الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصتان قصيرتان عن الغزالة والجرذان وعشيرة الشجعان

صائب خليل

2008 / 12 / 29
كتابات ساخرة


قصة الغزالة الصغيرة والضبع والتمساح والجرذان الثلاثة

بينما كانت الغزالة الصغيرة في طريقها إلى الإختناق بين فكي التمساح الذي تربص بها عند نبع الماء حدثت ضجة وحركة أعادت اليها الأمل في الحياة. انتفض التمساح وحرك رأسه بعنف فكاد يكسر عنقها، ثم وفجأةً، وجدت نفسها طليقة فسحبت بضعة انفاس قبل ان تفتح عينها لترى من بين الغبار والدماء المتناثرة ضبعاً كبيراً وقد عض التمساح عند رقبته القصيرة وأطبق عليه من الأعلى بفكيه القويين فلم يعد للتمساح طريق للخلاص منه رغم كل ما كان تثيره حركاته العنيفة المخيفةمن من غبار وضجيج.
حركت الغزالة رأسها غير مصدقة هذه الهبة السماوية المعجزة! وأدركت أن الضبع أرادها لنفسه، وهاهما يتصارعان على لحمها اللذيذ. تلفتت يمنة ويسرة تحاول أن تجد طريقها وهي تعرج بساقها المكسورة رغم الألم الشديد والدوار والرعب، مدركة أن عليها أن تسرع قبل أن تنتهي المعركة وتطبق عليها فكي الضبع هذه المرة.

لكن ما إن ترنحت الغزالة بخطوة واحدة حتى خرج لها ثلاث جرذان من تحت الأرض يعترضون طريقها وفي وجوههم غضب وانزعاج!
"ألا تستحين! لقد أنقذ حياتك، والآن هذا جزاؤه؟؟؟" قال الأول.
"لكن أنا...." أجابت الغزالة مرتبكة..
"لا تقولي "لكن"....قولي لي، هل كان بإمكانك أن تهربي بنفسك لولا السيد الضبع"؟ أكمل الجرذ الثاني.
" لا، إنما..."
"دعينا من الـ "إنما" يا ناكرة الجميل....اليس له حق عليك؟ قولي؟"..
"لكنه يريد..."
"....أن يأكلك أو ربما يريد أن يحصل على فخذ منك،...وماذا في هذا؟ من حق كل حيوان أن يأكل" قال الأول...
ثم صارت الجرذان المتشابهة تتبادل أماكنها وهي تتكلم لذا لم نعد نعرف رقم أي منهم ولن نشير اليه بعد الآن...
"لم يأت..."
"لم يأت لينقذك، بل من أجل مصلحته، طبيعي جداً أن يبحث كل حيوان عن مصلحته، وإلا كيف يعيش؟؟؟؟"..
"وأنا...."
"أنت...أنت يجب ان تعترفي أنك خسرت المعركة، هذه حقيقة واقعة، وأن تدفعي ثمن ذلك دون تذمر"!
"كان عليك إن لا تقعي بين فكي التمساح منذ البداية"
"تتصرفين بكبرياء وكأنك لا تتحملين أنياب الضبع بين أضلاعك، لكننا رأيناك جميعاً بين فكي التمساح، فأين كانت كرامتك المزيفة هذه؟؟ ها؟؟"
"لم يكن..."
"لا احد يدّعي أن فك الضبع مريحة، لكنها مهما تكن، أهون كثيراً من فك التمساح. ألا تعترفين بذلك؟"
"ولماذا..."
" لاتدوري حول السؤال: قولي هل كان الحال بين فكي التمساح افضل؟"
"هل هناك من يفضل التمساح على الضبع"؟
"كان يجب ان يتركها بين فكي التمساح لتتعلم جيداً"
"بالفعل...لايليق بمثلها سوى التماسيح!"

وقبل أن تفتح الغزالة فمها، قفز الجرذان في جحرهم فجأة، والتفتت خلفها لتجد الضبع قد انتهى من التمساح وفتح فمه بتكشيرة مرعبة!!!....

