الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قائمة - دروز شفاعمرو- تستغل الدين لأهدافها السياسية !!

مهدي سعد

2008 / 10 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المتابع لإعلانات ونشرات قائمة "دروز شفاعمرو" لا بد أن يلاحظ مدى استخدامها للدين في حملتها الانتخابية. الحديث يدور حول إعلانها الانتخابي في راديو "السلام" الذي تستغل القائمة فيه بعضًا من العبارات الدينية كالتوحيد والإيمان في سياق تسويقها لنفسها. أضف إلى ذلك نشرها لإعلان انتخابي في الصحف يظهر فيه شاب في مقتبل العمر يحمل العلم الديني للطائفة الدرزية، وكتب في الإعلان: "لا تحرقوا صوتي.. لا تحرقوا مستقبلي"، وكأن بقاء الطائفة الدرزية في شفاعمرو مرهون بوضع شارات الـ "د ش" في صناديق الاقتراع !!. وبلغ استغلال القائمة للدين ذروته العليا في صورة وزعتها لمزار سيدنا أبي عربية الواقع في شفاعمرو، كتب تحتها: "قد دقت ساعة الحسم وعلى الله وأنبيائه الاتكال".

يجب الاعتراف بالقدرات الإعلامية الكبيرة التي تتمتع بها قائمة "دروز شفاعمرو" غير الموجودة لدى قوائم أخرى. لكن لا يجوز في أي حالٍ من الأحوال استخدام تلك القدرات من أجل الحصول على مكاسب سياسية عن طريق استغلال مشاعر الناس الدينية في محاولة لكسب أكبر عدد من الأصوات في الشارع الدرزي. استخدام الدين في المعارك السياسية أمر مرفوض دينيًا وسياسيًا. فالدين لم ينوجد لفئة معينة من هذه الطائفة أو تلك بل هو عقيدة روحية وأخلاقية تشمل جميع من يؤمن بها، أضف إلى ذلك أن الأخلاقيات السياسية تحتم على السياسيين عدم استخدام الدين لأهداف شخصية وفئوية وعائلية. من حق كل جسم سياسي أن يستخدم كافة الطرق المتاحة في دعايته الانتخابية لكسب أصوات المواطنين، لكن من غير المقبول زج الدين في الحملات الانتخابية.

هذا الحديث يقودنا إلى التطرق للمعضلة الطائفية في مدينة شفاعمرو. مما لا شك فيه أن جميع القوائم التي تطرح نفسها على الشارع الشفاعمري هي قوائم طائفية بما فيها تلك الأحزاب التي تسمي نفسها "وطنية". إلا أن غالبية القوائم لا تظهر طائفيتها في خطابها السياسي وإعلاناتها الانتخابية باستثناء قائمة "الفجر" التي تتبنى خطابًا طائفيًا إسلاميًا وقائمة "دروز شفاعمرو" ذات الخطاب الطائفي الدرزي. كذلك فإن أغلب القوائم لا تخلط بين دين أتباعها وخطها السياسي وهنا أيضًا نستثني قائمتي "الفجر" و "دروز شفاعمرو" التين تطرحان طرحًا أصوليًا يتمثل بجعل الدين أداة لتحقيق المكاسب السياسية. لا بد من التساؤل: هل أصبحت قائمة "دروز شفاعمرو" الرديف الدرزي لقائمة "الفجر" الإسلامية ؟!!

أعتقد أنه من الضروري ترك الدين في فضائه الطبيعي الذي ولد له وهو الفضاء الروحي المتشخص بممارسة الطقوس والعبادات ونشر رسالة التسامح والمحبة في المجتمع. ويجب الكف عن استغلال الدين للمصالح الدنيوية البعيدة كل البعد عن الطبيعة الروحية للعقيدة الدينية.

لا بد من الإشارة إلى أن الغرض من هذا المقال ليس الطعن في تاريخ ومواقف قائمة "دروز شفاعمرو" التي حققت انجازات وأعمالا هامة على الصعيدين الدرزي والبلدي، بل كان من الجدير تنبيه قادة القائمة لهذه الجزئية في طرحها السياسي. والواجب يملي علينا الاعتراف بأن هذه القائمة تنتمي لبيت سياسي عريق له باع طويل في الحقلين السياسي والاجتماعي وذلك على الصعيدين المحلي والقطري، بالإضافة إلى أن رئيس القائمة السيد فرج خنيفس يعتبر أحد أبرز السياسيين المخضرمين في شفاعمرو والمنطقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال


.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر




.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي


.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا




.. الجيش الإسرائيلي يدمر أغلب المساجد في القطاع ويحرم الفلسطيني