الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسعود البارزاني يعيد الحيوية لمناقشات المعاهدة الأمريكية

صائب خليل

2008 / 11 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أثارت تصريحات رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني حركة حماس في الشارع العراقي كالعادة، وأزالت بعض الملل الذي بدأ يتسرب إلى المناقشات المكررة حول المعاهدة.
ولم تقتصر الإثارة على تصريح مسعود نفسه بإمكانية تجاهل الحكومة العراقية وبرلمانها ودستورها، بل شملت الحيوية ردود أفعال الآخرين عليها أيضاً حين حاولوا شرح ماكان مسعود "يقصده" لمن لم يفهمه بسهولة.

محمود عثمان حاول أن يشرح موقف مسعود لـ "الحياة". سألوه عن حقيقة الموضوع فقال:" «الولايات المتحدة الاميركية تتعامل مع اقليم كردستان كجزء من العراق، ولم يكن هناك اي تعامل سياسي او أمني اميركي مع اقليم كردستان منفرداً بعد عام 2003 وذلك يعود الى عوامل منها الدور التركي الذي تتحسب واشنطن له».
وأضاف عثمان «بناء على هذا لا اعتقد أن القوات الاميركية ستبرم اتفاقا مع اقليم كردستان وحده لبناء قواعد عسكرية على اراضيه ما لم تكن بغداد ايضا طرفاً في أي خطوة مماثلة».

ماذا يعني هذا؟ عثمان لا يضع أمله على ما يبدو على مسعود وإنما هو "لايعتقد أن القوات الأمريكية" ستفعل مايريده منها! يعني أن علينا أن نعتمد على الله وعلى رفض الأمريكان وامتناعهم عن قبول مشاريع مسعود ونصلي من أجل أن يبقى "الدور التركي" كما هو ليحمي وحدة العراق ودستوره من حركات السيد رئيس إقليم كردستان!

وأنظرو هذه المحاولة ذات الإلتواءات الفنية من مدير المكتب الاعلامي لرئيس برلمان كردستان طارق جوهر وهو يشرح لـ «الحياة» لماذا يرى أن القواعد الأمريكية شرعية في كردستان حتى قبل اتفاق بغداد، فيقول: "شخصيا أرى أنه اذا ما قدم هذا المقترح أمام البرلمان (الكردستاني) فلن يكون هنالك مانع من الموافقة عليه ما دامت القوات الاميركية لها مناطق تمركز وانتشار في باقي مناطق العراق".

يعني شنو - ما دام لها "مناطق تمركز وانتشار"؟

وهاهو رئيس إقليم كردستان يشرح لنا بنفسه سر رفض العراقيين للقواعد فيقول أن غالبية القوى السياسية في العراق موافقة على توقيع الاتفاق الامني مع واشنطن وهي ترغب بذلك، لكن «الارهاب الفكري» الذي يمنع التعبير عن الآراء الحقيقية هو الذي يحول دون التصريح علانية (بسبب) الانتخابات المقبلة، بالموافقة على الاتفاق حيث أن هذه القوى السياسية تفكر في ما اذا كان الناس سيديرون لها ظهورهم في الانتخابات المقبلة ويتهمونها بـ «الموالاة لواشنطن»."

يعني أن مسعود يرى أن الشعب يمارس "الإرهاب الفكري" على ممثليه في الحكومة والبرلمان، لكي يمنعهم من التعبير عن "ألآراء الحقيقية"!! يا للهول...ومن يدري.. فربما يحاول غداً أن يفرض آراءه لاسامح الله!!
عند مسعود، حيث يعم الوئام بين السياسيين والناس، لايوجد شعب يمارس "الإرهاب الفكري" ليفرض رأيه على السياسيين، لذا فهو حر في أن يقول "الآراء الحقيقية" بغض النظر عن رأي الشعب! هناك الحرية للجميع: للحكومة رأيها وللشعب رأيه والكل سعداء.

مساكين النواب في بغداد، مضطرين بسبب هذا الإرهاب أن يقولوا أحياناً ما يريد الشعب على ما يبدو! هل بقي أحد بهذا التخلف في القرن الواحد والعشرين غيرنا؟
لكنهم معذورين، لأنهم إن لم يفعلوا فأن هذا الشعب القاسي القلب سيستغل قرب الإنتخابات ليبتزهم بتهديدهم بأن "يدير ظهره لهم" وينتخب غيرهم!! هل هناك استغلال أكثر بشاعة من هذا؟ في الغرب الديمقراطي ينتخبون الحكومة ثم يذهبون للتفرج على المسلسلات ويتركون لها كل الحرية لتقول "الآراء الحقيقية"، أما عندنا فنسلط عليهم "الإرهاب الفكري" ونجبرهم أن يقولوا "الأراء غير الحقيقية"، آراءنا الشخصية الأنانية! اليس هذا دليلاً ساطعاً على أن هذا الشعب اللئيم يبحث عن مصلحته فقط؟

http://www.yanabeealiraq.com/news_folder/n03110808.htm








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في 


.. دعوات أميركية للجوء إلى -الحرس الوطني- للتصدي للاحتجاجات الط




.. صحة غزة: استشهاد 51 فلسطينيا وإصابة 75 خلال 24 ساعة


.. مظاهرات في العاصمة اليمنية صنعاء تضامناً مع الفلسطينيين في غ




.. 5 شهداء بينهم طفلان بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي السعو