****

عار عشيرة الشجعان

بعد أن مزق قطيع الذئاب أشلاء من تجرأ منهم على الخروج من الكهف، حبس باقي الأحياء من العشيرة انفاسهم، ولم ينبس أي منهم بكلمة حتى أرسل الفجر أول خيوط الضوء. وعندما استيقظوا على صياح ديك، وجدوا أن القطيع قد غادر، فهموا بالخروج، ليكتشفوا أن كلباً كبيراً كان يقف مزمجراً عند فتحة الكهف! مرت ساعة ولم يقل أحد كلمة أو يأت بحركة، فمن يعلم ما يستطيع كلب بهذا الحجم، هبط من السماء، ان يفعله؟

وفجأت صاح شاب: "هذا أقدر عليه" والتقط حجراً وأرسله بكل قوة إلى الكلب فعوى هذا وقفز من مكانه وابتعد قليلاً...ووقف يراقب عن كثب.
تبادل الجماعة النظرات وقد احمرت وجوههم من الإحراج والخجل، لكن احدهم أنقذ الموقف حين صرخ بالشاب الذي ضرب الكلب:"أنك جبان! لو كنت شجاعاً لضربت الذئاب"!!
ذهل ا لشاب لحظة، فإذا بآخر يصرخ به بهستيريا: "لو كانت الذئاب محل الكلب لمزقتك تمزيقاً، لكنك تضرب الكلب دون الذئاب...إنك جبان...إنه جبان، ألا ترون كم هو جبان؟"
وتعالت الأصوات في الكهف تهتف "جبان، إنه جبان...، نعم جبان، لو كان شجاعاً لما......كان عليه أن يخجل....لو لم يكن جباناً لماذا قضى الليل في الكهف ولم يخرج للذئاب؟ إنه لايستحي لجبنه...إنه عار علينا.....إنه عار العشيرة!"










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مشهد لم تقراه في قصة الغزالة
محمد خليل عبد اللطيف ( 2008 / 12 / 28 - 21:00 )
كان هنالك ابناء للتمساح ينتظرون من ابيهم ان يطعمهم فلم يجدوا سوى ان يعطوا غصن شجرة للغزالة لتقاوم به الضبع ثم تواروا عن الانظار عند ضفة النهر المجاور تنتظر لترى من سينتصر
شكرا لسعة صدرك ياسيدي


2 - أستميحك عذرا
حميد الحلاوي ( 2008 / 12 / 28 - 21:06 )
أخي الحبيب
منذ 1994 منعت من تعاطي المشروبات الكحولية خوفا على صحتى من قبل والدة العيـال وأنا بوصفـي ديموقراطيا للكشر أتبعت التعليمات بحذافيرها
لكني تعرضت للعقوبة القاسية مساء اليوم وأنا أهذي من النشـوة بعد أن قرأت الدقـة في الأختيـار والبـلاغة في الأيصـال والقدرة الفائقة على سحب البسـاط من تحت أقدام المنافقين والمتهافتين على بقايا الغنيمـة من أشباه المثقفين
للحد الذي أجبرت فيه على أداء الأختبارات الأعتيادية التي تجرى للسـكارى وبعدها أقتنعت دكتاتورتي بأني سـكران من دون أحتسـاء
أستميحك عذرا ً إن تصـرفت بمضامين القصتين في مجال عملي
و لا أظنك تبخل على صديق محب بذلك
دمت في عافية فكرية وجسـدية


3 - روايتان
نديم عادل ( 2008 / 12 / 29 - 01:37 )
عزيزي صائب
اسمح لي هذه المره قبل ان احييك ان اقول لك انك ظالم!
كيف ?
اسألني لماذا ?
اولاً إنك تسبب لي الارق كلما قرأت مقالة لك
قبل ثانيا
تحياتي وتمنياتي لك براس السنة هجريا وميلاديا بموفور الصحة والسعادة والمزيد من العطاء
ثانيا انت ظالم لانك اسميتهما قصتان قصيرتان والحال انهما روايتان تحاولان وصف اخطر مرحلة في حياة شعب عظيم.
ثالثا انت ظالم لانك استعملت الجرذان( هذه الحيوانات التي تمتاز باعلى درجة
من التكاتف الاجتماعي بما يفوق التكاتف الاجتماعي لدى البشر) واستعملتها لوصف من هم ادنى من الطفيليات.

