتقال الفن القصصي نحو مرحلة النضج الفني . و هي رواية تهتم بالثوابت و الباطن الجوهري ، أي أنها تتغلغل في جذور الظواهر و تصور العلاقات من الداخل ، و أهم ما يميزها على مستوى البناء ذاك التصميم الهندسي و الاعتماد على البداية و الذروة و النهاية ، و نمو الأحداث فيها يكون وفق مبدأ العلية أو السببية ، كما تتصف بتعدد الرواة و الإيهام بالواقعية ، باعتبارها تنطلق من رويا للفن و العالم، تتصور من خلالها أن ظواهر العالم قابلة للتفسير ، أي أنها - بعبارة أخرى- تمتلك رؤيا فنية وثوقية تجاه العالم.
- الرواية الجديدة
و من أبرز عوامل بروزها في الساحة الثقافية هزيمة 67 التي كانت إيذانا بسقوط الإيديولوجيات السائدة ،بالإضافة إلى عوامل ذاتية و موضوعية أخرى . و هذالنمط من الرواية يعبر عن ذائقة جديدة ، تعد - في أحد مستويات التأويل- انعكاسا لأزمة الإنسان ، و تتميز- أسلوبيا- بتفجير الحبكة ، وتدخل الكاتب ، و تحطيم مبدأ الإيهام بالواقعية ، فضلا على تكسير الزمن ، مع ما يترتب عن ذلك من فقدان الوحدة و التناغم و التحديد ، فأصبحنا - بالتالي- أمام شكل روائي غير جاهز ، بل هو ينمو من داخل التجربة ، وهذا الصنف من الروايات يدعو إلى إعادة التفكير و التأمل في العالم ،بسبب زرعه لبذرة الشك في القارئ و المكتوب و العالم . فهو - في المحصلة - ينطلق من رؤيا لا يقينية للعالم.
و قد تناول الناقد بالدرس و التحليل نماذج من الرواية العربية تمثل الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، في فصول استوفت حقها من البحث،
وكنموذج للسرد المهجن و قع اختيار الناقد على رواية " الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد إبي النحس المتشائل" لإميل حبيبي. و في باب السرد الغنائي انصب الدرس على رواية " هاته عاليا ، هات النفير على آخره.." سيرة الصبا" لسليم بركات ، أما في السرد الفسيفسائي فقد كان النموذج المدروس رواية "النخاس" لصلاح الدين بوجاه ، و في فصل جمالية التفكك و التشظي فوقع الاختيار على رواية " أتت منذ اليوم " لتيسير سبول.
فيما حظيت رواية " وردة للوقت المغربي" لأحمد المديني بالدرس في فصل" بنية السرد/ النمو الاستعاري " و في فصل سيرة الأشياء تم اختيار رواية " هليوبوليس" لمي التلمساني ، أما في باب" جمالية الرعب و الانهيار " فقد تمت دراسة و تحليل روايتي الطاهر وطار" الشمعة و الدهليز و " الولي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي" وفي فصل" تفتت البنية السردية و انكسار المعنى " فكان التحليل من نصيب رواية " بيضة النعامة " لرءوف مسعد ، وفي فصل التناسل اللاعضوي و تراسل الأجناس اختيرت رواية "حارس المدينة الضائعة " لابراهيم نصر الله ، أما في فصل الرواية / القصيدة فتم تحليل رواية" الدينصور الأخير" لفاضل عزاوي.".
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. نجوم الفن يتوافدون لتقديم العزاء في الفنان سليمان عيد بمسجد

.. ترمب يربك مترجمة ميلوني خلال قمة في البيت الأبيض

.. توافد نجوم الفن على عزاء الفنان سليمان عيد

.. ستايل توك مع شيرين حمدي - معرض -بوست كارت من غزة- للفنانة ره

.. قبل الرحيل.. سليمان عيد يروى كيف دخل عالم التمثيل بـ-الصدفة-