قبلاتي
اخوك ناديم


4 - شكرا لبصيرتك ..
يحيى السماوي ( 2008 / 12 / 29 - 01:50 )
بوركتَ قلبا ً وضميرا ً وقلما ً .... واصلْ فضحك لثقافة التيئيس والاستسلام والخنوع ... إن مَنْ يرى بالبصيرة ليس كمن يرى بالبصر ... كفاك زهوا ً أنك ترى بالبصيرة يا صديقي .


5 - رذان متوحشة
ابو عيسى ( 2008 / 12 / 29 - 14:48 )
سيدي الفاضل القصتين تصف الحالة العراقية وهي (حسجة) اهل الفرات الاوسط في وصف حالة ما لكني استميحك عذرا بأن جرذاننا اكثر وحشية مما جاء في القصة فجرذاننا تبحث عن حصتها من الفريسة دمت لنا قلما عراقيا ابدا


6 - رد الكاتب 1
صائب خليل ( 2008 / 12 / 29 - 16:50 )
اخواني الف شكر لكم

أخي محمد خليل عبد اللطيف، كل من يعطي الغزالة ما تقاوم به، مشكور مشكور مشكور.

حبيبي حميد الحلاوي، سأتذكرك واشعر بالذنب كلما استمعت إلى أم كلثوم تشدو:-يامسهرني- ! الف شكر لك إيميلك الناضح بالطيب والود.

أخي العزيز نديم عادل، ما دام اسمك هذا وحكمت علي بالظلم فلا شك اني ظالم ، شكراً لك أيها الصديق الطيب :)

أخي الحبيب، السماوي الكبير، تنير مكاني دائماً بنور وجودك ودفئك، كم يجب ان اشكرك؟

أخي العزيز ابو عيسى ، شكراً لك حضورك وتعليقك ومودتك

أخي اختي العزيز(ه) -قارئ-
شكرا لك ولمتابعتك المستمرة وكرمك في التعليق ودمت لي

قبلاتي لكم جميعاً


7 - شكرا للوضوح مرة ثانية
علي ديوان ( 2008 / 12 / 29 - 18:40 )
عزيزي صائب..

انت تثبت المرّة بعد الاخرى مقدرة بارعة في التشخيص الدقيق, الذي هو الاهم في جميع مراحل العلاج. لكي يتم بعدها اتخاذ التدابير السليمة في سبيل الخروج من المازق. ولك ارفع قبعتي دائما, متمنيا من الجميع استغلال الفرصة وقراءة كل مقالاتك كي يروا بأم اعينتهم, كم هي سلسة وواضحة كل التفاصيل التي يحاول قلبها السياسيون بادواتهم الاعلامية المريضة. التي حاولت بدون جدوى التقليل من ذلك الحدث الذي جلجل وسيبقى يجلجل ابواب الغطرسة الاميركية.
وهم بذلك ليسوا احق من تلك المعزى: اذ حدث ذات يوم ان احدى المعزات -الشريفات- والمحافظات جدا قد ذهبت الى الوالي شاكية له التصرف المخزي الذي قامت به احدى النعاج. حيث وحينما ذهب بهم الراعي الى الخلاء القريب من القرية, وقد استرخى قليلا ونام من شدة الحر. قامت احدى نعجات القطيع باللعب مع الاخريات والركض هنا وهناك, ولم تكتفي بذلك, بل قفزت فوق الساقية الى الطرف الاخر مما مكّن المعزى من رؤية مؤخرتها في تلك المرة. وهي ( اي المعزى) لم تستطع السكوت على ذلك التصرف المشين وهي تُشهد على النعجة ثلاثة من الجديان . وعليه تطلب من العدالة ان تأخذ مجراها للاقتصاص من ذلك التصرف الخادش للاعراف وللحياء. . فما كان من الوالي الا ان طلب من المحلفين الاتيان بمراة اعطا

اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع